|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإسرافِ والتبذيرِ
لقد نهى اللهُ ورسولُه صلى الله عليه وسلم عن الإسرافِ والتبذيرِ، قال تعالى: ﴿ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141]، قال ابنُ جرير: (قال بعضُهم.. السَّرَفُ الذي نَهَى اللهُ عنهُ في هذهِ الآيةِ: مُجَاوَزَةُ القَدْرِ في العَطِيَّةِ إلى ما يُجْحِفُ برَبِّ الْمَالِ) انتهى، وقال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، قال السُّدِّيُّ: (لا تُعْطُوا أموالَكُم فتَغْدُوا فُقَرَاءَ) رواهُ ابنُ جرير، وقال تعالى: ﴿ وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 26، 27]، قال ابنُ كثير: (أيْ: في التبذيرِ والسَّفَهِ وتَرْكِ طاعةِ اللهِ وارتكابِ مَعْصِيَتِهِ) انتهى، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67]،
و(قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: كُلُوا واشْرَبُوا وتَصَدَّقُوا والْبَسُوا ما لم يُخَالِطْهُ إسرافٌ أو مَخِيلَةٌ) رواهُ ابنُ ماجه وحسَّنه ابن حجر. و(قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ اللهَ يَرْضَى لكُم ثلاثًا، ويَكْرَهُ لكُم ثلاثًا، فَيَرْضَى لكُم: أنْ تَعْبُدُوهُ ولا تُشْرِكُوا بهِ شيئًا، وأنْ تَعْتَصِمُوا بحبلِ اللهِ جميعًا ولا تَفَرَّقُوا، ويَكْرَهُ لكُم: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وإضاعةِ الْمَالِ) رواه مسلمٌ، قال العَيْنيُّ: (قولُه: «وإضاعةَ الْمَال»: هوَ صَرْفُهُ في غيرِ ما يَنبغي) مِن أسبابِ الإسرافِ والتبذيرِ: الإسراف على النفسِ بالمعاصي والآثامِ، قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53]، ومنها: الْجَهْلُ، ومنها: حُبُّ الظُّهورِ والتباهي، ومنها: الإسرافُ في الأكلِ والشَّبَعِ الْمُفرِط، والإسراف في الغُسْلِ والوُضوءِ، وفي الْمَاءِ والكهرباء. وأمَّا أسبابُه: فمنها: الجهلُ بأحكامِ الشريعةِ، والتأثُّرِ بالبيئةِ، والغِنى بعدَ الفقرِ إلاَّ مَن رَحِمَ اللهُ، والغفلة عن الآخرةِ، ومُصاحبةِ المسرفينَ والْمُبذِّرين. وأما آثارُ الإسرافِ والتبذير: فمنها: عدمُ مَحبَّةِ اللهِ لهم، قال تعالى: ﴿ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141]، ومنها: أنه يُفضي إلى طَلَبِ المالِ بالكسبِ الحرامِ، ومنها: الإضرار بالبدن، ومنها: مشاركةُ الشيطانِ لهُ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (فِرَاشٌ للرَّجُلِ، وفِراشٌ لامْرأَتِهِ، والثالثُ للضَّيْفِ، والرَّابعُ للشيطانِ) رواه مسلمٌ، ومنها: أنه صارَ مِن إخوانِ الشياطينِ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الإسراء: 27]، ومنها: التعرُّضُ للحسابِ يومَ القيامةِ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: لا تَزُولُ قَدَما عبْدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسْأَلَ: عنْ عُمُرِهِ فيما أَفْنَاهُ، وعنْ عِلْمِهِ فيمَ فَعَلَ، وعن مالِهِ مِنْ أينَ اكْتَسَبَهُ وفيمَ أَنْفَقَهُ، وعنْ جِسْمِهِ فيمَ أَبْلاهُ) رواهُ الترمذيُّ وقال: (حَسَنٌ صَحِيحٌ).
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~