|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تفسير سورة الفاتحة
تفسير سورة الفاتحة
(الحمد لله رب العالمين) (الحمد): هو وصفُ المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيمِ لذلك الـمحمود، والفرق بين الحمدِ والمدحِ أن المدحَ قد يكون لممدوح غير محبوب ولا مُعظَّم وإنما قد يـُمدح إما لـماله أو سلطانه أو لعرَضٍ دنيوي فالـمدح بخلاف الحمد. (ربِّ): الربُّ هو الخالق المالك المتصرِّفُ سبحانه. (العالمين): كلُّ موجودٍ سوى الله من الجن والإنس والحيوان والطير والدَّواب وغيرها من مخلوقات الله، والعالم مشتق من العلامة، لأن العالمَ علامةٌ على وجود خالق العالم وهو اللهُ سبحانه. (الرحمن الرحيم) (الرحمن): هو وصفٌ لرحمته العامةِ لجميع الخلائقِ إنْسِهم وجنِّهم بما فيهم الكفارُ والمنافقين والعُصاة وكذلك الدَّواب. ( الرحيم ): هو وصف لرحمته الخاصة التي جعلها الله لعباده المؤمنين، قال تعالى: (وكان بالمؤمنين رحيماً) الأحزاب [43] (مالك يوم الدين) (مالك): الحاكمُ والمتصرفُ وحدَه سبحانه في ذلك اليوم (يوم الدين): هو يومُ القيامةِ حيث يدينُ اللهُ الخلقَ بأعمالهم إن خيراً فخيرٌ وإن شراً فشرّ. (إياك نعبد وإياك نستعين) (إياك نعبد): أي لا نَعْبدُ إلا الله سبحانه وتعالى لأنه لا معبودَ يستحقُّ العبادة غيره (وإياك نستعين): أي نستعين بالله على القيام بتلك العبادة التي يستحقها سبحانه ولا يستطيع عبدٌ أن يعبد الله إلا إذا أعانه الله ووفقه للقيام بتلك العبادة، حيث لا حول للعبد ولا قوة إلا بالله وحده. قال ابنُ القيم رحمه الله: فإذا قالَ: (إيَّاك نعبدُ وإيَّاك نستعين) انتظر جواب ربه له: " هذا بيني و بين عبدي، و لعبدي ما سأل ". ( وتأمل عبودية هاتين الكلمتين و حقوقهما، و ميِّز الكلمة التي لله سبحانه و تعالى، و الكلمة التي للعبد، و فِقهِ سرِّ كون إحداهما لله، و الأخرى للعبد، و ميِّز بين التوحيد الذي تقتضيه كلمة. (إيَّاك نعبدُ) و التوحيدُ الذي تقتضيه كلمةُ (وإيَّاك نستعين)، و فِقه سرِّ كون هاتين الكلمتين في وسط السورة بين نوعي الثناء قبلهما، و الدعاء بعدهما، وفِقه تقديم (إياك نعبد) على (وإياك نستعين)، و تقديم المعمول على العامل مع الإتيان به مؤخراً أوجز و أخصر، و سرِّ إعادة الضمير مرَّة بعد مرة. (اهدنا الصراط المستقيم) (اهدنا): ارزقنا هِدايةَ الإِرْشاد إلى الطَّريق الصَّحيح، وهداية التوفيقَ لسلوك ذلكَ الطريقَ. (الصراط المستقيم): الذي لا عوجَ فيه، ولا ارتفاعَ، ولا انخفاضَ وهو الطريقُ الواسعُ الـموصل إلى رضى الله سبحانه،ومن ثم إلى جنته التي ادخرها لعباده الصالحين. (صراط الذين أنعمت عليهم) هذه الآية تفسير للمراد بالصراط المستقيم وهو صراط الذين أنعم الله عليهم وهم المذكورون في قوله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ ورسولهُ فأولئكَ مَعَ الذين أنعمَ اللهُ عليهم من النبيينَ والصديقِينَ والشهداءِ والصالحينَ وحَسُنَ أولئك رفيقا) النساء [69]، نسأل الله أن نكونَ منهم. (غير المغضوب عليهم) المَغْضوبُ عليهم: هُم اليهودْ الذين علموا الحقَّ ولم يَعْملوا به، وكلُّ من شابَههم في فعلِهم هذا،والعياذ بالله. (ولا الضالين) الضالين: هم النَّصَارى الذين عملوا بلا علم ولا هدى من الله. وقفة: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: قَسَمْتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قالَ العبدُ: (الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ) قالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَني عَبْدِي، وإذا قال (الرحمنُ الرحيمُ) : قالَ: مَجَّدَني عبدي وقال مرة: فوضَ إلي عبدي فإذا قالإياك نعبد وإياك نستعين) قال: هذا بيني وبين عبدِي ولعبدِي ما سأل، فإذا قالَ: (اهدنا الصِّراط المستقيمَ صِرَاط الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضَّالين) قال: هذا لِعَبدي ولعبدي ما سَأل) رواه مسلم. وهذا حديث عظيم جليل، لو استحضَره كلُّ مُصَلٍ لحَصَل له خشوعٌ بالغ، ولوجد للفاتحة أثراً عظيماً، كيف لا؟! وهو يستشعرُ أن ربَّه يـخاطبُه، ثم يعطيه سؤلَهُ وينبغي إجلال هذه المخاطبةِ، وقدرها حقَّ قدرِها. لطِيفةٌ: قالَ ابنُ القيم رحِمَه اللهُ: إذا قالَ المُصَلي: (الحمد لله رب العالمين) وقفَ هنيهةً يَسِيرةً ينتظِرُ جواب ربه له بقوله تعالى: (حمدني عبدي)، فإذا قالَ المصلي: (الرحمن الرحيم): انتظر الجوابَ بقـولِهِ: (أثنى عليَّ عبدي) فإذا قال المصلي: (مالك يوم الدين) انتظر جوابه: (يمجدني عبدي). فيا لذةَ قلبهِ وقرةَ عينِه وسرورَ نفسِهِ بقول ربِّه: عبدي ثلاثَ مراتٍ، فو الله لولا ما على القلوب من دخانِ الشهوات وغيمِ النفوسِِ لاستطيرت فرحاً وسروراً بقول ربها وفاطرها و معبودِها: (حَمِدَني عبدِي، وأثنَى ومجدَني عبدي). فإذا قالَ المُصَلِّى: (إياك نعبد وإياك نستعين) فَفِيها سرُّ الخَلْق والأمر، والدنيا والآخرة، وهي متضمنةٌ لأجلِّ الغاياتِ وأفضل الوسائلِ، فأجلِّ الغايات عبوديته، وأفضلُ الوسائل إعانته فلا معبود يستحق العبادة إلا هو، ولا معين على عبادته غيرُه، فعبادتُه أعلى الغايات، وإعانته أجل الوسائل. وقد أنزل الله – سبحانه وتعالى – مائة كتاب وأربعة كتب جمع معانيها في أربعة، وهي: التوراة والإنجيل والقران والزّبور، وجمعَ معانيها في القرآن، وجمع معانيه في الفصل وجمع معانيه في الفاتحة، وجمع معانيها في: (إياك نعبد وإياك نستعين). ثم يشهد الداعي بقوله: (اهدنا الصراط المستقيم) شدة فاقتِهِ وضرورته إلى هذه المسألةُ التي ليسَ هو إلى شيء أشدُّ فاقةً وحاجة منه إليها البتة فإنه محتاج إليه في كل نفس وطرفة عين، وهذا المطلوب من هذا الدعاء ولا يتم إلا بالهداية إلى الطريق الموصل إليه سبحانه وتعالى، والعبد محتاج إلى أنواع الهدايات،التي بيّن الله أن أهلَ هذه الهداية هم المُختصُون بنعمته دون المغضوب عليهم وهُمُ الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه ودون الضالين وهم: الذين عبدوا الله بغير علم، فالطائفتان اشتركتا في القول في خلقه وأمره وأسمائِهِ وصفاته بغير علم، فسبيلُ المنعم عليه مغايرة لسبيل أهل الباطل كلها علماً وعملاً. مسألة: من المعلوم أن قراءةَ الفاتحة ركنٌ لا تصحَّ الصلاةُ إلا بقراءَتِها ولا يستثنى من هذا الحكم إلا: المأموم المسبوق إذا وجد الإمام راكعا ودخل معه في الصلاة والمسبوق الذي أدرك من قيام الإمام مالم يتمكن معه من قراءة الفاتحة. التأمين (آمين) وبعد الانتهاء من قراءة الفاتـحة يقول الإمام والـمأمـوم والـمنفرد (آمين) ومعنى (آمين): اللهُمَّ استجبْ دُعَائي الذي دعوتك به في آيات الفاتحة وذلك بأن تهديني الصراط المستقيم , صراط المنعم عليهم , لا صراط اليهود المغضوب عليهم , ولا صراط النصارى الضالين. مسألة: متى تقال (آمين) في الصلاة؟ الجواب: يقولها الإمام والمنفرد إذا انتهى من قوله: (ولا الضالين). أما المأموم فيؤمِّنُ إذا شرعَ الإمام في التأمين وعليه ألا يتعجّلَ كما يفعل البعض ممن يُؤْمن قبل ختم الإمام لقوله: (ولا الضالين) فيقعُ في خلاف السنة, ويقع في نوع من أنواع مسابقة الإمام. قال الشوكاني رحمه الله: ويسن للإمام مدُّ الصوت ورفعه بها , حتى يسمع من يليه من الصف ويرتج بها المسجد، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يجهرون بها خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يرتج , وأمَّن ابن الزبير ومن وراءه حتى إن للمسجد للجَّةً. وقفة: فضل ( آمين) : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من وافق تَأْمينه تأمينَ الملائكةِ، غُفر له ما تقدم من ذنْبِه) متفق عليه. لطيفة: ما موقف اليهود من تأمين المسلمين في صلاتهم؟ عن عائشةَ رضي الله عنها أن النَّبي صلى الله عـليه وسـلم قال: (ما حسَدَتْكُم اليهود على شيء ما حَسَدَتْكُم على السلام والتأمين) أخرجه أحمد وابن ماجة بإسناد صحيح. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن اليهود قوم حُسُد , حسدوكم على ثلاث: إفشاءِ السلامِ , وإقامةِ الصلاةِ , وآمين) أخرجه ابن عدي. لطيفة: قالَ ابنُ القيمِ رحمه الله: (فلما فرغَ – المصلي – من هذا الثناءِ والدعاءِ والتوحيد – الوارد في الفاتحة – شُرِع له أن يطبَع على ذلك بطابعِ من التأمينِ يكون كالخاتم له , وافق فيه ملائكة السماء , وهذا التأمين من زينةُ الصّلاةِ..) |
26/3/2010, 03:16 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
|
||||
26/3/2010, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
مـهـندس مـاسـي
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
جزاك الله خيرا
|
|||
26/3/2010, 07:14 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
|
||||
26/3/2010, 11:19 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | |||
Banned
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
جزاك الله خيرا
|
|||
26/3/2010, 11:20 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | |||
مشطوب
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
جزاك الله خيرا
|
|||
26/3/2010, 11:31 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
شكرا لك اخى ننتظر المزيد
|
||||
27/3/2010, 12:52 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
|
||||
27/3/2010, 12:54 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
|
||||
27/3/2010, 12:55 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
|
||||
27/3/2010, 12:34 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
نـجـم نـجـوم المهندسين العرب
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
جزاك الله خيرا اخى الكريم
|
||||
27/3/2010, 02:32 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~