هل يتسلم الديمقراطيون مفتاح البيت الأبيض ؟

[محمدعطيه]

ليس هناك أي شك في أن عام 2008 سيكون عاما حاسما علي الساحة الأمريكية.. حيث انه العام الأخير من ادارة الرئيس بوش التي جعلت من العالم كله ساحة لتنفيذ ممارساتها وتطبيق قواعدها وفرض أساليبها.. واذا كانت هناك دول كثيرة تتطلع إلي رحيل هذه الادارة فإن الشعب الأمريكي وعلي الرغم من انخفاض شعبية الرئيس بوش مازال حتي الآن لا يثق في تسليم مفتاح البيت الأبيض للحزب الديموقراطي المنافس.. ولكن ما التوقعات بالنسبة لهذا العام الأخير؟
وماذا سيفعل بوش؟ وما التوقعات بالنسبة لحملة انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
ولا نستطيع أن ننكر هنا ذكاء الادارة الأمريكية في استغلال هذا العام الأخير لتنظيم سلسلة من زيارات الخارجية للرئيس بوش وذلك في محاولة منه لإعادة بناء مكانة الولايات المتحدة في العالم وألا يقتصر ارثها علي مأساة العراق.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس بوش بزيارة منطقة الشرق الأوسط والعديد من دول افريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية خلال عام .2008 وهكذا فإن الرئيس بوش الذي وعد منذ سبع سنوات باتباع دبلوماسية هادئة بعيدا عن بناء الدول والتدخل في الصراعات والذي تراجع عن هذا الوعد بعد أحداث 11 سبتمبر ليعتنق ما عرف بسياسة الكاوبوي سيحاول خلال عام 2008 اصلاح ما أفسدته هذه السياسة.
ولكن هذه المحاولة كما أكد البيت الأبيض والتي تستهدف تحسين الصورة الأمريكية ودعم التحالفات لن تتم علي حساب مكافحة الارهاب.
وسيبدأ الرئيس بوش جولاته الخارجية بزيارة لمنطقة الشرق الأوسط تستهدف دفع نتائج مؤتمر أنابوليس ثم يقوم في شهر فبراير بزيارة عدد من الدول الافريقية للترويج لبعض المبادرات الصحية الخاصة بمرض الايدز ومرض الملاريا.
وفي شهر ابريل يشارك بوش في قمة حلف شمال الأطلنطي التي ستعقد في رومانيا. أما في شهر يونيو فإنه سيحضر القمة الأمريكية الأوروبية التي ستعقد في سلوفانيا وفي الشهر التالي يشارك في اجتماع الثمانية الكبار الذي سيعقد في اليابان ثم يشارك في الأوليمبياد بالصين. وفي شهر نوفمبر يشارك في منتدي الآسيان والباسيفيك الذي سيعقد في بيرو.
والحديث عن التوقعات الخاصة بعام 2008 لابد أن تمس المواجهة الأمريكية الايرانية حول الملف النووي الايراني فعلي الرغم من الاجماع علي أن تقرير المخابرات الأمريكية حول هذا الملف قد ألغي الخيار العسكري الأمريكي كوسيلة للتعامل مع طهران.. فإن هذا الخيار مازال يثير الشكوك إلي حد أن الرئيس الروسي بوتين ذكر في حديثه مع مجلة 'تايم' الأمريكية وفي اطار تحذيره لواشنطون من الاقدام علي أي مغامرة أشار إلي احتمال أن يكون هذا التقرير وسيلة لابعاد الأنظار عن احتمال قيام واشنطون بهجوم عسكري علي ايران..
وأما عن العراق فإن التوقعات بشأنه لا حصر لها فعلي الرغم مما يردده المراقبون من رغبة الادارة الأمريكية من سحب جنودها بأسرع ما يمكن فإن الاتفاق الذي وقعه الرئيس بوش مع رئيس وزراء العراق نور المالكي في نهاية الشهر الماضي أثار تساؤلات ودهشة كبيرة. ويقضي الاتفاق بقيام العراق والولايات المتحدة بعمل اتفاقية سياسية وأمنية طويلة المدي خلال عام .2008
ومن المفهوم بطبيعة الحال ان الادارة ستبعد هذا الاتفاق عن الكونجرس لتفادي المواجهة ولكن مثل هذا الاتفاق سيكون عقبة وعائقا أمام أي من مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة، كما انه سيضع الرئيس الأمريكي القادم أمام الأمر الواقع.. وأما عن انتخابات الرئاسة الأمريكية وما يجري فيها فإنها نفس المعارك وذلك بعد أن تراجع الاهتمام بقضية العراق.. ومن الصعب في الوقت الحالي الحديث عن أي توقعات بالنسبة لأي من المرشحين حيث تختلف استفتاءات الرأي العام من يوم لآخر.. وقد رأينا مؤخرا مرشحا يدعي مايكل هوكابي يقفز فجأة إلي المقدمة بين مرشحي الحزب الجمهوري.. وهوكابي الجمهوري عمل كواعظ وقد مثل كلينتون كحاكم لولاية اركنساس وقد أجري عملية جراحية في العام الماضي لتخسيس نفسه حوالي مائة رطل قبل ان يقدم علي هذه المعركة..
وقد أثار هوكابي ضجة عندما وصف ادارة الرئيس بوش بأنها 'ذات عقلية جامدة ومغرورة' وما كان من منافسه ميت رومني حاكم ولاية نيوهبشير وهو مرشح عن نفس الحزب إلا أنه طلب منه الاعتذار للرئيس بوش. ولم يكن رومني يسعي للدفاع عن الرئيس بقدر ما كان يريد أن يلفت نظر المحافظين وهم أغلبية أعضاء الحزب إلي ما يقوله القادم الجديد.. وقد سبق لرومني ان انتقد أسلوب الرئيس بوش في حربه علي العراق وسوء ادارتها..
ويسعي كل مرشح عن الحزب الجمهوري إلي انتقاد سياسة الرئيس بوش ولكن بحذر حيث وصف رودولف جولياني عمدة نيويورك السابق حملة الرئيس بوش لنشر الديموقراطية في العالم العربي بأنها حملة 'ساذجة' وأعلن معارضته لقيام دولة فلسطينية. ويجدر بالاشارة أن جولياني غير متعاطف مع العرب وقد سبق له ان أعاد تبرعا قدمه الأمير الوليد لضحايا أحداث 11 سبتمبر.
ويجدر بالاشارة هنا إلي أن جميع المرشحين عن الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي يتحاشون الاشارة إلي اسرائيل واذا اضطروا إلي ذلك وتحت الضغط فإن أمن اسرائيل هو كل ما يشغلهم.
ومن الغريب أن هوكابي وان كان من المتشددين حيث انه يدعو إلي تعريف الأمريكيين بطبيعة المتطرفين في الشرق الأوسط فإنه يدافع عن ايران ويدعو إلي ضرورة التفاوض معها مباشرة.
وهناك اتفاق فيما بين ممثلي الحزب الجمهوري علي الاستمرار في سياسة بوش تجاه العراق وفرض عقوبات علي ايران ومكافحة الارهاب.. ولكن كل شيء بأسلوب يختلف عن أسلوب بوش.. أما عن قضية نشر الديموقراطية فإن هناك رفضا تاما لها.. وعلي الرغم من زيادة عدد مرشحي الحزب الجمهوري وتراجع شعبية جولياني بعد أن اتضح ان مدينة نيويورك قد أنفقت 80 ألف دولار للحرس الذي كان يرافقه لزيارة عشيقته وهي يهودية بعد أن طلق زوجته الثانية.. وقد أعلن ابنه الذي لا يتعدي عمره 19 عاما انه لا يساند أباه..
وقد أجرت مجلة اسبوعية استفتاء لمعرفة موقف الجمهور من حياة جولياني الشخصية واتضح ان الأغلبية مستعدة لنسيان خيانة كلينتون لزوجته ولكنها لا تستطيع أن تسامح جولياني الذي ترك زوجته ودينه ليتزوج من عشيقته..
ويجدر بالاشارة أيضا إلي أن هناك تكهنات حول احتمال انضمام جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا السابق وشقيق الرئيس الحالي للمتنافسين عن الحزب الجمهوري ولكن بوش الأب قال في حديث تليفزيوني لا أعتقد ان الوقت مناسب لبوش ثالث.. وأما عن الحزب الديموقراطي فإن هناك حالة من خيبة الأمل تجاهه حيث ان الكونجرس الديموقراطي أعطي للرئيس بوش كل ما يطلبه دون مقابل فقد حصل علي التمويل الاضافي لحربه في العراق وأفغانستان ولجميع متطلبات الميزانية دون أي معارك وذلك بعد أن هددهم الرئيس بوش بالشكوي إلي الشعب الأمريكي وقام بذلك فعلا واتهمهم بتعريض حياة الجنود والضباط الأمريكيين للخطر.
ومواقف مرشحي الحزب الديموقراطي من شئون السياسة الخارجية لا تختلف كثيرا عن مواقف منافسيهم من الحزب الجمهوري فهناك ولاء والتزام بأمن اسرائيل واصرار علي منع ايران من امتلاك سلاح نووي، وأما عن العراق فقد تراجعت حملات التركيز عليها وان كان النقد الموجه للرئيس بوش بشأن هذا الخطأ التاريخي يذكره بالاسم بعكس الجمهوريين الذين يتحاشون ذكر اسمه علي الرغم من تنديدهم بسياسة الادارة. المهم انه من الصعب حتي بالنسبة لخبراء ومراقبي الانتخابات الأمريكية التنبؤ حتي الآن بالحصان الفائز في أي من الحزبين وذلك لأن حملات الدعاية الحالية ما هي إلا حملات صراع فيما بين مرشحي كل حزب وربما يؤدي ظهور فضيحة أو الكشف عن أحداث جديدة إلي توحيد الرأي والوقوف حول مرشح محدد. ومن المعروف أن من أبرز مرشحي الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون والسيناتور بارك أوباما وحكام ولاية نيومكسيكو بيل ريتشاردسون ولكن أيا منهم لا يملك أصوات الأغلبية.. وقد استعانت هيلاري مؤخرا بزوجها الرئيس السابق كلينتون لمواجهة قيام أشهر نجمة تليفزيونية السمراء أوبرا وينفري بجولة انتخابية مع السينارتور أوباما لمساندته مما قفز بشعبيته نظرا لما لأوبرا من تأثير وشعبية لدي أغلبية الشعب الأمريكي.
وربما كان من أبرز التوقعات في مجال انتخابات الرئاسة هو احتمال ظهور شخصية مستقلة وقوية لمنافسة كل من مرشحي الحزبين ومن الأسماء المرشحة بيل بلومبرج عمدة نيويورك الحالي وهو من أغني أغنياء العالم وهو معروف بأنه عصامي ذو آراء قوية ومحايدة للغاية.
ويجدر بالاشارة أن بلومبرج لم ينف أو يؤيد ما يقال حول خوضه لانتخابات الرئاسة خاصة بعد أن أعلن منذ عدة أشهر انه سحب عضويته في الحزب الجمهوري.



--------------------------------------------------------------------------------

[kai]

مشكور اخ عطية على اخبار الجديدة

[الوحدات]

مشكورررررررررر