ينطلقن من غزة في مواجهة الحصار : ثلاث منشدات يوصلن أطفال فلسطين للعالم

[malek_3006]

ينطلقن من غزة في مواجهة الحصار : ثلاث منشدات يوصلن أطفال فلسطين للعالم

غنين للعيد.. وعيون الصغار .. ولرحيل الاحتلال

سـرّاء برهوم، إيناس حمدية، منال المُطوق، زهـراتٌ ثلاث، سـرى شذاهن من فلسطين إلى فضاءات العالم كالمطر، انهمـرت أصـواتهن تعانق القلـوب، حمامٌ زاجل تغدو حناجرهن وتـروح، تحكي عن قصـة وطنٍ جـريح وطفـولةٍ تطلب حُلمـًا، وأنين أرضٍ عطشى.

الأولى وقفت على رُكام بيتٍ قصف ذاكرته الاحتلال، فبكى صـوتها بمرارة تستصرخ ضمائر احترفت الغياب، ذرفت العبرات تُقارن بين طفولةٍ هنا وأخـرى هناك.. ارتفع مرددا آهاتها بكامل ألم: "هاكم أشلاء أطفال فلسطين.. غادروا الصباحات الجميلة".



والثانية استيقظت على دقات الرحيـل تطرق باب بيتها، تهرب من موتٍ قادم، تتشبث بدميتها وتصرخ بالاحتلال أن ارحلوا وليتركوها ها هنا مع لعبتها تُهديها دفء الحنان، نادت :"يا مسلمين دعوتكم.. لم تستجيبوا ما بكم".

أما الثالثـة فصدح صـوتها بقـوة يُغري العيد بإشراقةٍ تمحو عبوس وآلام الحـاضر، أمسكت ببعض الحلوى في يدها وقالت: "اقبليها يا شموسي.." ووقفت ترقب الفجـر القـادم.

صوت ملائكي

فليس من المبالغة في شيء أن توصف "سرّاء برهوم" بـ"الصوت الملائكي"، فما إن يستمع إليها الواحد حتى يشعر بأنه أمام صوتٍ مرهف وشفاف كما البلور، بريء صادق، بنبراتٍ عـذبة رقيقة.



وقالت "سـراء" صاحبة العشـرة أعوام إن موهبتها الإنشادية خرجت إلى النور قبـل 4 أعـوام في أثناء مُشاركتها في مهرجان الطفولة الإبداعي الذي أقامته "إذاعة صوت الأقصى" المحلية في قطاع غـزة، وبعد فوزها في المركز الثاني تلقفها مدير "فرقة البشائر للفن الإسلامي"، "حسـام نصار" واجدًا في حنجرتها التحدي لتجسيد الواقع بألمـه وأمـله.



ومن فواصلٍ إنشـادية للإذاعة إلى مقاطعٍ أكبر فأكبر حتى عانقت سـراء أول عملٍ إنشادي لها عبارة عن فيديو كليب يحكي عن أحلام الطفل الفلسطيني، وكيف بدأت تضيع وتندثر تحت أنقاض ورُكام قصف الاحتلال وتدميـره.



سرّاء بلغة الكبار أكدت أن أنشودة "نامت عيون الأطفال.. وما غمضوا جفوني" رسـالة أطفال فلسطين حملتها للعالم من خلال صـوتها الذي نثر جرحها والدمعات علّ قلوبا تسمعها فتحمي العصافير من رصاصاتِ موتٍ.



كما أنشـدت سراء للطفلة "هـدى غالية" تحدثت فيها عن مأساتها وفقدها لعائلتها على شاطئ بحـر غزة وحثتها من مكان صرخاتها على الصبـر والثبات.



سـراء الطالبة المتفوقة في دراستها والحاصلة دوما على الترتيب الأول شددت على أن الإنشاد لا يتعارض مع تحصيلها الدراسي: "لا أعاني من أي مشاكل في هذا الصدد.. فأنا أصـور الأناشيد وأحفظها يوم الجمعة وباقي أيام الأسبوع للدارسة".



التصفيق الحـار وعبارات الثناء والتشجيع تقابلها أينما حلت، وهـو الأمـر الذي جعلها تضع يدها على قلبها حذرا كي تُقدم الأفضـل والأكثـر شجنًا: "فخـورة بما أنجزته حتى اللحظة وسعيدة برؤية أناشيدي على فضائية الأقصى وفضائيات أخـرى ولكني أطمح لإنجاز ما هو مميز وبرّاق".



مثلها الأعلـى في الإنشـاد "ميـس شلش" وبهمسات أقـرب إلى الحُلم تقول: "إنها صاحبة إحساس وصوت قـوي رخيم.." ما تتمناه سرّاء لم يستبعده النقاد والفنانون مؤكدين امتلاكها لصوتٍ عذب نبراته تشي بإبداعٍ خاص؛ ولأن الأيام تمر والأعـوام تجري والطفلة ستغدو شابة فقد تمنت إصدار ألبـوم خاص بها يتضمن مسيرتها الإنشادية.



وبعد زفـرة حـرّى خاطبت أطفال العالم قائلة: "في فلسطين أطفال يريدون العيش بأمان مثلكم، ولكن الاحتلال حرمهم الحيـاة وسـرق بسماتهم وأحلامهم.. لا تنسـوهم من دعائكم".



وبعيدا عن بحر الإنشاد تمنت سـرّاء أن تُصبح داعية كبيرة لتعمل على تحسين صورة الإسلام لدى الغرب، كما تمنت أن تحمل لقب الطبيبة لتعالج أبناء شعبها.



سفيرة الوطن



"إيناس حمدية" ابنة الحادية عشرة منذ نعومة أظفارها والأصـوات الجميلة تجذب مسمعها فتبقى تُرددها حتى تحفظها وخطـوة تتلوها خطوة أيقن كل من حولها أن هذه الطفلة صاحبة حنجرة سيشار لها بالبنان، البدايات كانت في الإذاعة المدرسية حيث حلق صوتها بأعذب النشيد، ثم جاء مهرجان الأقصى للطفولة ليفتح الأبواب أمام محطة جديدة في حياتها.



وسـرعان ما حضن هذه المُوهبة الفنان حُسام نصار واهتم بصوتها: "أخذ بيدي نحو الإبداع.. دربني على حفظ الأناشيد.. وكيفية الإيقاع.. كنت أهاب الكاميرا ولكن سرعان ما تأقلمت فأحببت الوقوف أمامها دون خـوف".



"انظر لتلك الشجرة ذات الغصون النضرة كيف نمت من حبة وكيف صارت شجرة؟ ذلك هو الله الذي أنعمه منهمرة.. ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة.."، أول أناشيد إيناس تنقلت فيها من شجرة إلى أخرى وهي ترفع أكف الحمد لله تعالى على نعمه.



أما فيديو "هيا ارحلوا" فوصفته بـ"الرسالة" من فلسطين للضمائر الحيـة في العالم: "نريد أن نحيا بسعادة وهناء.. دون خـوف.. نحتضن ألعابنا بدفء.. وننعم في بيوتنا بأمان".تسـرح قليلا ثم تـقول: "أنا سفيرة وطني بصوتي، أحكي للناس عن جرحه ووجعه.. أُحدثهم عن أطفاله وأسراه وشهدائه".



تتفق إيناس مع سراء في أمنيتها بإصدار شريط خاص قبل أن تصل إلى سنٍ لا يمكنها الإنشاد فيه. وعن طموحها في المُستقبل تؤكد أنها تتمنى أن تصبح دكتورة علم نفس كي تستطيع مُعالجة من أصابهم الإحباط جراء العذابات والآلام في فلسطين وأن تُعيد البسمـة لهم.


أما "منال المطوق" فهي العاشرة من عمرها بدأت رحلتها مع الإنشاد من خلال المساجد والجمعيات، حيث كانت تحفظ الأناشيد الخليجية والجهادية وتؤديها بصوتها وسط استحسان وتصفيق الحاضرين وانبهارهم بصـوتها القـوي.

فضائية الأقصى التي كانت حاضرة في إحدى المهرجانات تلقفتها، وبدأت في رعايتها واحتضان موهبتها.



"شمس عيدي" أول فيديو قدمته منال يحكي عن أمنيات أطفال فلسطين بعيدٍ يهديهم البسمات وغيوم الفـرح: "برغم كل الجراح أردنا أن نقول للعالم.. نحن صغار كالآخـرين، نريد أن نضحك ونحيا.. نصافح الصباحات بـودٍّ وحب".



بصوتي أشـرح معاناة وطني، هكذا اختصرت هدف إنشادها وأضافت: "أتمنى أن تصل الرسالة".



تعشق منال النشيد الخليجي وبرغم صعوبته فإن صوتها يصدح بألحانه فتقول: نشيد "رأيته مُطرقا فأبكاني" كلمات العلامة "يوسف القرضاوي" وألحان "مشاري العرادة" أعشقه وأشدو به دوما.



وعن رحلتها إلى تُركيا منتصف مايو الماضي قالت: "كانت تجربة عظيمة لن أنساها في حياتي، لقد رشحني المنشد (مروان أبو الحسني) وهو الذي تولى مهمة تدريبي للسفر إلى تركيا لتمثيل دولة فلسطين في مهرجان (طفولة بريئة) والذي تنظمه (جمعية الدنس سناري) المهتمة بشئون الأطفال والأيتام، وهناك أنشدت لفلسطين ومعاناتها وعن عيدٍ لا نشعر بقدومه".



دمعات الحاضرين وبكاؤهم ونبراتهم الحزينة وهرولتهم نحو منال لسؤالها عن صوتها الحزين جعلها تبتسم فرحًا برسالتها التي وصلت: "فرحت بالمركز الأول على 18 دولة عربية وإسلامية".



وصلن بأصواتهن



"حسام نصار" مدير فرقة البشائر للفن الإسلامي، مسئول قسم الإنشاد في فضائية الأقصى أكد في حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" أن الفضائية وضعت يدها على المواهب لرعايتها واكتشاف كنوزها المخبأة.



وأضاف: "لدينا أستوديو يضم طاقمًا مستعدًا لإنتاج الأعمال الفنية من تصوير ومونتاج وإخراج، وبفضل جهود الفضائية انتشرت أناشيد الطفلات الثلاث، ووصلت إلى شتى أنحاء العالم من خلال بثها على العديد من الفضائيات والمواقع الإلكترونية".



وأشار إلى أن الأيام القادمة تحمل مشاريع فنية جديدة لسراء وإيناس ومنال: "يتصل منشدون من الخارج يؤكدون روعة أصواتهن وتألق الفن الفلسطيني، وبالرغم من الحصار فقد وصلت نجوميتهن إلى العالم.. لم يصلن بأجسادهن لكنهن وصلن بحناجرهن".



نصار يشدد على الاهتمام باستثمار مواهب المنشدات الصغيرات قبل وصولهن إلى الوقت الزمني الممنوع: "نعكف الآن على إصدار ألبوم خاص بهن، ولقد تواصلنا مع الشركات في الخارج للمواد المسموعة وأعلمونا أنهم على استعداد للتعاون في النشـر".
والله جدعان

[بحيرى مسعد]

يأيها الناس توبوا الى الله واستغفروه فانى أتوب فى اليوم مائة مرة. رواه مسلم
واذا كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يتوب الى الله ويستغفره
وهو من هو . فما بالنا نحن.
استغفر وا الله

[علاء غنيم]

[على زكي]

اللهم انصر الاسلام والمسلمين