|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تكون مجالسنا إسلامية
كيف تكون مجالسنا إسلامية إذا القينا نظرة سريعة على مجالس المسلمين اليوم لوجدنا أنها وبكل صراحة ووضوح هي عبارة عن اشتغال بالدنيا وما فيها فضلا عن الاشتغال بالمحرمات والآثام وكبار الذنوب. أيها الإخوة لا بد من الاهتمام بالمجالس لأنها ذات اثر كبير فإذا ألقيت الضوء على أنواع مجالس اليوم لرأيت الجالسين فيها قد اشتغلوا بالدنيا بتفاصيلها فهم إن كانوا تجارا فانك ترى أخبار المقاولات والبضائع والأسعار والبيع والشراء والزبائن ومشاكل العمل هذا أمر طاغ على جلساتهم ، وإذا تأملت في مجالس الموظفين لوجدت أمر الدوام ومشاكل المراجعين وأخبار الصحف والأنظمة والترفيه والبدلات والتنقلات والعلاوات والانتدابات هي الشغل الشاغل للجالسين فيها ، وإذا تأملت في مجالس طلاب المدارس والجامعات لوجدتهم مشتغلون بتفاصيل الدراسة والأسئلة والامتحانات والدرجات والشهادات والتخرج والوظائف ، وإذا تأملت في مجالس النساء وجدتهن مشتغلين بالموضات والملابس والأكلات والزيجات والحفلات والأعراس وحال الأسواق والمحلات إلى آخر ذلك من أنواع المجالس اليوم . هذه المجالس أيها الإخوة التي عم الاشتغال بالدنيا والحديث عنها عم في المجالس حتى قست قلوب المسلمين من ضمن أسباب قسوة قلوب المسلمين أحوال مجالسهم ومنتدياتهم. إن الله أيها الإخوة توعد الذين قست قلوبهم فقال – عز وجل – (.. فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ..) (الزمر:22) فويل كلمة تهديد وتوعد عظيمة (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) لذلك كان لا بد للبحث عن أسباب قسوة القلوب لعلاجها وإزالتها. هل كان هذا أيها الإخوة حال مجالس الصحابة ؟ هل كانت هذه الأشياء هي التي تشغل نفوسه الصحابة هي التي تشغل مجالس الصحابة والسلف الصالح ؟ كلا أيها الإخوة إننا لا نحرم ولا نتكلم عن تحريم هذه الأمور مطلقا فانه لا باس أن تتكلم النساء في مجالسهن عن أخبار الزيجات مثلا أو يتكلم الموظفون عن المشاكل التي تواجههم في وظائفهم أو يتكلم التجار عن المشاكل التي يواجهونها ويتبادلون الخبرات هذا أمر لا باس فيه يا إخواني، أن الإسلام لم يحرم هذا ولكن المذموم والمحظور الذي نتكلم عنه هو أن يكون شغل الجالسين الشاغل من أول المجلس إلى نهايته هو الكلام عن الدنيا هو الكلام عن هذه الأشياء لدرجة انك لا تسمع في هذه المجالس آية واحدة ولا حديثا واحد ولا حتى كفارة المجلس ولا ذكر لله بأي صورة من الصور. هذه الحالة الخطير التي نتكلم عنها الآن الشغل الشاغل للناس في المجالس هو الدنيا ، هذا إذا كان الكلام مباحا فالاشتغال بهذا المباح من أول المجلس إلى نهايته مذموم شرعا ، فكيف أيها الإخوة إذا كان الكلام في المجالس عن الأمور المحرمة شرعا والوقوع في كبائر الذنوب ؟ كيف إذا كانت المجالس مجالس غيبة ونميمة ونهش أعراض الناس واكل لحومهم. قال الله تعالى(..وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ..) (الحجرات:12) كيف إذا كانت المجالس مجالس كذب وبهتان وسخرية وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( لا يعضه بعضكم بعضا ) والعضه هو الكذب والبهتان والنميمة كما ذكر العلماء . كيف إذا كانت مجالسنا اليوم مجالس سخرية بعباد الله – عز وجل – وتنابز بالألقاب والله يقول (.. لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ ..) (الحجرات:11) ويقول(.. ولا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ..) (الحجرات:11). كيف إذا كانت مجالسنا اليوم أيها الإخوة مليئة بالفسوق والتعيير والسباب والشتائم ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول ( المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان ) حديث صحيح كيف إذا كانت مجالسنا اليوم مجالس مدح ومجاملات ونفاق ومداهنة ورسول الله – عليه الصلاة والسلام – يصف مدح الرجل في وجه أخيه بأنه كقطع عنقه وقال الله تعالى قبل ذلك (.. فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ .) (لنجم:32) .وان كانت مجالسنا اليوم مجالس سخرية بالدين واستهزاء بالمتمسكين به وانتقاص من سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مظهرة و أخلاقه وآدابه . كيف إذا كانت المجالس اليوم مجالس استهزاء بشريعة الإسلام و أحكام الدين ، واحد يقول في مجلس :تريدون أن ترجعونا أن ترجعوا بنا إلى شريعة العين بالعين والسن بالسن ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا . مجالسنا أيها الاخوة فيها كثير من المحرمات والمخالفات للشريعة فتجد مثلا اثنان يتناجيان وثالث موجود وقال – عليه الصلاة والسلام – ( إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث ) وعللها بقوله ( لأجل أن ذلك يحزنه ) وتجد اليوم المناجاة مرض واقع في مجالس المسلمين . حتى في طريقة الجلوس في المجالس تجد فيها انكشاف للعورات فتجد بعض الرجال الذين لا يلبسون تحت ثيابهم لباسا سابغا يرفع إحدى رجليه على الأخرى ويجلس جلسة ينكشف منها فخذه والفخذ كما قال – عليه السلام – عورة ، ثم يأتي هذا الرجل ويجادل ويقول : متى كان الرجل له عورة ، هل نحن نساء حتى تنبهونا إلى هذه المسالة !! سبحان الله على جهل المسلمين بأحكام العورات والرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول ( يا جرهد غط فخذك فان الفخذ عورة ) . حتى في طريقة الآكل والشرب في المجالس مخالفات كثيرة من الأكل والشرب باليسرى مثلا إلى عدم التسمية إلى غير ذلك . حتى في طريقة النقاش والحديث تخالف قواعد الإسلام وآدابه من رفع للصوت وحده وغلظة ومقاطعة في الحديث ويسبق الصغير الكبير في الحديث والرسول – صلى الله عليه وسلم - يقول ( كبر كبر ) أبدا بالأكبر هذه مقتطفات من بعض المنكرات التي تعج به مجالسنا اليوم . ومن اجل هذا صار بعض العقلاء من المسلمين اليوم ينفرون عن مجالسة الناس وعن الجلوس معهم والحديث معهم وترى أحدهم يقول : مالي وللناس لماذا اجلس معهم وهذه أحوالهم وهذه هي أحاديثهم هذا الرجل أيها الإخوة على صواب هذا على صواب فيما يفعل إذا لم يكن عنده قدرة على التغيير فانه لابد من هجر أماكن المعاصي والفسوق بدلا من أن تكون مجالسنا مجالس ذكر لله يتحقق فيها قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح (ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم قوموا مغفورا لكم ) وقال – عليه السلام – في الحديث الصحيح (ما جلس قوم يذكرون الله – تعالى – فيقومون – هذا الحديث أيها الاخوة ليس خاصا بحلق الذكر في المساجد و إنما في جميع الحلق والمجالس – حتى يقال لهم قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم وبدلت سيئاتكم حسنات ). اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~