بالإنجليزي (17) | ومازال ليفربول يُعاني الإهمال !

[عادل عبد المولي]

من كان يُصدق أن يُصبح هذا هو حال ليفربول؟ الفريق الإنجليزي الأنجح أوروبيًا والذي اعتبر حتى الأمس القريب الأنجح في تاريخ الكرة الانجليزية، أصبح يُعاني الأمرين ويبتعد رويدًا رويدًا عن وضعه الطبيعي ويُسلم تاريخه لأندية ليس لها تاريخ لكنها ستلتهم التاريخ بأموالها، أصبح اليأس واضحًا على وجوه مشجعي الريدز، أصبح صوتهم ضعيفًا وحزينًا عندما يُغنوا "لن تسير وحدك أبدًا" بعدما كان يُزلزل أركان الأنفيلد تحت أقدام المنافسين، صحيح أن النادي حقق الموسم الماضي بطولة كأس رابطة الأندية وأنهى عجاف استمر 6 سنوات عن البطولات، لكنها ليست هي البطولة التي تسد رمق الأنصار.

سقوط "المهول" ليس وليد اللحظة بل هو تداعيـات لسنوات وأخطاء تركمت على النادي من الإدارات المتعاقبة، حتى وصل به الحال إلى أن يُحقق أسوأ نتائجه ومواسمه على مدار تاريخه، أصبح الفريق من "حاشية البريميرليج" يُنافس على المراكز العشرة الأولى، منح وجاره اللدود إيفرتون الفرصة ليكون رأس برأس له في مقاطعة الميرسيسايد، رغم أن "التوفيز" هو أقل أندية البريميرليج امكانيات لكنه أكثرها استقرارًا على المستوى الإداري وعلى المستوى التقني، لذلك فالأزمة في ليفربول هي أزمة إدارة بالدرجة الأولى ثم تأتي المشاكل الفنية بعد ذلك، دعونا نتعرف على بعض أسباب الخلل الحادث للعملاق الأحمر.






















لعل من أبرز أسباب هذا السقوط الكبير للريدز هو التخبط الإداري الذي يعيشه النادي بداية بإقالة المدير الإستراتيجي داميان كومولي المعروف بأنه "رجل الصفقات وصائد المواهب" قبل أن يُقيل المدرب كيني دالجليش، وسلموا المهمة كاملة للمدير التنفيذي آيان آير وهو القرار الذي انعكس على مردود النادي في سوق الانتقالات.

الفشل الذريع والذي يعود سببه لعدم احترافية آير وإدارته لأبسط قواعد "الاحترافية" وكانوا أشبه بمجموعة "هواة"،كان حين قرروا رحيل المهاجم أندي كارول للاعارة لويستهام يونايتد في الوقت الذي ظنوا فيه أنهم قد حسموا صفقتي كلينت ديمسي ودانيال ستوريدج وهذا "خطأ ساذج" لأنه من الطبيعي أن تحسم البدائل أولاً ثم تُقرر تصفية الفريق ورحيل الفائضين عن الحاجة، لكن العكس هو الذي حدث، فرحل كارول ومن قبله كريج بيلامي وكَويت وفشلوا في جلب ديمسي وستوريدج وأصبح الفريق بلا غطاء هجومي للثنائي "سواريز، بوريني"، وفي حال تعرض أحدهم للإصابة ستكون العواقب وخيمة على نادِ يُقال أنه يتطلع للعودة للمربع الذهبي.. فهل هناك نادِ يرغب في لعب الأدوار الأولى في البطولة وهو بدون مهاجم على مقاعد البدلاء؟
الإدارة علقت فشلها في سوق الانتقالات على الأزمة مالية التي يمر بها الفريق، ولكن حتى لو هذا صحيح، فالإدارة هي السبب في تلك الأزمة "المزعومة" بسبب القرارات الشرائية الخاطئة، وأخص تحديدًا اندفاع النادي نحو انفاق أموال طائلة على تعاقدات لم تُقدم أي شيء، كتشارلي آدم وأندي كارول وتحديدًا الأخير الذي تكبدت فيه خزائن ليفربول 35 مليون جنيه إسترليني كأغلى لاعب إنجليزي في التاريخ وهو لا يستحق هذا المبلغ الضخم إذا ما نظرنا أنه مازال صغير السن ولم ينضج بعد، كما أنه لم يلعب سوى نصف موسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وحين نضج اللاعب وبدأ يكتسب خبرة من اليورو تمت اعارته والفريق في أمس الحاجة لخدماته.





















أما على الجانب الفني فعلى الرغم أنني مؤمن جدًا بإمكانيات المدرب برندان رودجرز لكني أتوقع أن مشروعه لن يُكلل بالنجاح في ظل وجود هذه الإدارة السيئة، فالمدرب الأيرلندي الشمالي جاء وهو يحمل معه مشروع "التيكي تاكا" والاعتماد على الكرة السريعة الشاملة الذي أبهر به الجميع في سوانسي سيتي الموسم الماضي، حيث كان معه مجموعة رائعة من اللاعبين لديهم امكانيات تخدم هذه الطريقة على مستوى المهارات والسرعات، مثل "ناثان داير، وسكوت سنكلير، وجيلفي سيجوردسون وجو آلين" لكن الحال في ليفربول مختلف خصوصًا أن كيني دالجليش اعتمد على أسلوب لعب الكرة الإنجليزية "الكلاسيكية" والعميقة وكّون فريق على هذه الطريقة بضم أندي كارول وتشارلي آدم وستيوارت داونينج وجوردان هيندرسون.

الفنية، وما يُحسب له هو قيامه بالامكانيات المتاحة في محاولة تطبيق هذا النموذج ولعل أبرز إيجابياته كانت في منحه الفرصة اللاعب الصاعد "رحيم سترلينج" الذي لفت أنظار الجميع هذا الموسم وكان هو النقطة المضيئة حاليًا في ليفربول.

أخطاء رودجرز استمرت كذلك في مباراة آرسنال وذلك بالاستعانة باللاعب التركي نوري شاهين المعار من ريال مدريد، غير الجاهز بدنيًا لأنه قادم من إصابة ومن دكة بدلاء ريال مدريد، ولم يقم بأي فترة تحضيرية لا مع ريال مدريد ولا مع ليفربول وغير منسجم مع عناصر الفريق، بجانب اعتماده على المهاجم الإيطالي فابيو بوريني في مركز الجناح، وهو ما أجهض كثيرًا من فاعليته التي تكون داخل منطقة الجزاء وجعل سواريز صيدًا سهلاً لمدافعي آرسنال.

مشاركة شاهين تفتح خطوط أخرى للتخبط في النادي، البعض قد يعتقد أنها جاءت إضطرارية بسبب إصابة لوكاس، ولكن رودجرز هو من وضع نفسه في هذه الورطة لأنه لم يضع في حسبانه امكانية فقدان لاعبين بسبب الإصابات خصوصًا في بطولة "عنيفة" كالدوري الإنجليزي فتخلى عن تشارلي آدم ووضع نفسه في موقف المضطر لإشراك لاعب غير جاهز بدنيًا أو فنيًا، كما أنه كان أمامه جوردان هيندرسون الجاهز بدنيًا وفنيًا عن شاهين.

العُرف الكروي يقول أن الفرق الكبرى هي التي تمتلك تشكيلة أساسية قوية ودكة بدلاء على نفس المستوى تقريبًا، ما بالكم أن ليفربول تشكيلته الأساسية ضعيفة من الأساس ولا يمتلك مهاجم في مقاعد البدلاء، وبالنظر للمنافس التقليدي مانشستر يونايتد سنجد أنه محتفظ بكوكبة من لاعبي الوسط كأندرسون وفليتشر وكاريك وكليفيرلي وبول سكولز وكلهم لاعبين يستطيعون لعب نفس الأدوار، نفس الأمر بالنسبة لآرسنال الذي ظل متمسك بأبو ديابي رغم اصاباته بجانب قرب عودة لاعبيه الشباب ويلشير وايستموند وفريمبونج.

لذلك لن يستطيع ليفربول تحقيق النجاح وهو يمتلك في تشكيلته اسمًا واحدًا كبير في مركز ما، لابد أن يكون هناك على الأقل اثنان على نفس المستوى في كل مركز أو أكثر من لاعب جوكر قادر على لعب
هذه الأدوار، وهذه هي معاناة النادي الحقيقية فمنذ رحيل ماسكيرانو وتشافي ألونسو والفريق غير قادر على تعويضهما حتى الآن.

في النهاية على ليفربول أن يتدارك هذه البداية السيئة في المواعيد القادمة وأن يضع نفسه ضمن المراكز العشرة الأولى قبل مباريات البوكسنج، وإلا ستكون الأمور كارثية على النادي لأنه كلما ساءت أو تراجعت النتائج كلما تراجعت المبيعات والمتابعة التلفزيونية وزادات في الجانب الآخر لأندية مثل سوانسي سيتي المبدع مع لاودروب وسندرلاند المتزن مع أونيل وبالطبع الأندية الكبرى صاحبة المستوى الثابت مثل مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتشيلسي وآرسنال.
فهل يعود ليفربول المهول..أم أن عهد شانكلي وراش قد ولى؟

[عبدالرازق ابو محمد]

بارك الله فيك أخي عادل

[عادل عبد المولي]

مرورك حبيبي وصديقي الغالي ميمو يشرفني

[حيدرالكبيسي]

يحفضك الله اخي عادل

[عادل عبد المولي]

مرورك حبيبي حيدر يشرفني