رئيس الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية صوتياً الإعلام المصري مهد الطريق أمام كارثة بورسعيد

[مصطفى صدقى]

الإيطالي جياني ميرلو

أثارت المجزرة التي تعرضت لها جماهير الأهلي المصري في مدينة بورسعيد عقب انتهاء لقاء فريقها مع المصري في الجولة السابعة عشرة للدوري "الملغي" في الأول من فبراير الماضي, ردود فعل غير مسبوقة علي الصعيدين الإقليمي و العالمي و أصبحت مادة ثرية للإعلام العالمي نظراً لحجم وفداحة هذه الكارثة المروعة التي راح ضحيتها أكثر من 70 من جماهير الأهلي ، ومئات من الجرحى.

الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية ممثلاً في رئيسه الإيطالي جياني ميرلو، كان له رأي في هذه الحادثة، فأدلي بتصريحات هاتفية لموقع "كووورة" أجاب من خلالها علي العديد من التساؤلات الخاصة بهذه الجريمة التي شوهت وجه كرة القدم المصرية .

بالطبع تابعت أحداث بورسعيد في الأول من فبراير الماضي؟
** حزين للغاية مما حدث بكل تأكيد,ما حدث هناك كان أمراً غير متوقع, دعني أقدم التعازي من خلالكم لأسر ضحايا هذا الحادث المأساوي.

حقيقة تصريحاتك الأخيرة التي حملت فيها مسئولية ما حدث للإعلام المصري؟
** لم يكن كلامي بهذا المعني, ولكني قلت أنه الإعلام المصري تسبب في إشعال فتيل هذا الشغب و كان أحد مقدماته,ودعني أعود بك عام ونصف للوراء من خلال مواجهة مصر و الجزائر في تصفيات كأس العالم الماضية عندما تسبب بعض الإعلاميين في إشعال أزمة كبيرة بين البلدين عن طريق بعض الحروب الكلامية و التراشق وهو ما أنعكس علي تصرفات الجماهير في المدرجات وتسبب في نوع من العصبية,لذا كلامي كان يشير إلى أن الإعلام وعن طريق الأمور المماثلة لما حدث علي هامش لقائي مصر والجزائر تسبب في وصول الأمور لما وصلت إليه في بورسعيد .

ما هي الحلول المناسبة لهذه المشكلة من وجهة نظرك؟
**كصحفيين لابد أن نكون أصحاب المبادرة وليست الجماهير لأن عملنا الأساسي هو تعليم الناس وتوجيههم بعيداً عن العصبية و العنف,بكل أسف قد يتسبب بعضنا بعصبيته لفريقه و عدم مهنيته وغياب ضميره في تصدير التعصب لجماهير فريقه وهو ما يتسبب في حدوث مثل هذه الكوارث.

(فاقد الشيء لا يعطيه) و إذا كان بعض الإعلاميين يحتاجون من يعلمهم, فكيف يعلمون الجماهير؟
**متفق معك تماماً, هناك عادات و تقاليد قديمه يجب أن تتغير الآن,قواعد المهنة توجب علي الأساتذة الكبار منح عصارة خبرتهم وتجربتهم في هذا المجال للأجيال الصاعدة,لابد أن يعلم الجيل الصاعد من الصحفيين الرياضيين أن التأكد من مصدر أخبارهم و التدقيق فيما يكتبون هو سبيلهم للنجاح وليس أي شيء أخر.

هل المشاكل القائمة علي الأرض في بلاط صاحبة الجلالة خاصة بمصر والدول العربية أم ظاهرة عالمية؟
**هي ظاهرة عالمية بكل تأكيد وهناك بلاد كثيرة تمر بمثل هذه المشكلات,لذلك أنصح كل الصحفيين في العالم بضرورة توصيل المعلومة بأمانه و أن يتحلوا بأقصى درجات الاحترافية في تعاطيهم مع الأحداث الكروية حتى نتجنب الكثير من الكوارث المماثلة.

وكيف تري دور الإعلام المصري في تصحيح بعض المفاهيم وعلاج تداعيات هذه المذبحة؟
**أعرف أن الإعلام الرياضي ليس المشكلة الوحيدة في مصر الآن و لكن هناك مشاكل أكبر و أعم بسبب الظروف السياسية التي تمر بها مصر,ولكن دعني أؤكد لزملائي الصحفيين الرياضيين المصريين معلومة هامة بأن دورهم في هذه المرحلة قد يفوق دور نظرائهم السياسيين إذا ما التزموا الحيادية و الموضوعية في تناولهم للقضايا الرياضية.

هل غياب ميثاق الشرف الإعلامي و عدم وجود قواعد تنظم مهنة الصحافة في بعض الدول هو سبب الكثير من المشاكل؟
**هذا غير حقيقي لأن المشكلة الحقيقية ليس في غياب القوانين المنظمة لمهنة الصحافة ,لأن الأخطاء موجودة حتى في وجود أكثر القوانين صرامة, ففي إيطاليا مثلاً قد يذهب الصحفي إلي المحاكمة إذا كتب خبر غير حقيقي, فهل يعني هذا أن الصحافة هنا بدون أخطاء أو تجاوزات؟ المطلوب من البعض أن يغير أسلوبه في تناول الموضوعات و يتحري الدقة و لا يعتمد علي الإثارة فقط,والأهم أن يكون لديه استعداد للتعلم و الإلمام بكل جوانب الموضوع قبل الكتابة أو التحدث فيه ولابد أن يتعلم الجيل الصاعد من الكبار قواعد هذه المهنة,ولابد أيضاً وفي نفس الإطار ألا يبخل أصحاب الخبرة في توجيه النصيحة للصغار الباحثين عن قدوة حقيقية.

سؤالي الأخير, كيف تري دور التقنيات الحديثة في تقديم خدمة صحفية مميزة؟
**بدون شك لا يمكن لأحد أن ينكر دور شبكة الإنترنت في تذليل الصعوبات التي كان يجدها الصحفي في جمع معلوماته,لا يوجد مبرراً لأخطاء البعض الآن لأن المعلومات متاحة للجميع,ورغم هذا إلا أن قناعاتي تدفعني للقول بأن الخدمة الصحفية الجيدة نابعة من الصحفي نفسه ومدي جديته و رغبته في تقديم خدمة جيدة للمتلقي.

[انطونى سات]

الف شكر لك اخي الغالي