بقلم الاستاذ الدكتور احمد عبده عوض جددوا إيمانكم من الحالة الصفرية إلي المئوية

[محمود ابواحمد]

بقلم الاستاذ الدكتور احمد عبده عوض جددوا إيمانكم
من الحالة الصفرية إلي المئوية



حالة الصفرية تحدث لنا جميعا وحالة المئوية تحدث أيضا‏,‏ ولكن الجميل أن الإنسان لايبقي في الصفرية فترات طويلة‏,‏ فالصفرية تعني أن الإنسان عندما يأتي بالمعصية فإن إيمانه يساوي صفرا‏,‏ لأنه ما أتي المعصية إلا استصغر الله تعالي في قلبه‏,‏

وعندما يتوب من هذه المعصية ويندم فإنه يتحول من الصفرية الي المئوية‏,‏ والحالة المئوية هذه أتي فيها قول الحبيب صلوات الله عليه وسلامه الندم توبة‏((‏ أخرجه ابن ماجة في سننه‏,1420/2))‏ أي‏:‏ إن الندم يأخذك من الحالة الصفرية إلي الحالة المئوية‏,‏ والحالة الصفرية يعبر عنها قوله صلوات الله عليه وسلامه‏,‏ عن زنا الزاني علي سبيل المثال بأن الإيمان يخرج من قلب المؤمن كأنه مظلة‏,‏ أي‏:‏ شمسية‏,‏ ثم تبتعد عنه هذه المظلة‏,‏ ويكون قلبه حينها في حالة الصفرية‏,‏ وعندما يتوب فإن المظلة تعود إليه فيعود الإيمان الي قلبه مرة اخري فيتحول من الحالة الصفرية الي الحالة المئوية؟ وهذا هو المعني الجميل في الإسلام ان الله تعالي جعل لكل حالة صفرية علاجا‏,‏ فعلي سبيل المثال‏:‏ إن الإنسان إذا اتي بمعصية صفرية نعتبر ان هذه المعصية الصفرية كتبت بالقلم الرصاص وتحتاج الي ان تزال ولكن بأي شيء تزال؟ نحتاج الي الماسحة‏(‏ الأستيكة‏)‏ وهكذا فقد يكفيك الاستغفار مع الذنب‏,‏ فما بالك لو الذنوب عظيمة؟‏!!‏ انت في هذه الحالة تحتاج إلي التوبة‏.‏
إذن فالتوبة تحتاج الي شكل ثان‏,‏ كما يحتاج القلم الجاف لإزالته الي مزيل‏,‏ ونبدأ نمسح بالمزيل وهذا هو الاستغفار الذي سنتحدث عنه بعد ذلك‏,‏ هذا المزيل أزال ورغم انه أزال‏,‏ ولكن سيبقي له أثر‏,‏ إذن الذنب بعدما يتعاظم سيحتاج إلي مزيل أقوي‏.‏
هل المزيل هنا مثل المزيل هناك‏(‏ الماسحة‏)‏؟ لا‏,‏ هذه الانتقالية من الحالة الصفرية إلي الحالة المئوية مع استخدام هذه الأشياء التي تمسح بها الذنوب‏,‏ كيف تمسح بها ذنوب شخص اغتاب آخر؟ من المؤكد أنه عندما اغتابه وصل الي الحالة الصفرية ويحتاج الي ماسحة قوية‏,‏ لأنك عندما تغتاب أحدا عليك أن تقول اللهم اغفر لنا وله‏.‏
وفي آخر كل مجلس لابد وأن تقول سبحان الله وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك وأشهد ألا إله إلا الله وأن سيدنا محمدا رسول الله‏(‏ وهذه هي الأستيكة‏)‏ أي الماسحة‏:(‏ والعصر‏(1)‏ إن الإنسان لفي خسر‏(2)‏ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر‏(3)(‏ العصر‏),‏ أي سورة العصر ماسحة إذا جئت لهذا المجلس بذنوب كبيرة‏,‏ وهذه الماسحة رغم أنها كبيرة لاتكفي‏,‏ وأنت في حاجة إلي مزيل أقوي من هذا‏.‏
ولأنك وقعت الآن في معصية‏,‏ وبالتالي صارت الزلات التي تقع فيها ـ لكل زلة ـ مايناسبها من أدب الدعاء والاستغفار‏,‏ حتي يشعر المسلم ان الله تعالي قد فتح له بابا من ابواب الهداية‏,‏ وهذا يستلزم شيئا في غاية الأهمية‏,‏ فالانسان يري في الشارع شابات متبرجات ينظر اليهن‏,‏ فيقول‏:‏ إن الواحدة من هؤلاء تحمل وزرها ووزر غيرها‏,‏ وليس لها عند الله تعالي توبة‏,‏ ثم يخرج فيجد شابا في يده سلسلة ويفتح صدره لكي يظهر ما يلبسه في رقبته من سلاسل‏,‏ ويمشي متبهرجا‏.‏
فيقول‏:‏ هذا أشبه بكذا وبكذا ويستحيل ان يتوب الله تعالي علي أمثال هؤلاء اي‏:‏ يحكمون علي الناس بالمعصية والضلال الدائمين‏.‏
فصارت هنا مسألة خطيرة جدا وهي‏:‏ الحكم علي الناس إذا لم يكونوا في مظهر الطاعة‏,‏ بأنهم مطرودون من رحمة الله تعالي‏.‏
وهذه قضية خطيرة جدا لماذا ؟ لان هذا الذي يلبس السلسلة او الاسورة وهذه المتبرجة ربما عندما يستمعان الي اية قرآنية واحدة فإن نور الإيمان يشرق في قلبيهما في لحظة واحدة‏.‏
وكل ذنب يحتاج الي توبة بقدر الذنب الذي اتي به الانسان‏,‏ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم اقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم الا الحدود‏(‏ اخرجه ابو داود في سننه‏,133/4)),‏ فمن هم ذوو المروءات‏,‏ اي الذي له صدق في الطاعة ففعل هذه المعصية‏,‏ وهذه المعصية تنكد عليه وتقطع في احشائه‏,‏ فعندما فعل المعصية كان في حالة ذلة وصفرية‏,‏ ولكنه بعدما فعل هذه المعصية كان يريد من الله تعالي ان يفتح له باب هداية علي قدر مازلت قدمه‏.‏
فعلي سبيل المثال‏:‏ كليم الله سبحانه وتعالي سيدنا موسي عليه السلام‏(‏ ولما رجع موسي الي قومه غضبان اسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي اعجلتم امر ربكم وألقي الألواح وأخذ برأس أخيه يجره اليه قال ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلاتشمت بي الاعداء ولاتجعلني مع القوم الظالمين‏)(150‏ الاعراف‏)‏

[helmy40]

بارك الله فيك أخى

[احمد عبدالنبي]

[محمود ابواحمد]

[ناصر ابو محمد]

بارك الله فيك اخى