لاتتخذوا اليهود والنصارى اولياء

[حمدى البندى]

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَتَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ
وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾




هداية وتدبر...


1. إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعاً أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصاراً وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله،
وأخبر أنه من اتخذهم نصيراً وحليفاً وولياً من دون الله ورسوله والمؤمنين،
فإنَّه منهم في التحزّب على الله وعلى رسوله والمؤمنين، وأن الله ورسوله منه بريئان.

وأما معاملة اليهودي والنصراني من غير مخالطة ولا ملابسة فلا تدخل في النهي،
وقد عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودياً ورهنه درعه.


[

2. لاَتَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء; هو حكم تكليفي.
وحيثية الإيمان بالله.
فما دمت قد آمنت بالله فكل من رضي بمخالفته لمنهج ربه لا يصح أن يكون مؤتمناًَ على نصرتك؛
فهل تتوقع منه أن يعينك على الأمانة التي معك؟؟؟ لا؛
لأنه لم يكن أميناً على ما نزل عليه من منهج.
والولاية نصرة،



والنصرة انفعال الناصر لمساعدة المنصور. وهل تجد فيهم انفعالاًلك ينصرك ويعينك؟؟
، أو يتظاهرون بنصرتك، ولتعلموا أنهم سيفعلون ما قاله الحق:

﴿لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّخَبَالاً﴾ [التوبة: 47] إ

إذن فالموالاة والنصرة والمعونة يجب أن تكون من متحد معك في الغاية العليا.

وما دام هناك من يختلف مع الإسلام في الغاية العليا وهي الإيمان فلا يصح أن يأمنه المسلم.




. إن كون المؤمن موالياً للكافر يحتمل ثلاثة أوجه:

أحدها: أن يكون راضياً بكفره ويتولاه لأجله، وهذا ممنوع
منه لأن كل من فعل ذلك كان مصوباً له في ذلك الدين، وتصويب الكفر كفر،
والرضا بالكفر كفر،
فيستحيل أن يبقى مؤمناً مع كونه بهذه الصفة.




وثانيها: المعاشرة الجميلة في الدنيا بحسب الظاهر، وذلك غير ممنوع منه.


]


والقسم الثالث:

وهو كالمتوسط بين القسمين الأولين
هو أن موالاة الكفار بمعنى الركون إليهم والمعونة،
والمظاهرة، والنصرة إما بسبب القرابة، أو بسبب المحبة مع اعتقاد أن دينه باطل
فهذا لا يوجب الكفر إلا أنه منهي عنه، لأن الموالاة بهذا المعنى قد تجره إلى استحسان طريقته والرضا بدينه،

وذلك يخرجه عن الإسلام فلا جرم هدد الله تعالى فيه فقال: ﴿وَمَن يَفْعَلْ ذلك فَلَيْسَ مِنَ الله فِي شَىْء﴾.

[عادل نصار]

بارك الله فيك اخي