لتلفزيون التقليدي بعد 5 سنوات

[mississ]

في عصر أصبحت فيه كل أشكال الإعلام تقريباً رقمية، وسرت فيه إشارات الإنترنت السريع في مختلف قطاعات العالم الصناعي، مثلما تسري الكهرباء ومياه الشرب، من المفترض أن يكون بوسع المرء وهو جالس على أريكته ان يستدعي أي مادة مرئية ترفيهية تخطر في باله إلى جهاز التلفزيون بضغطة زر واحد.

ومع ذلك لا يزال إلى الآن من غير الميسر للمرء أن يشاهد ما يريد ساعة يريد مستفيداً من الإنترنت. والأسباب وراء ذلك متصلة بالظروف التقنية بقدر صلتها بمخاوف وممانعة أقطاب صناعة الإعلام التلفزيوني المتخندقين في مواقعهم منذ عقود. وذلك لأن التوزيع الرقمي للبرامج التلفزيونية يمثل تهديداً غير مسبوق لأنماط أعمالهم التقليدية، لكن كما أظهرت تجربة صناعة الموسيقى، فإن في نهاية المطاف لا جدوى من محاولات مقاومة رغبة الجمهور في الوصول على محتويات رقمية غير محدودة.

ويقول دوك سيرلز، من مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع في جامعة هارفرد: «أنا واثق أننا في غضون خمس سنوات من الآن مقبلون على نهاية التلفزيون، كما نعرفه الآن». ولقد بدأت كبرى الاستديوهات السينمائية بالفعل في تحميل أحدث أفلامها على شبكة الإنترنت.

كما بدأت تظهر أعداد لا تحصى من الأجهزة المصممة لمساعدة المشاهد على استدعاء ثروات الإنترنت إلى شاشة جهاز التلفزيون في غرفة الجلوس. وخلف الكواليس الرقمية تجري الآن المعارك التي ستصوغ شكل مستقبل الفيديو لعقود مقبلة، حيث تحاول قوى الإعلام التقليدي، وعلى رأسها شبكات محطات «الكيبل» إعاقة التقدم باتجاه تلفزيون الإنترنت الذي يهدد مستقبلها.

ومن المثير للاهتمام هنا ان هذه الشبكات تملك سلاحاً فعالاً جداً في معركتها وهو انها تستطيع التحكم بامتيازات دخول المستخدم العادي إلى الإنترنت السريع، لن معظم المنازل في الدول المتقدمة تحصل على اتصال الإنترنت عن طريق نفس «الكيبل» الذي يحمل بث المحطات التلفزيونية الخاصة بالاشتراكات.

وهذا يعني ان الشركات المزودة تستطيع التحكم بسرعة الانترنت، ويمكنها حتى أن تفرض قيوداً على الحد الأقصى لحجم الملفات التي يقول المشترك بتنزيلها كل شهر، وذلك بهدف الحيلولة دون تمكنه من تنزيل الأفلام والمسلسلات مجاناً عبر الإنترنت. وهو إجراء عمدت إليه بالفعل بعض شبكات الكيبل الأميركية لحماية مصالحها المالية.

والطريقة الأخرى المتاحة هي الحصول على الإنترنت مباشرة من شركات الاتصالات، عن طريق خطوط الهاتف النحاسية الممدودة أصلاً إلى المنازل. وتستطيع هذه الخطوط نقل إشارات الإنترنت لكن بإمكانيات محدودة لا تكفي لتنزيل البرامج التلفزيونية بدرجات وضوح عالية وبسرعات مقبولة.

لكن ما زال هناك أمل لتلفزيون الإنترنت من حيث المبدأ. فمع انحسار أعداد المشتركين في خدمات الهاتف الثابت، بسبب اعتماد الكثير من المستخدمين بشكل كامل على الهاتف المتحرك، بدأت شركات الاتصالات في مدّ الجيل التالي من خطوط البيانات إلى المنازل.

وهي كبلات الألياف الضوئية المعروفة بقدراتها الاستثنائية في نقل جميع اشكال البيانات الرقمية. ويصل العرض الموجي لمثل هذه الخدمات إلى 30 ميجابت بالثانية سواء في سرعة التحميل أو التنزيل ـ أي حوالي 10 أضعاف السرعة التي يحصل عليها المشترك في خدمات الأنترنت السريع، في المتوسط. وبطبيعة الحال، سوف تسمع هذه السعة والسرعة الإضافية بمشاهدة التسجيلات المرئية بجودة «إتش دي» أو تنزيل مقاطع الفيديو العادي مثل «يوتيوب» بسرعات عالية جداً.

ولنأخذ مثلاً كوريا الجنوبية التي تتربع على عرش سرعات الإنترنت في العالم، حيث يبلغ فيها متوسط سرعات الإنترنت، 11 ميجابت بالثانية، ويصل فيها الإنترنت السريع إلى أكثر من 90 بالمئة من السكان. لقد قررت شركة وارن بروذرز الأمريكية تقليص انشطة بيع أقراص ال«دي في دي» والتركيز أكثر على عمليات توزيع الأفلام حصريا عبر الأنترنت، وقبل أسبوعين من طرحها على شكل أقراص دي في دي.

ولقد بدأت بعض شركات الإنتاج المستقلة في الولايات المتحدة بتجربة توزيع احدث الأفلام عبر الإنترنت، حتى قبل عرضها في السينما. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لانضمام كل وسائل الإعلام إلى هذا المستقبل الرقمي الصرف. لكن مدّ تلفزيون الإنترنت قادم، وليس بوسع أحد إيقافه.

[ميدو الشورة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mississ

في عصر أصبحت فيه كل أشكال الإعلام تقريباً رقمية، وسرت فيه إشارات الإنترنت السريع في مختلف قطاعات العالم الصناعي، مثلما تسري الكهرباء ومياه الشرب، من المفترض أن يكون بوسع المرء وهو جالس على أريكته ان يستدعي أي مادة مرئية ترفيهية تخطر في باله إلى جهاز التلفزيون بضغطة زر واحد.

ومع ذلك لا يزال إلى الآن من غير الميسر للمرء أن يشاهد ما يريد ساعة يريد مستفيداً من الإنترنت. والأسباب وراء ذلك متصلة بالظروف التقنية بقدر صلتها بمخاوف وممانعة أقطاب صناعة الإعلام التلفزيوني المتخندقين في مواقعهم منذ عقود. وذلك لأن التوزيع الرقمي للبرامج التلفزيونية يمثل تهديداً غير مسبوق لأنماط أعمالهم التقليدية، لكن كما أظهرت تجربة صناعة الموسيقى، فإن في نهاية المطاف لا جدوى من محاولات مقاومة رغبة الجمهور في الوصول على محتويات رقمية غير محدودة.

ويقول دوك سيرلز، من مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع في جامعة هارفرد: «أنا واثق أننا في غضون خمس سنوات من الآن مقبلون على نهاية التلفزيون، كما نعرفه الآن». ولقد بدأت كبرى الاستديوهات السينمائية بالفعل في تحميل أحدث أفلامها على شبكة الإنترنت.

كما بدأت تظهر أعداد لا تحصى من الأجهزة المصممة لمساعدة المشاهد على استدعاء ثروات الإنترنت إلى شاشة جهاز التلفزيون في غرفة الجلوس. وخلف الكواليس الرقمية تجري الآن المعارك التي ستصوغ شكل مستقبل الفيديو لعقود مقبلة، حيث تحاول قوى الإعلام التقليدي، وعلى رأسها شبكات محطات «الكيبل» إعاقة التقدم باتجاه تلفزيون الإنترنت الذي يهدد مستقبلها.

ومن المثير للاهتمام هنا ان هذه الشبكات تملك سلاحاً فعالاً جداً في معركتها وهو انها تستطيع التحكم بامتيازات دخول المستخدم العادي إلى الإنترنت السريع، لن معظم المنازل في الدول المتقدمة تحصل على اتصال الإنترنت عن طريق نفس «الكيبل» الذي يحمل بث المحطات التلفزيونية الخاصة بالاشتراكات.

وهذا يعني ان الشركات المزودة تستطيع التحكم بسرعة الانترنت، ويمكنها حتى أن تفرض قيوداً على الحد الأقصى لحجم الملفات التي يقول المشترك بتنزيلها كل شهر، وذلك بهدف الحيلولة دون تمكنه من تنزيل الأفلام والمسلسلات مجاناً عبر الإنترنت. وهو إجراء عمدت إليه بالفعل بعض شبكات الكيبل الأميركية لحماية مصالحها المالية.

والطريقة الأخرى المتاحة هي الحصول على الإنترنت مباشرة من شركات الاتصالات، عن طريق خطوط الهاتف النحاسية الممدودة أصلاً إلى المنازل. وتستطيع هذه الخطوط نقل إشارات الإنترنت لكن بإمكانيات محدودة لا تكفي لتنزيل البرامج التلفزيونية بدرجات وضوح عالية وبسرعات مقبولة.

لكن ما زال هناك أمل لتلفزيون الإنترنت من حيث المبدأ. فمع انحسار أعداد المشتركين في خدمات الهاتف الثابت، بسبب اعتماد الكثير من المستخدمين بشكل كامل على الهاتف المتحرك، بدأت شركات الاتصالات في مدّ الجيل التالي من خطوط البيانات إلى المنازل.

وهي كبلات الألياف الضوئية المعروفة بقدراتها الاستثنائية في نقل جميع اشكال البيانات الرقمية. ويصل العرض الموجي لمثل هذه الخدمات إلى 30 ميجابت بالثانية سواء في سرعة التحميل أو التنزيل ـ أي حوالي 10 أضعاف السرعة التي يحصل عليها المشترك في خدمات الأنترنت السريع، في المتوسط. وبطبيعة الحال، سوف تسمع هذه السعة والسرعة الإضافية بمشاهدة التسجيلات المرئية بجودة «إتش دي» أو تنزيل مقاطع الفيديو العادي مثل «يوتيوب» بسرعات عالية جداً.

ولنأخذ مثلاً كوريا الجنوبية التي تتربع على عرش سرعات الإنترنت في العالم، حيث يبلغ فيها متوسط سرعات الإنترنت، 11 ميجابت بالثانية، ويصل فيها الإنترنت السريع إلى أكثر من 90 بالمئة من السكان. لقد قررت شركة وارن بروذرز الأمريكية تقليص انشطة بيع أقراص ال«دي في دي» والتركيز أكثر على عمليات توزيع الأفلام حصريا عبر الأنترنت، وقبل أسبوعين من طرحها على شكل أقراص دي في دي.

ولقد بدأت بعض شركات الإنتاج المستقلة في الولايات المتحدة بتجربة توزيع احدث الأفلام عبر الإنترنت، حتى قبل عرضها في السينما. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لانضمام كل وسائل الإعلام إلى هذا المستقبل الرقمي الصرف. لكن مدّ تلفزيون الإنترنت قادم، وليس بوسع أحد إيقافه.

شكرا لك

[أيمن عبد النبى]

مشكوووووووووووووور

[tahawajeh]

الف الف شكر

[lord98l]

مشكوووووووووووووور

[حسام مشعل]

الف شششششششششششششششكر ياغالى

[adel atef2020]

الف شكراااااااااااااااااااااااااا

[ديموس باشا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adel atef2020

الف شكراااااااااااااااااااااااااا

شكرااااااا لك مجهود اكثر من رائع