ليفربول يخرج من عنق الزجاجة ويواصل تفوقه على مانشستر يونايتد

[شمبات]

سقط بطل الدوري الإنجليزي - مانشستر يونايتد - للمرة الثانية له هذا الموسم، فبعد هزيمته في الأسبوع الثاني بهدف للاشيء أمام بيرنلي الصاعد حديثاً للدوري، سقط مساء اليوم الأحد في إطار الجولة العاشرة ضد ليفربول في الأنفيلد روود بهدفين نظيفين في مباراة لم تخل من الإثارة والقصور الهجومي للشياطين الحمر الذين عانوا من غياب صانع ألعاب حقيقي على النقيض كان ليفربول متألقاً بفضل القوي ماسكيرانو وصانع الألعاب المتميز بن عيون، مميزات لم يلاحظها أحد سوى على ليفربول في هذه الملحمة الشرسة التي كانت أشبه بالحرب ولكنها لم تكن كالعادة حرباً شعواء فقد كان ظاهراً ان ليفربول منتصراً لنجاعته ورغبته في تحقيق نتيجة واحدة ألا وهي الفوز ولا شيء غير ذلك..

انحصر اللعب في منتصف الميدان منذ البداية، مانشستر حاول امتصاص حماس لاعبي ليفربول بالإكثار من التمريرات الأرضية والطولية من الخلف للأمام إضافة لانطلاقات ريان جيجيز وأنطونيو فالنسيا من على طرفي الملعب.

مرت 10 دقائق على هذه الوضعية المُطمئنة للشياطين حتى بدأ ليفربول يمارس ضغطه على حائز الكرة من منتصف ملعب اليونايتد بقوة ماسكيرانو وسرعة لوكاس في الانقضاض وساعدهم على تأدية أدوارهما في منح الحيوية كلٍ من بن عيون وتوريس وبالطبع لبطء سكولز في التمرير، ليبدأ الحمر في شن الهجمات تباعاً على مرمى فاندر سار في الدقيقة 16 بعدما تحصل المهاجم الإسباني العائد من الإصابة "توريس" على ركلة حرة مباشرة من خارج منطقة الجزاء ليتصدى لها الجناح الأيسر "أوريليو" ويسددها من فوق الحائط البشري كما فعل بالضبط الموسم الماضي في مباراة الـ1/4 بالأولد ترافولد، ولكن هذه المرة كان فاندر سار يقظاً بتصدٍ أكثر من رائع، وارتدت الكرة منه لتذهب للهولندي كاوت ويتصدى فاندر سار للكرة من جديد.

أداء متوازن

تحمس عشاق الريدز فشجعوا لاعبيهم بكل ما لديهم من قوة، فلم يخيبوا آمالهم فعادوا ليهددوا مرمى الشياطين بتسديدة لا معنى لها من كاوت الذي أنفرد تماماً فتسرع أو شعر بمفاجأة الموقف فأهدر أبرز فرصة في المباراة والتي منحها له البرازيلي لوكاس ليفا بعد قصه للكرة بنجاح من سكولز من خط الوسط.

أراد نجوم اليونايتد قول كلمتهم وتأكيد حضورهم فعملوا على استغلال المساحات الشاغرة خلف الظهير الأيسر "إينسوا" لينطلق الجناح الأيمن "فالنسيا" في الدقيقة 21 بأقصى سرعته ثم يُرسل عرضية مُتقنة ذهبت على رأس "روني" داخل المنطقة لكن رأسية الفتى الذهبي ذهبت سهلة في يد ريـنا.

بعد هذه الهجمة استعاد مانشستر بريقه الهجومي وبدأ يقف لاعبيه على أقدامهم بقيادة ريان جيجيز الذي طالب بركلة جزاء في الدقيقة 30 حيث تعرض للدفع داخل منطقة الجزاء من المدافع الدنماركي "أجيير" حين ترك جيجيز الجهة اليسرى المغلقة بواسطة جونسون الملتزم دفاعياً في هذه المباراة لإيقاف خطورة جيجيز وإيفرا.

سيطر مانشستر على الملعب منذ الدقيقة 22 حتى 32 وهدأ أداء ليفربول تماماً، ولكن هناك شيء لوحظ على بيرباتوف وتوريس، الأول لم يكن يأبه للعودة للخلف عندما يفقد مانشستر الكرة، والثاني كان دائم الحركة في كل أرجاء الملعب رغم أنه عائد مؤخراً من الإصابة.!!

على أي حال الأفضلية تحولت بغرابة لمانشستر يونايتد الذي لعب بطريقة 4/1/1/2/2، وكاد يحصل لاعبه وسطـه الدفاعي الوحيد "كاريك" على ركلة جزاء صحيحة مئة في المئة بعد تدخل قوي (عنيف، متهور) من قائد الريدز "كاراجر" داخل صندوق العمليات لم يُحرك لها الحكم مارينر ساكناً في الدقيقة 34.

ارتدت الهجمة للاعب بن عيون – المتفوق تماماً على إيفرا- على الجهة اليمنى بتمريره عرضية متقنة على رأس "أوريليو" الذي سدد الكرة سهلة قرأها فاندر سار وتصدى لها بسهولة.

انتهى الشوط الأول ونجوم اليونايتد يتناقلون الكرة مع بعضهم بعض محاولةً منهم لإحراز هدف السبق ليطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي.

تواصل الأداء المتوازن من كلا الفريقين في الشوط الثاني دون إجرائهما لأية تغييرات، واكتفى فيرجسون بأمر الثنائي "نيفيل ومايكل أوين" بالإحماء استعداداً للمشاركة، وفي هذه الأثناء أهدر ريان جيجيز فرصة مُحققة لافتتاح التسجيل في الدقيقة 62 بعد تلقيه عرضية رائعة من واين روني، ولم يحصل جيجيز على فرصة حقيقية لتحويل الكرة في المرمى لغلق الثنائي "جونسون وماسكيرانو" كل الزوايا عليه.

سخونة وإثارة

وتحسن أداء بول سكولز وعلى النقيض انخفض مردود البرازيلي ليفا، وبدا واضحاً حاجة ليفربول لقائده المصاب "جيرارد" الذي حضر المباراة في المدرجات وكان له نصيباً للاحتفال مع عشاق الريدز واللاعب الأسبق "سامي هيبيا" في الدقيقة 65 بفضل فيرناندو توريس الذي تسلم تمريرة أرضية نموذجية من بن عيون الذي استغل ضعف الضغط عليه ومن إيفرا، ليذهب توريس نحو المرمى متغلباً على فيرديناند بسرعته العالية، ويسدد في الزاوية الضيقة لفاندر سار معلناً عن الهدف الأول الذي رفع من روح الريدز، وكاد لوكاس ليفا يُحرز الهدف الثاني القاتل لكنه أطاح بالكرة خارج المرمى في الدقيقة 71 إثر ركلة ركنية.

حّرك هذا الهدف فيرجسون ليجُري تغييرين دفعة واحدة بنزول ناني بدلاً من سكولز وأوين بدلاً من بيرباتوف وقابلت اوين فور نزوله صيحات الاستهجان التي توقعها فيرجسون.

وجاءت الهجمة الثانية لليونايتد في هذا الشوط في الدقيقة 76 بتسديدة من ناني لم تشكل خطورة على رينا الذي تصدى لها ببراعة.

وتصدت العارضة لتسديدة صاروخية من أنطونيو فالنسيا في الدقيقة 84 حين مرر له أوين تمريرة سحرية داخل منطقة الجزاء ومن على بُعد 8 ياردات فقط سدد فالنسيا بوجه قدمه لتصد العارضة كرته وسط ذهول فيرجسون وتحسر نجوم اليونايتد على سوأ طالعهم.

ارتفعت سخونة المباراة في الدقيقة 87 عندما تغاضى الحكم عن إخراج البطاقة الحمراء المباشرة في وجه مدافع ليفربول "جيمي كاراجر" الذي منع مايكل اوين من الإنفراد برينا مكتفياً بإخراج البطاقة الصفراء التي لم تعجب فيرجسون المعترض على هذا القرار.

وفي الدقيقة 89 أشهر الحكم البطاقة الصفراء الثانية لمدافع مانشستر يونايتد "فيديتش" لتعطيله كاوت بطريقة غير شرعية في منتصف الملعب، فإذا حصل كاوت على الكرة لوضع في وجه فاندر سار مباشرةً، ليكون هذا الطرد هو الثاني على التوالي لفيديتش في مبارياته ضد ليفربول حيث طرد الموسم الماضي في الأولد ترافولد وخسر الشياطين 1/4.

وتعرض نجم المباراة الأول (خافيير ماسكيرانو) للطرد بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية لتهوره في الدخول على فاندر سار في الدقيقة 92، ليطرد للمرة الثانية في مشواره مع الريدز أمام مانشستر حيث تعرض للطرد الموسم قبل الماضي.

وتمكن بديل توريس،"نجوج" من إحراز الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة من الوقت المُحتسب بدلاً من الضائع بهجمة مرتدة نموذجية.

لتنتهي المباراة بفوز ليفربول الذي أعاده من جديد للواجهة ليؤكد رجال بينيتيز أنهم نداً وسيواصلون مشوارهم نحو القمة دون استسلام حتى نهاية البطولة المحلية، ويرفع رصيده لـ18 نقطة بفارق 4 نقاط عن مانشستر يونايتد الثاني والذي سينافسه من الآن فصاعداً الآرسنال ومانشستر سيتي وتوتنهام على لقب الدوري وليس تشيلسي فحسب.!!

يذكر أن مانشستر يونايتد قد خسر الموسم الماضي من ليفربول ذهاباً وإياباً 2/1 و1/4 ويواصل الريدز تفوقه بالفوز اليوم 2/صفر ويتنفس المدرب بينيتيز الصعداء فإذا كان تعرض للخسارة لربما خسر موقعه على رأس الإدارة الفنية للفريق.

[ساهر سات]

مشكور اخى على ماتقدمة من مجهود