بعد مباراة رائعة، دينامو كييف يفرض التعادل على ملعب سان سيرو ويُبقي الإنتر بدون أي انتصار أوروبي

[شمبات]

عاد فريق دينامو كييف الأوكراني بنتيجة ممتازة من ملعب سان سيرو، حين تعادل بنتيجة 2-2 مع مستضيفه الإنتر الايطالي في مباراة تميزت بالكثير من المتعة والاثارة.

الفريق الأوكراني تقدم بشكل مبكر وبعد دقيقتين فقط من بداية المباراة عبر تسديدة قوية من لاعبه ميخاليك، لكن الإنتر عدل النتيجة بواسطة ستانكوفيتش في الدقيقة 36 قبل أن يُعيد البرازيلي لوسيو التقدم لصالح الضيوف بتسجيله هدف خاطئ في مرمى فريقه "الإنتر"، وفي بداية الشوط الثاني سجل الأرجنتيني صامويل هدف التعادل للنيرادزوري، ورغم الفرص العديدة للطرفين خلال الدقائق التالية إلا أن المباراة انتهت بدون أي أهداف اضافية.

ويمكنكم التعرف على التفاصيل الكاملة للمباراة من خلال التقرير التالي والذي نقلنا خلاله المباراة لكم دقيقة بدقيقة ......

الإنتر دخل المباراة بنفس التكتيك (4-3-2-1) والتشكيل الذي حقق به الانتصار الكبير على جنوى في مباراة السبت الماضي في السيريا آ، باستثناء اشتراك الكاميروني صامويل إيتو بدلًا من الموقوف ماريو بالوتيلي، فيما حافظ الفريق الأوكراني على توازنه باللعب بنفس التشكيل تقريبًا الذي خاض به مباراة الجولة الأوروبية الماضية مع برشلونة وخسرها بهدفين دون رد في الكامب نو.

الشوط الأول:

بداية مفاجئة بل صادمة تلك التي انطلق بها الشوط الأول من المباراة، حيث بدأ الشوط بأداء هجومي قوي من جانب دينامو كييف أسفر عن ركنية كادت أن تسفر عن هدف اللقاء الأول في الدقيقة الأولى من المباراة، لكن يارمولينكو فشل في استغلال رأسية ميليفيسكي بنجاح.

الهدف الأول لم يتأخر كثيرُا للضيوف، حيث تمكن ميخاليك من احرازه بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء بعدما استغل التشتيت الخاطئ من دفاع الإنتر -وخاصة ثنائي الوسط زانيتي وستانكوفيتش- لكرة عرضية من كرة ثابتة من الجانب الأيسر من الملعب.

الـ20 دقيقة الأولى من الشوط لم تشهد الجديد فيما عدا الهدف، فقد بدأ الإنتر يسيطر على الملعب ويحاول شن الهجمات على المرمى الأوكراني ولكنها لم تكن تصل للخطورة اللازمة، وفي المقابل ارتد الضيوف للجانب الدفاع مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة والمزعجة لدفاع النيرادزوري.

5 دقائق أخرى مضت وأبرز ما بها اشهار الكرت الأصفر الأول في وجه ستانكوفيتش بعد تدخل عنيف، ثم الفرصة الخطيرة جدًا لدينامو كييف وتحديدًا النجم السابق للميلان "أندريه شيفشينكو" برأسية قوية انحرفت سنتيمترات قليلة عن القائم الأيمن لمرمى جوليو سيزار وكان ذلك في الدقيقة 25 من اللقاء.

الدقيقة 29 تشهد ظهور الكرت الأصفر الثاني في اللقاء وكان من نصيب الظهير الأيمن للإنتر "مايكون"، وناله بداعي التمثيل وادعاء الوقوع والاعاقة على قرب من منطقة الجزاء الأوكرانية، بشكل عام الإنتر يلعب بتوتر كبير وغير قادر على المسك بزمام المباراة مما ينتج عدد ليس قليل من التمريرات الخاطئة بين اللاعبين، والتي يستغلها الفريق الأوكراني بأفضل ما يكون وعبر الهجمات المرتدة السريعة.

بدأ الإنتر يدخل في أجواء المباراة بالفعل وبدأ يستفيق من صدمة الهدف المبكر، ولهذا بدأت هجماته تتخذ منحنى أعلى من الخطورة، وكانت البداية بانطلاقة من إيتو في الجانب الأيمن لكنه تعرض للاعاقة مما أنتج كرت أصفر في وجه ألميدا، بعدها بدقيقة واحدة يُطلق ستانكوفيتش تسديدة صاروخية لكن الحارس الأوكراني يتصدى لها بجدارة، من نفس الهجمة يجد كامبياسو كرة تائهة داخل منطقة الجزاء لكنه يسددها بغرابة لخارج المرمى.

هكذا بدأت الهجمات الانتراوية تقترب من المرمى الأوكراني، وتبقى الملاحظة الأبرز الغضب الجماهيري الكبير من قرارات الحكم الانجليزي والذي لم يحتسب أكثر من خطأ طالب به لاعبوا الإنتر.

كان من الواضح أن الهدف الانتراوي قادم بلا محالة، وهو ما كان في الدقيقة 36 من اللقاء عبر هجمة مرتدة سريعة جعلت ستانكوفيتش شبه ينفرد بالحارس، والذي ساعده بالخروج من مرماه ليسهل مهمة النجم الصربي في تسديد الكرة باتقان نحو المرمى الخالي، ليفرض التعادل على ملعب المباراة.

الإنتر بدا أفضل في الدقائق التالية للهدف خاصة من ناحية تناقل الكرة في وسط الملعب بثقة وهدوء كبير، ولكن العكس ما حدث وكان التقدم من جديد لصالح الفريق الأوكراني الذي استغل هجمة مرتدة حصل منها على ركنية نفذها المتميز ميليفيسكي وحولها المدافع البرازيلي "لوسيو" بالخطأ في مرمى فريقه، ليمنح الأوكرانيين فرصة التقدم من جديد بعد مرور 41 دقيقة من المباراة.

الدقائق الأخيرة للشوط الأول لم تشهد أي جديد، فقد عاد الإنتر لسيطرته لكن لتوتره أيضًا، وفي المقابل واصل الضيوف تماسكهم الدفاعي وهجمات المرتدة العنيفة والتي كان العنوان الأبرز لها تحركات شيفشينكو المزعجة وخلفه مجموعة الوسط المتحركة والمهارية، الدقائق المحتسبة بدلًا للوقت الضائع كادت أن تشهد هدف التعادل للإنتر بعد تمريرة ممتازة من إيتو لشنايدر داخل المنطقة لكن قدم المدافع الأوكراني كانت الأقرب لترسلها بعيدًا عن منطقة الجزاء، لينتهي الشوط بتقدم دينامو كييف المفاجئ بهدفين لهدف.

بشكل عام، الإنتر صدم بالبداية القوية من منافسه ثم كانت الصدمة الأكبر بالهدف الأول وسيل الهجمات المرتدة الخطيرة، مما جعل أداء الفريق متوترًا ومفتقدًا للثقة خاصة في وسط الملعب، لكن منتصف الشوط شهد تغير في أداء الإنتر وبداية دخوله في أجواء المباراة وهو ما أسفر عن هدف التعادل ولكن الصدمة عادت مجددًا بعد هدف التقدم الثاني لدينامو.

الخيارات أمام المدرب جوزيه مورينهو قليلة وتكاد تكون محصورة في خروج أحد ثلاثي الوسط وخاصة مونتاري، واشراك مهاجم اضافي ليلعب بجانب إيتو أو خلفه وبجانب شنايدر والمرشح الأبرز لذلك هو مانشيني أو ربما سوازو، ولكن مشكلة ذلك الخيار أنه سيقلل من القوة الدفاعية لوسط الإنتر مما سيجعل دفاعه يعاني أكثر مما عانى في الشوط الأول خاصة مع الأداء المهزوز من البرازيلي لوسيو.

الشوط الثاني:

بدأ الشوط الثاني بتغيير للإنتر، حيث دخل المهاجم السريع "ديفيد سوازو" بدلًا من الغاني مونتاري.

بداية قوية لم تختلف عن تلك التي انطلق بها الشوط الأول، ولكن كانت تلك المرة للجانب الآخر وهو الفريق الانتراوي، والذي كاد أن يعدل النتيجة في الدقيقة الأولى من ركنية لكن الدفاع الأوكراني يخرجها لركنية جديدة، يستغلها المدافع صامويل بنجاح تلك المرة ويرسلها لشباك دينامو كيف ليعيد المباراة الى نقطة الصفر من جديد.

مما يبدو أن المدرب مورينهو نجح في شحن لاعبيه معنويًا بشكل ممتاز، حيث بدأوا الشوط الثاني بأفضل طريقة ممكنة ولم يتوقف ضغطهم الهجومي بعد هدف التعادل، مما جعل الهجمات تتوالى على المرمى الأوكراني خاصة من التمريرات العرضية التي يمررها الهولندي شنايدر من الركلات الركنية التي تسنح للفريق، وكاد سوازو بالفعل أن يسجل الهدف الثالث من احداها لكنه لعب رأسية غريبة جدًا رغم اتقان التمريرة العرضية من الركلة الركنية.

الظهور الأول لدينامو كييف في نصف ملعب الإنتر كان في الدقيقة 52 بهجمة مرتدة، لكن الروماني كييفو أوقف الهجمة بخطأ مما كلفه كرت أصفر جديد وثالث لفريقه، ولم تسفر الكرة الثابتة على شيء مهم.

الفريق الضيف حاول مجددًا الوصول لمرمى جوليو سيزار وكان عبر هجمة منظمة تلك المرة، انتهت بتمريرة عرضية جميلة كادت أن تشكل خطورة كبيرة إلا أن التصرف السليم للدفاع الانتراوي أوقف خطورتها.

الدقائق الـ10 التالية شهدت أداءًا متوسطًا الى جيدًا من كلا الفريقين، حيث عاد الإنتر للسيطرة لكن دون خطورة كبيرة فيما يحاول دينامو الازعاج بالهجمات المرتدة والتي ميزها الحماس الكبير الذي يلعب به شيفا والمهارات الكبيرة للنجم ميليفيسكي، ولكن الهجمة الأخطر في تلك الدقائق كانت من نصيب الإنتر وتحديدًا المهاجم الكاميروني "إيتو" الذي تلقى تمريرة عرضية ممتازة من شنايدر سددها بطريقة جيدة نحو المرمى لكن الحارس الأوكراني تصدى للكرة بامتيازر كامل، ثم كان الرد بهجمة مرتدة من الفريق الأوكراني انتهت بمواجهة شبه فردية لكن الكلمة العليا بها كانت للحارس البرازيلي جوليو سيزار.

الدقائق الـ10 التالية لم تشهد الكثير من الأحداث، حيث هدأ ريتم اللعب بشكل كبير نتيجة الحذر الدفاعي من كلا الفريقين وخاصة الضغط الدفاعي الأوكراني القوي على مفاتيح لعب الإنتر خاصة مايكون وشنايدر وسوازو، ولكن أخطر هجمات تلك الفترة كانت من نصب شيفشينكو بعد تلقيه هدية كبيرة من مدافع الإنتر "لوسيو" الذي أخطأ في تشتيت كرة ليضع شيفا في مواجهة فردية كاملة مع جوليو سيزار لكنه يسدد الكرة خارج المرمى بطريقة عجيبة، وإن كان هذا لا يمنع أن النجم الملقب بالكونكورد يقدم مباراة كبيرة فعلًا في ملعب سان سيرو.

الربع ساعة الأخيرة بدأت بفرصة أخرى خطيرة للجانب الاوكراني عبر تسديدة قوية من كرة ثابتة نفذها شيفشينكو لكنها وجدت التصدي الممتاز من الحارس البرازيلي "جوليو سيزار"،

الدقائق الـ5 الأولى في الربع ساعة الأخيرة من المباراة كانت لصالح الضيوف بشكل كامل والذين تناقلوا الكرة كما شاؤوا في وسط الملعب ولكن دون القدرة على الوصول الجاد لمرمى سيزار نتيجة تراجع المستوى البدني للنجم ميليفيسكي، ولكن الدقيقة 80 شهدت فرصة حقيقية للإنتر بعد مجهود جيد من إيتو أنهاه بتسديدة من حدود منطقة الجزاء لكنها جاءت ضعيفة وتصدى لها الحارس بسهولة.

الدقيقة 84 كادت أن تعلن عن هدف الفرج الانتراوي بعد توغل ممتاز من القائد زانيتي في الجانب الأيمن من الملعب أنهاه بتمريرة عرضية رائعة لزميله سوازو، والذي يستلم الكرة بشكل ممتاز لكنه يسددها بغرابة شديدة جدًا خارج المرمى بقليل ليحرم فريقه من هدف التقدم وربما الـ3 نقاط.

تغييرين أجراهما المدرب البرتغالي باشراك ماتيرادزي وفييرا بدلًا من كامبياسو وستانكوفيتش، والغريب أن المدافع الدولي الايطالي تقدم ليلعب في منطقة جزاء الفريق الأوكراني، فيما يبدو أنه طريقه للاستفادة من اجادته للكرات الرأسية ونظرًا لغياب الدكة من أي مهاجم حقيقي.

اثارة كبيرة شهدتها الدقائق الأخيرة للمباراة، خاصة أن كلا الفريقين أصبحا يبحثان عن هدف الفوز وإن كان أصحاب الملعب بشكل أكبر، لكن الملاحظة الأبرز على الإنتر كانت تراجع المستوى البدني نتيجة الارهاق الكبير الذي يعاني منه أغلب اللاعبين.

الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع تشهد الفرحة الكبرى لجماهير الإنتر بهدف التقدم الثالث من البديل سوازو، لكن راية الحكم المساعد توقف تلك الاحتفالات بقرار صائب ألغى به الهدف نتيجة تسلل المهاجم الهوندوراسي، لينفجر المدرب البرتغالي "مورينهو" غاضبًا.

الدقيقة الأخيرة من المباراة تشهد ركلة ركنية لصالح الإنتر طمع الجميع أن تكون هدف الفوز الغالي، لكنها نفذت بطريقة سيئة ليطلق الحكم الانجليزي صافرته معلنًا نهاية المباراة بالتعادل الممتاز لصالح الفريق الأوكراني والمخيب جدًا لآمال الفريق الايطالي.

بتلك النتيجة وبعد خسارة برشلونة الاسباني المفاجئة أمام روبين كازان الروسي على ملعبه، يتصدر برشلونة المجموعة برصيد 4 نقاط يليه دينامو كييف بنفس الرصيد وبفارق المواجهات المباشرة، يليه ربين كازان بنفس الرصيد أيضًا (4 نقاط) وبفارق المواجهات المباشرة كذلك، ويتذيل الإنتر المجموعة برصيد 3 نقاط ويبقى الوحيد الذي لم يتمكن من الفوز حتى الآن.

[ياسر علم دار]

بارك الله فيك استاذنا الغالي