منتخب الشباب يخسر‏1/2‏ أمام باراجواي في الوقت الضائع

[أبوعدي المغازي]

مبكرا تراجع منتخبنا الوطني للشباب في بطولة كأس العالم‏,‏ بعد أن نال هزيمته الأولي في المجموعة الأولي أمام منتخب باراجواي‏1/2‏ بعد لقاء مثير تسيده المنتخب اللاتيني منذ بدايته لنهايته‏,‏ وحمل في أحداثه‏8‏ حالات إنذار تم تقسيمها بالتساوي بين الفريقين‏,‏ بينما نال هيث مدافع الباراجواي البطاقة الحمراء في الدقيقة‏33‏ من الشوط الأول‏.‏

أداء منتخبنا لم يكن يستحق معه الفريق نقطة التعادل‏,‏ فالأداء البدني والخططي ضعيف‏,‏ ويكفي عدم القدرة علي مجاراة فريق لعب بعشرة لاعبين لما يزيد علي‏64‏ دقيقة‏.‏ ووضح بصورة لا مجال للشك فيها عجز الجهاز الفني لمنتخبنا بقيادة التشيكي ميروسلاف سكوب عن إيجاد الحل لإيقاف خطورة فريق باراجواي وظل طوال اللقاء يضرب أخماسا في أسداس دون أن يتغير الأداء بأي صورة إيجابية‏.‏

المهم أن منتخبنا وضع نفسه في مأزق وأصبح عليه الفوز في لقائه المقبل علي المنتخب الإيطالي لضمان التأهل للدور الثاني أو التعادل والانتظار للعبة أفضل الفرق الحاصلة علي المركز الثالث بالمجموعات الست في الدور الأول للبطولة‏.‏ بداية اللقاء‏,‏ وكما هو متوقع شهدت كثيرا من الحماس من جانب لاعبي منتخبنا في محاولة لتسجيل هدفا مبكر‏,‏ واستغلال عاملي الأرض والجمهور‏,‏ إلا أن التمركز الرائع من لاعبي باراجواي أحبط جميع المحاولات وأجبر لاعبي مصر علي الاعتماد هجوميا علي الهجمات المرتدة واستغلال قدرات محمد طلعت رأس الحربة الوحيد في تشكيلة منتخبنا‏.‏

ونظرا لهذه البداية لم يكن أول ظهور هجومي لمنتخبنا الوطني إلا في الدقيقة‏(9)‏ عندما أهدر حسام عرفات فرصة إحراز هدف التقدم عندما قابل كرة بينية من ضربة حرة مباشرة بضربة رأس من الوضع غير مراقب أعلي العارضة‏.‏ وبعده بدقيقة يهدر أحمد مجدي هدفا آخر بعدما وصلته تمريرة رائعة علي حدود منطقة جزاء باراجواي انتهت بقذيفة مرت بجوار القائم الأيمن لمرمي باراجواي‏.‏

منذ الدقيقة العاشرة ودفة المباراة تحولت تماما لمصلحة منتخب باراجواي الذي امتلك وسط الملعب‏,‏ وهدد مرمي علي لطفي في أكثر من كرة خطيرة‏,‏ وكان من الطبيعي أن يسفر هذا الضغط عن هدف التقدم لمنتخب باراجواي في الدقيقة‏(27)‏ من اللقاء عن طريق فيدريكو سانتاديز الذي أنهي هجمة مرتدة بالفعل كانت نموذجا في السرعة والتحرك بقذيفة في الزاوية اليمني لمرمي علي لطفي‏.‏

وللأسف الشديد لم يتغير أداء منتخبنا عقب هدف التقدم لباراجواي فالهجوم دائما في اتجاه مرمي علي لطفي ولولا المحاولة الرائعة التي قام بها محمد طلعت علي كرة في حوزة مدافع باراجواي هيث وخطفها منه وانفرد لتتم عرقلته ليتم طرد هيث واحتسابه ضربة حرة مباشرة وضعها باقتدار مصطفي عفروتو في الزاوية اليسري لمرمي باراجواي في الدقيقة‏34‏ من المباراة‏.‏

وإذا كان التعادل والطرد منحا منتخبنا الفرصة للدخول في جو المباراة إلا أن الأداء لم يتغير بالصورة المتوقعة وأصبح اللقاء محصورا في وسط الملعب في أغلب فتراته‏.‏ وقبل نهاية الشوط الأول توقفت أحداثه لإصابة حارس باراجواي الذي أكمل الشوط حتي نهايته بالتعادل الإيجابي‏1/1.‏ بداية الشوط الثاني لم تحمل جديدا في أداء منتخبنا الوطني سوي منحه منتخب باراجواي الفرصة للعودة من جديد في اللقاء حيث عادت الكرة من جديد في اتجاه مرمي علي لطفي حارس منتخبنا الوطني‏.‏

وبالفعل ينقذ علي لطفي مرماه من هدف أكيد في الدقيقة‏59‏ عندما كاد رود ريجو يسجل من ضربة ركنية‏.‏ الوقت يمر والمحاولات الهجومية لمنتخبنا الوطني تظهر علي فترات متباعدة لأن الأداء بشكل عام في مصلحة منتخب باراجواي الذي جعلنا نشعر بأن منتخبنا الوطني للشباب هو الذي يلعب بعشرة لاعبين في مواجهة فريق كامل‏.‏ ويكثف منتخب باراجواي ضغطه الهجومي من الجهة اليمني مستغلا حالة الاجهاد التي أصابت إسلام رمضان المدافع الأيسر في تشكيلة منتخبنا‏,‏ وهي الحالة التي ألمت بمعظم لاعبي منتخبنا‏.‏

ورغم الأداء الرائع من باراجواي إلا أن عفروتو كاد يسجل الهدف الثاني بعدما قابل الكرة السهلة التي أهدرها محمد طلعت من منطقة الست ياردات لتصل لعفروتو ويسدد في القائم وخارج الملعب‏.‏ الحال يتغير تماما في الدقائق العشر الأخيرة‏,‏ حيث بدأ منتخبنا الوطني يهدد مرمي باراجواي علي حياء رغم استحواذه علي الكرة في وسط الملعب‏,‏ ومع هذا كانت الهجمات المرتدة لمنتخب باراجواي تحمل الكثير من ملامح الخطورة‏.‏

وبالفعل ينجح منتخب باراجواي في تسجيل هدف الفوز عن طريق لاعبه ألدو تياجو في الوقت القاتل من خطأ غريب للاعبي منتخبنا في التمركز داخل منطقة الجزاء لينتهي اللقاء بفوز دون شك مستحق لمنتخب باراجواي علي منتخبنا‏1/2‏ ليصعد لقمة المجموعة الأولي مع المنتخب الإيطالي برصيد‏4‏ نقاط لكل منهما‏,‏ بينما يهبط منتخبنا الوطني للمركز الثالث برصيد‏3‏ نقاط قبل منتخب ترينداد وتوباجو صاحب المركز الأخير برصيد صفر‏.‏

بعد المباراة
أكد التشيكي ميروسلاف سكوب المدير الفني لمنتخب الشباب أن فرص بلوغ الدور الستة عشر لاتزال قائمة أمامه رغم الهزيمة أمام باراجواي بهدفين مقابل هدف‏..‏

وأعتبر سكوب ضياع‏3‏ نقاط في لقاء باراجواي أمرا لم يكن يتوقعه بعدأن خطط لإحراز الفوز لحجز تأشيرة التأهل الي دور الستة عشر مبكرا قبل لقاء إيطاليا الأخير‏.‏

وأبدي المدرب التشيكي تعجبه في نفس الوقت من سوء التوفيق الذي عاني منه لاعبوه عند حصولهم علي عدة فرص للتهديف لم تترجم في وقت كان منتخب باراجواي تحت ضغط هجومي مصري بالإضافة الي انه أدي اللقاء بـ‏10‏ لاعبين‏.‏

ويكمل المدرب التشيكي حديثه عن مباراة باراجواي بالقول الغريب اننا كنا الأفضل حتي حالة الطرد ولدينا عزيمة غير عادية وكنت أتوقع بعد الطرد أننا سنفوز بالمباراة في الشوط الثاني‏..‏ لكن ما حدث كان طمعا كبيرا أصاب اللاعبين في وقت لم يكونوا في حالتهم الفنية ولم يكونوا جيدين وحاولنا التدخل بتغييرات سريعة ولكن دون تنفيذ‏..‏ وشاهدت تغييرا كبيرا في فكر اللاعبين الذين أصابهم نوع غريب لا أفسره جيدا وأدي إلي الخسارة‏..‏

وقال سكوب بالنص‏:‏ بعد الأداء السيئ في الشوط الثاني ووصول اللاعبين إلي قناعة في آخر‏10‏ دقائق بأن التعادل هو نتيجة اللقاء كنت في المقابل أتوقع اهتزاز شباكنا بهدف الفوز لباراجواي واعتذر للجماهير في نفس الوقت عن الهزيمة وأيضا اعتذر لها من تصرف اللاعبين بعدم تحية الجماهير العظيمة التي شجعتهم‏..‏ أود أن أقول إن لدي اللاعبين تفكيرا خاطئا وتحدثت معهم وقلت لهم لستم وحدكم من يفوز بالأربعة لكنهم لم يتخلصوا من هذا الفكر‏.‏

في المقابل أكد كوديا المدير الفني لبارجواي أن فوزه يعد متوقعا في ظل دراسة المنتخب المصري جيدا قبل اللقاء‏,‏ مشيرا إلي أنه توقع الفوز وتحدث عنه لوسائل الإعلام قبل‏24‏ ساعة‏.‏ وقال المدير الفني‏:‏ منتخبكم يتعب بسرعة‏..‏ وكرر تلك العبارة عدة مرات بصورة متتالية‏,‏ مشيرا في الوقت نفسه إلي أنه نجح في استغلال نقطة الضعف المصرية بالرغم من اعترافه بأنه ـ تعب ـ بدوره في استغلالها واحتاج إلي الثواني الاخيرة للحسم‏.

‏

[ابو الليث]

مشكور على المتابعة الجميلة والمفيدة وبارك الله فيك

[انور حافظ احمد]