ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي > شخصيات اسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19/9/2009, 08:58 AM
 
مجدى الفاضى
مـهـند س مـحـتـرف

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  مجدى الفاضى غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 133526
تاريخ التسجيل : Dec 2008
العمـر : 58
الـجنـس :
الدولـة : [IMG]http://www9.0zz0.com/2008/08/22/05/262771072.gif[/IMG]
المشاركـات : 1,378 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 21
قوة التـرشيـح : مجدى الفاضى يستاهل التميز
new سؤال .....وجواب


بسم الله الرحمن الرحيم




السؤال الأول
هل يجوز للإنسان أن يصدق أو يعتقد أو يتشاءم أو يتوهم أن يصيبه ضرر كمرض أو موت أو غيره من الأعداد أو السنين أو الشهور أو الأيام أو الأوقات. أو قراءة سورة أو آية أو ورد أو فائدة أو دخول بيت أو لبس ثوب أو غيره أم لا؟.

الجواب

الحمد لله رب العالمين، لا يجوز للإِنسان التشاؤم باعتقاد أو توهم أن يصيبه ضرر كمرض أو موت أو غير ذلك من قبل الأشياء المذكورة أو غيرها، ولا التصديق بذلك، بل هذا ونحوه من الطيرة المنهي عنها وهي من أعمال أهل الشرك والكفر كما حكاها الله تعالى في كتابه عن قوم فرعون وقوم لوط وأصحاب القرية التي جاءها المرسلون، ومن أمور الجاهلية وعاداتها التي جاء الإسلام بإبطالها وتحريمها، وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح وغيرها، والتطير: التشاؤم وأصله الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي. قاله النووي.#
وقد صح عن النبي r أنه قال: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر»() وهذا نفي لما كانت الجاهلية تعتقده في هذه الأمور من التأثير من غير أن يكون ذلك بقضاء الله وقدره، فدل على بطلان ذلك وعدم تأثيره، وقد فسرت الهامة في هذا الحديث بأنها طائر من طير الليل، قيل: إنه البومة وأن العرب كانت تشاءم بها، وإذا وقعت على بيت أحدهم قال: نعت إلى نفسي أو واحدًا من أهل داري. ومما جاء في معنى الصفر أنه التشاؤم بدخول صفر، والقول بأنه شهر شؤم، قال ابن رجب ولعله أشبه الأقوال في ذلك.
وصح عن النبي r أنه قال: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل» قالوا: وما الفأل قال: «الكلمة الطيبة»() فنفى العدوى والطيرة، وأخبر أن الفأل يعجبه، وأنه الكلمة الطيبة، فدل على أنه ليس من الطيرة المذمومة؛ لأنه حسن ظن ورجاء خير، وأما الطيرة فهي سوء ظن بالله وتوقع للبلاء.
ولما ذكرت الطيرة عند رسول الله r قال: «خيرها الفأل ولا ترد مسلما»() قال ابن القيم رحمه الله تعالى: أخبر r أن الفأل من الطيرة وهو خيرها فأبطل الطيرة وأخبر أن الفأل منها ولكنه خيرها ففصل بين الفأل والطيرة لما بينهما من الامتياز والتضاد، ونفع أحدهما ومضرة الآخر: ونظير هذا منعه من الرقى بالشرك، وأذن في الرقية إذا لم يكن فيها شرك لما فيها من المنفعة الخالية من المفسدة. انتهى.
وقوله r: «خيرها الفأل» مع أن الطيرة كلها لا خير فيها قال صاحب الفتح: إن أفعل التفضيل في ذلك إنما هو بين القدر المشترك بين الشيئين، والقدر المشترك بين الطيرة والفأل تأثير كل منهما فيما هو فيه، والفأل في ذلك أبلغ. انتهى.#
وقد ثبت عن النبي r أنه قال: «الطيرة شرط، الطيرة شرط»() وهذا صريح في تحريمها وأنها من الشرك لما فيها من تعلق القلب على غير الله تعالى باعتقاد أنها تجلب نفعا أو تدفع ضرًا إذا عمل الإِنسان بموجبها مع أن ألأمر بخلاف ذلك، وأنه لا تاثير لها في جلب نفع أو دفع ضر لأنها مجرد وساوس وأوهام يلقيها الشيطان في نفس العبد، إذا صادفت إيمانا كاملا وتوكلا قويا فلا قرار لها. وإنما تتمكن مع نقص الإِيمان وضعف التوكل، وفي صحيح مسلم عن معاوية ابن الحكم t أنه قال لرسول الله r: ومنا أناس يتطيرون قال: «ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم» قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فأخبر أن تشاؤمه بالطيرة إنما هو في نفسه وعقيدته لا في المتطير به، فوهمه وخوفه وإشراكه هو الذي يطيره ويصده لا ما رآه وسمعه.
فأوضح r لأمته الأمر، وبين لهم فساد الطيرة ليعلموا أن الله سبحانه لم يجعل لهم عليها علامة ولا فيها دلالة، ولا نصبها سببًا لما يخافونه ويحذرونه. انتهى. وفي الحديث: «ليس منا من تطير أو تطير له»() وقد جاء بأن الطيرة من الجبت، وذكر بعض العلماء أنها من الكبائر، وقال ابن القيم: قد صح عن النبي r أنه قال: «الطيرة شرك»() فيحتمل أن تكون من الكبائر ويحتمل أن تكون دونها. وقال صاحب الرعاية: تكره الطيرة وهي التشاؤم وكذا قال غير واحد من أصحاب أحمد وقال ابن مفلح: الأولى القطع بتحريمها لأنها من الشرك وكيف يكون الشرك مكروها الكراهة الاصطلاحية؟.
وقال: ولعل مرادهم (يعني الأصحاب) بالكراهة: التحريم، وما قاله هو موجب النصوص، والقواعد تقتضيه لأن الأحكام الخمسة لا تؤخذ#
إلا عن الله ورسوله وقد قام الدليل الموجب للتحريم فتعين القول به، وحمل كلام من أطلق الكراهة عليه بلا تردد.
إذا علم هذا فيحرم التطير والتشاؤم من حيث هو من غير استثناء شيء من ذلك لعموم الأدلة وعدم المخصص، وعليه فالتشاؤم بالأعداد الناتجة عن حساب اسم الشخص واسم أمه الجمَّل وأن طالِعَهُ كذا ونجمه كذا والحكم على ذلك بفقر أو غنى أو صحة أو مرض أو حياة أو موت أو غير ذلك من الدلائل الفلكية على الأحوال السفلية كما يصنع الآن في بعض النتائج والتقاويم – كل ذلك محرم ولا يجوز تعلمه وتعليمه، ولا اعتقاد صحته، وهو من الطيرة المذمومة، ومن تعاطي علم ما استأثر الله به من الغيب. وكذا يحرم التشاؤم بالأزمان لا فرق في ذلك بين السنين والشهور والأيام والأوقات، لأن السنين مجموعة من الأشهر وهي من الأيام وهي من الأوقات. لأن الزمان مخلوق مسخر وليس له فعل ولا إرادة، فالتشاؤم بعه مضاهاة لأهل الجاهلية في تشاؤمهم بصفر وشوال في النكاح خاصة لما قيل من أن طاعونا وقع فيه مات منه كثير من العرائس فتشاءموا به.
وقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنهل قالت تزوجني النبي r في شوال، وبني بي في شوال فأي إنسان كان أحظى عنده مني، وكان يستحب أن يدخل على نسائه في شوال(). وتزوج النبي r أُم سلمة في شوال أيضًا. وهذا منه r مخالفة لما عليه أهل الجاهلية، وما زالت هذه العادات السيئة سارية في كثير من الناس مثل التشاؤم بصفر، وربما نهوا عن السفر فيه، وحتى أن منهم من لا يكاد يذكر صفر إلا ويضيف إليه لفظة الخير نظرًا لما قام بقلوبهم من هذه الأمور.
وقد قال عكرمة: كنا جلوسا عند ابن عباس فمر طائر يصيح فقال رجل من القوم: خير، فقال له ابن عباس: لا خير ولا شر، فبادره بالإِنكار لئلا يعتقد تأثيره في الخير والشر، وخرج طاووس مع صاحب#
له في سفر فصاح غراب فقال الرجل: خير فقال طاووس: وأي خير عند هذا. لا تصحبي فالطيور والشهور كغيرها لا خير عندها ولا شر، ولا يجوز أن يضاف إليها شيء من ذلك.
ومن هذا تشاؤمهم ببعض الأيام كيوم الأربعاء وهو أمر باطل وما يروى في يوم الأربعاء بأنه يوم نحس مستمر، قال أهل العلم: إنه حديث لا يصح بل قد جاء في المسند عن جار t أن النبي r دعا على الأحزاب يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الظهر والعصر. فعرف البشر في وجهه، قال جابر: فما نزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت ذلك الوقت فدعوت الله فيه فرأيت الإِجابة. فتبين بهذا أنه يوم تجاب فيه الدعوات، وتقضى فيه الحاجات، وهذا ينافي كونه يوم نحس مستمر.
وأما التشاؤم بقراءة سورة أو آية من كتاب الله تعالى فحرام أيضًا لما تقدم، ولأن قراءة القرآن عبادة مرغب فيها وهي من أفضل الأعمال وفيها ثواب عظيم مع الإِخلاص، وقد ثبت عن النبي r أنه قال «من قرأ حرفًا متن كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (ألم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»() وأيضًا فإن القرآن كلام الله تعالى وكلامه صفة من صفات ذاته المقدسة ولذا لو حلف بسورة أو آية منها فهو يمين تجب فيه الكفارة بالحنث، وصفاته تعالى لا شر فيها ولا ضرر، يتوقع منها بل قد قال أعلم الخلق بربه محمد r: «والشر ليس إليك» يعني ربه، فلا يصح أن يضاف الشر إلى ذاته تعالى ولا على صفاته.
وكذا يحرم التشاؤم بالأوراد والأدعية المأثورة لأنه لا شؤم فيها ولا ضرر بل قد ورد الأمر بها والحث على المحافظة عليها في المساء والصباح فالاشتغال بها من أعظم ما يستدفع به الشر والبلاء فضلا عن كونها سببا في حصوله، لأن#
الدعاء يمنع البلاء بعد انعقاد أسبابه. وفي الحديث لا يرد القضاء إلا الدعاء() وقال ابن عباس: الدعاء يدفع القدر وهو إذا دفع القدر فهو من القدر.
وبالجملة فليس فيما بعث الله به رسوله r ما يسكون سببًا للشر أصلا بل كل شر أصاب العبد أو يصيبه في دنياه وآخرته فسببه الذنوب والمعاصي. وأما الفوائد سواء كانت دينية أو دنيوية قد استفيدت بطريق مباح فلا ضرر فيها ولا شؤم فيحرم التشاؤم بها ولهذا شرع سجود الشكر عند تجدد النعم واندفاع النقم دينية كانت أو دنيوية عامة أو خاصة. وهكذا في الحكم كل ما يتشاءم به في دخول بيت أو لبس ثوب أو غير ذلك.
إذا تبين هذا فلا يجوز إضافة الشؤم إلى عدد أو سنة أو شهر أو يوم أو وقت أو قراءة سورة أو آية أو ورد أو فائدة أو دخول بيت أو لبس ثوب أو غير ذلك، ولا اعتقاد وقوع ضرر منه أو كونه سببًا في حصوله إلا بقضاء الله وقدره. فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وهو سبحانه خالق الأسباب ومسبباتها. لا خالق غيره ولا مقدر سواه، والعبد مأمور بتوقي أسباب الشر الظاهرة واجتنابها بقدر ما وردت به الشريعة مثل اتقاء المجذوم والمريض والقدوم على مكان الطاعون، وأما ما خفي منها فلا يشرع اتقاؤه واجتنابه بل ذلك من الطيرة المحرمة فإنها سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق فلا تجوز.
وأما ما ورد من إثبات الشؤم في المرأة والدار والدابة فقد اختلف أهل اعلم في معناه. وحاصل ما ذكروه من التحقيق في ذلك هو أن إثبات الشؤم في هذه الثلاثة بمعنى أنها أسباب قدر الله بها الشؤم واليُمن ويقرنه، ولهذا شرع لمن استفاد زوجة أو أمة أو دابة أن يسأل الله من خيرها وخير ما جبلت عليه، ويستعيذ به من شرها وشر ما جبلت عليه. وكذا ينبغي لمن سكن دارًا أن يفعل ذلك وقد أمر النبي r قوما سكنوا دارًا فقل عددهم وقل مالهم أن يتركوها#
ذميمة()، فترك ما لا يجد الإنسان فيه بركة من دار أو زوجة أو دابة غير منهي عنه، قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: إنما أمرهم بالتحول منها لأنهم كانوا مقيمين فيها على استثقال لظلها استيحاشا بما نالهم فيها، فأمرهم بالتحول، وقد جعل الله في غرائز الناس وتركيبهم استثقال ما نالهم فيه السوء وإن كان لا سبب له في ذلك، وحب من جرى على يده الخير لهم وإن لم يردهم به، وكيف يتطير r والطيرة من الجبت. انتهى.
فالواجب على من نصح نفسه عدم الالتفات إلى شيء من هذه التخيلات الباطلة والأوهام الكاذبة والاشتغال عنها بما يدفع البلاء من الدعاء والذكر والصدقة والتوكل على الله والإِيمان بقضائه وقدره. وإن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وقول ما ورد، ومنه: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيآت إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك، فإذا قال ذلك لم يضره شيء، وأما إذا استرسل معها وفتح على نفسه باب الوساوس في هذه الأمور؛ أوهمه الشيطان وألقى في نفسه منها ما يفسد عليه دينه وينكد عليه معيشته، وربما وقع به ما يحذره عقوبة له.

السؤال الثاني

هل يجوز للإِنسان إذا نذر إن شفي من مرضه أو قضيت مصلحته أو حاجته أو غيرها أن يعطي إنسانًا أو جماعة مقدارًا من النقود أو الطعام أو اللباس أو غيره فبعد إتمام مقصده لم يعط النذر مطلقا فهل يأثم ويعذب أم لا؟.

الجواب
إن هذا نذر معلق على شرط هو الشفاء من المرض أو قضاء الحاجة أو غيرها، فإن كان الناذر قصد بإعطائه وجه الله أو ثواب الآخرة فهذا نذر تبرر#
إذا وجد الشرط الذي علق عليه لزمه الوفاء بما نذره من النقد أو الطعام أو اللباس لمن عينه واحدًا أو أكثر، وإن قصد الإِكرام أو التودد أو لم يقصد شيئا فهو من قبيل نذر المباح فيخير بين الوفاء به وكفارة يمين، وحيث إن النذر لم يقيد بوقت معين فالوفاء به واجب على الفور بعد حصول شرطه، ولا يكون الناذر حانثا إلا إذا تحقق اليأس من فعل المنذور فتجب الكفارة حينئذ لدفع الإِثم وبالتكفير يكون غير آثم في نذره فلا يعذب عليه. والكفارة إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة مؤمنة، فإن لم يجد صام ثلاثة أيام متتابعة وجوبا إن لم يكن عذر يمنع من ذلك.
السؤال الثالث
هل تجوز وتقبل من الإنسان التوبة إذا تاب من جميع الذنوب الصغيرة والكبيرة كالقتل والزنا واللواط وشرب الخمر والكذب والغش والظلم والخيانة وغيرها ولا يعذب ولا يقاصص ولا يعاقب في الدنيا ولا في القبر ولا في الآخرة أم لا؟.

الجواب
إن التوبة من أهم قواعد الإِسلام وواجباته المؤكدة، وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة على وجوبها لكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله عليه، والتوبة واجبة على الفور من كل ذنب ولو من صغيرة وإن كانت تكفر باجتناب الكبائر لعموم الأدلة؛ ولا تجب بدون تحقق إثم. وظاهر كلام بعضهم صحة التوبة من كل ما حصلت فيه المخالفة أو أدنى غفلة وإن لم يأثم. وتصح من بعض الذنوب في الأصح لا من ذنب أصر على مثله، فإن كانت المعصية بين العبد وبين ربه لا تتعلق بحق آدمي فللتوبة منها ثلاثة شروط: أن يقلع عن المعصية، وأن يندم على فعلها، وأن يعزم على أن لا يعود إلى مثلها أبدًا. فإن#
فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته. وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فلها شروط أربعة، هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها. وحف الآدمي المحض لا يكاد يوجد في قول بعضهم لأن كل حق لآدمي يتعلق به حق الله تعالى لأن تعاطي ما لا يشرع معصية، وترك المعصية من حقوق الله تعالى لأن الله حد حدودًا يجب الوقوف عندها، فإن كان حق الآدمي مما ينجبر بالمثل كالدماء والأموال فالبراءة منه تحصل ببذل ما وجب عليه لمستحقه أو استحلاله بعد إعلامه به، وإن كان مما لا ينجبر بالمثل بل جزاؤه من غير جنسه كالقدح فيه بقذف أو غيبة أو شتم، ضم إلى التوبة، من القذف تكذيب نفسه والإِحسان إلى المقذوف، ومن اغتابه أو شتمه، بالدعاء له والاستغفار والصدقة عنه ونحو ذلك مما يكون بإزاء إيذائه له، ولا يشترط إعلامه ولا استحلاله من ذلك، وقيل: إن علم به المظلوم استحله وإلا دعا له واستغفر له ولم يعلمه.
وأما قبول التوبة فقال الحافظ زين الدين بن رجب رحمه الله تعالى: ظاهر النصوص يدل على أن من تاب إلى الله تعالى توبة نصوحا واجتمعت شروط التوبة في حقه فإنه يقطع بقبول الله تعالى توبته كما يقطع بقبول إسلام الكافر إذا أسلم إسلاما صحيحا وهذا قول الجمهور، وكلام ابن عبد البر يدل على أنه إجماع، ومن الناس من قال: لا يقطع بقبول التوبة بل يرجى، وصاحبها تحت المشيئة وإن تاب. ثم قال: والصحيح قول الأكثرين يعني القطع بقبول التوبة. انتهى. فتقبل التوبة من كل ذنب للتائب منه من غير استثناء شيء من الذنوب كما دل على ذلك القرآن والحديث، وبهذا قال أكثر أهل العلم ما لم يعاين التائب الملك، وقيل: ما دام مكلفا وقيل: ما لم يغرغر أي تبلغ روحه حلقومه.
وقبول التوبة فضل من الله تعالى غير واجب عليه عند أهل السنة، فلو عذب العبد على ذنبه لم يكن ظالمًا له، ولو قدر أنه تاب منه، ولكنه أوجب على نفسه بمقتضى فضله ورحمته أنه لا يعذب من تاب وقد كتب على نفسه الرحمة فلا يسع العباد إلا رحمته وعفوه، ولا يبلغ عمل أحد منهم أن ينجو به من النار أو يدخل به الجنة. وإذا قبلت توبة العبد غفر ذنبه الذي تاب منه، والمغفرة#
وقاية شر الذنوب مع سترها، ومن غفرت ذنوبه بالتوبة أو غيرها من مقتضيات المغفرة فهو غير آثم لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وكل من كان غير آثم فهو غير معاقب لا في القبر ولا في الآخرة. وأما في الدنيا فالتوبة لا تكون مسقطة للعقوبات الواجبة لحق الله تعالى من حد سرقة أو زنا أو شرب أو تعزير بعد ثبوتها، وما وجب لحق آدمي من قصاص أو مال أو حد قذف أو تعزير، كما لا تسقط بها الكفارات وسائر الواجبات التي أثم بسببها من صلاة أو صيام أو زكاة أو غيرها بل لا بد من الإِتيان بها لأنها حقوق لا ذنوب، وإنما الذنب تأخيرها فيسقط بالتوبة إثم المخالفة بالتأخير لا نفس الحق المؤخر. وإذا عوقب العبد على الذنب في الدنيا لم يعاقب عليه في الآخرة لما روى الإِمام أحمد وغيره واللفظ له عن علي t مرفوعًا: «من أذنب ذنبا فعوقب به فإن الله تعالى أعدل من أن يثني عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنبا فستره الله عليه وعفى عنه فإن الله تعالى أكرم أن يعود في شيء عفى عنه»، وأما إذا لم يعاقب عليه في الدنيا ولم يتب منه ولم يكفر بشيء من المكفرات للذنوب بل مات مصرًا عليه، ولقي الله بالذنب الذي استوجب به العقوبة، ولم يكن شركا فأمره إلى الله تعالى إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، ثم كان عاقبته أن لا يخلد في النار بل يخرج منها ثم يدخل الجنة.
ولما كان العبد لا بد أن يفعل ما قدر عليه من الذنوب كما قال النبي r: «كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة»، جعل الله له مخرجا مما وقع فيه يرفع أثر الذنب ويزيل موجبه، وهذا من أعظم فوائد الشريعة ومقاصدها. فعقوبات الذنوب تزول بالتوبة النصوح فهي أقوى الأسباب في إزالتها وبالحسنات الماحية كالكفارات والعقوبات وبالمصائب المكفرة، وهي كل ما يؤلم من هم أو حزن أو أذى في مال أو عرض أو جسد أو غير ذلك، وصرح العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- بأن المصائب لا تستقل بمغفرة الذنوب جميعها وقال: لا تغفر الذنوب إلا بالتوبة أو بحسنات تتضاءل وتتلاشى فيها الذنوب. انتهى.#
ومما يزيل عقوبات الذنوب أيضا ما يحصل للعبد في البرزخ من الشدة ويحصل له في عرصات القيامة ودعاء المؤمنين له كالصلاة عليه وشفاعة الشفيع المطاع لمن شفع فيه وغير ذلك، وقد حصر بعض العلماء ما يسقط العقوبة على الذنب بنار جهنم في نحو عشرة أسباب ذكر أنها عرفت باستقراء من الكتاب السنة، فالذنوب أسباب مقتضية للعقوبة؛ والأمور المكفرة لها موانع، ولهذا تقع الموازنة، بين الحسنات والسيئات في الآخرة إعمالا لمقتضى العقاب ومانعه، ويكون الحكم للغالب فمن كفرت سيئاته بنفس العمل كان ذلك من باب الموازنة وهذا تنقص درجته عمن سلم من تلك الذنوب، ومن كفرت سيئاته بالمصائب والحدود وعقوبات الدنيا سلمت له حسناته فلا تنقص درجته بل ترتفع درجاتهم بالصبر على المصائب فيكونون أرفع، وأصحاب العافية يكونون أدنى.
وبهذا يتضح أن التائب لا تقع في حقه موازنة ولا مقاصة لأن توبته النصوح تمحو سيئاته حتى كأنها لم تكن وتبقى له حسناته موفرة، وإنما تقع الموازنة والمقاصة في حق من له حسنات وسيئات فيوازن بين حسناته وسيئاته كبائرها وصغائرها وتنقص بعضها من بعض، فمن رجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة فقد نجا ودخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته ولو بواحدة دخل النار، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف.
وذكر الإِمام أبو العباس أحمد ابن تيمية -قدس الله روحه: أن الحسنة تعظم ويكثر ثوابها بزيادة الإِيمان والإِخلاص حتى تقابل جميع الذنوب، واستدل لذلك بحديث البطاقة وغيره، وهكذا أيضا تقع الموازنة والمقاصة بين حسنات العبد ومظالم العباد عنده فمن كانت له حسنات وعليه مظالم فاستوفى المظلومون حقوقهم من حسناته وبقي له حسنة دخل بها الجنة قال ابن مسعود t: إن كان وليا لله ففضل له مثقال ذرة ضاعفها الله حتى يدخل الجنة، وإن كان شقيا قال الملك: رب فنيت حسناته وبقي له طالبون كثير، قال: خذوا من سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته ثم صكوا له صكا إلى النار؟ خرجه ابن أبي حاتم وغيره.#
السؤال الرابع
هل يجوز وتقبل من الإِنسان التوبة بالقلب وحده أم تكون باللسان بألفاظ وصيغ مخصوصة وما هي هذه الألفاظ والصيغ؟.
الجواب
إن التوبة من أعمال القلوب كما صرح بذلك عبد السلام الشافعي في قواعده وغيره. وقال الإِمام أبو العباس أحمد ابن تيمية: أصل التوبة عزم القلب وقال النووي: أصلها الندم وهو ركنها الأعظم وذكر الفقهاء من أصحابنا وغيرهم أن لها ثلاثة شروط وعبر عنها بعضهم بالأركان وهي الإِقلاع عن المعصية والندم على فعلها والعزم على أن لا يعود إلى مثلها في المستقبل، وليس منها ما هو متوقف على اللفظ؛ والمذهب عدم اشتراط لفظ: إني تائب أو استغفر الله ونحوه قال ابن مفلح: وقيل يشترط قوله: اللهم إني تائب إليك من كذا وكذا واستغفر الله، وهو ظاهر ما في المستوعب، فظاهر هذا اعتبار التوبة بالتلفظ والاستغفار ولعل المراد اعتبار أحدهما ولم أجد من صرح باعتبارهما ولا أعلم به وجهًا. انتهى,
إذا علم هذا فإن القول المعتمد الذي هو المذهب وعليه الأكثر عدم اشتراط لفظ: إني تائب أو استغفر الله ونحوه في التوبة وعليه فلا يكون لها صيغة لأنها لا تتوقف على اللفظ والصيغ من خصائص الألفاظ. والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.#
رد مع اقتباس
قديم 19/9/2009, 11:43 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
السيد طنطاوى
مراقب عـام منتدى القنوات الرياضية

الصورة الرمزية السيد طنطاوى

الملف الشخصي
رقم العضوية : 89529
تاريخ التسجيل : Mar 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 14,437 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 4395
قوة الترشيـح : السيد طنطاوى القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاالسيد طنطاوى القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاالسيد طنطاوى القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاالسيد طنطاوى القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاالسيد طنطاوى القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاالسيد طنطاوى القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاالسيد طنطاوى القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاالسيد طنطاوى القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاالسيد طنطاوى القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاالسيد طنطاوى القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاالسيد طنطاوى القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لها

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

السيد طنطاوى غير متصل

افتراضي رد: سؤال .....وجواب

بارك الله فيك أخي الكريم على هذا المجهود الكبير
نتمنى منك المزيد من المشاركات المتألقة
  رد مع اقتباس
قديم 19/9/2009, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
صلاح الخنانى
مـهـند س مـحـتـرف

الصورة الرمزية صلاح الخنانى

الملف الشخصي
رقم العضوية : 170808
تاريخ التسجيل : Sep 2009
العمـر : 56
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 2,416 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 730
قوة الترشيـح : صلاح الخنانى يستاهل التميزصلاح الخنانى يستاهل التميزصلاح الخنانى يستاهل التميزصلاح الخنانى يستاهل التميزصلاح الخنانى يستاهل التميزصلاح الخنانى يستاهل التميزصلاح الخنانى يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

صلاح الخنانى غير متصل

افتراضي رد: سؤال .....وجواب

انا هسميك الحوت
  رد مع اقتباس
قديم 27/9/2009, 02:34 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
عصام احمد حسن 20
نـجـم نـجـوم المهندسين العرب

الصورة الرمزية عصام احمد حسن 20

الملف الشخصي
رقم العضوية : 88612
تاريخ التسجيل : Feb 2008
العمـر : 50
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 9,497 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 2193
قوة الترشيـح : عصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائع

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عصام احمد حسن 20 غير متصل

افتراضي رد: سؤال .....وجواب

بارك الله فيك أخي الكريم
  رد مع اقتباس
قديم 28/9/2009, 01:18 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
محمد فؤاد
استاذ فـضـائيات

الصورة الرمزية محمد فؤاد

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125888
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : الأسكندرية
المشاركات : 12,180 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 5673
قوة الترشيـح : محمد فؤاد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهامحمد فؤاد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهامحمد فؤاد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهامحمد فؤاد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهامحمد فؤاد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهامحمد فؤاد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهامحمد فؤاد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهامحمد فؤاد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهامحمد فؤاد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهامحمد فؤاد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهامحمد فؤاد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لها

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

محمد فؤاد غير متصل

افتراضي رد: سؤال .....وجواب

بارك الله فيك أخى

























توقيع » محمد فؤاد

أنت الزائر رقم لمواضيعى

 

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~