الالتهاب الكبدي الوبائي

[Mr.Mostafa]

وهذا مرض أهم أعراضه هي الصفراء والالتهاب الكبدي الوبائي هو المرض الذي نقصده عادة عندما

نتحدث عنها مرض الصفراء ، وهو الذي تتجه إليه الأذهان عند ذكر كلمة الصفراء ، والالتهاب الكبدي الوبائي يظهر على الإنسان في أي سن ، أي أنه ليس مقصورا على الأطفال ، وهو لا يعطي مناعة بل يمكن تكرار الإصابة إذ أنه ينتج عن العدوى بواحد من عدة فيروسات ، كما أن الشفاء منه أحيانا لا يكون تاما ، وتحدث نكسة بعد فترة تطول أو تقصر حسب الحالة الصحية للفرد ، سبب المرض كما قلنا فيروسات أي منها يتسبب المرض ، وبين أنوعها اختلافات طفيفة ولكن النتيجة النهائية تقريبا هي نفس الأعراض .

النوع الأول من الفيروس يعيش في الأمعاء وينزل من البراز وبالتالي فأي تلوث للغذاء أو لمياه الشرب أو مياه غسل الخضراوات بواسطة البراز أو أي تلوث للمأكل أو المشرب بواسطة الذباب ، وهذا التلوث ينتج عنه ظهورالمرض بعد فترة حضانة من أسبوعين إلى شهرين .
أما باقي الفيروسات فتعيش في الدم وتنتقل من مريض أو حامل للميكروب ( سواء كان مريضاً ، وشفي وما زال يحمل الفيروس في دمه . أو حاملا للفيروس دون ظهور أي أعراض عليه ) ينتقل الفيروس باستعمال نفس الحقنة التي استعملها المريض أو حامل المرض أو باستخدام دم المريض أو حامل المرض في إسعاف مريض آخر بنقلى الدم إليه ، وقد ينتقل للطبيب أو الممرضة أثناء تعاملها مع المريض إذا أصيب أصبع بشكة من إبرة أو حقنة أو مشرط وكانت هذه الأدوات ملوثة .

ومدة الحضانة في هذا الفيروس من شهرين إلى ستة أشهر . ومع بدء المرض فان الأعراض تكاد تتشابه ولا يوجد إلا فروق طفيفة .

الأعراض :
ارتفاع شديد في درجة الحرارة ورفض للطعام وغثيان وقيء حتى دون تناول الطعام وخمول في الجسم وآلام في العظام وأعلى البطن وفي منطقة الكبد ( الربع الأيمن العلوي من البطن ) وبعد بضعة أيام تبدأ الحرارة في الانخفاض وتتحسن معنويات المريض ويتغير لون البول إلى اللون البني الفاتح ليصبح أقرب إلى لون الشاي ويتحول لون البراز إلى اللون الفاتح ثم يظهر اصفرار في الجلد وفي بياض العين ، ومع اكتمال اللون الأصفر تنخفض الحرارة ويبدأ المريض في تقبل الطعام وإن كان لا يزال الكثير من أنواع الطعام متعبا بالنسبة له كما لا تزال شهيته دون المستوى ، ومع استمرار تحسن الحالة فإن البول يفقد لونه الغامق تدريجيا وخاصة أثناء النهار وتبقى أول عينة بول صباحا محتفظة باللون البني وبعد ذلك بأيام يختفي اللون البني من أول عينة صباحا وبعدها بأيام تختفي الصفراء من الجلد ومن بياض العين.
هذه التطورات تختلف من مرض لآخر وإن كانت عادة تستغرق فترة من أسبوعين إلى ستة أسابيع حيث يتوقف الأمرعلى شدة المرض ، درجة مقاومة الجسم ، إتباع المريض للتعليمات واستجابة المريض للعلاج الخ الخ ..

الوقاية :
يظهر الفيروس الأول في حالات تلوث الطعام بالمواد البرازية سواء مباشرة أو بالذباب ، إذاَ فالصرف الصحي الجيد ومصدر المياه المأمون والخضروات غير المطهرة المغسولة جيدا ، كل وسائل النظافة هذه تجعل من السهل حماية الطفل من الإصابة بالفيروس .
أما النوع الثاني فقد بدأت مقاومته تتحسن مع استعمال الحقن البلاستيك التي تستعمل مرة واحدة فقط وكذلك فحص عينات دم المتبرعين والمتطوعين لبنوك الدم ، فحص دمهم لهذا الفيروس وعدم استخدام دم أو مشتقاته (مثل البلازما أو كرات الدم البيضاء ) يشك في مصدره .
وهناك طعم واقي من هذا المرض ولكن الارتفاع الشديد في سعره جعل استخدامه مقصورا على الفئات الطبية المعرضة للعدوى.

( الأطباء والممرضات في حجرة العمليات وبنوك الدم وقاعات مرضى الحميات والأمراض المعدية ) ولكن هناك مصل الجاماجلوبيولين وهو مصل يعطي وقاية مؤقتة لبضعة أسابيع فقط ، ونحن نستعمله في حالات معينة إذ أن تأثيره مؤقت وبالتالي يستعمل فقط إذا تعرض فرض للعدوى وكانت ظروفه تحتم وقايته تماما وعدم المخاطرة بتعريضه( مريض السكر ، مريض بأحد أمراض الكبد ، مسافر خلال أيام ، لديه امتحان خلال أيام ) ولذلك فإني أعود وأؤكد أن الوقاية أساسا في هذا المرض هي النظافة التامة في المأكل والمشرب وخاصة بالنسبة للأطفال الكبار الذين يحملون نقودا تجعل في استطاعتهم شراء أطعمة من بوفية المدرسة ومن الباعة حولها، ويجب تعويد الطفل على مستوى عال من النظافة مثل غسل اليدين قبل الأكل وبعدة ، عدم الشراء من بائع يقف الذباب على بضاعته أو توحي ملابسه ويديه بمستوى سيئ من النظافة ومع حرص الطفل في انتقاء ما يأكل وما يشرب فإننا نستطيع أن نؤمن عليه ليس فقط من الالتهاب الكبدي الوبائي ولكن من كافة الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي خاصة والجسم عموما وتنتقل خلال الطعام و الماء الملوث .