على رأي الحمار .. طلعوا ناس طيبين

[جميل2000]

على رأي الحمار .. طلعوا ناس طيبين


دخل حمارمزرعة رجل بسيط .. وبدأ يأكل من زرعه الذي تعب في حرثه وبذره وسقيه .. وتساءل الرجل : كيف ُيخرج الحمار؟ .. سؤال محير ؟

أسرع الرجل إلى البيت وجاء بعدَّةِ الشغل .. فالقضية لا تحتمل التأخير

أحضر عصا طويلة ومطرقة ومسامير وقطعة كبيرة من الكرتون المقوى وكتب على الكرتون :
(يا حمار أخرج من مزرعتي) وثبت الكرتون بالعصا الطويلة بالمطرقة والمسمار

ذهب الرجل إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة ورفع اللوحة عالياً

ووقف رافعًا اللوحة منذ الصباح الباكر وحتى غروب الشمس

ولكن الحمار لم يخرج .. حار الرجل "ربما لم يفهم الحمار ما كتبتُ على اللوحة"


رجع إلى البيت ونام .. وفي صباح اليوم التالي صنع عددًا كبيرًا من اللوحات

ونادى أولاده وجيرانه .. واستنفر أهل القرية "يعنى عمل مؤتمر قمة"

وصف الناس في طوابير يحملون لوحات كثيرة مكتوب عليها :

(أخرج يا حمار من المزرعة)

(الموت للحمير)

(يا ويلك يا حمار من راعي الدار)


والتفوا حول الحقل الذي يقف فيه الحمار .. وبدأوا يهتفون : أخرج يا حمار .. أخرج أحسن لك


والحمار حمار .. يأكل ولا يهتم بما يحدث حوله


غربت شمس اليوم الثاني .. وقد تعب الناس من الصراخ والهتاف وبحت أصواتهم

فلما رأوا الحمار غير مبالي بهم .. رجعوا إلى بيوتهم يفكرون في طريقة أخرى



وفي صباح اليوم الثالث

جلس الرجل في بيته يصنع شيئاً آخر .. خطة جديدة لإخراج الحمار .. فالزرع أوشك على النهاية

خرج الرجل باختراعه الجديد .. نموذج مجسم لحمار .. يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي

ولما جاء إلى حيث الحمار يأكل في المزرعة .. وأمام نظر الحمار .. وحشود القرية المنادية بخروج الحمار

سكب البنزين على النموذج .. وأحرقه .. فكبر الحشد

نظر الحمار إلى حيث النار .. ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة


يا له من حمار عنيد .. لا يفهم

أرسل أهل القرية وفدًا ليتفاوض مع الحمار

قالوا له: صاحب المزرعة يريدك أن تخرج .. وهو صاحب الحق .. وعليك أن تخرج

الحمار ينظر إليهم .. ثم يعود للأكل .. لا يكترث بهم


بعد عدة محاولات .. أرسل الرجل وسيطاً آخر قال للحمار : صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض من مساحة المزرعة

الحمار يأكل ولا يرد


الوسيط: سيتنازل لك عن ثلث مساحة المزرعة

الحمار لا يرد


الوسيط: سيتنازل لك عن نصف مساحة المزرعة

الحمار لا يرد


الوسيط: طيب .. حدد المساحة التي تريدها ولكن لا تتجاوزه


رفع الحمار رأسه .. وقد شبع من الأكل .. ومشى قليلاً إلى طرف الحقل وهو ينظر إلى الجمع ويفكر " لم أرَ في حياتي أطيب من أهل هذه القرية .. يتركوني آكل من مزارعهم ولا يطردوني ولا يضربوني كما يفعل الناس في القرى الأخرى "


فرح الناس .. لقد وافق الحمار أخيرًا

أحضر صاحب المزرعة الأخشاب وسيَّج المزرعة وقسمها نصفين .. وترك للحمار النصف الذي هو واقف فيه


في صباح اليوم التالي ..

كانت المفاجأة لصاحب المزرعة

لقد ترك الحمار نصيبه ودخل في نصيب صاحب المزرعة وأخذ يأكل

رجع أخونا صاحب المزرعة مرة أخرى إلى اللوحات والمظاهرات

يبدوا أنه لا فائدة

هذا الحمار لا يفهم .. إنه ليس من حمير المنطقة .. لقد جاء من قرية أخرى

بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار .. والذهاب إلى قرية أخرى لتأسيس مزرعة أخرى

وأمام دهشة جميع الحاضرين وفي مشهد من الحشد العظيم .. حيث لم يبقَ أحد من القرية إلا وقد حضر ليشارك في المحاولات اليائسة لإخراج الحمار المحتل العنيد المتكبر المتسلط المؤذي :

جاء طفل صغير .. خرج من بين الصفوف .. دخل إلى الحقل .. تقدم إلى الحمار
وضرب الحمار بعصا صغيرة على قفاه .. فإذا به يركض خارج الحقل..


هههههههههههههههههههههههههههه
تقبلوا تحياتي
جميل2000

[سحر الشرق]

ههههههههههههههههههههه

مشكور يا اخي