|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
طحالب ، و أشواك في رياضنا !
الحمد لله الذي أنزل علينا من السماء ماء طهورا، و أمدنا بحبل ممدودا ، و بعث إلينا معلما رسولا.. وبعد ؛ إن معرفة الفساد لا شك تعين العبد على سلوك طريق الرشاد ، و تُجنّبُه سُبُل غواية الشُذّاذ .. فكما أنّه لا يستطيع تقويض أركان الجاهلية من لا يعرف أصولها.. فكذلك الشأن مع النفس ، فإنه لا يستقيم لها ساق ، و لا يقوم لها أساس ؛ إلاّ بفك الوثاق.. كما قال الفاروق رضي الله عنه : " إنما تنحلُّ عُرى الإسلام عروة عروة إذاعاش في الإسلام من لا يعرف الجاهلية " . فمفتاح معرفة الله تعالى هو معرفة النفس . كما جاء في قوله وتعالى:" : سَنُريهِم آياتِنا في الآفاقِ وَفي أَنفُسِهِم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ " فلا شيء أقرب إليك من نفسك ؛ فإذا لم تعرفها ، فكيف يتسنى لك معرفة باريها !؟ و إليكم أحبتي بعض أهم الأمراض النفسية التي استشرت ، و استفحلت بقوة بين طلبة العلم ، و العاملين في حقول الدعوة إلى الله ، و حتى بين بعض العلماء : 1-إطلاق العنان للسان باسم النقد البناء ، و النصيحة لهذا الدين ، و كشف الأخطاء ، تزين النفس الأمّارة الطريق للعبد ، فيقع فريسة في قبضة الشيطان ، و تأويلاته النارية ، فينطلق بلا عُقال في حصد الأعراض ، و نصب الموازين الحادّة التي تأخذ بشفراتها كلّ العثرات !..و لا شك ، من اشتغل بالغيبة فإنها تقوده إلى الحسد ، و الحسد يقوده إلى النميمة ، و النميمة تقوده إلى الكذب ، و من استجاز الكذب لم يتورع عن النزاع إلى مائة عيب أو يزيد..و بذلك تنفصم عُرى الأخوة بلفحات الغيبة ، و نظرات الريبة..! و لهذا كان السرّي السقطي - خال الجنيد - يتخوّف خوفا شديدا من سرايان مرض تتبع عيوب النّاس إلى طلبة العلم ؛ فنادى بأعلى صوته محذرا : " ما رأيت شيئا أحبط للأعمال ، و أفسد للقلوب ، و لا أسرع في هلاك العبد ، و لا أدوم للأحزان ن و لا أقرب للمقت ، و لا ألزم لمحبّة الرياء و العجب ، و الرياسة من قلّة معرفة العبد لنفسه ، و نظره في عيوب النّاس ". قال سفيان بن الحسين: كنت جالساً عند إياس بن معاوية، فنلت من إنسان. فقال لي: هل غزوت في هذا العام الترك والروم؟ فقلت: لا. فقال: سلم منك الترك والروم، وما سلم منك أخوك المسلم؟ وقيل: يعطى الرجل كتابه. فيرى فيه حسنات لم يعملها. فيقال له: ذا بما اغتابك الناس وأنت لم تشعر. 2-الحسد و البغضاء هذان المرضان المتلازمان لايكاد ينجو منهما إلا القليل ، لشدة تمكنّه من القلوب..! وهو موجود حتى في طبقة العلماء ، إلا من عصمه الله تعالى .. و نشير هنا إلى مجامع ما تهيجه المناظرة فمنها الحسد ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " رواه أبو داود ، و ابن ماجة . ولا ينفك المناظر عن الحسد ، فإنه تارة يغلب ، وتارة يُغلب ، وتارة يُحمد كلامه ، وأخرى يحمد كلام غيره. فما دام يبقى في الدنيا واحد يذكره بقوة العلم والنظر ، أو يظن أنه أحسن منه كلاماً ، وأقوى نظراً ؛ فلا بد أن يحسده ، ويحب زوال النعم عنه ، وانصراف القلوب ، والوجوه عنه إليه . والحسد نارٌ محرقة ، فمن بلي به فهو في العذاب في الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى ؛ ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما: خذوا العلم حيث وجدتموه ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض فإنهم يتغايرون كما تتغاير التيوس في الزريبة. قال تعالى : " ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر " والحسد بسبب البغض ربما يفضي إلى التنازع ، والتقاتل واستغراق العمر في إزالة النعمة بالحيل والسعاية ، وهتك الستر وما يجري مجراه. نسال الله العفو و العافية في الدنيا و الآخرة .. 3-الظنّ بالعلم و العجب.. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من قال أن عالم فهو أجهل الناس .. ". ألم تروا إلى سيدنا موسى كيف ردّه الله إلى حقيقة كان يجهلها ، رده إلى الخضر ؛ لما أعتقد أنه لا يوجد على الأرض من هو أعلم منه ! و إعجاب المرء بنفسه هو أن يُخيّل إليه أنه أفضل من إخوانه و ما علم المغرور أن المفضول قد يكون أثبت علم و عمل منه ، و أورع عما حرم الله ... و لهذا أجاد الفضيل بن عياض حين قال : " إذا ظفر إبليس من ابن آدم بإحدى ثلاث خصال قال : لا أطلب غيرها ؛ استكثاره عمله ، و إعجابه بنفسه ، و نسيانه لذنوبه ... و هذا يعني أن هذه الثلاث ؛ الجامعة لأوصاف العجب حين رآه الصالحون من زواياه المختلفة ، بحيث أن إبليس يضمن بعدها كل عيب يحبه و يندرج تحت هذا الباب .. فالعمل الصالح سراج منير لا ريب ، و لكن حذار قد تطفئه ريح المعاصي ! و العبادة بناء قد يهدمها العجب .. ! فهذه سمات لازمة للمنافق ، لأنه يحب المدح بما ليس فيه ، و يبغض من يبصره بعيوبه ، فتراه عند النصيحة ينقلب بسرعة إلى حالة غريبة تنتفخ لها أوداجه ، و تنكشف أسراره..! و لله در القائل : يا جاهلا غرّه إفراط مادحه *** لا يغلبن جهل من اطراك علمك بك اثنى و قال بلا علم أحاط به *** و أنت أعلم بالمحصول من ريبك فلا داعي إذن يا مغرور السباحة في محيطات الأوهام ! التجرؤ على الفتيا هذا الباب الذي كانت له حرمة لا يلج عتبته إلا من حاز النصاب ، و زكاه أولو الألباب ، صار اليوم عُرضة للهوام و الدواب..!! رأى رجل ربيعة بن ابي عبد الرحمن يبكي فقال : ما يبكيك ؟ فقال : استفتى من لا علم له ، و ظهر في الإسلام أمر عظيم ! قال : و لبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السرّاق ! فقال ابن قيم الجوزية معقبا على هذا القول : ط فكيف فلو رأى ربيعة زماننا ؟ و اقدام من لا علم له على الفتيا ، و توثبه عليها ، و مد باع التكلف إليها ، و تسلقه بالجهل و الجرأة عليها ن مع قلة الخبرة ، و سوء السيرة ، و لؤم السريرة ، و هو من بين اهل العلم منكر أو غريب ..!! إذا كان الصحابة رضي الله عنهم يجمعون للمسألة - التي يعدها طلاّب العلم اليوم، و بعض أنصاف العلماء بسيطة - مشيخة بدر و كلٌّ يودّ لو أنّ صاحبه كفاه ! فعظمّ الله أجركم و أحسن عزاكم أيها المدّعون ! تمنيت أن تمسي فقيهاً مناظرا ً *** بغير عناءٍ فالجنون فنون وليس اكتساب المال دون مشقةٍ *** تكبدتها فالعلم كيف يكونُ ؟ و يسميه بعض العلماء التدليس العملي : بأن يلبس لبوس العلماء دون سماع ، و لا إجازة من ذوي الفهم و النباهة !كأن يسلك مسالك توهم بأنه من جهابذة هذه الأمة ؛ فيتكلف الجواب على ما لا يعلم ، و ذلك بالبحث عبر محركات الأنترنت ثم يضع الجواب الدقيق كأنه ابتدأه لتوّه . 6 - الدوران في فلك السلطان : فإيّاك أخي أن تقف مع صورة العلم دون العلم به ، فإن الداخلين على الأمراء ، و المقبلين على أهل الدنيا قد أعرضوا عن العمل بالعلم ، فمُنعوا البركة ، و زلّت مواعظهم ، و فتواهم عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا .. قال سفيان بن عيينة : " كنت قد أوتيت فهم القرآن فلما قبلت الصرة من الخليفة سُلبت لذة القرآن ، و فهمه " ..! و قد قال الإمام احمد فيما معناه ؛ إذا رأيت العلماء يترددون على أبواب السلاطين ، و يدورون في فلكهم ، فلا تأخذون عنهم أمور دينكم فإنهم فتنة.. 7-كثرة الجدال والخصومة: و ذلك بالرد على كل جزئية قالها "الخصم" ، وتتبع اثرها بالمناقيش ، ليمتطي المجادل صهوة الجواد ، و يُشار إليه بالبنان.. و يقال عنه أنه من أولي الألباب !! .. و كما قيل قديما :" ذو العيب يحتاج إلى رنّة و دعاية.. فتراه حين يخطىء المسكين ، يود لو أن النّاس كلهم أخطأوا كما أخطأ هو ، فيهون عليه ، و يصير خفيفا لمشاركة غيره له فيه..! فينطلق بالفتنة في كل واد ، و يصيح بها في كل واد ينشرها أفقيا ، و يصير راجفا مرجفا .. كما قال زهير بن نعيم !!! بل يظل ينقب عن الأخطاء لإثارة الغبار ، فتجده يلوي عنق العبارات ليّا ، و يعتصرها إعتصارا ليخرج منها أشكالا على مقاسه و اذواقه ؛ تخدم أفكاره المرادة و توطدها..!! 8-عدم الاهتمام بأمور المسلمين : فشؤون المسلمين..وأحوال إخوانه المضطهدين عندهذا الصنف من الكماليات التي تُسوّد بها صفحات التسلية ! وربما أعطى هذا الهم فضول أحاسيسه ! و أشد من ذلك ينظر أحدهم إلى المكتوي بحال الأمة نظر المغشي عليه منالموت..و كأنه يُساق إلى هذا التفكير رغما عنه ، كل ذلك الفرار و عدم القرار ؛ تحت ذريعة الإشتغال بالعلم ، و ما درى المسكين أن العلم ينمو و يزداد بالزكاة ويتثبت بالعمل ، و كل إناء بما فيه ينضح ، و كل مما عنده يُنفق .!! فالذي لا يشعر بشكوى جسده ؛ إما تابوت لا حياة له ، و إما مخبول لا عقل له !! لأنه و ضع اصابعه في اذنيه ، و تجاهل نداء السماء " و إن استنصروكم في الدين فعليكم النصر.." تحت مسوغات ؛ الإشتغال بالعلم ، و التربية ، و المحافظة على الإستقرار الذي لا يدوم !!!!!!!!!!!!! 9-تقديس بعض الرموز العلمية : و هي نفي أي خطأ عنها ، و كأنها صارت " كصاحب هذا القبر " ، رأيي صواب
لا يحتمل الخطأ ، و رأي خصومي خطأ لا يحتمل الصواب ! نعم ، هناك الكثيرون من تعلقت ارواحهم بالأشخاص و صارو ا يدافعون عنها و يجهدون في تلميعها بدلا من المبادىء ، لأن الحي كما قيل لا تؤمن فتنته .. وحين تحاور شخصاً منهم وتقول له : يا أخي هذا هو الشرع يرد عليك : قال شيخنا فلان .. وأفتى شيخنا علان .. وكتب شيخنا رسالته الموسومة بكذا ( وهي بضع وريقات ) .. وردّ شيخنا على فلان وأفحمه وسحقه .. ويتباهى بأن شيخه فلان قد رد على كثير من الدعاة .. هذا الصنف موجود بيننا ، و بدأ شرره يصيب جسم هذه الأمة.. نعم صنف قد باع أتباعه عقولهم لمشائخهم وليس لدينهم ! فهو لا يرى إلا بعين شيخه .. ولا يسمع إلا ما يقوله شيخه .. ولا يقرأ إلا ما يمليه عليه شيخه ..ضاربا باقوال من أصلوا الأصول ، و قعدوا القواعد ؛ عرض الحائط !
|
7/3/2009, 11:23 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
نـجـم الـنجوم الـمـميز بـالـمهندسين الـعرب
|
رد: طحالب ، و أشواك في رياضنا !
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~