المحاولة

[Mr.Mostafa]

أمسكت بالقلم والأوراق في ليلة من ليالي شهر نوفمبر الباردة وجلست علي سرير النوم افكر في ماذا اكتب، وبعد تفكير طويل وجدت نفسي اخط في أول سطر من الورقة وتحديدا في منتصف السطر البسملة، ثم الصلاة علي النبي وآله في السطر التالي ثم بدأت أفكر ثانية في ماذا اكتب...؟ مواضيع كثيرة مرت علي ذهني ولكنني لم امتلك الشجاعة لأكتب عن احداها، مثلا خطر في ذهني ان اكتب قصة قصيرة، موضوع جاد عن احوال الشباب اليوم وهمومهم وأمانيهم، مواضيع سياسية عن واقعنا السياسي في السودان، ولكن كما قلت لم تمتلك نفسي الشجاعة والجرأة اللازمة لأخوض في تلك المواضيع، أخيرا استقر رأيي علي ان اكتب عن اول المواضيع التي خطرت في ذهني وهي القصة القصيرة، لأنها أولا نوع من الأدب الرفيع المعبر الذي يجد الإنسان في ذاته، ويبرز فيه مواهبه ومخزونه الفكري واللغوي والتعبيري، ويشحذ فيه خياله ويبث فيه كل أحاسيسه وانفعالاته، ويعبر فيه عن ذاته ومزاجاته وما تجيش به نفسه، نعم انه لفن راقي بديع ومتنفس ومتنزه يرتاح فيه الإنسان ويزفر فيه انفاسه الحارة من نفسه المتعبة الحائرة، ويتفيأ فيه ظلال الكلمة والتعبير الجميل والفكرة والرؤية المبتكرة، والحس والشعور الصادق التلقائي، انها لحظات تتجلي فيها نفس الإنسان ويتفتح فيها ذهنه وينضح فيها فكره بالأفكار والخواطر والإحداث المتخيلة..لكن مهلا..! ماذا اقول انا؟! انا لم أجرب كتابة القصة القصيرة في حياتي فمن اين لي بهذا الكلام؟ إنني اتخيل فقط, نعم انا اتخيل تلك الأحاسيس، لكن سوف أجرب بعد ذلك وادعو الله ان يوفقني في مسعاي، فانا احس انني امتلك ما يكتب وانني سوف انجح في هذا المجال، نعم سوف انجح. الان انا ممسك بالقلم والاوراق واريد ان ابدا في كتابة قصة، في هذه اللحظة وضعت سن القلم علي الورقة ومن اول السطر احرك القلم علي الورقة واحط اول كلمة من القصة كان يا ما كان في قديم الزمان...لا! انها بداية تقليدية، لقد تطور اسلوب كتابة القصص فلم تعد تبدأ بكان ياما كان، فقط الاباء والامهات والجدات في البيوت يبدأون بها عندما يحكون لاطفالهم واحفادهم حكايات قبل النوم، اذا بماذا ابدا قصتي؟ وما هو موضوع القصة اصلا؟ هل هي قصة رجل ام امراة، ام قصة صبي ام فتاة ام قصة دجاجة ذكية ام غول قبيح ام ماذا؟!
آه لقد تعبت نعم لقد تعبيت ودخلني بعض النعاس لذا تصبحون علي خير، وسأحاول غد ان اكتب القصة، واتمني ان اوفق فادعوا معي أن اكلل بالنجاح، فإلي الغد.