15/9/2008, 02:16 PM
|
|
|
حل حاسم لمشكلة الصمم
نجح فريق من العلماء الأمريكيين في انتاج خلايا هدبية جديدة بقوقعة الأذن الداخلية لحيوانات التجارب, وذلك بنقل الجين المسئول عنها والمسمي' أتو1' للأذن الداخلية للفئران الصغيرة.
ويري الدكتور جون بريجاند أستاذ أمراض الأذن بمركز أبحاث السمع بجامعة أوريجون أن هذا الإنجاز العلمي الخارق يفتح المجال لإمكانية تطوير علاج لحالات فقد السمع مستقبلا. وقد نشرت نتائج هذه الأبحاث أخيرا بمجلة' نيتشر' تحت عنوان مدخل جديد لإستعادة وظيفة السمع المفقود باستبدال الخلايا الهدبية التالفة بخلايا جديدة صحيحة.
وقد تركزت الأبحاث علي الخلايا الهدبية الدقيقة الموجودة بجزء من قوقعة الأذن يسمي' جهاز كورتي', حيث كان العلماء يعرفون منذ زمن بعيد أن موت الخلايا الهدبية يؤدي لفقد السمع, كما أنها تتلف ويضطرب عملها بصورة طبيعية في الإنسان مع تقدم العمر, مما يؤدي لفقد تدريجي في السمع ينتهي بالصمم, كما يعاني من يتعرضون للضوضاء لفترات طويلة والمصابون ببعض الأمراض من فقد متزايد لهذه الخلايا, ومن ثم الصمم.
وتم وضع الجين المذكور بجهاز كورتي مع البروتين الأخضر المسئول عن جعل قنديل البحر يضييء في الماء, والذي إستخدم في الأبحاث كدليل لبيان موقع التعبير الجيني وتوضيح التغير الحادث في تكوين الخلايا الهدبية بعد نقل الجين إليها بالإضاءة, وقد أظهر الدكتور أنتوني ريسي أستاذ امراض الأذن بكلية الطب جامعة استانفورد أن الخلايا الهدبية المتكونة تتمتع بخواص كهربية فسيولوجية تماثل الخلايا الهدبية الطبيعية, مما يعني أنها خلايا وظيفية. وبناء علي هذه النتائج, أكد الباحثون أن تعبير الجين'أتو1' قد أدي لانتاج خلايا هدبية سمعية وظيفية بالأذن الداخلية للفئران حديثة الولادة, ومع ذلك فمازال الأمر في حاجة لتحديد ما إذا كان نقل الجين لفأر أصم سيؤدي لانتاج خلايا هدبية صحيحة تمكنه من السمع.
وتعليقا علي النتائج السابقة, يؤكد الدكتور سيد الفولي أستاذ أمراض الأذن بطب قصر العيني بداية أهميتها الكبري لمستقبل علاج فقد السمع, حيث تعد فكرة جديدة قابلة للتطبيق, لكنها تتطلب إمكانيات معملية وبحثية كبيرة تستغرق سنوات, ويذكر أنه أشرف من قبل علي إحدي الرسائل العلمية كباحث مصري رئيسي مشارك مع باحث أمريكي وتناول موضوع الرسالة إمكانية تنمية النهايات العصبية بجهاز الإتزان في حيوانات التجارب. ويحاول العلماء في البحث الجديد تعويض الخلايا الهدبية التالفة أو الضامرة بجهاز كورتي بتنميتها من جديد, وهو أمر بلاشك بالغ الأهمية لضعاف السمع, لأن الخلايا الهدبية التي تضمر لم يكن ممكنا من قبل إستعاضتها بأي طريقة. وتتركز أهمية هذه الخلايا, كما يوضح الدكتور الفولي- في أنها تحول الموجات الميكانيكية إلي موجات كهربية إثارة العصب السمعي الذي بدوره يقوم بنقلها لمركز السمع بالمخ, حيث تتحول إلي حروف وكلمات وجمل ذات معني يستوعبها الإنسان من واقع خبراته السمعية السابقة.
ويقول الدكتور يحيي زكريا جاد أستاذ الهندسة الوراثية بالمركز القومي للبحوث إن هذا البحث خطوة مهمة علي طريق تحديد دور جين اتوه1 في تكوين وتطوير الخلايا الهدبية في أذن الحيوانات الثديية, تلك الخلايا المهمة وظيفيا لحاسة السمع تتلف بسبب بعض الأدوية والتعرض للضوضاء الشديدة وأيضا بتقدم السن. ولقد أثبتت الدراسات السابقة أن الطيور يمكنها استبدال هذه الخلايا التالفة من مخزون الخلايا الداعمة في الأذن الداخلية بخلايا هدبية جديدة ولكن لا توجد هذه الخاصية في الثدييات ومنها الإنسان, والبحث يشير إلي أن نقل الجين إلي جنين فأر'كنموذج للثدييات' يسبب ازدياد عدد الخلايا الهدبية المتكونة في الفأر المولود, وهذا وان بشر بنتائج واعدة نحو إمكانية تحفيز الأذن الداخلية للثدييات لاستبدال خلاياها الهدبية التالفة عن طريق العلاج الجيني, إلا أنه من المبكر التنبؤ بالتطبيق الإكلينيكي القريب حيث أن العلاج الجيني ما زالت توجد في طريقه بعض العقبات التقنية والتي تمنع من تطور هذه التقنية بسرعة كبيرة.
|
رد: حل حاسم لمشكلة الصمم
العرض العادي
