الخريطة السياسية لباكستان بعد مشرف

[رضا زيدان]

بدأ الضغط على الرئيس الباكستاني برفيز مشرف يؤتي ثماره عبر اضعاف قوته ونفوذه السياسي في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2007 عندما زادت المعارضة السياسية من ضغط مطالبتها، وطالبت بتخليه عن قيادة الجيش.

وجاء ذلك بعد شهر فقط من اعادة انتخابه رئيسا من قبل البرلمان، وهو ما اشعل فتيل خلافات سياسية في المحيط السياسي المضطرب اصلا في هذا البلد.

كما جاءت تلك المطالبة بعد اسابيع قليلة من فرض مشرف حالة الطوارئ لمنع القضاء من احتمال رفض نتائج انتخابه برلمانيا.

وكانت الانتخابات العامة التي اجريت في فبراير/ شباط من عام 2007، قد شهدت استبعاد الرابطة الاسلامية الباكستانية، فرع قائد العزم، حليفه السياسي الاقوى.

وكان الحزب الرئيسي في الائتلاف الحاكم، حزب الشعب الباكستاني، قد فضل في البداية تعاملا سهلا وسلسا مع مشرف، لكن زعماء هذا الحزب قالوا اخيرا انهم غير قادرين على التعامل معه.

اما ثاني اكبر الاحزاب، وهو الرابطة الاسلامية الباكستانية، فرع نواز شريف، رئيس الوزراء المنتخب الذي اطاح به مشرف في انقلاب ابيض عام 1999، فان موقفه لم يتزحزح عن اقالة مشرف والتخلص منه.


نواز شريف لا يقبل باقل من استقالة مشرف
وسيتركز الصراع السياسي في باكستان بعد عهد مشرف بين مجموعة من الاحزاب الكبرى ومراكز القوى في البلاد وهي:

حزب الشعب الباكستاني
هذا الحزب يعتبر اكبر الاحزاب على المستوى الشعبي وعلى مستوى التمثيل البرلماني، عقب انتخابات فبراير.

وهو يحاول اعادة بناء نفسه بعد الصدمة التي تلاقاها باغتيال زعيمته بينظير علي بوتو في ديسمبر/ كانون الاول.

وقد عاد هذا الحزب اخيرا الى ما يشبه نقطة البداية عندما صعد الى السلطة عقب موت الحاكم العسكري السابق لباكستان الجنرال ضياء الحق في عام 1988.

لكن، وكما هو الحال في فبراير الماضي، كانت هناك توقعات بان يدخل هذا الحزب البلاد في حالة من الفوضى.

الا زوج بوتو ووريث زعامة حزب الشعب، آصف زرداري، قال بعد اسابيع من انتخابات فبراير انه يسعى الى العمل مع حزب نواز شريف من اجل باكستان.


ميراث عائلة بوتو ما زال قويا في باكستان
ما حدث بعد ذلك لم يسر بهذا الاتجاه، اذ ابتعد الحزبان عن بعضهما بسبب موضوع عزل الرئيس، واعادة تنصيب قضاة كان مشرف قد عزلهم بموجب قانون الطوارئ.

كما واجهت الحكومة الباكستانية مشاكل اقتصادية جدية نتجت عن ارتفاع اسعار الطاقة والمواد الغذائية في العالم، وهو احد المبررات التي طرحها شريف لعزل مشرف.

وينظر المحللون الى ان تحرك شريف لعزل مشرف ربما اظهر ان الحزبين الاكبر في الائتلاف ربما عقدا اتفاقا عاما حول كيفية ادارة البلاد بعد عهده.

الرابطة الاسلامية الباكستانية فرع نواز شريف
لم يخف نواز شريف، الذي اطاح به مشرف في انقلاب عام 1999، مشاعره تجاه مشرف عندما اعلن عن ائتلافه مع الحزب الشعب، اذ قال: "كلما كان قبوله بالحكم اسرع، كلما كان افضل له".

وكان شريف قد عاد الى بلده بعد سنوات في منفاه في السعودية ليبدأ في اعادة تنظيم صفوف حزبه.

وقد فاجأ الجميع باحتلاله الموقع السياسي الثاني بين الاحزاب الباكستانية في انتخابات فبراير.

ويتمتع حزب شريف، الذي اذهل المراقبين بعودته القوية للساحة السياسية، بدعم قوي من القطاع الصناعي وقطاع التجارة والاعمال.

ويقول محللون انه الحزب الافضل تنظيما والاقدر على التركيز على القضايا الحقيقية وليس على الشعارات.

[hamza_tigre]

[رضا زيدان]

الف شكر للمرور اخى الفاضل

[هشام زايد]

بااااااااااااااااااااااااااااارك الله لك على المجهود

[علاء نبيل محمد]

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير