النيابة تعرض عصابة «أطفال الشوارع»بالجيزة على الطب

[الديب sat]

كشفت تحقيقات نيابة أوسيم مفاجآت جديدة فى واقعة ضبط عصابه أطفال الشوارع الذى يضم ١٣ تتراوح أعمارهم بين ١١ و٢٠ عاما، تبين أن زعيم العصابة كان يأمر الأطفال بممارسة الجنس الجماعى تحت تهديد السلاح،

وأنه كان يقوم بتسريح العديد من الأطفال فى مناطق رمسيس والسبتية وإمبابة وبرطس، وأن أحد أفراد العصابة الجديدة يدعى أحمد السيد وشهرته العسيوى كان ضمن عصابة التوربينى وتمت معاقبة بالسجن لمدة عام، وفور خروجه قرر الانضمام إلى "عصابه أخرى"،

كما تبين أن الفتاة عبير حاملا فى شهرها الثالث، ولا تعلم من المسؤول عن هذا الحمل.

أمر محمد سمير الطماوى وكيل أول النيابة بعرض الأطفال والمتهمين على مصلحة الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى عليهم لتحديد حجم الإصابات وتواريخ وبيان ما إذا كان الأطفال تعرضوا لاعتداء جنسى وتواريخ هذا الاعتداء، كما سلمت المباحث تحريات المبدئية عن ١١ محضر هتك عرض وتحرش جنسى، وتجرى التحقيقات بإشراف المستشار هشام الدرندلى المحامى العام لنيابات شمال الجيزة.

وأجرى محمد سمير وكيل النيابة معاينة إلى مكان الواقعة، حيث اصطحب أحد الأطفال المجنى عليهم عن طريق قطار المناشى وبعد النزول فى محطة برطس تم السير وسط الزراعات لمسافة كليو متر حيث مكان التجمع وأجرت النيابة المعاينة وتبين أن المكان عبارة عن ٤ فى ٣ أمتار ومحاط بمجموعة من إطارات السيارات، بجوار كميات من البوص أعدها أفراد العصابه كمكان للسكن والإقامة،

كما تم ضبط ملابس داخلية نسائية ومواد مخدرة، وكميات من المسامير الخاصة بالسكة الحديد وكميات من الفحم، ورجحت التحريات المبدئية أن خفراء وأمناء شرطة فى محطات السكة الحديد كانوا يقوموا بتسهيل مهمة هؤلاء الأطفال فى السرقات مقابل الحصول على جزء من حصيلة المسروقات.

كما استمعت النيابة إلى أقوال محمد صفوت وشهرته صافى ماسح أحذية، والذى قرر أنه تعرض لاعتداء جنسى من جانب زعيم التشكيل "تيتو" وأنه عندما اعترض على ذلك أمر بالاعتداء الجنسى الجماعى عليه بمساعدة الفتاتين عزة وعبير،

وأنه تعرف على أفراد من العصابة فى منطقة برطس، عقب هروبه من إدارة رعاية الأحداث، وأن زعيمها طلب منه سرقة بعض القطارات، وعندما رفض قام باستدعاء الفتاتين وقامتا بتكتيفه،

وطلب من ٣ آخرين الاعتداء الجنسى عليه، وقرر أن العصابه تقوم بارتكاب العديد من حوادث السرقات، وأن الزعيم "تيتو"، وأنه يقوم بتوزيع الاختصاصات على غرار رمضان التوربينى، وأنه كان يجبر جميع أفراد العصابة على ممارسة الجنس والاعتداء على القاصرات.

ونفى "تيتو" المتهم الرئيسى جميع الاتهامات وقال أنه كان يقوم بالعطف على الأطفال، وكان يقوم بتوزيع حصيلة بعض المسروقات عليهم واعترف ببعض وقائع هتك عرض الأطفال، كما نفى القيام بوقائع حفل جنسى جماعى مع الاطفال، وألقى بالمسؤولية على معاونيه إسلام تخه، والديزل والعيسوى.

وأجمع الأطفال فى التحقيقات: أنهم خرجوا إلى الدنيا ليجدوا أنفسهم فى الشارع، بينما أكدت الفتاتان عبير وعزة فى التحقيقات أنهما كانا يتعرضا إلى كل أنواع الاعتداء الجنسى من جميع أفراد العصابة، وأنهما قاما بإجهاض أنفسهما قبل ذلك أكثر من مرة،

كما أجمعا على قيام "تيتو" بإجبارهما على القيام بعمليات سرقة فى مناطق السكة الحديد، وبيع المسروقات وتقسيم حصيلتها عليهم وإقامة حفلات ممارسة جنسية لأي شخص يعترض على أوامره وأنه كان يهددهم بالقتل.

طالب التجارة تحول إلى زعيم عصابة لأطفال الشوارع بعد مصرع والديه

ترك المتهم محمد إبراهيم «تيتو» زعيم العصابة دراسته فى كلية التجارة عقب وفاة والديه فى حادث سيارة منذ ٤ سنوات واتجه إلى العمل بمقهى فى محطة مصر.. التقى بباقى المتهمين واتجهوا للعمل فى سرقة قضبان الحديد وأسلاك الكهرباء من داخل محطات القطارات وبيعها لتجار الحديد فى منطقة السبتية.

«والله ما لقيت حد يصرف عليا فنزلت الشارع آكل وأشرب» هكذا روى تيتو لـ «المصرى اليوم» تفاصيل قصته قائلا: «كنت أعيش مع والدى بمنطقة الصف أبويا كان يعمل موظفًا بالجامعة ووالدتى تعمل عاملة نظافة بمدرسة».

وأضاف: داخل منزل صغير فى إحدى قرى منطقة الصف، كنت أعيش مع والدى ووالدتى فى الطابق الثالث، ويعيش أعمامى معنا بنفس المنزل، وكانت الحياة هادئة، حتى ذهب والدى ووالدتى إلى فرح فى محافظة الدقهلية، ووقع لهما حادث أليم، انتهت حياتهم داخل سيارة إسعاف، وتركانى وحيدا، رحلا قبل أن انهى دراستى الجامعية فى كلية التجارة،

وتخلى عنى أعمامى، ولم أجد من يساعدنى على دفع مصاريف الجامعة أو يتحمل مصاريفى الشخصية.. وفى الشارع وجدت نفسى وحيدا، ولم أجد حلا سوى العمل كقهوجى داخل محطة مصر، تعرفت فى نفس الوقت على مجموعة من أطفال الشوارع كان يقودهم إسلام «تخا» المتهم الثانى فى القضية،

وجدتهم يسرقون قضبان الحديد، وأسلاك كهرباء القطارات، ويقومون ببيعها بعد ذلك لتجار الحديد فى منطقة السبتية، انضممت إليهم بعد ٣ شهور من العمل داخل محطة مصر، وكنت اقود أنا العصابة، وكنا نلتقى يوميا فى «عشة» بمنطقة بطرس بأوسيم.

وقال تيتو: «إن أفراد العصابة هم الذين أطلقوا عليه اسم شهرته، وأكد أنهم كانوا يركبون سطح القطارات، ويسافرون أسبوعيا إلى الإسكندرية لقضاء يوم هناك والعودة مرة أخرى فى نفس اليوم..

وكنا نقضى ساعات طويلة فى ممارسة الشذوذ مع بعض الأطفال والفتاتان داخل العشة، ولكننا لم نلتق بالمجنى عليه محمد صافى من قبل، ولا أعرفه، خاصة أن الجميع فى محطة مصر يؤكدون انه مرشد للضباط.

وقال إنه تم القبض على منذ ١٥ يوما، وفوجئت بباقى أفراد العصابة داخل الحجز، وأن الضباط كانوا يقومون بتعذيبنا بالضرب والكهرباء لإجبارنا على الاعتراف باغتصاب المجنى عليه، رغم أننا لا نعرفه من قبل، وفوجئت أيضا بأن الضباط يؤكدون أن الفتاتان حاملتان.

المتهمون يلتقون خلف نفق السبتية وأسفل كوبرى السيدة عائشة وجراج المحطة

الأماكن التى يلجأ إليها أطفال الشوارع عند النوم والراحة، هى نفس الأماكن التى يختبئون فيها عن أعين رجال الشرطة، ويمارسون فيها الشذوذ، والاعتداء على بعضهم. خلف نفق السبتية بـ ١٥٠ مترا، هو المكان الأول الذى ينام فيه أطفال الشوارع، يتكون المكان من عشش خشبية وبعض الخوص، داخل هذه العشش توجد كمية كبيرة من القمامة،

كما أن عددا قليلا من المارة يمرون على هذا المكان، والكثافة السكانية ضئيلة، مما يسهل على هؤلاء الأطفال النوم، وممارسة الشذوذ، واحيانا ينامون فى العراء خارج هذه العشش ويمارسون حياتهم الطبيعية وكأنها بيوت يسكنونها.

أسفل كوبرى السيدة عائشة، يعيش بعض هؤلاء الأطفال، الذين يبدأون فى التجمع خلف مسجد السيدة عائشة، وداخل حوارى المنطقة، ثم يلجأون إلى الأرصفة للنوم، وداخل مداخل المنازل وأسفل سلالم المبانى، وكثيرون منهم يتجمعون كل صباح أمام المسجد ليبدأون العمل والتسول.

وفى محطة مصر، توجد نقطة القطارات المعطلة، أو الجراج، كما يطلق عليه سائقو القطارات، تحتوى على كابينات لقطارات قديمة، وحاويات كبيرة، ومخازن لصيانة هذه القطارات، وبدخلها تجد الأطفال ينامون، وأسفل الحاويات، وداخل الكابينات، ومخزن الصيانة.

وبين منطقة بطرس وأوسيم توجد مناطق زراعية يمر بها قطار المناشى، وتحتوى على العديد من العشش الخشبية، يتجمع حولها هؤلاء الأطفال، ويقفزون من القطار أثناء سيره ببطء إلى داخلها لممارسة الشذوذ والاعتداء على الأطفال، لابتعادها عن أعين الناس.

تشترك كل هذه المناطق فى انها لا توجد بها كهرباء أو مياه، وبها حشرات وعقارب وثعابين، وتنتشر بها الأمراض، والأوبئة.. وكلها بعيدة عن أعين المارة.

العيسوى» من دائرة «رمضان التوربينى» إلى عصابة «تيتو» فى أوسيم

تكشفت مفاجأه عند الالتقاء بالتشكيل العصابى الذى ألقت مباحث الجيزة القبض عليه، حيث تبين أن أحد المتهمين من أصدقاء رمضان التوربينى، ويدعى أحمد السيد "١٨سنة"، شهرته "العيسوى" قال انه تعرف على رمضان والجزار وبزازة فى ميدان رمسيس منذ ٧ سنوات وانه عاش معهم داخل عربات القطارات وشاهد ما كان يفعله رمضان وأصدقاؤه بالأطفال،

وقال إن لديه ٣ أشقاء من والده فى إمبابة وانه ترك المنزل منذ ١٢ عاما بعد ان تشاجر مع والده بعد حدوث مشاجرة مع شقيقه الأصغر فنهره والده بالشتائم وتعدى عليه بالضرب أمام الاهالى وطرده من المنزل وطلب منه عدم العودة مرة أخرى، وأثناء تجوله تعرف على "الجزار" داخل قطار الصحافة، كان يستقله من ميدان رمسيس الى الاسكندرية وبعد ان تعرف عليه طلب منه اصطحابه معه إلى مكان لكى ينام فيه، وعند وصوله إلى محطة الرمل تعرف على رمضان "وبزازة"

وباقى أفراد تشكيل التوربينى واضاف انه عاش معهم اكثر من ٦ سنوات إلى ان ألقى القبض عليهم جميعا، وامرت النيابة بإحالتى إلى المحكمة، واصدرت المحكمة حكمها ضدى بإيداعى داخل المؤسسة لمدة عام، وبعد ان قضيت عاما داخل المؤسسة خرجت مرة اخرى الى الشارع ولجاءت الى ميدان رمسيس ..داخل محطة مصر ..وقال انه اشترى صندوقا خشبيا، وبدأ العمل كماسح احذية الى ان تعرف على شخص يدعى "اسلام" واصطحبه الى "تيتو"،

وقال انه عندما رايته تذكرت "رمضان التوربينى واصدقاءه"، وتكررت المشاهد مرة اخرى فى اغتصاب الاطفال واحتراف السرقة ومنذ ١٥ يوما اعترض احد الاشخاص ويدعى "صافى" على كلمات تيتو وطلب منه عدم الانضمام اليه داخل تشكيله العصابى،

وبعد يومين خطط تيتو ان يقوم باغتصابه امام اصدقائه وافراد التشكيل العصابى .. وبعد ان تعدى عليه فوجئنا بافراد المباحث تلقى القبض علينا، واثناء حديثه مع "المصرى اليوم" طلب ان يودع داخل رعاية المؤسسة مرة اخرى ولا يريد ترحيله الى مكان مرة أخرى.

«عزة» هربت من الأسرة إلى الشارع لتمارس التسول والسرقة

المتهمة "عزة" صاحبة الدور النسائى فى عصابة تيتو.. لا تعلم كم تتجاوز من العمر.. ولا تمتلك شهادة ميلاد.. لا تعلم حتى باقى اسمها، واشتهرت بـ"ام يوسف".. خرجت من منزل اسرتها على اثر مشاجرة بين والديها، أسرعت الى الشارع ليتحول الى وطنها الوحيد، نامت على الرصيف..

تسولت لتأكل.. ثم التحقت بدنيا الجريمة.. مارست السرقة الى جانب التسول.. عاشت الجنس الحرام بدون حدود.. وأنجبت طفلا كان مصيره الملجأ.. وحملت سفاحا دون أن تعرف على وجه اليقين من والد جنينها!.. التقتها "المصرى اليوم" وجلست تبوح بتفاصيل رحلة الحرام.

قالت: نشأت بين ٥ اشقاء فى امبابة ولا اتذكر ايا منهم ولا اعلم عنهم شيئا، عندما تجاوزت السابعة .. وبدأت اشاهد المشاكل بين والدى ووالدتى وعلى اثرها، تركت المنزل ولجأت الى الشارع.. تجولت كثيرا بشوارع امبابة عانيت من شدة الجوع والبرد القارس..

تعلمت طريقة التسول والنوم على الارصفة.. الى ان تعرفت على احد الاشخاص يدعى "يوسف" هو ومجموعة اخرى من الاطفال و بدأوا يعلمونى كيفية التصرف وكيفية التعامل مع الاهالى لجلب المال وامرنا يوسف بجمع اشياء من القمامة وبيعها، وفى اخر اليوم يجمعنا فى مكان بعيد عن الاهالى ودائما يكون داخل قطار المناشى فى امبابة..

مرت الاعوام ولا اعلم كم عددها ولا اعلم شيئا عن اسرتى.. وتضيف أنها كانت تنتقل من مكان الى مكان، الى ان استقرت فى الاسكندرية مع بعض الاشخاص ومارسوا التسول والسرقة واثناء تواجدها فى الاسكندرية فى منطقة "ابو قير" اقامت علاقة غير شرعية مع شخص لا تعلم اسمه وانجبت منه طفلا يدعى يوسف "٥ سنوات" ولم تستخرج له شهادة ميلاد وقالت إنها عادت مرة اخرى الى القاهرة وتعرفت على "تيتو" فى ميدان رمسيس وكان بصحبته "الديزل" والعيسوى ومحمد الصعيدى واسلام.

قالت: تعرفت عليهم واصطحبونى الى منطقة امبابة مرة اخرى ومكثنا فى منطقة "الخص" وكان تيتو يأمرنا بالتسول والتجول على الاهالى لكسب عطفهم وقام بتشكيل عصابة وامرهم بالسرقة من السيارات وسرقة الحقائب.

شهود يؤكدون أن أطفال الأقاليم يتم اصطيادهم وتجنيدهم للتسول والسرقة

داخل محطة مصر، كان هناك شهود رؤية، قال حسن صابر «٥٠ سنة» معاون قطار، إن اطفال الشوارع الذين تم القبض عليهم تتراوح اعمارهم بين ٦ و ١٥ سنة، ويتجمعون فى محطة القطار من الساعة ٧ صباحا، ويركب بعضهم على اسطح القطارات،

ويقسمون فيما بينهم القطارات الذى يركبونها، وكل مجموعة تخصص لنفسها قطارا بعينه، وبعضهم يركب القطار وسط الناس، يبيع المناديل، او ليتسول داخله، او لسرقة الركاب، ويزداد نشاطهم فى الصيف لزيادة حركة الركاب الذين يسافرون للمصايف.

وأضاف ان هؤلاء الاطفال يأتون من الاقاليم، مثل سوهاج وطنطا ووجه بحرى، هربا من ذويهم، للبحث عن فرصة عمل فى القاهرة، وعندما يفشلوا يعودوا الى محطة القطار، ويتم اصطيادهم داخل المحطة، وتجنيدهم للعمل فى اعمال السرقة والنشل والتسول تحت ستار بيع المناديل الورقية والمشروبات داخل القطارات.

[احمد يوسف احمد]

تسلم يا غالى

[louridi]

مشكور يا أخي على الجديد