ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي > المكتبه الاسلاميه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11/8/2008, 09:40 PM
الصورة الرمزية النسر الجرىء
 
النسر الجرىء
مـهـند س نـشـيط

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  النسر الجرىء غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 110144
تاريخ التسجيل : Jul 2008
العمـر : 58
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 545 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 10
قوة التـرشيـح : النسر الجرىء يستاهل التميز
new مختصر بن كثير

مختصر بن كثير / تفسير سورة آل عمــــــــــــران

--------------------------------------------------------------------------------





23 - سورة آل عمران
[مقدمة]
صدرها إلى ثلاث وثمانين آية منها نزل في (وفد نجران)، وكان قدومهم في سنة تسع من الهجرة كما سياتي بيان ذلك عند تفسير آية المباهلة منها إن شاء اللّه تعالى. وقد ذكرنا ما ورد في فضلها مع سورة البقرة (أول سورة البقرة) فارجع إليه هناك.
بسم اللّه الرحمن الرحيم
- 1 - الم
- 2 - الله لا إله إلا هو الحي القيوم
- 3 - نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل
- 4 - من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام
قد ذكرنا الحديث الوارد في ان اسم اللّه الأعظم في هاتين الآيتين {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، {الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} في تفسير آية الكرسي.
وقد تقدم الكلام على قوله: {الم} في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته، وتقدم الكلام على قوله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} في تفسير آية الكرسي. وقوله تعالى: {نزل عليك الكتاب بالحق} يعني نزل عليك القرآن يا محمد بالحق، أي لا شك فيه ولا ريب بل هو منزل من عند اللّه، أنزله بعلمه والملائكة يشهدون، وكفى باللّه شهيداً. وقوله: {مصدقا لما بين يديه} أي من الكتب المنزلة قبله من السماء على عباد اللّه والأنبياء، فهي تصدقه بما أخبرت به وبشرت في قديم الزمان، وهو يصدقها لأنه طابق ما أخبرت به وبشرت من الوعد من اللّه بإرسال محمد صلى اللّه عليه وسلم وإنزال القرآن العظيم عليه، وقوله: {وأنزل التوراة} أي على موسى بن عمران، {والإنجيل} أي على عيسى بن مريم عليهما السلام، {من قبل} أي من قبل هذا القرآن {هدى للناس}: أي في زمانهما، {وأنزل الفرقان}: وهو الفارق بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والغي والرشاد، بما يذكره اللّه تعالى من الحجج والبينات والدلائل الواضحات، والبراهين القاطعات، ويبينه ويوضحه ويفسره ويقرره ويرشد إليه وينبه عليه من ذلك. وقال قتادة والربيع: الفرقان ههنا القرآن، واختار ابن جرير أنه مصدر ههنا لتقدم ذكر القرآن في قوله: {نزل عليك الكتاب بالحق} وهو القرآن. وأما ما روي عن أبي صالح: أن المراد بالفرقان ههنا التوراة، فضعيف أيضاً، لتقدم ذكر التوراة، واللّه أعلم.
وقوله تعالى: {إن الذين كفروا بآيات اللّه} أي جحدوا بها وأنكروها وردوها بالباطل، {لهم عذاب شديد} أي يوم القيامة، {واللّه عزيز} أي منيع الجناب عظيم السلطان، {ذو انتقام}: أي ممن كذب بآياته وخالف رسله الكرام وأنبياءه العظام.
5 - إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء
- 6 - هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم
يخبر تعالى أنه يعلم غيب السماء والأرض لا يخفى عليه شيء من ذلك، {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء} أي يخلقكم في الأرحام كما يشاء من ذكر وأنثى، وحسن وقبيح، وشقي وسعيد، {لا إله إلا هو العزيز الحكيم} أي هو الذي خلق وهو المستحق للإلهية، وحده لا شريك له وله العزة التي لا ترام، والحكمة والأحكام، وهذه الآية فيها تعريض بل تصريح بأن عيسى بن مريم عبد مخلوق كما خلق اللّه سائر البشر، لأن اللّه صوره في الرحم وخلقه كما يشاء، فكيف يكون إلهاً كما زعمته النصارى عليهم لعائن اللّه!! وقد تقلب في الأحشاء وتنقل من حال إلى حال!؟ كما قال تعالى: {يخلقكم في بطون امهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث}.
7 - هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب
- 8 - ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
- 9 - ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد
يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات {هنَّ أم الكتاب} أي بينات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن رد ما اشتبه إلى الواضح منه وحكَّم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى، ومن عكس انعكس، ولهذا قال تعالى: {هن أم الكتاب} أي أصله الذي يرجع إليه عند الإشتباه {وأخر متشابهات} أي تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئاً آخر من حيث اللفظُ والتركيبُ لا من حيث المراد، وقد اختلفوا في المحكم والمتشابه، فقال ابن عباس: المحكمات ناسخة وحلاله وحرامه وحدوده وأحكامه وما يؤمر به ويعمل به. وقال يحيى بن يعمر: الفرائض والأمر والنهي والحلال والحرام، وقال سعيد بن جبير: {هنّ أم الكتاب} لأنهن مكتوبات في جميع الكتب، وقال مقاتل: لأنه ليس من أهل دين إلا يرضى بهن. وقيل في المتشابهات: المنسوخة والمقدم والمؤخر والأمثال فيه والأقسام وما يؤمن به ولا يعمل به، روي عن ابن عباس، وقيل: هي الحروف المقطعة في أوائل السور قاله مقاتل بن حيان، وعن مجاهد: المتشابهات يصدق بعضها بعضاً وهذا إنما هو في تفسير قوله: {كتابا متشابهاً مثاني} هناك ذكروا أن المتشابه هو الكلام الذي يكون في سياق واحد، والمثاني هو الكلام في شيئين متقابلين كصفة الجنة وصفة النار، وذكر حال الأبرار وحال الفجّار ونحو ذلك، وأما ها هنا فالمتشابه هو الذي يقابل المحكم، وأحسن ما قيل فيه هو الذي قدمنا، وهو الذي نص عليه ابن يسار رحمه اللّه حيث قال: {منه آيات محكمات} فهن حجة الرب وعصمة العباد ودفع الخصوم الباطل، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه، قال: والمتشابهات في الصدق ليس لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى اللّه فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق.
ولهذا قال اللّه تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ} أي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل {فيتبعون ما تشابه منه} أي إنما يأخذون منه المتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يصرفونه. فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه لأنه دامغ لهم وحجة عليهم، ولهذا قال اللّه تعالى: {ابتغاء الفتنة} أي الإضلال لأتباعهم، إيهاماً لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن، وهو حجة عليهم لا لهم، كما لو احتج النصارى بأن القرآن قد نطق بأن عيسى روح اللّه وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وتركوا الإحجاج بقول: {إن هو إلا عبدُ أنعمنا عليه}، وبقول: {إن مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون}، وغير ذلك من الآيات المحكمة المصرحة بأنه خَلْقٌ من مخلوقات اللّه، وعبد ورسول من رسل اللّه.
وقوله تعالى: {وابتغاء تأويله} أي تحريفه على ما يريدون، وقال مقاتل والسدي: يبتغون أن يعلمون ما يكون وما عواقب الأشياء من القرآن، وقد قال الإمام أحمد عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} إلى قوله: {أولو الألباب} فقال: "إذا رأتيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى اللّه فاحذروهم". وقد روى هذا الحديث البخاري عند تفسير هذه الآية ومسلم في كتاب القدر من صحيحه وأبو داود في السنة من سننه ثلاثتهم عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هذه الآية: {هو الذي أنزل عليك التاب منه آيات محكمات} إلى قوله: {وما يذكر إلا أولو الألباب} قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى اللّه فاحذروهم".
وروى أحمد عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في قوله تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه} قال: "هم الخوارج"، وفي قوله تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} قال: "هم الخوارج"، وهذا الحديث أقل أقسامه أن يكون موقوفاً من كلام الصحابي، ومعناه صحيح فإن أول بدعة وقعت في الإسلام فتنة الخوارج، وكان مبدؤهم بسبب الدنيا حين قسم النبي صلى اللّه عليه وسلم (غنائم حنين) فكأنهم رأوا - في عقولهم الفاسدة - أنه لم يعدل في القسمة ففاجأوه بهذه المقالة، فقال قائلهم وهو (ذو الخويصرة) - بقر اللّه خاصرته - إعدل فإنك لم تعدل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "لقد خبت وخسرت. إن لم أكن أعدل، أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني"! فلما قفا الرجل استأذن عمر بن الخطاب في قتله، فقال: "دعه فإنه يخرج من ضئضىء هذا - أي من جنسه - قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وقراءته مع قراءتهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم". ثم كان ظهورهم أيام (علي بن أبي طالب) رضي اللّه عنه وقتلهم بالنهروان، ثم تشعبت منهم شعوب وقبائل وآراء وأهواء ومقالات ونِحل كثيرة منتشرة، ثم انبعثت القدرية، ثم المعتزلة، ثم الجهمية، وغير ذلك من البدع التي أخبر عنها الصادق المصدوق صلى اللّه عليه وسلم في قوله: "وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة"، قالو: ومن يا رسول اللّه؟ قال: "من كان على ما أنا عليه وأصحابي" أخرجه الحاكم في مستدركه بهذه الزيادة.
وروى الحافظ أبو يعلى، عن حذيفة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه ذكر: "إنّ في أمتي قوما يقرؤون القرآن ينثرونه نثر الدَّقل (أردأ التمر) يتأولونه على غير تأويله".
وقوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا اللّه} اختلف القراء في الوقف ههنا، فقيل على الجلالة كما تقدم عن ابن عباس رضي اللّه عنه أنه قال: التفسير على أربعة أنحاء، فتفسير لا يعذر أحد في فهمه، وتفسير تعرفه العرب من لغاتها، وتفسير يعلمه الراسخون في العلم، وتفسير لا يعلمه إلا اللّه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به، وما تشابه منه فآمنوا به"، وقال عبد الرزاق: كان ابن عباس يقرأ: (وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون آمنا به) وكذا رواه ابن جرير عن عمر بن عبد العزيز ومالك ابن أنَس أنهم يؤمنون به ولا يعلمون تأويله، وحكى ابن جرير أن في قراءة عبد اللّه بن مسعود: (إنْ تأويله إلاا عند اللّه والراسخون في العلم يقولون آمنا به) واختار ابن جرير هذا القول.
ومنهم من يقف على قوله تعالى: {والراسخون في العلم} وتبعهم كثير من المفسرين وأهل الأصول، وقالوا الخطاب بما لا يفهم بعيد، وقد روى مجاهد عن ابن عباس أنه قال: أنا من الراسخين الذي يعلمون تأويله، وقال مجاهد: والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا .
---------------------
يتبــــــــــــــــع
ص 435 الجزء الاول





























تفسيـــــــــــــــر سورة آل عمــــــــران

--------------------------------------------------------------------------------







والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به، وكذا قال الربيع بن أنَس، وقال محمد بن جعفر بن الزبير: وما يعلم تأويله الذي أراد ما أراد إلا اللّه والراسخون في العلم يقولون آمنا به، ثم ردوا تأويل المتشابهات على ما عرفوا من تأويل المحكمة التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد، فاتسق بقولهم الكتاب وصدق بعضه بعضاً فنفذت الحجة، وظهر به العذر وزاح به الباطل ودفع به الكفر، وفي الحديث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دعا لابن عباس فقال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل". ومن العلماء من فصل في هذا المقام وقال: التأويل يطلق ويراد به في لقرآن معنيان، أحدهما: التأويل بمعنى حقيقة الشيء وما يؤول أمره إليه؛ ومنه قوله تعالى: {وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل}، وقوله: {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله} أي حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد. فإن أريد بالتأويل هذا فالوقف على الجلالة؛ لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه على الجلية إلا اللّه عزّ وجلّ؛ ويكون قوله {والراسخون في العلم} مبتدأ و{يقولون آمنا به} خبره. وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر: وهو التفسير والبيان والتعبير عن الشيء كقوله: {نبئنا بتأويله} أي بتفسيره، فإن أريد به هذا المعنى فالوقف على {والراسخون في العلم} لأنهم يعلون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار، وإن لم يحيطوا علما بحقائق الأشياء على كنه ما هي عليه، وعلى هذا فيكون قوله: {يقولون آمنا به} حالاً منهم، وساغ هذا وإن يكون من المعطوف دون المعطوف عليه كقوله: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم - إلى قوله - يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا} الآية، وقوله تعالى: {وجاء ربك والملك صفاً صفاً} أي وجاء الملائكة صفوفاً صفوفاً.
وقوله تعالى - إخباراً عنهم - أنهم يقولون آمنا به أي المتاشبه {كلّ من عند ربنا} أي الجميع من المحكم والمتشابه حق وصدق، وكل واحد منهما يصدق الآخر ويشهد له، لأن الجميع من عند اللّه وليس شيء من عند اللّه بمختلف ولا متضاد، كقوله: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافاً كبيرا}، ولهذا قال تعالى: {وما يذكر إلا أولو الألباب} أي إنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها أولو العقول السليمة والفهوم المستقيمة، وقد قال ابن أبي حاتم بسنده: حدَّثنا عبد اللّه بن يزيد - وكان قد أدرك أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم أنَسا وأبا أمامة وأبا الدرداء - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سئل عن الراسخين في العلم فقال: "من برت يمينه، وصدق لسانه، واستقام قلبه، ومن عف بطنه وفرجه، فذلك من الراسخون في العلم"، وقال الإمام أحمد بسنده: سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قوماً يتدارؤن، فقال: "إنما هلك من كان قبلكم بهذا؛ ضربوا كتاب اللّه بعضه ببعض، وإنما أنزل كتاب اللّه ليصدق بعضه بعضاً فلا تكذبوا بعذه ببعض. فما علمتم منه فقولوا به، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه".
وعن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف، والمراء في القرآن كفر - قالها ثلاثا - ما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه جل جلاله" (رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده) وقال ابن المنذر في تفسيره عن نافع بن يزيد قال: الراسخون في العلم المتواضعون للّه المتذللون للّه في مرضاته، لا يتعاظمون على من فوقهم ولا يحقرون من دونهم. ثم قال تعالى عنهم مخبراً أنهم دعوا ربهم قائلين: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} أي لا تُمِلها عن الهدى بعد إذ أقمتها عليه، ولا تجعلنا كالذين في قلوبهم زيغ، الذين يتبعون ما تشابه من القرآن، ولكن ثبتنا على صراطك المستقيم، ودينك القويم. {وهب لنا من لدنك رحمة} تثبت بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا، وتزيدنا بها إيمانا وإيقاناً {إنك أنت الوهاب} عن أم سلمة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، ثم قرأ: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} (رواه ابن أبي حاتم عن أم سلمة) وعن أم سلمة، عن أسماء بنت يزيد بن السكن، سمعتها تحدّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يكثر من دعائه: "اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، قالت، قلت يا رسول اللّه وإن القلب ليتقلب؟ قال: "نعم، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا أن قلبه بين أصبعين من أصابع اللّه عزّ وجلّ، فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه" (رواه ابن مردويه وابن جرير) . قلت: يا رسول اللّه ألا تعلمني دعوة أدعو به لنفسي، قال: "بلى، قولي: اللهم رب محمد النبي اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرين من مضلات الفتن".
وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كثيرا ما يدعو: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" قلت: يا رسول اللّه ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء، فقال: "ليس من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه. أما تسمعي قوله: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}" (رواه ابن مردويه، قال ابن كثير: وأصله في الصحيحين) وعن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي اللّه عنها: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال: "لا إله إلا أنت سبحانك أستغفرك لذنبي، واسألك رحمتك، اللهم زدني علماً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة. إنك أنت الوهاب" (رواه أبو داود والنسائي)
وقوله تعالى: {ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه} أي يقولون من دعائهم إنك يا ربنا ستجمع بين خلقك يوم معادهم، وتفصل بينهم وتحكم فيهم فيما اختلفوا فيه، وتجزي كلاً بعمله، وما كان عليه في الدنيا من خير وشر.
10 - إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار
- 11 - كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب
$ يخبر تعالى عن الكفار بأنهم وقود النار: {يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار}، وليس ما أوتوه في الدنيا من الأموال والأولاد بنافع لهم عند اللّه، ولا بمنجيهم من عذابه وأليم عقابه، كما قال تعالى: {ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد اللّه ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون}.
وقال تعالى: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد} وقال ههنا: {إن الذين كفروا} أي بآيات اللّه، وكذبوا رسله، وخالفوا كتابه، ولم ينتفعوا بوحيه إلى أنبيائه: {لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من اللّه شيئاً وأولئك هم وقود النار} أي حطبها الذي تسجر به وتوقد به كقوله: {إنكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنم} الآية. وعن أم الفضل: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قام ليلة بمكة، فقال: "هل بلغت؟ يقولها ثلاثاً، فقام عمر بن الخطاب - وكان أوَّاهاً - فقال: اللهم نعم، وحرصت وجهدت، ونصحت فاصبر؛ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : "ليظهرن الإيمان حتى يرد الكفر إلى مواطنه، وليخوضن رجال البحار بالإسلام، وليأتين على الناس زمان يقرؤون القرآن فيقرؤونه ويعلمونه، فيقولون قد قرأنا وقد علمنا فمن هذا الذي هو خير منا؟ فما في أولئك من خير" قالوا: يا رسول اللّه فمن أولئك؟ قال: "أولئك منكم، أولئك هم وقود النار" (رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه)
وقوله تعالى: {كداب آل فرعون} قال ابن عباس: كصنيع آل فرعون، وكذا روي عن عكرمة ومجاهد والضحاك وغير واحد، ومنهم من يقول: كسنة آل فرعون، وكفعل آل فرعون وكشبه آل فرعون، والألفاظ متقاربة والدَّأب - بالتسكين والتحريك أيضاً كنَهَر ونَهْر - هو الصنيع والحال والشأن والأمر والعادة، كما يقال: لا يزال هذا دأبي ودأبك، وقال امرؤ القيس:
كدأبك من أم الحويرث قبلها وجارتها أم الرباب بمأسل
والمعنى كعادتك في أم الحويرث حين أهلكتَ نفسك في حبها وبكيت دارها ورسمها! والمعنى في الآية: إنَّ الكافرين لا تغني عنهم الأموال ولا الأولاد، بل يهلكون ويعذبون كما جرى لآل فرعون ومن قبلهم من المكذبين للرسل فيما جاؤوا به من آيات اللّه وحججه: {واللّه شديد العقاب} أي شديد الأخذ، أليم العذاب، لا يمتنع منه أحد، ولا يفوته شيء، بل هو الفعال لما يريد الذي قد غلب كل شيء، لا إله غيره ولا رب سواه.
12 - قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد
- 13 - قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار
$ يقول تعالى: قل يا محمد للكافرين {ستغلبون} أي في الدنيا، {وتحشرون} أي يوم القيامة إلى جهنم وبئس المهاد. وقد ذكر محمد بن إسحاق أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما أصاب من أهل بدر ما أصاب، ورجع إلى المدينة جمع اليهود في سوق (بني قينقاع) وقال: "يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم اللّه بما أصاب قريشاً" فقالوا: يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفراً من قريش كانوا أغمارً لا يعرفون القتال، إنك واللّه لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا فأنزل اللّه في ذلك من قوله: {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد} إلى قوله: {لعبرة لأولي الأبصار} (أخرجه محمد بن إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس) ولهذا قال تعالى: {قد كان لكم آية} أي قد كان لكم أيها اليهود القائلون ما قلتم آية، أي دلالة على أن اللّه معزّ دينه، وناصر رسوله، ومظهر كلمته، ومعلن أمره {في فئتين} أي طائفتين {التقتا} أي للقتال، {فئة تقاتل في سبيل اللّه وأخرى كافرة} وهم مشركو قريش يوم بدر. وقوله: {يرونهم مثليهم رأي العين}، قال بعض العلماء: يرى المشكون يوم بدر المسلمين مثليهم في العدد رأي أعينهم، أي جعل اللّه ذلك فيما رأوه سبباً لنصرة الإسلام عليهم، وذا لا إشكال عليه إلا من جهة واحدة، وهي أن المشركين بعثوا (عمر بن سعد) يومئذ قبل القتال يحزر لهم المسليمن، فأخبرهم بأنهم ثلثمائة يزيدون قليلاُ أو ينقصون قليلا، وهكذا كان الأمر، كانوا ثلثمائةة وبضعة عشر رجلاً، ثم لما وقع القتال أمدهم اللّه بألف من خواص الملائكة وساداتهم.
---------------------------
يتـــــــــــــــــــــــــــــع ص 440 جزء 2


















آخـر مواضيعي

0 مختصر بن كثير / تفسير سورة آل عمــــــــــــران
0 الي أخي الوحيشي ردا علي قصيدته/ هدية
0 هدية الي الاخت ليبية حلوة
0 يا صاحبي / هدية لاخي موش شادة معاي
0 بالنسبة للمواضيع القديمة



المستوى: 22 []
الحياة 0 / 529



النشاط 195 / 5721

المؤشر 18%




إحصائية الترشيحعدد النقاط : 10






تفسيـــــــــــــــر سورة آل عمــــــــران

--------------------------------------------------------------------------------







والقول الثاني: أن المعنى في قوله تعالى: {يرونهم مثليهم راي العين} أي يرى الفئة المسلمة الفئة الكافرة {مثليهم} أي ضعفهم في العدد ومع هذا نصرهم اللّه عليهم، والمشهور أنهم كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف، وعلى كل تقدير، فقد كانوا ثلاثة أمثال المسلمين، وعلى هذا فيشكل هذا القول والله أعلم، لكن وجَّه ابن جرير هذا وجعله صحيحاً. كما تقول:عندي ألف وأنا محتاج إلى مثليها، وتكون محتاجاً إلى ثلاثة آلاف كذا قال. وعلى هذا فلا إشكال، لكن بقي سؤال آخر وهو وارد على القولين، وهو أن يقال: ما الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى في قصة بدر: {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً ويقللكم في أعينهم ليقضي اللّه أمراً كان مفعولاً}
فالجواب: أن هذا كان في حالة، والآخر كان في حالة أخرى، كما قال ابن مسعود في قوله تعالى: {قد كان لكم آية في فئتين التقتا} الآية. قال: هذا يوم بدر، وقد نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يضعفون علينا. ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلاً واحدا. وذلك قوله تعالى: {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً ويقللكم في أعينهم} الآية. وقال أبو إسحاق عن عبد اللّه بن مسعود: لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جانبي: تراهم سبعين! قال: أراهم مائة، قال: فأسرنا رجالً منهم فقلنا: كم كنتم؟ قال: ألفاً، فعندما عاين كل من الفريقين الآخر رأى المسلمون المشركين مثليهم، أي أكثر منهم بالضعف ليتوكلوا ويتوجهوا، ويطلبوا الإعانة من ربهم عزّ وجلّ، ورأى المشركون المؤمنين كذلك ليحصل لهم الرعب والخوف والجزع والهلع. ثم لما حصل التصاف والتقى الفريقان قلّل اللّه هؤلاء في أعين هؤلاء، وهؤلاء في أعين هؤلاء ليقدم كل منهمها على الآخر: {ليقضي اللّه أمراً كان مفعولاً} أي ليفرق بين الحق والباطل فيظهر كلمة الإيمان على الكفر والطغيان، ويعزُ المؤمنين ويذل الكافرين، كما قال تعالى: {ولقد نصركم اللّه ببدر وأنتم أذلة}، وقال ههنا: {واللّه يؤيد بنصر من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار} أي: إن في ذلك لعبرة لمن له بصيرة وفهم ليهتدي به إلى حكم اللّه وأفعاله، وقدره الجاري بنصر عباده المؤمنين في هذه الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
14 - زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب
- 15 - قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد
$ يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح أنه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثر الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، وأن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء، وقوله صلى اللّه عليه وسلم : "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرَّته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله" (أخرجه النسائي وروى بعضه مسلم في صحيحه) وقوله في الحديث الآخر: "حبّب إليّ النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة".
وحبُّ البنين تارة يكون للتفاخر والزينة فهو داخل في هذا، وتارة يكون لتكثير النسل وتكثير أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم ممن يعبد اللّه وحده لا شريك له، فهذا محمود ممدوح كما ثبت في الحديث: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" وحب المال كذلك، تارة يكون للفخر والخيلاء والتكبر على الضعفاء والتجبر على الفقراء فهذا مذموم، وتارة يكون للنفقة في القربات وصلة الأرحام والقرابات ووجوه البر والطاعات فهذا ممدوح محمود شرعاً، وقد اختلف المفسرون في مقدار القنطار على أقول، وحاصلها: أنه المال الجزيل كما قال الضحاك وغيره، وقيل: ألف دينار، وقيل: ألف ومائتا دينار، وقيل: اثنا عشر ألفاً، وقيل: أربعون ألفاً، وقيل: ستون ألفاً، وقيل غير ذلك.
وحب الخيل على ثلاثة أقسام: تارة يكون ربطها أصحابها معدة لسبيل اللّه متى احتاجوا إليها غزوا عليها، فهؤلاء يثابون. وتارة تربط فخراً ونِواء (مفاخرة ومعارضة) لأهل الإسلام فهذه على صاحبها وزر. وتارة للتعفف واقتناء نسلها ولم ينس حق اللّه في رقابها فهذه لصاحبها ستر، كما سيأتي الحديث بذلك إن شاء اللّه تعالى عند قوله تعالى: {وأعدوه لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} الآية، وأما المسوّمة: فعن ابن عباس رضي اللّه عنهما المسومة الراعية، والمطهمة الحسان، قال مكحول: المسومة الغرة والتحجيل، وقيل غير ذلك وقوله تعالى: {والأنعام} يعني الإبل والبقر والغنم، {والحرث} يعني الارض المتخذة للغراس والزراعة: وقال الإمام أحمد عن سويد بن هبيرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "خير مال امرىء له مهرة مأمورة، أو سكة مأبورة" المأمورة الكثيرة النسل، والسكة النخل المصطف، والمأبورة الملقحة.
ثم قال تعالى: {ذلك متاع الحياة الدنيا} أي إنما هذا زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية الزائلة، {واللّه عنده حسن المآب} أي حسن المرجع والثواب، قال عمر بن الخطاب: لما نزلت {زين للناس حب الشهوات} قلت: الآن يا رب حين زينتها لنا، فنزلت: {قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا} الآية، ولهذا قال تعالى: {قل أؤنبيئكم بخير من ذلكم} أي قل يا محمد للناس أؤخبركم بخير مما زين للناس في هذه الحياة الدنيا، من زهرتها ونعيمها الذي هو زائل لا محالة؟ ثم أخبر عن ذلك فقالك {للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار} أي تنخرق بين جوانبها وأرجائها الأنهار من أنواع الأشربة من العسل واللبن والخمر والماء وغير ذلك، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر {خالدين فيها} أي ماكثين فيها أبد الآباد لا يبغون عنها حولاً، {وأزواج مطهرة} أي من الدنس والخبث والأذى والحيض والنفاس وغير ذلك مما يعتري نساء الدنيا {ورضوان من اللّه} أي يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم بعده ابداً، ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى التي في براءة {ورضوان من اللّه أكبرْ أي أعظم مما أعطاهم من النعيم المقيم، ثم قال تعالى: {واللّه بصير بالعباد} أي يعطي كلا بحسب ما يستحقه من العطاء.
16 - الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار
- 17 - الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار
$ يصف تبارك وتعالى عباده المتقين الذين وعدهم الثواب الجزيل فقال تعالى: {الذين يقولون ربنا إننا آمنا} أي بك وبكتابك وبرسولك، {فاغفر لنا ذنوبنا} أي بإيماننا بك وبما شرعته لنا فاغفر لنا ذنوبنا بفضلك ورحمتك {وقنا عذاب النار} ثم قال تعالى: {الصابرين} أي في قيامهم بالطاعات وتركهم المحرمات، {والصادقين} فيما أخبروا به من إيمانهم بما يلتزمونه من لأعمال الشاقة، {والقانتين} والقنوت: الطاعة والخضوع، {والمنفقين} أي من أموالهم في جميع ما أمروا به من الطاعات، وصلة الأرحام والقرابات، وسد الخِّلات، ومواساة ذوي الحاجات، {والمستغفرين بالأسحار} دل على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار، وقد قيل: إن يعقوب عليه السلام لما قال لبينه: {سوف أستغفر لكم ربي} إنه أخرهم إلى وقت السحر، وثبت في الصحيحين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ينزل اللّه تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: هل من سائل فأعطيه هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟".
وفي الصحيحين عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: من كل الليل قد أوتر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، من أوله وأوسطه وآخره، فانتهى وتره إلى السحر. وكان عبد اللّه بن عمر يصلي من الليل ثم يقول: يا نافع هل جاء السحر؟ فإذا قال: نعم، أقبل على الدعاء والاستغفار حتى يصبح (رواه ابن أبي حاتم) وقال ابن جرير، عن إبراهيم بن حاطب، عن أبيه قال: سمعت رجلاً في السحر في ناحية المسجد وهو يقول: يا رب أمرتني فأطعتك، وهذا السحر فاغفر لي، فنظرت فإذا هو ابن مسعود رضي اللّه عنه، وعن أنس بن مالك قال: كنا نؤمر إذا صلينا من الليل أن نستغفر في آخر السحر سبعين مرة (رواه ابن مردويه)
18 - شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم
- 19 - إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب
- 20 - فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد
شهد تعالى وكفى به شهيدا وهو أصدق الشاهدين وأعدلهم وأصدق القائلين {إنه لا إله إلا هو} أي المنفرد بالإلهية لجميع الخلائق، وأن الجميع عبيده وخلقه وفقراء إليه، وهو الغني عما سواه كما قال تعالى: {لكن اللّه يشهد بما أنزل إليك} الآية، ثم قرن شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته فقال: {شهد اللّه أنه لا إله إلا هو والملائكة وألو العلم}، وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام. {قائماً بالقسط} منصوب على الحال وهو في جميع الأحوال كذلك. {لا إله إلا هو} تأكيد لما سبق، {العزيز الحكيم} العزيز الذي لا يرام جنابه عظمة وكبرياء {الحكيم} في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره. عن الزبير بن العوام قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية: {شهد اللّه أنه لا إله إلا هو والملائكة وأول العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}، ثم قال: وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب (رواه أحمد وابن أبي حاتم)
-------------
النسر الجرىء
قديم 11/8/2008, 10:02 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
احمدسعد
كبار الشخصيات

الصورة الرمزية احمدسعد

الملف الشخصي
رقم العضوية : 51738
تاريخ التسجيل : Mar 2007
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 15,752 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 15896
قوة الترشيـح : احمدسعد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهااحمدسعد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهااحمدسعد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهااحمدسعد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهااحمدسعد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهااحمدسعد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهااحمدسعد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهااحمدسعد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهااحمدسعد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهااحمدسعد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهااحمدسعد القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لها

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

احمدسعد غير متصل

افتراضي رد: مختصر بن كثير

بارك الله فيك أخى وجذاك الله كل خير
 
قديم 11/8/2008, 10:09 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
انور حافظ احمد
نـجـم الـنجوم الـمـميز بـالـمهندسين الـعرب

الصورة الرمزية انور حافظ احمد

الملف الشخصي
رقم العضوية : 35687
تاريخ التسجيل : Oct 2006
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : الاسماعيلية
المشاركات : 10,233 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 25
قوة الترشيـح : انور حافظ احمد يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

انور حافظ احمد غير متصل

new رد: مختصر بن كثير


 
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~