لكل داءا دواء والقران شفاء لكل داء

[جمال عبد العال]

والمرء يعجب أشد العجب من هؤلاء وهؤلاء ..... فبعد أن من الله على البشرية من علم وتطور فى جميع مجالات الحياة العلمية والطبية وغيرها وكذلك وصول العلم وانسيابه يومياً بكافة الوسائل إلى الإنسان فى أرجاء المعمورة فى بيته أو فى أي مكان سواء كان ذلك مسموعاً أو مقروءاً أو مرئياً بوسائل الأتصال الحديثة فلا حجة بعد ذلك لأي إنسان أن يصرعلى التخبط فى الجهل و الخرافات والأوهم والغيبيات التي أمرنا أن نؤمن بها دون أن ننقب ونتوسع فى البحث عنها
ولسان الحال يردد قول الشاعر :
ومن العجائب والعجائب جما ........ قرب الشفاء وما إليه وصول‘
كا العيث فى البيداء يقتلها الظما ...... والماء فوق ظهورها محمول‘
والحق أن نقول أن وسائل الاستشفاء متعددة وكثيرة منها ما يعالج البدن ومنها ما يعالج النفس والروح والقرآن الكريم وهو كتاب الله المكنون وعلمه المحفوظ يأتي على قمة هذه الأدوية ولا يعوق التداوي بالأساليب الطبيعية والعلمية الحديثة فكل له مجاله .. فالقرآن الكريم شفاء ودواء وعلاج ووقاية وهدى ورحمه وبركة وسكينة وطمأنيه وفيه كل شئ فالمولى عز وجل يقول( ما فرطنا فى الكتاب من شئ). والكل يعلم بأن كلامه سبحانه وتعالى وقاية فضلاً عن كونه علاجاً لكل الأمراض النفسية والعضوية والروحية وأمراض الدنيا والآخره ، ولآن أكثر الأمراض التي شاعت فى هذا العصر هي الأمراض المسماه بالأمراض العصرية المتمثلة فى الأمراض النفسية والروحية والعصبية فأن الله عز وجل يرشدنا إلى علاج متاح لكل إنسان وهو ذكر الله فيقول سبحانه (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) ومن أسماء القرآن ( أنه الذكر الحكيم ) فهو ذكر يطمئن القلوب والنفوس ويشرح الصدور ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن على نفسه وعلى أصحابه وعلى أهل بيته ويرقيهم وكان يحب سماعه من غيره ويأمر أصحابه أن يقرءوه وأن يقرءوه على غيرهم ، وإذا جاء أحدهم يشتكى من وجع أو لمة ألمت به أرشده إلى القرآن ( أقرأ كذا .. قل كذا .. وضع يدك على كذا ( مكان الألم )
.وقد أجاز جمهور العلماء الرقيه الشرعيه بالقرآن الكريم والأدعية المشهورة فهو أمر مشروع بالكتاب والسنه النبويه وأقره العلماء عند توافر شروط ثلاث :-
أن تكون الرقيه بكلام الله تبارك وتعالى أو بأسمائه وصفاته .
أن تكون باللغة العربية أو بلغة يفهم معناها.
ألا يعتقد الراقي والمرقى أن الرقية تؤثر بنفسها بل تؤثر بإدارة الله سبحانه وتعالى .
ونحب فى هذا المجال أن نفرق بين الرقية الشرعية التى أقرها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالقرآن والأدعية واللجوء إلى الله خالق الإنسان وخالق الداء والدواء فهو ولي ذلك والقادر عليه وبين الممارسات السيئة التي سادت الساحة فى هذه الأيام من دجل وشعوذه وخرافات وادعاء الجن وما شابه ذلك .
والكلام لا ينتهى أبداً عن القرآن الكريم مهما تكلمنا فالحقيقة أن له تأثير قوي واضح لا يستطيع أحد أن ينكره على جميع المخلوقات فهو كلام المولى عز وجل الذي لو نزل على الجبال لصدعها ولو نزل على الأرض لقطعها ، فقد ثبت أن له تأثير على الجماد والجبال والسماوات والأرض والشجر والحجر والمدرات والكواكب وجميع المخلوقات من إنس وجن ...........
وهذا القرآن لمن قرأه وتدبره فهو يشرح الصدر ويطمئن القلب ويهدئ النفس ويزيل الهم ويذهب الغم والعيب أيضاً أن له تأثير على جميع أجزاء الإنسان فقد أثبتت التجارب العلمية الحديثة فى أمريكا وعقدت فى مؤسسة العلوم الطبيعة الإسلامية بمدينه بنما سيتي بولاية فلوريدا الأمريكية لعدة بحوث عن القوه الشفائية للقرآن الكريم وقد استخدمت الأجهزة الأكترونية والكمبيوتر لدراسة ما إذا كان للقرآن أي أثر على وظائف أعضاء الجسم البشرى أم لا ؟
وقياس هذا الأمر إن وجد وقد تليت آيات من القرآن الكريم على عدد من الناس مع قياس التغيرات الفسيولوجيه التي تحدث أثناء التلاوة وذلك بالكمبيوتر والأجهزة الأكترونية وفى التجارب المذكورة، قرأ القرآن الكريم على مجموعة مختلفة من الناس منهم مسلمين يعرفون العربية ومسلمين لا يعرفون العربية ومجموعة من غير المسلمين من عدة أديان أخرى فهم من يعرف العربية ومن لا يعرفها وقد قام بهذه التجارب الدكتور أحمد القاضي وهو مصري الجنسية ومعه عدد من الباحثين والأطباء والعلمين من عدة تخصصات مختلفة من الأمريكيين وغيرهم ، وقد أثبتت هذه التجارب العلمية والعملية والقياسات أن للقرآن الكريم أثر مهدئ فى 97% من التجارب أو أثبتت أن القرآن الكريم يخفف درجة توتر الجهاز العصبي .
ثم أجريت تجربه أخرى أثبتت أن هذا التأثير يرجع إلى كلمات القرآن بصفة خاصة حتى ولو كانت غير مفهومه لدى المستمع لها من غير المسلمين فثبت التأثير سواء كان القرآن مفهوماً أو غير مفهوم لمستمعه .
" هيئه الأعجاز العلمي للقرآن و ا لسنه "
ولقدثبت فى السنه المطهرة أن أحد صحابه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قرأ سورة الفاتحة على زعيم قوم من العرب من غير المسلمين وكان به لدغة من عقرب أو ثعبان وهذا سم قد دخل فى جسد الرجل فشفى من أثر هذا السم بأثر قراءة الفاتحة عليه وكان هذا الرجل وقومه هم الذين طلبوا الرقية من الصحابة رضوان الله عليهم ( وهذا الحديث في( صحيح البخارى - ومسلم ) وأقرهم الرسول على ذلك ( صلى الله عليه وسلم ) .
وهذا يؤكد ويدل على أن للقرآن وخاصة أم الكتاب ( الفاتحة ) قد عالجت هذا الرجل كيماوياً من أثر السم ، وهذا سر من أسرار القرآن الكريم .
لا يعقله إلا العالمون والمتدبرون لآيات الله وكلماته والعاملون بها حيث أنهم وعلى رأسهم صحابة النبـى ( صلى الله عليه وسلم ) كانوا يعرفون قدر هذا القرآن وما فيه من أسرار مكنونة وعظمه فى جميع مجالات الحياة .
المولى عز وجل يقول ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ) (ص 29) .. فلابد أن نتدبر القرآن الكريم والتدبر هو أعمق أنواع الدراسة وأعلى صور الفكر وأشمل سبل البحث حتى يفتح الله وحده فهو الفتاح العليم على الإنسان بما يشاء من علمه وبذلك فالقرآن الكريم هو وقاية وشفاء لأمراض الجسم النفسية والجسدية التي تصيب المؤمن وغير المؤمن ، وعلاوة على ما فى القرآن الكريم من أسباب وسبل للشفاء بما أمر به ونهى عنه فإنه شفاء بأمر الله من العلل والأمراض .
وموضوع الشفاء بالقرآن هو أحد أسرار القرآن التي قد لا يصل الإنسان إليها لأنها أعلى من طاقات تفكيره وقدرات بحثه واجتهاده وابعد من مجالات وعيه وإدراكه ،ولاشك أن تأثير آيات القرآن الكريم على المرض وأزالته أسهل إذا ما قورنت بخشوع الجبل وتصدعه إذا ما نزلت عليه آياته وذلك مما قرره القرآن الكريم ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشيه الله ....) الآية 21(الحشر) .... فلو تلا الإنسان مخلصاً هذه الآيات أو قراها عليه أحد المخلصين لله إذا كان الإنسان به أي مرض لتصدع هذا المرض ويتلاشى ؟؟
فهناك بعض الدراسات العلمية فيما وراء الطبيعة أو ما فوق المادة أو ما يسمى بالميتافيزيقيا قد أثبتت أموراً من العجب لا يتصورها الإنسان أن لكل شئ فى هذا الوجود تأثير على الإنسان وحالته الجسدية والنفسية فإن كان ذلك هو الأمر مع آي شئ يؤثر فى الإنسان فكيف بالقرآن الكريم وهو كلام الله ؟وأمرنا الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) بأن نتداوى وأن تذهب إلى الطبيب الذي يعلم المرض طرق علاجه، مثل ما جاء فى الحديث (تداووا عباد الله ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء عمله من علمه وجهه من جهله )... وأمرنا المولى عز وجل أن نتوكل على الله ونأخذ بالأسباب لأنه لابد من إرادة الله ومشيئته .
أولاً :- فهو الرحمن الرحيم بعباده وقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم ( ألم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ..... الآية .... حقاً فإن فيه الكفاية وفيه الشفاء وكل الوقاية للعالمين " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيرا ...الأيه "
ويقول سبحانه " وما أرسلناك إلا رحمة للعلمين " .
ومن هذا المنطلق يجب على الناس ألا يذهبوا إلى الدجالين و المشعوذين ولا من يدعي علم الغيب ولا يخلطوا بين كلام رب العالمين وبين هذا السفه والجهل وألا يسمحوا لآذانهم ولا لآذانهم ولا لعقولهم بالأعتقاد فى ببعض الكتب المتبادلة والتى امتلأت بالغث والثمين وقصص من العقل الباطن توحي للناس بأنها غيبيات ادعوا معرفتها .
وأن اللجوء إلى الله عز وجل وحده وإلى كتابه الكريم وسنته وسنه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) والدعاء الالتزام بالصلاة المحافظة عليها وذكر الله وفعل الخيرات والأخذ بالأسباب العلمية .... والذهاب إلى المختصين فى شتى المجالات العلمية والطبية .
" أمن يجيب المضطر إذا دعاة ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أله مع الله

[الشيخ سيد]

زادك الله علما وأدبا وذكرا وجعلني وإياك ممن يستمعون
القول فيتبعون أحسنه وصلى الله على محمد وآل محمد
مشكور والى الأمام بارك الله فيك