|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشباب وطلب العلم
ولأهمية هذه المرحلة وخطورتها ، اشتدت عناية الأعداء بتمييع شباب المسلمين ، وإشاعة التفاهة والإنحلال في أوساطهم ، لكي لا تقوم للدين بهم قائمة ، ولا يتحركوا لنصرة قضاياهم المصيرية ، لعلمهم أنهم قلب الأمة النابض الذي تعبِّر دقاته عن آمالها وآلامها . فالواجب علينا العناية بشبابنا ، فننمي مواهبهم ونتعهد قدراتهم ونوجه طاقاتهم ونستثمر فراغاتهم ونشبع حاجاتهم بالطرق الشرعية ونحميهم من براثن الإنحراف وشرك الأباطيل . وعلى الشباب أن يستغلوا ما أنعم الله عليهم من صحة وفراغ في طلب العلم وتربية النفس وتهذيبها وتعويدها على الطاعة ، وقد نبَّه المصطفى صلى الله عليه وسلم إلـى غفلة الألوف من الناس عن هذه النعم فقال: " نعمتان من نعم الله مغبون فيها كثير من الناس: الصحة والفراغ " . يقول بعض الصالحين : فراغ الوقت من الأشغال نعمة عـظـيـمــة . وكان السلف الصالحون يكرهون من الرجل أن يكون فارغاً لا هو في أمر دينه ولا هو في أمر دنياه . والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ، فمن أطلق لنفسه العنان تهوي به ذات اليمين وذات الشمال ، قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما . النفوس الفارغة لا تعرف الجد ، فتلهو في أخطر المواقف وتهزل في مواطن الجد ، فلا قول ولا عمل ولا إيمان ولا دين همها اللعب واللهو في الدنيا ويتبعه حسرة وندامة يوم القيامة. يقول ابن مسعود رضي الله عنه: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي. ويقول الحسن البصري رحمه الله : أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم!. كثير من الشباب يتوفر لديهم أوقات كبيرة ، إذ لا مسؤولية عليهم ولا أعباء أسرية تلاحقهم ، ولا متطلبات للزوجة والأولاد . وهم في مرحلة توقُّدِ الذهن وحضور البديهة وفي قمة النشاط العقلي. فما أجمل أن يتوجه هؤلاء إلى طلب العلم الشرعي والنهل من كنوز الكتاب ومعين السنة . وما أشد حاجة المسلمين إلى شباب يطلب العلم ويستنير بنور الوحيين ، ويقيم حجة الله على العباد ، ويبين لهم السبيل وينير أمامهم الطريق وينفض عنهم عمى الجهل . يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : ( جعل الله سبحانه أهل الجهل بمنزلة العميان الذين لا يبصرون فقال { أفمن يعلم أنما أُنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى } ، فما ثمَّ إلا عالم أو أعمى ، وقد وصف سبحانه أهل الجهل بأنهم صم بكم عمي في غير موضع من كتابه . ما أقبح الجهل يبدي عيب صاحبه للناظرين وعن عينيه يخفيه كـــذلك الثــــوم لا يشــممه آكــــله فالجهل داءً دَوِياً ومرضاً مستحكماً قوياً ، ذمَّه الله صراحة في كتابه فقال { وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم ، قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ، إن هؤلاء متبَّرٌ ما هم فيه وباطل ما كانوا يصنعون } . وعن عطاء بن يسار قال : سمعت ابن عباس يخبر أن رجلاً أصابه جرح في رأسه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أصابه احتلام ، فأُمر بالاغتسال فاغتسل فكُزَّ فمات ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قتلوه قتلهم الله ، أو لم يكن شفاء العيِّ السؤال " . رواه الحاكم وصححه الألباني . يقول ابن القيم : ( قد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهل داءً ودواءَه سؤال العلماء ) . وقال سفيان بن عيينة رحمه الله : تدرون ما مثل الجهل والعلم ؟ ، مثل دار الكفر ودار الإسلام ، فإن ترك أهل الإسلام الجهاد جاء أهل الكفر فأخذوا الإسلام ، وإن ترك الناس العلم صار الناس جهالاً . عن سهل بن عبد الله التستري رحمه الله قال : الناس كلهم سكارى إلا العلماء والعلماء كلهم حيارى إلا من عمل بعلمه ، الدنيا جهل ومَوات إلا العلم ، والعلم كله حجة إلا العمل به والعمل كله هباء إلا الإخلاص والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به . والحمد لله رب العالمين ,,,,
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~