|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أهمية الزكاة والحث عليها في الإسلام
جزاء مانع الزكاة في الدنيا والآخرة عباد الله: إن من يطالع النصوص من القرآن والسنة يجد أن الله توعد مانعي الزكاة بالعذاب الأليم في الآخرة؛ فضلاً عن محق البركة في الأهل والمال والولد في الدنيا . قال تعالي:{ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ؛ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} (التوبة34 ؛ 35) يصور عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – صورة الكي فيقول:” لا يوضع دينار على دينار ولا درهم على درهم؛ ولكن يوسع جلده حتى يوضع كل دينار ودرهم على حدته. فإن قيل لم خص الجباه والجنوب والظهور بالكي؟! قيل: لأن الغني البخيل إذا رأى الفقير عبس وجهه وزوى ما بين عينيه؛ وأعرض بجنبه؛ فإذا قرب منه ولي بظهره؛ فعوقب بكي هذه الأعضاء ليكون الجزاء من جنس العمل.” (الكبائر للذهبي) أيها المسلمون: اعلموا أن كل إنسان عنده أي نوع من أنواع المال الخمسة ( المال النقدي – عروض التجارة- بهيمة الأنعام – الزروع والثمار- المعدن والركاز ) لا يؤدي زكاته؛ فإنه سيعذب به يوم القيامة ليكون الجزاء من جنس العمل؛ فعن أبي هُرَيْرَةَ َقال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ؛ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ” ( مسلم) هذا في الذهب والفضة؛ أما عن بهيمة الأنعام فكذلك الجزاء من جنس العمل؛ فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: ” انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: هُمْ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ فَلَمْ أَتَقَارَّ أَنْ قُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ الْأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ؛ مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ وَلَا بَقَرٍ وَلَا غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا؛ كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا عَادَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ. ” ( متفق عليه ) وعن مانع الزكاة من بقية المال عموما يصور حاله القرآن فيقول تعالى: { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }(آل عمران: 180)؛ وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَيْهِ يَعْنِي شِدْقَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ تَلَا: {لَا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} الْآيَةَ “(البخاري) وإليكم هذه الصورة التي ذكرها العلماء في جزاء مانعي الزكاة:” حكي أن جماعة من التابعين خرجوا لزيارة أبي سنان ، فلما دخلوا عليه وجلسوا عنده قال قوموا بنا نزور جارا لنا مات أخوه ونعزيه فيه . قال محمد بن يوسف الفريابي : فقمنا معه ودخلنا على ذلك الرجل فوجدناه كثير البكاء والجزع على أخيه فجعلنا نعزيه ونسليه وهو لا يقبل تسلية ولا عزاء ، فقلنا له : أما تعلم أن الموت سبيل لا بد منه ؟ قال : بلى ولكن أبكي على ما أصبح وأمسى فيه أخي من العذاب ؛ فقلنا له قد أطلعك الله على الغيب ؟ قال : لا ، ولكن لما دفنته وسويت عليه التراب وانصرف الناس جلست عند قبره وإذا صوت من قبره يقول آه أفردوني وحيدا أقاسي العذاب؛ قد كنت أصوم؛ قد كنت أصلي ، قال فأبكاني كلامه فنبشت عنه التراب لأنظر ما حاله؛ وإذا القبر يلمع عليه نارا وفي عنقه طوق من نار؛ فحملتني شفقة الأخوة ومددت يدي لأرفع الطوق من رقبته فاحترقت أصابعي ويدي؛ ثم أخرج إلينا يده فإذا هي سوداء محترقة ، قال: فرددت عليه التراب وانصرفت. فكيف لا أبكي على حاله وأحزن عليه ؟! فقلنا فما كان أخوك يعمل في الدنيا ؟ قال كان لا يؤدي الزكاة من ماله ، قال فقلنا هذا تصديق قوله : { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة }؛ وأخوك عجل له العذاب في قبره إلى يوم القيامة ، قال : ثم خرجنا من عنده وأتينا أبا ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرنا له قضية الرجل وقلنا له يموت اليهودي والنصراني ولا نرى فيهم ذلك، فقال أولئك لا شك أنهم في النار وإنما يريكم الله في أهل الإيمان لتعتبروا . قال الله – تعالى – : { فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ } (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي ؛ والكبائر للذهبي) أما جزاء من أخرج زكاته وأنفق ماله وأدى حق الله وحق العباد؛ فقد أعد الله له الأجر العظيم والثواب الجزيل في الآخرة؛ فضلاً عن البركة في أهله وماله وولده في الدنيا. قال تعالى : { وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ } قال ابن كثير في تفسيره: “أي: مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم، فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب” ؛ ولذلك بلغ عبد الله بن جعفر مبلغا عاليا في الجود؛ وعوتب في ذلك فقالوا له: لو ادخرت مالك لولدك بعدك فقال: “إن الله عودني عادة وعودت عباده عادة: عودني أن يعطيني، وعودت عباده أن أعطيهم، وأخشى إذا قطعت عادتي عنهم أن يقطع عادته عني!. وما أروع المزارع الذي قسم محصول ثلاثة أثلاث؛ فعال نفسه وأسرته؛ وأخرج حق العباد؛ ورد الثلث في خدمة الأرض؛ فكان جزاؤه أن الملك يأمر السحابة بإفراغ الماء في حديقته دون غيرها؛ فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” بينا رجل بفلاة من الأرض ، فسمع صوتا في سحابة : اسق حديقة فلان . فتنحى ذلك السحاب ؛ فأفرغ ماءه في حرة ؛ فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ؛ فتتبع الماء ؛ فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته . فقال له : يا عبدالله ! ما اسمك ؟ قال : فلان . للاسم الذي سمع في السحابة . فقال له : يا عبدالله ! لم تسألني عن اسمي ؟ فقال : إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان . لاسمك . فما تصنع فيها ؟ قال : أما إذ قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها ، فأتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي ثلثا ، وأرد فيها ثلثه” (مسلم) ؛ لذلك أخلف الله عليه؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ؛ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا. وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا.” ( متفق عليه ) وفي حديث الإسراء والمشاهد التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم صورة حية لأثر الإنفاق وإخراج الزكاة والمانع لها ؛ حيث أتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم؛ كلما حصدوا عاد كما كان ، قال يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ، …. ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع وعلى أقبالهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم ورضف جهنم ، قال من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد . ( البزار ؛ وذكره ابن كثير في تفسيره؛ والمنذري في الترغيب والترهيب وقال: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما ) فانظر لنفسك يا عبد الله أي الطريقين تسلك؟ وأي الجزاءين تختار؟!!
|
18/11/2015, 03:33 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
نجم المنتدي الاسلامي
|
رد: أهمية الزكاة والحث عليها في الإسلام
جزاك الله خيرا
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~