![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]() معية الله لقد شملت معية الله النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبا بكر في طريق الهجرة. ومعية الله عز وجل تنقسم إلى قسمين: عامة، وخاصة. والخاصة تنقسم إلى قسمين: مقيدة بشخص ، ومقيدة بوصف. فالعامة هي: التي تقتضي الإحاطة بجميع الخلق من مؤمن، وكافر وبَر وفاجر، في العلم، والقدرة، والتدبير والسلطان وغير ذلك من معاني الربوبية؛ ودليلها قوله تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } [الحديد: 4] وقوله: { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا } [المجادلة: 7] . أما الخاصة المقيدة بوصف ؛ فمثل قوله تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} [النحل: 128]. وقوله تعالى: { وأَنَّ اللَّهَ مَعَ المؤمنِينَ } [الأنفال: 19] . وقوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } [النحل: 128] ، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } ( البقرة: 153) فكل من اتصف بالإيمان أو الإحسان أو الصبر فإن الله معهم ينصرهم، ويحفظهم، ويؤيدهم، ويوفقهم، ومعية الله أثمن شيء على الإطلاق، أن يكون الله معك، كن مع الله ترى الله معك. وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال الثبات والقوة؛ والمراقبة لله عزّ وجل، ولذلك قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: « إن أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت » [أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والأوسط] وأما الخاصة المقيدة بشخص معين؛ فهي التي تقتضي النصر والتأييد لمن أضيفت له؛ وهي مختصة بمن يستحق ذلك من الرسل وأتباعهم. فمثل قوله تعالى عن نبيه :{ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] . ، وقال لموسى وهارون :{ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] . وقال في موسى وقومه:{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ؛ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} ( الشعراء: 61 ؛ 62 ) وهذه أخص من المقيدة بوصف. فالمعية درجات: عامة مطلقة، وخاصة مقيدة بوصف، وخاصة مقيدة بشخص. فأخص أنواع المعية ما قيد بشخص ، ثم ما قيد بوصف، ثم ما كان عاماً. فالمعية العامة تستلزم الإحاطة بالخلق علماً وقدرة وسمعاً وبصراً وسلطاناً وغير ذلك من معاني ربوبيته، والمعية الخاصة بنوعيها تستلزم مع ذلك النصر والتأييد. فلاحظ الفرق بين المعية العامة وبين المعية الخاصة : المعية العامة: معية علم، أما المعية الخاصة: معية إكرام، معية الله العامة مع الناس كلهم؛ أنه يعلم سرهم وجهرهم، معية الله الخاصة -للمؤمنين-: أنه يحفظهم، ويوفقهم، وينصرهم، ويؤيدهم، ويسعدهم. : كل منا يطمع في معية الله فما هو الثمن الذي ينبغي أن يدفعه المسلم حتى ينال معية الله الخاصة؟ أيها الإخوة: هذه المعية الخاصة التي نطمح إليها جميعاً؛ تتمثل في قوله تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } [ المائدة: 12] هذا ثمنها؛ أن تقيم الصلاة, وأن تؤتي الزكاة، وأن تستقيم على أمره، وأن تحسن إلى خلقه، إن دفعت الثمن نلت المعية الخاصة، والباب مفتوح لكل الناس. ويحضرني حديث في صحيح البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ” أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي؛ فإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي؛ وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً” ( متفق عليه ) قال ثابت البناني رحمه الله: إني أعلم متى يذكرني ربي عز وجل .. ففزعوا منه وقالو : كيف تعلم ذلك؟ فقال: إذا ذكرته ذكرني أما قرأتم قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم} مقارنة بين معيَّتين لأمتين ونبيين هناك مقارنة لها أهميتها ودلالتها الإيمانية بين معية الله للنبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم وصاحبه، وبين معية الله لموسى وقومه ؛ كما جاءت في القرآن الكريم. قال الله في النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم وصاحبه :{ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة: 40] ؛ وقال في موسى وقومه:{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ؛ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} ( الشعراء: 61 ؛ 62 ) فالله قال في حق أبى بكر {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } بالجمع، وقال على لسان موسى لما قال له قومه: البحر أمامنا والعدو خلفنا ؟! { قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} بالإفراد مع أن معه بني إسرائيل، فالله أفرد في حالة الجمع وجمع في حالة الإفراد ليدل على أن إيمان أبي بكر يعدل أمة، وأن بني إسرائيل ليس لهم عهد ، وموسى لا يضمن إلا نفسه، ولا يضمن إيمانهم وعهودهم، فلو أنهم وجدوا مخرجا أو سبيلاً للهروب لسلكوه واعتذروا لموسى وتركوه يغرق وحده، كما قالوا: { اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون} ( المائدة: 24)، أما أصحاب النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم فكما قال المقداد بن عمرو: يا رسول الله امض لما أراك الله، فنحن معك، والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فو الذى بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه. فكلما بلغ الإنسان درجة عليا من الإيمان والإحسان والطاعة، كلما ظفر بمعية الله تعالى ونصره وتأييده. أسال الله أن يشملنا بحفظه وتأييده ورعايته، إنه ولى ذلك والقادر عليه. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
ادارة منتديات المهندسين العرب
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]()
جزاك الله خيرا
على المرور |
||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~