|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قناة «أو تى فى» ومستويات اللغة العربية
درسنا فى كلية الإعلام على يد الإذاعى القدير الأستاذ فاروق شوشة أن اللغة المستخدمة فى الإذاعة والتليفزيون ببرامجها ونشراتها وحواراتها وموادها الدرامية لا تخرج عن خمسة مستويات لغوية، أولها فصحى التراث ويتم استخدامها فى البرامج الدينية والتراثية والمسلسلات التاريخية، وثانيها فصحى العصر وهى شبيهة بلغة الصحافة، ويتم استخدامها غالباً فى نشرات الأخبار وأقوال الصحف وفى البرامج الثقافية والسياسية التى تستضيف قامات سامقة فى دنيا الفكر والفن والأدب.
والمستوى الثالث من مستويات اللغة التى نسمعها ونشاهدها بالراديو والتليفزيون هى عامية المثقفين، ويمكن سماعها من خلال برامج المنوعات والمسابقات والبرامج الحوارية مع المتميزين من الضيوف وعلى لسان معظم المتحدثين الذين تقترب لغتهم من فصحى العصر بفعل ثقافتهم واعتيادهم على القراءة، لكنها ممزوجة بألفاظ عامية ذات أصل ورونق. المستوى الرابع هو عامية المتنورين الذين حصلوا على قسط من التعليم، وهذه يمكن متابعتها فى المسلسلات وفى التعليق على المباريات الرياضية وغيرها. خامس هذه المستويات هو عامية غير المتعلمين التى تشبه كلام شعبان عبد الرحيم التلقائى البسيط، وهذه مكانها الوحيد هو الدراما أو الفقرات التى تلتقى بأولاد البلد. وأستطيع أن أقول إن الريادة الإعلامية التى كانت لنا فى وقت من الأوقات كانت فى جزء منها بفضل المستويات الأرقى من اللغة الصادرة عن محطاتنا وقنواتنا بشكل يسهل فهمه واستيعابه وقبوله على اتساع الوطن العربى. لكن مع الزمن لحق قدر من التدهور بحالة السادة الناطقين وأصبح صعباً على معظم المذيعين استخدام فصحى العصر بدون أخطاء مضحكة.. لكن فى النهاية ظلت المستويات الخمس موجودة ومستخدمة بشكل أو بآخر تبعاً لمقتضيات الحال. لكننا فوجئنا من فترة قريبة بانطلاق قناة «أو تى فى» ومن أول لحظة بدا لنا أن الخيارات اللغوية للقناة الوليدة قد استبعدت عمداً ثلاثة من المستويات الخمس التى تحدثنا عنها، واعتمدت المستويين الأخيرين فقط كلغة لكل البرامج والحوارات والمواد المقدمة على الشاشة. لا أنكر خفة الدم التى تميز بعض البرامج، لكنى لا أستطيع تجاهل أننى للمرة الأولى فى حياتى أسمع نشرة أخبار تقدم بالعامية!!. كان من الممكن أن نتفهم هذا لو كانت القناة تتوجه بإرسالها إلى أصدقاء الأستاذ عبدالبديع قمحاوى - رحمه الله - الذين حرموا من التعليم ولا يفهمون الأخبار لو قرئت بفصحى العصر السهلة الخفيفة، لكن المدهش أن هؤلاء لا مكان لهم على الإطلاق على شاشة أو تى فى، فلمن تقدم النشرة العامية إذن؟ إلى الشباب من خريجى الجامعات وهم الجمهور المفترض!. إن ما يثير دهشتى هو شعورى بالجهد الكبير الذى يبذله القائمون على القناة من أجل استبعاد أى لفظ به رائحة اللغة العربية حتى لو كان سهلاً ومألوفاً وأكثر قرباً لأذن عموم المصريين فعلى سبيل المثال عند التنويه عما سيعرض تالياً لا يقولون «بعد قليل» لكن يقولون «كمان شوية»، مع أن «بعد قليل» أسهل كثيراً، لكنه الرفض المطلق للفصحي. كذلك لا أستسيغ كلمة «شوف» الموجودة دائماً على شاشتهم، لأن كلمة «شاهد» أحلى وأكثر تعبيراً لأنها تعنى المشاهدة والشهادة معاً، أى «تفرّج وكن شاهداً» لكنهم يستبعدونها لحساب «شوف». والأمر العجيب أننى عندما تحريت الأمر قيل لى إن هذا ما هو إلا إخلاص شديد لمصريتنا! وهو الأمر الذى أذهلنى لأن اللغة العربية هى لغة المصريين وليست لغة الهكسوس، وإذا كان حال العرب اليوم لا يشجع على الانتساب إليهم فإن حالتنا لا تقل «وكسة» عنهم، وإذا كان البعض منا يبغض العرب ويتأفف منهم فما ذنب اللغة الجميلة بأشعارها وآدابها والتى ليس لنا لغة سواها؟. وإذا كان البعض يتصور أن العربية الفصحى هى لغة «المستعمر العربى» التى فرضها على المصريين، فلنا الحق أن نضحك حتى تنفجر أحشاؤنا، لأن عاميتنا الهابطة هى نفس لغة ذلك المستعمر!بعد أن أضفنا إليها لمسة خراب، ولم نذهب بعيداً عنها لكننا ذهبنا لأسفل!. ولعل النظر الى شعوب أمريكا اللاتينية يوضح مقصدى، فهى شعوب تتحدث الاسبانية (لغة من كان مستعمراً فعلاً) ولا تجد فى ذلك مشكلة، بل إن روايات جارثيا ماركيز وإيزابيل الليندى وأشعار بابلو نيرودا مكتوبة بالإسبانية التى لا يعرفون سواها، ولا أظنهم كانوا سيستدعون لغة الأباتشى لإثبات كولومبيتهم أو فنزويليتهم وشيليتهم! لكن على أى حال نحمد الله أن قناة أو تى فى ما زالت تستخدم الحرف العربى فى الكتابة على الشاشة ولم تستجب بعد للدعوة التى أطلقها منذ ثمانين عاماً سلامة موسى لاستخدام الحروف الأجنبية أسوة بما فعل كمال أتاتورك عندما فرض على الأتراك نبذ الحروف العربية واستخدام الأجنبية، وقد كان سلامة موسى مبهوراً بالغرب وصديقاً مقرباً من الاحتلال الإنجليزى، وكان يراه ضرورياً لتحديثنا وإخراجنا من الظلمات الى النور،بالضبط مثل الممثل محمد الصاوى فى فيلم ليلة سقوط بغداد عندما كان فى انتظار جيش الاحتلال الأمريكى الذى سيقوم بتنضيفنا! |
8/11/2008, 03:19 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
مـهـند س مـمـيـز
|
رد: قناة «أو تى فى» ومستويات اللغة العربية
مشكوووووووووووووووووووورررررررررر
|
||||
8/11/2008, 04:16 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
مـهـند س جـديـد
|
رد: قناة «أو تى فى» ومستويات اللغة العربية
مشكور وللامام
|
|||
8/11/2008, 04:55 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
الــمشرف الــعــام
|
رد: قناة «أو تى فى» ومستويات اللغة العربية
بارك الله فيك
|
||||
8/11/2008, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
مـهـند س نـشـيط
|
رد: قناة «أو تى فى» ومستويات اللغة العربية
الف الف الف شكر
|
||||
8/11/2008, 07:27 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
مـهـند س مـحـتـرف
|
رد: قناة «أو تى فى» ومستويات اللغة العربية
مشكوووووووووووووووووووور
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~