أي مسافة بيننا وبين هؤلاء الناس،

[الديب sat]

لا تريد الصين أن تكتفي بأنها كانت محط أنظار الدنيا، عندما بدأت دورة الألعاب الأوليمبية فيها، الساعة ٨ يوم ٨ من شهر ٨ عام ٢٠٠٨ الحالي.. ثم تعلقت بها العيون، باقي أيام الدورة العالمية، إلي نهايتها!

ولا تريد بكين، كعاصمة سياسية، أن تكتفي بأن وضعها بين العواصم والدول، قبل استضافة دورة الألعاب، غير وضعها بعد الاستضافة تماماً.

ولا تريد الصين أن تكتفي بأنها نجحت في تحريك المجموعات البشرية الكبيرة، في الاستاد الشهير، لدرجة أن دولة مثل السعودية أرسلت من عندها من يسأل عن أسرار هذا الفن، في تحريك مجموعات البشر، لتستخدمه أثناء موسم الحج بالسهولة نفسها، والانسياب نفسه، الذي بدا عليه في العاصمة الصينية.

لا يريد هذا البلد المتمدد علي الخريطة، في كل الأنحاء، كأنه تنين، أن يكتفي بهذا، ولا تريد الصين أن تكتفي بما قيل بعد انتهاء استعراضات وألعاب الأوليمبياد فيها، من أن الموضوع لم يكن دورة ألعاب فقط، تم تنظيمها وانتهت وذهبت لحالها.. لا.. لم يكن الأمر مجرد دورة ألعاب، ولكنه كان بداية لتدشين الصين، من جديد، بوضعها قوة عظمي جديدة، تتلمس أقدامها فوق الخريطة!

ولا حتي تريد الصين أن تكتفي بأنها علي المستوي الاقتصادي، قد حققت معدلاً من النمو وصل إلي ١٢%، علي مدي عشر سنوات متوالية، وهو ما لم يتحقق في أي بلد آخر.. فنحن في مصر، مثلاً، حققنا معدلاً من النمو بلغ ٧% هذا العام، ولا نزال، كلما أردنا أن نشير إلي شيء نجحنا فيه، لا نكاد نجد غير هذا المعدل المتحقق، نذكره، ثم نكرره، ونتشبث بمعناه!

كل هذا لا يكفي الصين، ولا تريده أن يكفيها.. فقد استيقظ العالم، الأسبوع الماضي، علي خبر قادم من هناك، هز أرجاء الأرض، وكان يتحدث عن إطلاق بكين ثالث سفينة فضاء إلي السماء، وعليها ثلاثة رواد فضاء!

وكان الصينيون في تلك اللحظة يسجلون أنهم البلد الثالث الذي يستطيع تحقيق مثل هذا الإنجاز، بعد الولايات المتحدة، وبعد الاتحاد السوفيتي السابق!

سفينة الفضاء الصينية الجديدة، اسمها «شينتشو ٧» وهي الثالثة من نوعها، بالنسبة لمليار و٢٠٠ مليون صيني، كما أن أحد روادها الثلاثة، قد خرج منها، وراح يتمشي في الفضاء الكوني، لمدة نصف ساعة!!

الرئيس الصيني «جينتاو» ذاته كان قد زار القاعدة التي انطلقت منها السفينة، قبل أن تتحرك بساعة، ووصف ما حدث بأنه قفزة هائلة إلي الأمام، في مسيرة تكنولوجيا الفضاء في بلاده!

أي مسافة بيننا وبين هؤلاء الناس، ومتي وكيف يمكن أن نقطعها إذا كانت الحكومة توجه صفعاتها، أول ما توجه إلي مراكز البحوث العلمية، فتعمل علي تخفيضها، كما حدث مع مركز بحوث الصحراء، علي سبيل المثال قبل شهر من الآن؟!

أي مسافة أمامنا، حتي نكون بني آدميين حقاً، ويكون لنا ترتيب في هذا المضمار؟! عندهم من يتمشي في الفضاء، ونحن لا نعرف بعد كيف نمشي علي الأرض! أنتم الناس.. أيها الصينيون!

[بدر56]

مشكووووووووووووووووور

[انور حافظ احمد]