|
البيت العائلي هنا كل ما يتعلق بالعائله العربيه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالمقلوب
ليس المطلوب أبداً أن نقارن بين وضعنا الآن، كبلد، وبين وضعنا منذ عشر سنوات مثلاً، لأن أي مقارنة من هذا النوع، سوف تكون لصالحنا، لسبب بسيط، هو أن أساسها الكم لا الكيف!
وحين يقال، علي سبيل المثال، إننا في عام ٩٨ كان عندنا كذا خط تليفون أرضي، ثم تضاعف العدد عدة مرات في عام ٢٠٠٨، فقد يكون هذا في حد ذاته مؤشراً علي تحسن الأحوال، ولكنه عند تأمله، مجرد مؤشر ظاهري ومخادع في الوقت نفسه، إذ من الطبيعي أن ينمو مرفق التليفونات ويتطور كما ينمو عدد السكان وحده، دون جهد من أحد، وبحكم طبائع الأمور وحدها!. وما ينطبق علي هذا المرفق، ينطبق علي غيره، إذا حاول أحد أن يوهم نفسه، أو يوهمنا، بأن هذا النمو العددي، في شتي المرافق، معناه أننا حققنا مكانة علي الأرض بين الدول.. فأنت إذا تركت طفلاً يولد في حظيرة حيوانات، ثم تعمدت أن تتركه ينمو هناك، فبعد خمس سنوات من ولادته، سوف يكون قد بلغ الخامسة من عمره، دون أن يكون لأحد فضل في هذا.. وليس المهم في هذه الحالة عدد سنوات عمر الطفل، بقدر ما يبقي الأهم، هو حالته الصحية والعقلية والنفسية بوجه عام! وعندما نقارن، في المقابل، بين حالنا في هذه اللحظة، وحالنا نفسه منذ عقد من الزمان، سوف يتبين لنا، عند الوهلة الأولي، أننا اليوم غيرنا بالأمس، وأننا لم نتوقف، في النمو الطبيعي، عند حدود عام ٩٨، ولكننا قطعنا الزمن بالتطور الطبيعي، الذي يفرضه الزمن، ولا يفرضه شيء غيره. ولكن.. لماذا لا نقارن بين ما أصبحنا فيه، الآن، وبين ما كان يجب أن نكون عليه؟!.. عندئذ سوف لا نقارن أنفسنا بأنفسنا، ولكن سوف نقارن بيننا وبين ماليزيا، علي سبيل المثال، التي بدأت نهضتها المعاصرة عام ١٩٨١، وبلغت الذروة فيها عام ٢٠٠٥، حين اختار صانع هذه النهضة، وهو مهاتير محمد، أن يعتزل السياسة بعد أن أحس أنه قدم لبلده ما كان عليه أن يقدمه! مقارنة من هذا النوع، سوف تكشفنا أمام أنفسنا علي حقيقتنا، لأنها سوف تشير بوضوح إلي أنهم في ماليزيا، قد عرفوا الطريق الصحيح، ثم تمسكوا به، وحرصوا عليه طوال الوقت، بما دفع بهم إلي الموقع الذي يقفون فيه الآن علي خريطة العالم، في الوقت الذي عاشت فيه مصر علي أوهام كبيرة، كان أكبرها وأخطرها، ولايزال، وهم الدعم.. لأنه باسم هذا الدعم انتكس التعليم، ولايزال ينتكس، وسوف يظل ينتكس. وباسمه نهدر الطاقة خارجياً بتصديرها بأقل من سعرها العالمي، ثم داخلياً ببيعها في المناطق الحرة بسعر أقل أيضاً من سعرها الحقيقي بكثير.. وباسم الدعم تأكل الحيوانات أرغفة العيش التي تنتجها المخابز للإنسان، وباسمه كذلك يموت المريض علي الرصيف ولا يجد علاجاً في مستشفي الحكومة!! المقارنة بيننا وبين أنفسنا، سوف تمنحنا طمأنينة كاذبة.. والمقارنة بيننا وبين غيرنا، ينبغي أن تجعلنا لا ننام، وإذا أردنا مثلاً آخر، أكثر صدقاً، فلننظر إلي الكوريتين.. الشمالية والجنوبية.. فالشعب، والدين، واللغة، والثقافة، والأرض واحدة.. كل شيء تقريباً واحد بين البلدين، ومع ذلك فالأولي في سابع أرض والثانية في السماء، لا لشيء إلا لأن الأولي تمشي بالمقلوب، بينما الثانية تسلك الطريق الذي كان عليها أن تسلكه منذ البداية.. الأولي تعبد رئيسها من دون الله.. والثانية تنتخبه وتحاسبه |
21/9/2008, 05:55 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
مـهـند س مـمـيـز
|
رد: بالمقلوب
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~