خلوات تحفيظ القرآن في السودان.. ظاهرة دينية

[الديب sat]

خلوات تعليم القرآن الكريم ظاهرة يتميز بها السودان عن غيره من البلدان الإسلامية، حيث تنتشر هذه الخلوات في جميع ربوع السودان، ولعل أشهرها خلوة «دفع اللّه الصائم» في مدينة أم درمان القريبة من العاصمة الخرطوم.

والخلوات في السودان قريبة إلي حد كبير من ظاهرة «الكتاب» في القري المصرية، وهي إن كان الهدف منها تعليم القرآن الكريم إلا أنه قد يكون لها دور سياسي في بعض الأحيان.

الشيخ الرفاعي عبدالرحمن، إمام مسجد وخلوات الشيخ دفع اللّه الصائم، يوضح أن ظاهرة الخلوات لها جذور إسلامية قديمة، وأن الإسلام انتشر في السودان عن طريقها.

وقال الرفاعي لـ «المصري اليوم»: إن الخلوة يجب أن تكون مفتوحة للجميع سواء للكبار أو صغار السن، فلا تشترط سنًا معينة لتعليم القرآن، وإن كان يفضل أن يكون طفلاً صغيرًا باعتبار أن هناك سهولة في تعليم الأطفال الصغار.

وأضاف: يلتحق الطفل بالخلوة لحفظ القرآن وبعدها يتم تأهيله للالتحاق بجامعة القرآن الكريم أو جامعة أم درمان الإسلامية وجامعة أفريقيا العالمية، ولها فروع منتشرة في جميع ربوع السودان وهي مختصة بالتعليم الديني علي غرار الأزهر الشريف في مصر.

والخلوات في السودان قريبة من «المرابط» التي كانت منتشرة في دول غرب أفريقيا وانتشر الإسلام عن طريقها في تلك البلدان، كما أنها تعتبر فرعًا من فروع الطرق الصوفية.

ويشير الرفاعي عبدالرحمن إلي أن خلوة الشيخ دفع الله الصائم تنتمي للطريقة القادرية التي تنتمي للشيخ عبدالقادر الجيلاني.

وأوضح أن الشيخ دفع اللّه الصائم ينتمي إلي الأشراف، وتربي في «طيبة» الشيخ عبدالقادر بأرض الجزيرة في السودان، وأسس مسجده وخلوته في منطقة أم درمان وهو طالب، مشيرًا إلي أن الخلوة يدرس بها حاليا حوالي ٦٠٠ طالب، توفر لهم الخلوة السكن والمأكل، وهؤلاء ينتمون إلي السودان ودول مثل تشاد والنيجر والسنغال.

ويشير الشيخ الرفاعي إلي أن الخلوة نظامها مبني علي الاجتهاد والمثابرة، موضحًا أن الطالب كلما كان اجتهاده أكبر يكون تحصيله للعلم أكثر.

وقال: إن معظم أهل السودان تعلموا في الخلوات وإن تحولوا في بعض الفترات إلي التعليم المدني.

ولفت إلي أنه في فترة الاستعمار الإنجليزي للسودان حاربت السلطات الإنجليزية الخلوات، حيث أقامت المدارس بالقرب منها، واتخذت جميع الوسائل لمنع السودانيين من الالتحاق بالخلوات وتلقي العلم في المدارس المدنية.

وقال: ولكن الآن تغير الموقف حيث تشجع الحكومة السودانية السودانيين في إلحاق أبنائهم بالخلوات كما تقوم بدعمها ماديا عن طريق ديوان الزكاة، وإن كانت هذه الخلوات تعتمد في المقام الأول علي الاجتهادات الشخصية للقائمين عليها.

وكشف الشيخ الرفاعي عبدالرحمن، إلي أن معظم الطلاب المنتسبين للخلوات القريبة من العاصمة السودانية الخرطوم من أبناء إقليم دارفور، وقال: ليس هناك تفرقة بين أبناء القبائل العربية والقبائل الأفريقية فالجميع هنا سواسية،

مشيرًا إلي أنه كان هناك تفكير في فترة من الفترات في استغلال الخلوات التي ينتسب لها عدد كبير من أبناء دارفور للقيام بمبادرة لحل الأزمة في الإقليم ولكن لم يتم تفعيل هذا الاقتراح.

وأوضح أن أبناء دارفور الذين تعلموا القرآن في الخلوات كونوا جمعية خاصة بهم.

وأشار الرفاعي إلي أن أبناء الخلوات كانوا يحصلون في الماضي علي منح لاستكمال دراستهم في الأزهر الشريف في القاهرة، موضحًا أن هذا الأمر غير موجود حاليا

[أبوعدي المغازي]

بارك الله فيك استاذى على مجهوداتك وعلى المعرفة
والى الامام دائما محمــــــــــــــــــــ مامون ـــــــــــــــــــد

[MELODY2009]

مشكووووووووووووووووووووورررررررررررررررررر يا غالى تسلم ايدك
كل عام وانتم بخير