|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عوامل جودة المنتج الوطني وأثرها في نهضة الأمة بين الواقع والمأمول
عوامل جودة المنتج الوطني وأثرها في نهضة الأمة بين الواقع والمأمول أحبتي في الله: تعالوا نقف سويا من خلال هذا العنصر لنعرف عوامل النهوض بالمنتج الوطني المصري وأثر ذلك على النهضة المصرية لنواكب ركب الحضارات الغربية ؛ وهذه العوامل تتمثل فيما يلي:- أولا: إتقان الجودة والصنع: فالإسلام حثنا على الإتقان في كل الأعمال؛ ولو نظرنا إلى الكون الفسيح لوجدنا أن الله خلقه وصنعه متقناً ؛ قال تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (النمل: 88)؛ فإتقان العمل والصنع في الإسلام قيمة عليا ، يجب مراعاتها في السلوك الاقتصادي، وخاصة في عملية الإنتاج ، وقيمة إتقان العمل توصل العبد إلى محبة الله تعالي ، يقول صلى الله عليه وسلم:” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.”( الطبراني والبيهقي وصححه الألباني في الصحيحة) ولقد أحسن من قال: إذا عمل المرءُ المكلف مرةً …. عملًا فإنّ العيبَ ألّا يحسنه فقـــــدْ ذكرَ المختارُ أنّ إلهنَا ….. يحــــــبُّ لعبدٍ خافَهُ أنْ يتقنَه فلو أن جودة الصنع والإنتاج متقنة لوجدت رواجا للمنتج الوطني دون دعاية أو إعلان!! ثانيا: مراقبة الله في الصنع والإنتاج فينبغي للعبد أن يراقب الله في جميع أحواله وأقواله وأفعاله وحركاته وسكناته؛ لأن الله أقرب إليك من حبل الوريد ؛ قال تعالي: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (ق: 16) ” قال ابن الجوزيّ- رحمه اللّه-: الحقّ عزّ وجلّ- أقرب إلى عبده من حبل الوريد. لكنّه عامل العبد معاملة الغائب عنه البعيد منه، فأمر بقصد نيّته، ورفع اليدين إليه، والسّؤال له. فقلوب الجهّال تستشعر البعد، ولذلك تقع منهم المعاصي، إذ لو تحقّقت مراقبتهم للحاضر النّاظر لكفّوا الأكفّ عن الخطايا. والمتيقّظون علموا قربه فحضرتهم المراقبة، وكفتهم عن الانبساط” ( صيد الخاطر). فيا أيها المؤمن، إن عينَ اللهِ تلاحقُك أين ما ذهبت، وفي أي مكان حللت، في ظلامِ الليل، وراء الجدران، وراء الحيطان، في الخلوات في الفلوات، ولو كنتَ في داخلِ صخورٍ صم، هل علمتَ ذلك، واستشعرتَ ذلك فاتقيتَ اللهَ ظاهراً وباطنا، فكانَ باطنُك خيرُ من ظاهرِك. إذا ما خلوت الدهرَ يوما فلا تقل……خلوتُ ولكن قل علي رقيبُ ولا تحسبنَ اللهَ يغفلُ ساعةً………..ولا أن ما تخفيه عنه يغيبُ أحبتي في الله: لو نظرنا إلى حياتنا المعاصرة لوجدنا أن هناك انفصاما وانفصالا كبيرا بين الواقع والمأمول في المراقبة ويقظة الضمير الإنساني في العمل الصنع والإنتاج؛ فتجد أن الفرد يعمل بجد وإخلاص وجودة وإتقان إذا كان مراقبا من رئيسه أو مديره أو مفتشه في العمل؛ أما إذا كان يعمل في شركة أو وظيفة أو مؤسسة أو وزارة ولا يراقبه أحد؛ فإنه لا يبالي بعمله ولا يراعي ضميره ولا يهمه مراقبة الله له؛ وإن شغله الشاغل التوقيع في دفتر الحضور والانصراف ( شاهد الزور ) ؛ ولا يهمه بعد ذلك جودة أو خدمة أو إتقان أو قيام مجتمع أو سقوطه أو مراقبة أو غير ذلك !!! ثالثا: استثمار الطاقات المعطلة: إن مصرنا الحبيبة بها طاقات كبيرة من الشباب والحاصلين معطلة؛ فلماذا لا نستغل هذه المواهب والقدرات التي تقضي وقت فراغها في المحرمات إلا من رحم الله؟!! لأن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك هي بالباطل!! وهذا الفراغ ستسأل عنه أمام الله يوم القيامة؛ فعن معاذ بن جبل أن رسول الله قال: ” لنْ تَزُولَ قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسْأَلَ عن أَرْبَعِ خِصالٍ عن عُمُرِهِ فيمَ أَفْناهُ ؟ وعَنْ شَبابِه فيمَ أَبْلاهُ ؟ وعَنْ َمالِهِ من أين اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنْفَقَهُ ؟ وعَنْ علمِهِ ماذا عمِلَ فيهِ .” [ الترمذي وحسنه الألباني]. رابعا: تقدير وتقديم المواهب والكفاءات: فمصر بها عدد لا بأس به من المواهب والقدرات؛ وأن جميع دول العالم تستعين بالخبرات المصرية في جميع مجالات الحياة؛ ومن الملاحظ أن العلماء البارعين في علوم الذرة والعلوم الكونية والهندسية والطبية دائما يقيمون في بلاد الخارج؛ لأنهم يجدون تقديرا ماديا ومعنويا في البلاد التي يقيمون بها؛ فكيف نهمشهم ولا نقدرهم ونطالب بجودة وإتقان المنتج الوطني وازدهاره؟!!! خامساً: الالتزام بأخلاق البيع والشراء: كالسماحة والصدق والأمانة والتعاون وغيرها؛ فالتاجر يجب أن يكون أولا تقيّا، يهاب الله في أعماله وتجارته وصناعته، وأمينا حيث تقتضي الأمانة في التعامل مع الناس ومع غيره من أولاد الصنعة؛ وأن يكون مؤتمنا على الأموال المودعة لديه، وأن يكون جريئا في الحق والعرض والطلب، وأن يكون رحيما بالناس. كل هذه الأخلاق العالية كانت سبباً في انتشار الإسلام في شتى بقاع العالم، فأين نحن منها الآن؟!!! سادساً: تجنب البيوع المحرمة : فيجب على كل فرد أن يتجنب البيوع والصور المحرمة في عملية البيع والشراء والصنع والإنتاج؛ كالغش والتدليس والاحتكار وغيرها ؛ وعلى الدولة الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه أو ضبط متلبسا بأحد البيوع المنهي عنها شرعا. ولا شك أن مقصد الإسلام من تحريم هذه البيوع المحرمة هو أن تحل الرحمة مكان الغلظة والظلم ، ويحل التعاطف والتآزر والإيثار مكان الأنانية والجشع والطمع ، حتى يعيش المجتمع في ضوء القيم الأخلاقية والتعاليم الإلهية فينعم ويصفو ، ويعم الخير والرفاه جميع أفراده. وقد أفردنا لكل عامل من هذه العوامل خطبة كاملة قبل ذلك فليرجع إليها لمن أراد المزيد. أيها المسلمون: إن الأمة الإسلامية غنية بما وهبها الله من موارد وطاقات وأن هذه الموارد وتلك الطاقات ، لو استغلت استغلالاً صحيحاً في حدود القيم والأخلاق وفي حدود التخطيط السديد وحققت جميع العوامل سالفة الذكر في الصنع والإنتاج لأصبحت من أغني أغنياء العالم ، فتقدمها ونماءها وازدهارها مصحوب بالقيم الأخلاق والإتقان أولاً، وبالجد والسعي والعمل واستثمار الطاقات ثانياً ، فهذان ميزانان بهما ترقي الأمة وتتقدم؛ وبانعدامهما تتخلف وتصاب بانحطاط مادي وخلقي وكفي بالواقع المعاصر على ذلك شهيداً !! نسأل الله أن يوفقنا إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد ؛ وأن يرزقنا الرزق الحلال ويبارك لنا فيه -
|
14/4/2016, 10:04 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
كبار الشخصيات
|
رد: عوامل جودة المنتج الوطني وأثرها في نهضة الأمة بين الواقع والمأمول
شكرا لك على ماتقدم
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~