|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مشروعية دفاع المرأة المسلمة عن حقوقها
من يقرأ القرآن الكريم، ويدرس السنة النبوية المطهرة ، والسيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، يتأكد أن الله سبحانه وتعالى شرع للمرأة الدفاع عن حقوقها المشروعة، التي كفلت لها حقوقها الاقتصادية وحقوقها التربوية، وحقوقها السياسية والتشريعية وحقوقها في المشاركة في الحياة العامة وبناء الحضارة الإسلامية، فقد دافعت خولة بنت ثعلبة دفاعا مستميتا عن حقها في تشريع يحميها من ظلم زوجها أوس بن الصامت عندما أراد التعسف في تحريمها عليه وحرمانها من بعض حقوقها الزوجية، ولم ترض خولة بالأمر الواقع المأساوي والعرف السائد الظالم، وظلت تحاور وتجادل المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يقول لها (ما أراك إلا حرمت عليه) قالت : ما ذكر طلاقا، وحاورت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجادلته مرارا وقالت: يا رسول الله إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب في فلما خلا سني، ونثر بطني (كثر ولدي) جعلني عليه كأمه وتركني إلى غير أحد، وفي رواية قالت: إن لي صبية صغار، إن ضممتهم إليه ضاعوا (لغياب الأم الحنون المتكفلة برعايتهم) وإن ضممتهم إليّ جاعوا (لفقرها وعدم قدرتها على الإنفاق عليهم) وبذلك دافعت المرأة عن حقها دفاعا علميا شرعيا اجتماعيا تشريعيا بيانيا عظيما بليغا، وطال الحوار واشتد الجدال والمرأة لم تيأس من رحمة الله ومن عدله ولطفه بعباده فنزل قول الله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ{1}) (المجادلة/1).
هذا درس لنساء المسلمين أن يدافعن عن حقوقهن بعلم وأدب ومنطق وحرية وبالواقعية البعيدة عن الحلول المستوردة والقضايا المفروضة غير الشرعية وغير المناسبة لنساء المسلمين. كما دافعت المرأة عن حقها في المهر دفاعا متميزا فعندما أراد الحاكم (عمر بن الخطاب رضي الله عنه) تحديد المهور وقفت امرأة من بين الصفوف ودافعت عن حقها وحق النساء من خلفها وقالت: الله تعالى يقول: (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً) (النساء/20) فأقر عمر بحقها الشرعي في عدم تحديد المهر وتراجع على الفور وأقر المرأة على فهمها وفقهها وقال: أمير أخطأ وأصابت امرأة. ودافعت المرأة عن حقها في فض الشراكة الزوجية وأعطاها الإسلام الحق في المخالعة فقد جاءت أخت عبد الله بن أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله لا يجمع رأسي ورأسه شيء أبدا، إني رفعت جانب الخباء فرأيته أقبل في عدة فإذا هو أشدهم سوادا وأقصرهم قامة وأقبحهم وجها. قال زوجها: يا رسول الله إني أعطيتها أفضل مالي ,حديقة فترد على حديقتي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تقولين؟) قالت: نعم وإن شاء زدته ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما. ودافعت هند بنت عتبة عن النساء جميعا وقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم (أوتزني الحرة؟) و دافعت أم هانئ عن حقها في أن تجير من تشاء يوم فتح مكة فعن أم هانئ رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله زعم ابن أمي (أي الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه)، أنه قاتل رجلا قد أجرته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ) فهنا دافعت أم هانئ عن موقفها ومنعت قتل من أجارته، وذهبت تدافع عن حقها في ذلك، وأقرها المصطفى صلى الله عليه وسلم ذلك. كما دافعت المرأة عن حقها وحق النساء في التعليم والتعلم حيث جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتي إليك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال صلى الله عليه وسلم (اجتمعن يوم كذا وكذا فاجتمعن فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله تعالى) رواه ابن ماجة. كما دافعت أم سلمة رضي الله عنها في حقها في الهجرة دفاعا عجيبا وظلت كل يوم ولمدة عام أو قريبا من العام تعرض مشكلتها أما الناس في الابطح حتى استجاب قومها لطلبها وسمحوا لها بالهجرة مع ولدها إلى المدينة المنورة وعند موت زوجها وحبيبها قالت أم سلمة: اللهم عندك احتسبت مصيبتي هذه ولكنها لم تطب نفسها أن تقول: اللهم اخلفني خيرا منها)، وكانت تتساءل من عساه أن يكون خيرا من أبي سلمة ولكنها ما لبثت أن أكملت الدعاء فاستجاب الله لطلبها وتزوجت من خير البرية وخير ولد آدم عليه الصلاة والسلام. كما دافعت بَريرة عن عدم الاقتران بمن لا تحب وعندما قال لها المصطفى صلى الله عليه وسلم (لو راجعته) فقالت أتأمرني؟ فقال: (إنما أنا شافع) فقالت: (لا حاجة لي فيه) رواه البخاري وبذلك دافعت عن حقها في عدم الارتباط بمن لا تحب، وعن خنساء بنت خدام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحها (صحيح البخاري كتاب النكاح، باب إذا زوج رجل ابنته وهي كارهة فنكاحه مردود). وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته فجعل الأمر إليها، فقالت: قد أجزت أبي ولكن أردت أن أعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء، حديث صحيح. وهكذا نرى مشروعية دفاع المرأة عن حقوقها في وضوح وشجاعة وإقرار الإسلام ذلك وتثبيته. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~