|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحويل حالنا مع الله:
تحويل حالنا مع الله: نحن مأمورون بأن نقتدي بنبينا صلى الله عليه وسلم في جميع أفعاله؛ ولكن هناك أحداث فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من الله لغاية وحكمة تشريعية للأمة؛ فلو نظرنا إلى المناسبات الدينية عند المسلمين؛ فإنك ستجد – مثلا – الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة؛ وليس معنى ذلك أنك ستهاجر في كل عام عند مرور هذه الذكرى عليك؛ وإنما المطلوب منك هجرة الذنوب والمعاصي؛ وهذا ما أكده الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:” لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ ” ( البخاري ومسلم)؛ وهكذا في بقية المناسبات الدينية!! والتطبيق العملي في هذا الدرس من هذه المناسبة ( تحويل القبلة ) هو : تحويل حالنا مع الله؛ تحويل حالنا من العقائد المنحرفة والخرافات الضالة والشعارات الخادعة إلى العقيدة السليمة المستقيمة. تحويل حالنا من ارتكاب المعاصي والخنا والمسكرات المخدرات والجرائم والفجور إلى العبادة والطاعة والعمل ليوم النشور. تحويل حالنا من الكسل والخمول والتسكع إلي السعي والكسب والاجتهاد وابتغاء الرزق. تحويل حالنا من الظلم والقهر والاستبداد، إلى العدل والحرية والمساواة. تحويل حالنا من التشرذم والتحزب والتشتت والاختلاف إلى الوحدة والاتحاد والاعتصام والائتلاف. تحويل حالنا من الحقد والغل والحسد والبغصاء لبعضنا البعض، إلى الحب والنقاء والإيثار والإخاء والتراحم فيما بيننا، ولا سيما ونحن مقبلون على شهر كريم؛ وقد سئل ابن مسعود : كيف كنتم تستقبلون رمضان ؟ قال : ما كان أحدنا يجرؤ على استقبال الهلال وفي قلبه ذرة حقد على أخيه المسلم”. وبالجملة تغيير وتحويل شامل جمعه الله في قوله:{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }( الرعد:11)،{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}( الأعراف: 96) أفيقوا يا أيها المسلمون….ألا فلنتحول كما تحول الصحابة في حادث تحويل القبلة . نتحول بكل قوة وثقة ورشاقة إلى منهج الإسلام بكلياته وجزئياته ، كما تحول الغر الميامين وهم ركوع ..ولا تقل بعد شهر !! في أول رمضان!! بعد الامتحان!!! بعد الزواج!!! بعد بعد بعد!!! فقد تأتيك المنية وأنت على معصية الله فتحشر عليها!! أحبتي في الله: حين تؤمن بأن الله قادر على تحويل حالك من حال إلى حال ستعيش وأنت مستغنيا عن الدنيا وما فيها؛ انظر كيف حالك مع الله ؟؟ أما زلت تحب الدنيا ؟!!.. أما زلت تحب الشهوات ؟!!.. أما زلت ترتكب المنكرات؟!!..أم أنك تحب الله .. وتحب كلامه .. تحرم حرامه وتحل حلاله!!! وليكن هذا السؤال يتردد في داخلك دوما .. في كل وقت وحين ..كيـف حالك يا قلبي مع الله ؟؟ هل أنت مستعد للموت اليوم على حالك هذه ؟؟ ..بل الساعة .. بل هذه اللحظة … الآن الآن الآن ..تلك همسات أوجهها لي قبل أن أكتبها…. لكن ..لنقف مع أنفسنا دوما .. ولنحاسب أنفسنا قبل الحساب!! هذه بعض الدروس من تحويل القبلة وهناك دروس كثيرة لا يتسع المقام لذكرها؛ ولا تسعفها هذه الوريقات في هذه الدقائق!! منها: مكانة النبي عند ربه سبحانه وتعالى. ومنها: امتحان المؤمن الصادق واختباره. ومنها: حرص المؤمن على أخيه وحب الخير له، فحينما نزلت الآيات التي تأمر المؤمنين بتحويل القبلة إلى الكعبة، تساءل المؤمنون عن مصير عبادة إخوانهم الذين ماتوا وقد صلوا نحو بيت المقدس، فأخبر الله ـ عز وجل ـ أن صلاتهم مقبولة. ومنها: التمايز ومخالفة أهل الكتاب. ومنها: استمرار عداوة اليهود للإسلام والمسلمين. ومنها: الربط بين المسجدين وأن قدسيتهما وحرمتهما واحدة. وفي الحقيقة كل درس يحتاج إلى جمعة كاملة، وحسبي ما ذكرت، وأسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينه رداً جميلاً، وأن يُحَوِّل قلوبهم وأجسامهم وكل جوارحهم نحو طاعته، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وهو حسبنا ونعم الوكيل. -
|
28/5/2015, 09:36 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
كبار الشخصيات
|
رد: تحويل حالنا مع الله:
شكرا لك اخي
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~