[ميدو الشورة]

أمهات المؤمنين :
أم المؤمنين زينب بنت جحش رضى الله عنها.
إنها فتاة قريش عزة و أنفة و جمالا بنت عمت رسول الله صل الله عليه وسلم أمها أميمة بنت عبد المطلب الهاشمية .
كانت زينة فتيات مكة تتباهى بنسبها وطيب عنصرها قد جمعت المجد من طرفيه : قمة فى فصاحة اللسان و ذزوة فى الفضائل و الخلاق .
أسلمت و آمنت و بايعت وظلت عزباء إذ ردت كثيرا من الأيدى التى تقدمت لها ، لأنها لها ترى فيمن رغب بالزواج منها تكافؤا اجتماعيا .
ولعلها حكمة من الله تعالى ليحطم بها القيم و الأعراف الجاهلية وهذا بزوجها من زيد بن حارثة ( المولى ) رضى الله عنه .
فاختار رسول الله صل الله عليه وسلم زينب لتكون زوجة لزيد حب رسول الله صل الله عليه وسلم .فلما عرض عليها الأمر نفرت واستشاطت ورفضت و قصت على أخيها (عبدالله) الواقعة فجاء إلى رسول الله صل الله عليه وسلم يحدثه ويرجوه أن يعيد النظر فى ذلك .
فأنزل الله تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) ( الأحزاب : 36 ) .
فعند ذلك انصاعت زينب و أخوها عبدالله لأمر الله تعالى فتم الزواج و تحطمت قيم و أعراف الجاهلية لتاتى المسألة الثانية وهى حل المطلقة لمن كان أبو زوجها من التبنى
.لم تستقم العشرة بينهما و كان زيد يأتى النبى صل الله عليه وسلم يشكوا إليه و يسأله الخلاص و النبى يقول له : أمسك عليك زوجك .ولنترك القرآن يحدثنا عن ذلك .
قال تعالى ( و إذ تقول للذى أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله و تخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس و الله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا و كان أمر الله مفعولا ) ( الأحزاب: 37 )
فكانت تفتخر بذلك وتقول : ما من إمرأه إلا زوجها أبوها أو أخوها و أهلها ....غيرى زوجنى ربى من فوق سبع سموات .
تقول عائشة رضى الله عنها :
وكانت أى زينب لرسول الله صل الله عليه وسلم معجبة وكان يسكثر منها وكانت صالحة صوامة قوامة صناعا ( تعمل بيدها ) تتصدق بذلك على المساكين .
تقول عنها أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها بعد حآدثة الأفك :
إن الله عصمها بالورع .
قالت زينب رضى الله عنها حين حضرتها الوفاه :
إنى قد أعددت كفنى ،و ( إن عمر ) سيبعث إلى بكفن فتصدقوا بأحدهما و إن استطعتم أن تتصدقوا بحقوى ( الإزار ) فافعلوا ....رضى الله عنها و عن أمهات المؤمنين.