رد: الأدب العربي في العصر الجديث
تطور النثر
العربي الحديث
وأساليبه
يتضح مما تقدم أن أنواعاً نثرية جديدة
ظهرت في الأدب العربي الحديث
لم تكن معروفة على هذا النحو من قبل
وهي
المقالة - القصة - الرواية - المسرحية - السيرة
وأن الكتاب تناولوا في هذه الفنون موضوعات جديدة
اقتضاها العصر الحديث منها
الموضوعات الاجتماعية والسياسية والقومية خاصة
وأن أساليب الكتاب في كل منها
ظل متسماً بالطابع الأدبي الصرف على الرغم من التأثر
بأسلوب الصحافة من حيث المرونة
والبعد عن التكلف والمحسنات البديعية
كما كان شائعاً قبل القرن التاسع عشر.
وفي إطار الحديث عن النثر
تذكر الأبحاث الفكرية
التي تتناول قضايا التراث وإعادة قراءته
وقضايا العصر العالمية والقومية والمحلية
إضافة إلى قضايا العلوم المعاصرة
وما إلى ذلك.
وقد كان للاستعمار ثم للتبعية الاقتصادية
في الوطن العربي
آثار مهمة في دفع الكتاب جميعاً
للإسهام بأعمالهم الأدبية والفكرية
في الدعوة إلى التحرر
والوحدة القومية ومحاربة الظلم
ودفع الاستبداد في المراحل المختلفة
من القرنين التاسع عشر والعشرين.
لقد عالج الكتاب
مشكلات مجتمعاتهم العربية وأمتهم
على اختلافها وتنوعها
ونبهوا إلى المفاسد العامة الناجمة عنها
ودعوا إلى الإصلاح أوالثورة
كل بحسب اتجاهه ورأيه
وفي مقدمة المشكلات التي تطرق إليها الكتاب هنا
الفقر والجهل وتحرر المرأة
الذي لقي عناية خاصة هدفت إلى إطلاق طاقات
«نصف المجتمع»
وزجها في المعركة القومية التحررية الحضارية.
وطبيعي أن تكون أساليبهم
طيعة لينة يستطيع جميع المعلمين
أن يتلقوا ما فيها بيسر ووضوح
وكانت الصحافة هي الميدان الأكثر رحابة
لعرض المشكلات وإبداء الرأي فيها
وكان لذلك أهم الأثر في الليونة والتطويع المذكورين.
أما الأبحاث الفكرية على اختلافها
فهي ضرورة موجهة لذوي الثقافة العالمية
وللمهتمين أو المتخصصين
ولذلك فهي تلتزم حدوداً من أساليب التعبير
لا يمكنها النزول دونها.
وفي الموضوعات الأدبية الصرف
اتسعت تجارب الكتاب الإنسانية
فتنوعت المضامين تبعاً لها
فإلى جانب الأغراض القديمة
كثرت العناية بالوصف
وبوصف الطبيعة خاصة
والإعراب عن المشاعر النفسية المختلفة
تجاهها من حزن وفرح
وتشاؤم وتفاؤل مع مزج ذلك كله
بوصف الطبيعة أحياناً كما يفعل الإبداعيون
وقد عني كثير من الأدباء
بالتعبير عن موضوعات إنسانية وفلسفية عامة
متأثرين بما اطلعوا عليه
من ثقافات وآداب غربية
وبرز ذلك عند أدباء المهجر أكثر من سواهم.
ولئن كانت الموضوعات
الاجتماعية والسياسية والقومية
تقتضي العناية بالمعنى أكثر من الأسلوب
فإن تلك الموضوعات الأدبية تمتاز بعنايتها
بالأسلوب إلى جانب المعنى
فالألفاظ فيها أنيقة مختارة، والعبارات
موشحة بالأخيلة والصور ومحلاة بالتوازن أحياناً
أو ببعض السجعات العرضية
مع شيء من الاقتباس والتضمين أحياناً أخرى.
وإلى جانب ذلك
برز عنصر اللغة العصرية الغنية بمفرداتها
وبمرونة استجابتها للصياغة
والقوالب الفنية الجديدة التي اقتضاها
تطور العصر ومستحدثات الحضارة
ودارت حول اللغة مناقشات نقدية كثيرة
اختلفت فيها وجهات النظر بين الجديد والقديم
وتبعاً لهذا الاختلاف
تنوعت طرائق تعبير الكتاب تنوعاً واسعاً
حتى كاد يكون لكل كاتب «لغته» ومفرداته
ومن ثم أسلوبه الخاص المتميز به من غيره
وهكذا ارتقى النثر الأدبي العربي الجديد
وأضحى عالمياً وترجم كثير منه
إلى لغات العالم الحية المختلفة.
نكمل بكره
ان شاء الله
تحيتى
|