عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 9/7/2020, 02:55 AM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
 
محمود الاسكندرانى
كبير مشرفين المنتدى الاسلامى والبيت العائلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  محمود الاسكندرانى غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 105086
تاريخ التسجيل : Jun 2008
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 2,413 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 271
قوة التـرشيـح : محمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميز
new أهمية التخلق بالأخلاق





الأخلاق الفاضلة كثيرة، وعلى المسلم أن يسعى جادًّا في التخلق بها، وهي إنما يكتسبها الإنسان بالسعي لها، والحرص عليها، والصبر عن ضدها حتى تكون خلةً دائمة لا تنفك عنه وكأنه فُطِرَ عليها.

إن من الأخلاق الفاضلة التي حثّ عليها الشرع ودعت إليها الفطرة: خُلُق الحياء، فمن فضله عده المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- من شُعَب الإيمان؛ كما أخرج البخاري من حديث أبي هريرة قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: “الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان“، سنتطرق في هذه الخطبة بمشيئة الله لتعريف الحياء وأقسامه، وبيان فضله، وتطبيق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لهذا الخلق العظيم، وأصحابه من بعده.

قال ابن مفلح الحنبلي: “وحقيقة الحياء خُلُق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح”.

ومن فضل الحياء أن الله -جل وعلا- اتصف به كما أخرج أبو داود في سننه من حديث يعلى بن أمية قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: “إن الله -تعالى- حيي ستير يحب الحياء والستر؛ فإذا اغتسل أحدكم فليستتر“.

فرق بين حياء المخلوق والخالق؛ فحياء المخلوق خُلق يخلقه الله -جل وعلا- في نفس الإنسان، يناسبه كمخلوق، وخلق الخالق صفة من صفاته ليست بمخلوقة ولا يمكن معرفة كيفيتها، بل نجزم بأنه لا يشبه حياء المخلوق؛ لأن الله يقول عن نفسه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى:11].

وحياء الإنسان على نوعين: غريزي بمعنى فطري؛ بمعنى أن الله فطر المخلوق على ذلك، وحياء مكتسَب يكتسبه الإنسان بترويض نفسه عليه، وهذا هو المطلوب من العبد شرعًا، وهو أحد شُعَب الإيمان وهو محور خطبتنا.

إن من أعظم فوائد الحياء المكتسب أنه يرد العبد عن فعل المعاصي؛ حياء من الله، قال ابن القيم -رحمه الله-: “ومن عقوباتها -أي: الذنوب-: ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب، وهو أصل كل خير وذهابه ذهاب كل خير بأجمعه، وفى الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: “الحياء خير كله“، وقال -صلى الله عليه وآله وسلم-: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت“؛ وفيه تفسيران أحداهما أنه على التهديد والوعيد؛ والمعنى: من لم يستحِ فإنه يصنع ما شاء من القبائح؛ إذ الحامل على تركها الحياء، فإذا لم يكن هناك حياء ينزعه عن القبائح فإنه يواقعها، وهذا تفسير أبي عبيدة. والثاني أن الفعل إذا لم تستحِ فيه من الله فافعله، وإنما الذي ينبغي تركه ما يستحي فيه من الله، وهذا تفسير الإمام أحمد في رواية ابن هاني”.

إن الحياء يجلب الطاعة، والطاعة تجلب الحياء؛ فإن الحياء متولد من تعظيم الله ومن محبته -جل وعلا-؛ قال عمر بن الخطاب: “من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه”.

لقد أمر الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- الناس بالحياء وحثّهم عليه؛ فمن ذلك ما أخرجه البيهقي في الشعب من حديث سعيد بن زيد أن رجلاً قال: يا رسول الله أوصني. قال: “أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي رجلاً من صالحي قومك“.

وأخرج البخاري من حديث أبي مسعود البدري قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت“.

وأخرج الترمذي في جامعه من حديث أبي هريرة قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: “الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة“.

وأخرج الترمذي في جامعه من حديث أنس قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: “ما كان الفحش في شيء إلا شانه، ولا كان الحياء في شيء إلا زانه“.

اللهم ارزقنا الحياء منك حق الحياء ................
توقيع » محمود الاسكندرانى

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس