عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16/9/2021, 11:33 AM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
 
محمود الاسكندرانى
كبير مشرفين المنتدى الاسلامى والبيت العائلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  محمود الاسكندرانى غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 105086
تاريخ التسجيل : Jun 2008
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 2,416 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 271
قوة التـرشيـح : محمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميز
new الكسبُ الحلالُ من أعظمِ العباداتِ





قد أمَرَ اللهُ عبادَهُ ألّا يأكلوا ولا يَشربوا ولا يَلبَسوا إلّا حلالاً، فقال تعالى -مخاطِباً الرُّسُلَ وهم أفضلُ الخلقِ وخيرَتُهم-: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم)[المؤمنون:51].
وقالَ مُخاطِباً المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون)[البقرة:172].
وقال -جَلَّ وعلا- مخاطباً الناسَ جميعاً من المؤمنين وغيرِهم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين)[البقرة:168].

فحَذَّرَ سبحانَهُ من الشيطانِ وخُطُواتِه، ومن خطواته: أن يُوقِعَ الإنسانَ في المحرماتِ والخبائِث، فلَرُبَّما أمَرَهُ أن يأكلَ أو يَشرَبَ منها، مع أنَّ الحلالَ بَينَ يديهِ كثير؛ فعن أبي هُريرةَ -رضي الله عنه- قال: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ؛ فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم)[المؤمنون:51]، وَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)[البقرة:172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟"(رواه مسلم).

وجعلَ سبحانهُ بينَ أيدينا حلالًا كثيراً، فقال: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً)[البقرة:29]، وقال جل وعلا: (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ)[غافر:64].

أيُّها الإخوةُ المؤمنون: الكسبُ الحلالُ من أعظمِ العباداتِ، وخُروجُ المرءِ لِكَسْبِ الحلالِ عِبادَةٌ يُتَقَرَّبُ بها إلى اللهِ -جلَّ وعلا-، ألَم تَرَ إلى الصحابةِ لما جَلَسوا معَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يوماً، فرَأوا رَجُلاً مُجتَهِداً في كَسْبِ رِزْقِهِ يَعملُ بجَلَدٍ وقُوَّةٍ؛ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ"(أخرجه الطبراني في المعجم).
فالرجلُ الذي عندهُ أولادٌ صغارٌ وقد خرجَ يشتغلُ ليَكسبَ المالَ ويُنفقَ عليهم فهذا في سبيلِ اللهِ ولهُ أجرُ الـمُجاهِد، ومثلُه من كانَ لهُ أبَوَينِ كبيرين يُنفِقُ عليهما، وكذلكَ من خرجَ يَسعى على نفسهِ فقط لِيُعِفَّها عن سؤالِ الناسِ فهو في سبيلِ الله؛ لذلكَ قَرَنَ اللهُ -تعالى- بينَ كسبِ الرِّزقِ وبينَ الجهادِ في سبيلِ الله، فقالَ سبحانَه: (عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)[المزمل:20]؛ فجعلَ رَبُّنا -جَلَّ في عُلاهُ- الضَّرْبَ في الأرضِ لكسبِ الرزقِ مُساوِياً أو مُقارِناً للجهادِ في سبيلِ الله.

قال الإمامُ المناوي في شرحهِ للحديث: "يعني أنهُ مُثابٌ مأجور، وذلكَ أنَّ كسبَ الإنسان للحلالِ هو تنفيذٌ لقولِ الله -جلَّ وعلا-: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ)"[الملك:15].

لذلكَ لما رأى النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- رجلاً جالساً في المسجدِ لوقتٍ طويلٍ ورَآهُ مِراراً قال: "ماذا يفعل هذا"؟ قالوا يتعبد. قال: "من ينفق عليه؟". قالوا: أخوه ينفق عليه. فقال -عليه الصلاة والسلام-: "أخوه خير منه"؛ فالأخ الذي يسعى في الأرض ويتكسب ليُنفق على نَفسِهِ وأخيه هو خير من أخيه؛ وإن كان أكثر قراءة أو صلاةً أو صوماً منه.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.


توقيع » محمود الاسكندرانى

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس