حضنا الله ورسوله على استباق الخيرات والتزود بالصالحات سرا وعلانية، ورتب على أعمال السر أجورا عظيمة ومنازل رفيعة لقربها من الإخلاص وبعدها عن الرياء والسمعة. فمن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار. فأسروا بعض أعمالكم الصالحة واجعلوها لكم خبيئة كما لكم من السيئات خبيئة، واعلموا أن الأصل في الفرائض الجهر وفي النوافل السر، وأن إخفاء العمل الصالح أفضل من إظهاره إلا لمصلحة راجحة كتعليم الناس الخير وحضهم على الاقتداء. 1/ الحض على إخفاء النوافل إلا لمصلحة راجحة
الزبير بن العوام: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أنْ يَكُونَ لَهُ خَبِئٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ. س.
أبو هريرة: قَالَ رَجُلٌ: يَرَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَعْمَلُ الْعَمَلَ فَيُطَّلَعُ عَلَيْهِ فَيُعْجِبُنِي قَالَ: لَكَ أَجْرَانِ، أَجْرُ السِّرِّ وَأَجْرُ الْعَلاَنِيَةِ. ت.ض.
قال الله تعالى: قُل لِّعِبَادِى اِلذِينَ ءَامَنُواْ يُقِيمُوا الصَّلَوةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـهُمْ سِرًّا وَعَلَـنِيَةً مِّن قَبْلِ أَنْ يَّاتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَـلٌ. إبراهيم 31.
قال الله سبحانه: اِلذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَلَهُم بِاليْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَـنِيَةً فَلَهُمُ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. البقرة 274.
أبو هريرة: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا صَلَّى فِي الْعَلاَنِيَةِ فَأَحْسَنَ وَصَلَّى فِي السِّرِّ فَأَحْسَنَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا عَبْدِي حَقًّا. ة.ض.
2/ فضائل أعمال السر
نيل محبة الله
سعد بن أبي وقاص: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ. م.
عمر بن الخطاب: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الأَبْرَارَ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوْا وَلَمْ يُعْرَفُوا قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ. ة.ض.
أبو أمامة الباهلي: إِنَّ أَغْبَطَ النَّاسِ عِنْدِي عَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ، ذُو حَظٍّ مِنْ صَلاَةٍ، أَطَاعَ رَبَّهُ وَأَحْسَنَ عِبَادَتَهُ فِي السِّرِّ، وَكَانَ غَامِضاً فِي النَّاسِ لاَ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ. ت.
أبو ذر الغفاري: ثَلاَثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ: رَجُلٌ أَتَى قَوْمًا فَسَأَلَهُمْ بِاللَّهِ وَلَمْ يَسْأَلْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَمَنَعُوهُ، فَتَخَلَّفَ رَجُلٌ بِأَعْقَابِهِمْ فَأَعْطَاهُ سِرًّا لاَ يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إِلاَّ اللَّهُ وَالَّذِي أَعْطَاهُ. وَقَوْمٌ سَارُوا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ النَّوْمُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِمَّا يُعْدَلُ بِهِ نَزَلُوا فَوَضَعُوا رُءُوسَهُمْ فَقَامَ أَحَدُهُمْ يَتَمَلَّقُنِي وَيَتْلُو ءَايَاتِي. ت.
تعظيم الأعمال
زيد بن ثابت: فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ الْمَكْتُوبَةَ. متفق عليه.
زيد بن ثابت: صَلاَةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهِ فِي مَسْجِدِي هَذَا إِلاَّ الْمَكْتُوبَةَ. د.
أبو هريرة: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ أَيُّ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ قَالَ: الصَّلاَةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ. م.
عبد الله بن مسعود: فَضْلُ صَلاَةِ اللَّيْلِ عَلَى صَلاَةِ النَّهَارِ كَفَضْلِ صَدَقَةِ السِّرِّ عَلَى صَدَقَةِ الْعَلاَنِيَةِ. ب.
أنس بن مالك: خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي. ح.ض.
عقبة بن عامر: الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ. د.
تكفير السيئات
كعب بن عجرة: الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ. ت.
قال الله تعالى: اِن تُبْدُواْ الصَّدَقَـتِ فَنِعِمَّا هِىَ. وَإِن تُخْفُوهَا وَتُوتُوهَا اَلْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَنُكَفِّرْ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ. وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ. البقرة 271.
مضاعفة الأجور
قال الله تعالى: إِنَّ اَلذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ. الملك 12.
أبو هريرة: دَعْوَةٌ في السِّرِّ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ دَعْوَةً فِي الْعَلَانِيَةِ، وَصَدَقَةٌ فِي السِّرِّ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ صَدَقَةً فِي العَلَانِيَةِ. س.ض.
صهيب: صَلاةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعاً حَيْثُ لا يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلاتَهُ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْساً وَعِشْرِينَ. س.
استجابة الدعاء
أبو هريرة: رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ مَدْفُوعٍ بِالأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ. م.
أبو الدراء: دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ. ف.م.
تفريج كرب يوم القيامة
أبو أمامة الباهلي: إِنَّ صَدَقَةَالسِّرِّتُطْفِئُغَضَبَالرَّبِّ. ط.
أبو هريرة: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ. متفق عليه.
تبوّؤ الدرجات العلى
أبو هريرة: قَالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. متفق عليه.
أسماء بنت يزيد: يُحْشَر النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنَادِي مُنَادٍ فَيَقُولُ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِِعِ؟ فَيَقُومُونَوَهُمْقَلِيلٌ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ يُؤْمَرُ بِسَائِرِ النَّاسِ إِلَى الْحِسَابِ. ب.ض.