المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   قسم علوم القرآن (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=312)
-   -   تفسير: (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون) (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=716182)

ايمن مغازى 3/12/2015 02:08 AM

تفسير: (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون)
 
http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/basmla/747474.gif
http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/slam/6867867.gif


تفسير قوله تعالى:

﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

(سورة البقرة: الآية 56)


إعراب مفردات الآية [1]:
(ثمّ) حرف عطف للتراخي (بعثنا) فعل ماض وفاعله، و(كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (من بعد) جار ومجرور متعلّق بـ (بعثنا)، (موت) مضاف إليه مجرور و(كم) مضاف إليه في محلّ جرّ. (لعلّكم تشكرون) سبق إعرابها.

روائع البيان والتفسير:
﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ﴾ قال البغوي في معالم التنزيل في تفسيرها بتصرف يسير:
﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ ﴾ أحييناكم، والبعث: إثارة الشيء عن محله يقال: بعثت البعير وبعثت النائم فانبعث ﴿ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ﴾ قال قتادة: أحياهم ليستوفوا بقية آجالهم وأرزاقهم ولو ماتوا بآجالهم لم يبعثوا إلى يوم القيامة.

وزاد ابن العثيمين في تفسير الآية بياناً شافياً فقال -رحمه الله تعالي مامختصره:
قوله تعالى: ﴿ ثم بعثناكم بعد موتكم ﴾: أصل "البعث" في اللغة الإخراج؛ ويطلق على الإحياء، كما هذه الآية؛ ويدل على أن المراد به الإحياء هنا قوله تعالى: ﴿ من بعد موتكم ﴾؛ وهو موت حقيقي، وليس نوماً، لأن النوم يسمى وفاة؛ ولا يسمى موتاً، كما في قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ﴾ [الأنعام: 60]، وقوله تعالى: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ﴾ [الزمر: 42].

وقوله تعالى: ﴿ بعثناكم من بعد موتكم ﴾: هذه نعمة كبيرة عليهم أن الله تعالى أخذهم بهذه العقوبة، ثم بعثهم ليرتدعوا؛ ويكون كفارة لهم. اهـ[3].

﴿ لعلكم تشكرون ﴾ فسرها ابن العثيمين أيضاً بقوله: أي تشكرون الله سبحانه وتعالى؛ و "لعل" هنا للتعليل..

ثم قال مضيفاً فائدة جليلة:
وهذه إحدى الآيات الخمس التي في سورة البقرة التي فيها إحياء الله تعالى الموتى؛ والثانية: في قصة صاحب البقرة؛ والثالثة: في الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، فقال الله لهم: ﴿ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ﴾ [البقرة: 243]؛ والرابعة: في قصة الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها، فقال: ﴿ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ﴾ [البقرة: 259]؛ والخامسة في قصة إبراهيم: ﴿ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي... ﴾[البقرة: 260] الآية؛ والله تعالى على كل شيء قدير، ولا ينافي هذا ما ذكر الله في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 15، 16]؛ لأن هذه القصص الخمس، وغيرها. كإخراج عيسى الموتى من قبورهم. تعتبر أمراً عارضاً يؤتى به لآية من آيات الله سبحانه وتعالى؛ أما البعث العام فإنه لا يكون إلا يوم القيامة؛



الساعة الآن 07:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir