المهندسين العرب - أذكارُ الركوع

أذكارُ الركوع
(سبحان ربي العظيم) ثلاثَ مراتٍ. رواه مسلم.
عن عقبةَ رضِي الله عنه قال: لما نزلت (فسبح باسم ربك العظيم) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوها في ركوعكم) رواه ابن ماجة وأبو داود وصححه الحاكم.
الشرح:
(سبحان): التَّسبيح هو التّنزيهُ والمقصود هنا تنزيهه عن مطلق النقص أو النقص في كماله. أو مشابهة المخلوقين فينزه الله عن الجهلِ، والعجز والضعف، والنوم ونحوه.
(ربي العظيم): العظيم في ذاتِهِ وصفاته.
وفي هذا الدعاء تنزيُهُ لله، ووصف له بعد تنزيهه بأمرين كاملين وهما الربوبية والعظمة فاجتمع فيه التنزيه والتعظيمُ، والتنزيه والتعظيم باللسان تعظيم قولي وبالركوع تعظيم فعلي فيكون الراكع جامعاً بين التعظيمين: القولي والفعلي.
قال الترمذي في عدد تكرير أذكار الركوع والسجود: (والعمل على هذا عند أهل العلم: يستحبون ألا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات).

مسألة: هل يجوز للمصلي أن يقرأ شيئاً من القرآن في ركوعه؟
الركوع موضعُ تعظيم ليس للمصلي أن يتعوّذ فيه أو يقرأ قرآنا، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:(ألا وإني نُهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، أما الركوع فعظِّموا فيه الربَّ عزَّ وجلَّ) رواه مسلم.

ومما يُقالُ أيضاً في الركوع:
قول: ( سبحان ربي العظيم وبحمده ) رواه أبو داودَ بـزيـادة (وبحمده).
ويستحب للمصلي أن يزيد على ما سبق ما تيسر له من الأذكار التالية:
فيقول: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) متفق عليه، وكان صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقوله في ركوعه وسجوده.
أو يقول: (سبّوحٌ قدوسٌ ربُّ الملائكةِ والرُّوحِ) رواه مسلم.
الشرح:
(سبّوح): المبرأُ من النَّقائص.
(قدّوس): المطهَّر عن كل ما لا يليق.
(رب): الربُّ هو الخالقُ القادِرُ المتصرف.
(الملائكةُ والروحُ): خلق من خلق الله خلقهم الله من نور على هيئات عظيمة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، والروح: قيل: ملكٌ عظيم يكون إذا وقف كجميع الملائكة. وقيل المقصود هنا: جبريل.

فائدة:
قال فضيلةُ الشيخِ العثيمينَ رحمَهُ اللهُ تَعالى : أذكارُ الرُّكوع المعروف عند عامة العلماءِ تذكر جميعا، وعليه فلا بأس أن يجمع بين أدعية الركوع الآنف ذكرها وغيرِها من الأذكار الثابتة أو بعضها في ركوع واحد.

وقفة:
قال بعضُ السَّلف: الصلاةُ كجاريةٍ تهدى إلى ملك من الملوك فما الظن بمن يُهْدَي إليه جارية شلاءُ، أو عوراءُ، أو عمياءُ، أو مقطوعةُ اليدِ والرجل، أو مريضة، أو دميمة، أو قبيحة، أو حتى يُهْدَى إليه جارية ميتة بلا روح.... فكيف بالصلاة يهديها العبد ويتقرب بها إلى ربه تعالى؟!والله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، وليس من العمل الطيب صلاةٌ لا روحَ فيها. كما أنه ليس من العتقِ الطيب عتق عبد لا روح فيه.