المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   المنتدي الاسلامي (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   الرسالة المحمدية رسالة إنسانية (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=789516)

ايمن مغازى 17/8/2022 01:00 AM

الرسالة المحمدية رسالة إنسانية
 
http://www6.0zz0.com/2018/08/05/05/938366488.gif




الرسالة المحمدية رسالة إنسانية

عباد الله: إن الرسالة المحمدية بجموعها رسالة إنسانية؛ فقد جاءت لتراعي إنسانية الإنسان فيما تأمر به أو تنهي عنه؛ وإذا نظرنا إلى المصدر الأول للإسلام وهو القرآن كتاب الله، وتدبرنا آياته، وتأملنا موضوعاته واهتماماته، نستطيع أن نصفه بأنّه، كتاب الإنسان؛ فالقرآن كله إما حديث إلى الإنسان، أو حديث عن الإنسان؛ ولو تدبرنا آيات القرآن كذلك لوجدنا أنّ كلمة “الإنسان” تكررت في القرآن ثلاثًا وستين مرة، فضلاً عن ذكره بألفاظ أخرى مثل “بني آدم” التي ذكرت ست مرات، وكلمة “الناس” التي تكررت مائتين وأربعين مرة في مكيّ القرآن ومدنيّه؛ وكلمة (العالمين) وردت أكثر من سبعين مرّة؛ والحاصل أن إنسانية الإسلام تبدو من خلال حرص الشريعة الإسلامية وتأكيدها على مجموعة من القضايا المهمة .

ولعل من أبرز الدلائل على ذلك أنّ أول ما نزل من آيات القرآن على رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم خمسُ آيات من سورة العلق ذكرت كلمة “الإنسان” في اثنتين منها، ومضمونها كلها العناية بأمر الإنسان. قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5].

وإذا نظرنا إلى الشخص الذي جسد الله فيه الإسلام، وجعله مثالاً حيًّا لتعاليمه وقيمه الإنسانية، وكان خُلُقه القرآن، نستطيع أن نصفه بأنّه “الرسول الإنسان”؛ وإذا نظرت في الفقه الإسلامي وجدت “العبادات”، لا تأخذ إلا نحو الربع أو الثلث من مجموعه، والباقي يتعلق بأحوال الإنسان من أحوالٍ شخصية، ومعاملات، وجنايات، وعقوبات، وغيرها.

والعبادات كلها فيها معاني إنسانية سامية؛ فالزكاة المفروضة- مثلاً – ليست ضريبة تؤخذ من الجيوب، بل فيها معاني إنسانية سامية؛ فهي غرس لمشاعر الحنان والرأفة، وتوطيد لعلاقات التعارف والألفة بين شتى الطبقات، وقد نص القرآن على الغاية من إخراج الزكاة بقوله: ” خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ” [التوبة/103].

وفي الصيام نعلم أن رمضان هو شهر الأخلاق ومدرستها، فهو شهر الصبر، وشهر الصدق، وشهر البر، وشهر الكرم، وشهر الصلة ، وشهر الرحمة ، وشهر الصفح ، وشهر الحلم، وشهر المراقبة، وشهر التقوى، وكل هذه أخلاق إنسانية يغرسها الصوم في نفوس الصائمين وذلك من خلال قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ( البقرة : 183) ، بكل ما تحمله كلمة التقوى من دلالات ومعان إيمانية وأخلاقية وإنسانية.

وشعيرة الحج مدرسة أخلاقية وإنسانية؛ فيجب على الحاج اجتناب الرفث والفسوق والجدال والخصام في الحج، فضلاً عن غرس قيم الصبر وتحمل المشاق والمساواة بين الغني والفقير والتجرد من الأمراض الخلقية.

عباد الله: لقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في القيم والمعاني الإنسانية والخلقية قبل البعثة وبعدها ؛ وقد شهد له العدو قبل القريب؛ ونحن نعلم قول السيدة خديجة فيه لما نزل عليه الوحي وجاء يرجف فؤاده:” كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ؛ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ؛ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ؛ وَتَقْرِي الضَّيْفَ؛ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ”. ( متفق عليه )؛ بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم – صاحب الرسالة المحمدية؛ كان مشهورا وملقبا في قريش قبل البعثة بالصادق الأمين.

وأما بعد البعثة فقد شهد له ربه بقوله : { ﻭَﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﻌَﻠَﻰ ﺧُﻠُﻖٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ }(القلم: 4 )؛ ولقد شهدت له زوجه عائشة رضي الله عنها؛ وهي ألصق الناس به، وأكثرهم وقوفًا على أفعاله في بيته، بأنه صلى الله عليه وسلم: ” كان خلقه القرآن”، (مسلم )؛ قال الإمام الشاطبى: “وإنما كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن لأنه حكَّم الوحي على نفسه حتى صار في عمله وعلمه على وفقه، فكان للوحي موافقًا قائلاً مذعنًا ملبيًا واقفًا عند حكمه”. فكان صلى الله عليه وسلم قرآنًا يمشي على الأرض.

وﺭُﻭﻱ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺍﺑﻴﺎً ﻗﺎﻝ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﻋلي رضي الله عنه : ﻋﺪِّﺩ ﻟﻨﺎ ﺃﺧﻼﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم !! ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ رضي الله عنه : ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻌﺪّ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ! ﻓﻘﺎﻝ علي رضي الله عنه: ﻋﺪ ﻟﻲ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ : ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﻳُﻌٓﺪًُ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ رضي الله عنه: ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﻋﺪ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ! ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ تعالى : { ﻗُﻞْ ﻣَﺘَﺎﻉُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻗَﻠِﻴﻞٌ }(النساء: 77) ﻭﻃﻠﺒﺖَ مني ﻋﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ، حيث ﻳﻘﻮﻝ تعالى : { ﻭَﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﻌَﻠَﻰ ﺧُﻠُﻖٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ }(القلم: 4 )

ميدو الشورة 17/8/2022 04:47 PM

رد: الرسالة المحمدية رسالة إنسانية
 
بارك الله فيك


الساعة الآن 09:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir