|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كي لا تضيع الفرصة
لا نعتقد أبداً أن ثمة مسلم لا يهفو قلبه شوقاً لبلوغ هذا الشهر الكريم، ولا نظن أبداً أن أحداً يعيش في بلاد المسلمين ولا يرى تلك الفرحة التي تغمر عامتهم وخاصتهم، بهذا الشهر الفضيل. مباهج ومسرات لا مثيل لها، تعمر البيوت والمساجد وأماكن الاجتماع، وتواصٍ بهذا الشهر وتذاكر له، وحمد لله على أن أبلغهم إياه، ورمضان ليس غريب عليه احتفال المسلمين به فالصيام فيه وسائر العبادات التي تختص به هي مدرسة لزيادة الإيمان وتزكية النفس.. وإذ ذاك فإن من المُبتدر للذهن أن النفس يجب أن تستغل هذا الشهر وتعمره بالخير كله، علها تخرج منه ـ إن أحياها الله ـ خيراً مما ولج عليها، أو علّها إن قبضها الله فيه تكون على طاعة واجتهاد في هذا الشهر الذي تضاعف فيه الحسنات، وتطرى فيه النفوس فتكون أرضاً طيبة للإخلاص والاجتهاد.. ولكن ثمة أمور قد يهم الصائم القائم في هذا الشهر أن يعرفها كي لا تضيع عليه الفرصة، فيفوته خير عظيم، كيف لا، وهذا الشهر لا يكون إلا ثلاثين يوماً أو أقل من ثلاثمائة وستين يوماً؟! وكيف لا، وهذا الشهر قصير سرعان ما يخبو هلاله، ويغيم في الفضاء سراج سعده الذي أُشعل ابتهاجاً لمقدمه؟! ولكي يغنم المسلم هذه الفرصة لابد أن يتحقق فيه شرطان: الشرط الأول: أن يكون الصيام إيماناً واحتساباً : فالصوم عبادة وليس عادة، ولذلك لابد له من النية الخالصة لله سبحانه، والرغبة في نيل الأجر والتقرب إلى الله تعالى، وأن يوطَّن الصائم نفسه على استشعار حقيقة الصوم ومراقبة الله تعالى في تلك العبادة حتى ينال الأجر العظيم منه سبحانه. ولذلك جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري ومسلم. قال ابن حجر في الفتح في معنى هذا الحديث: المراد بالإيمان: الاعتقاد بحق فرضية صومه، وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى، وقال الخطابي: احتساباً أي عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه، طيبةً نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه. إنه لا ينال ثمرة الصوم ويحظى بفضائله إلا من جعل صيامه لله سبحانه وأقبل عليه بمحبة ورغبة، أما من يرى الصيام عبئاً ثقيلاً، ويشغل نهاره بالكسل وتوافه الأمور لكي تنقضي ساعات الصيام، وتراه يحسب الأيام حتى يتخلص من شهر رمضان ليعود إلى إطلاق العنان لشهوته، فليسله من صيامه إلا الجوع والعطش، ولا حظ له فيما وعد الله به عباده الصائمين من مغفرة الذنوب، ولن يكون صومه مدرسة تدريبية لمجاهدة النفس وتزكيتها؛ لأنه لم يتغير عنده إلا مواعيد الطعام، بل إن شغله الشاغل في أيام رمضان التفكير في ألوان المأكولات وأصناف الأطعمة والحلويات التي يملأ بها مائدة الإفطار ويُتخم بها معدته حتى لا يقوي على القيام، وكأنه كان أسيراً فانفك قيده في لحظة الإفطار!! الشرط الثاني: الابتعاد عن المعاصي: الصوم الذي أمر الله به هو ما يمنع النفس عن المعاصي ويحجزها عن تسلط الهوى والشهوات، أما إذا كان الصائم لا يتورع عن حرام ولا يبتعد عن منكر، ويقارف المعاصي ويصر عليها ولا يبالي بحرمة شهر رمضان، ولم يغير الصيام شيئاً من سلوكه وأفعاله، فإن هذا الصيام لا يعدو أن يكون تقليداً وعادة، ولا يُرجى له أن يثمر أو يحقق فوائده وأهدافه، وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنهقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري. وقد نقل الحافظ في الفتح عن ابن بطال قوله في معنى هذا الحديث: ليس معناه أن يؤمر بأن يدع صيامه، وإنما معناه التحذير من قول الزور وما ذكر معه. كما نقل عن الإمام البيضاوي قوله: ليس المراد من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة. ولا شك أن الذي يمنع نفسه عن الطعام والشراب وهي من المباحات في غير أوقات الصيام حريَّ به أن يمنع نفسه عن المحرمات التي لا ينال منها إلا الأذى والضرر. أيتها المسلمة هاهي الفرصة قد سنحت فهل بادرنا باستغلال عمرنا وأصلحنا حالنا في هذا الشهر... أرجو ذلك. |
6/12/2007, 07:01 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
صديق المهندسين
|
رد: كي لا تضيع الفرصة
مشكور على الرد
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~