ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يمنحنا السعادة والسلام في هذا العيد وفي كل أيام حياتنا.
العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي > المكتبه الاسلاميه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17/11/2007, 03:50 PM
الصورة الرمزية بحيرى مسعد
 
بحيرى مسعد
صديق المهندسين

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بحيرى مسعد غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 79013
تاريخ التسجيل : Oct 2007
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 1,580 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 10
قوة التـرشيـح : بحيرى مسعد يستاهل التميز
new مجموعة فتاوى ابن تيمية 3

:mohndse
n6
[ ص: 545 ] سئل شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام العالم الرباني والعابد النوراني ابن تيمية الحراني أيده الله تعالى ما تقول في " العرش " هل هو كروي أم لا ؟ وإذا كان كرويا والله من ورائه محيط به بائن عنه فما فائدة أن العبد يتوجه إلى الله تعالى حين دعائه وعبادته فيقصد العلو دون غيره ولا فرق حينئذ وقت الدعاء بين قصد جهة العلو وغيرها من الجهات التي تحيط بالداعي ومع هذا نجد في قلوبنا قصدا يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة . فأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا ; وقد فطرنا عليها . وابسط لنا الجواب في ذلك بسطا شافيا : يزيل الشبهة ويحقق الحق - إن شاء الله - أدام الله النفع بكم وبعلومكم آمين .


فأجاب رحمه الله تعالى بما نصه : - الحمد لله رب العالمين . الجواب عن هذا السؤال بثلاث مقامات . [ ص: 546 ] أحدها أنه لقائل أن يقول : لم يثبت بدليل يعتمد عليه أن " العرش " فلك من الأفلاك المستديرة الكروية الشكل ; لا بدليل شرعي . ولا بدليل عقلي . وإنما ذكر هذا طائفة من المتأخرين الذين نظروا في " علم الهيئة " وغيرها من أجزاء الفلسفة فرأوا أن الأفلاك تسعة وأن التاسع - وهو الأطلس - محيط بها مستدير كاستدارتها وهو الذي يحركها الحركة المشرقية وإن كان لكل فلك حركة تخصه غير هذه الحركة العامة ثم سمعوا في أخبار الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ذكر " عرش الله " وذكر " كرسيه " وذكر " السموات السبع " فقالوا بطريق الظن إن " العرش " هو الفلك التاسع ; لاعتقادهم أنه ليس وراء التاسع شيء إما مطلقا وإما أنه ليس وراءه مخلوق .

ثم إن منهم من رأى أن " التاسع " هو الذي يحرك الأفلاك كلها ; فجعلوه مبدأ الحوادث وزعموا أن الله يحدث فيه ما يقدره في الأرض أو يحدثه في " النفس " التي زعموا أنها متعلقة به ; أو في " العقل " الذي زعموا أنه الذي صدر عنه هذا الفلك وربما سماه بعضهم الروح وربما جعل بعضهم " النفس " هي الروح وربما جعل بعضهم " النفس " هي اللوح المحفوظ كما جعل " العقل " هو القلم . وتارة يجعلون " الروح " هو العقل الفعال العاشر الذي لفلك القمر [ ص: 547 ] و " النفس " المتعلقة به وربما جعلوا ذلك بالنسبة إلى الحق سبحانه كالدماغ بالنسبة إلى الإنسان يقدر فيه ما يفعله قبل أن يكون إلى غير ذلك من المقالات التي قد شرحناها وبينا فسادها في غير هذا الموضع . ومنهم من يدعي أنه علم ذلك بطريق الكشف والمشاهدة ويكون كاذبا فيما يدعيه وإنما أخذ ذلك عن هؤلاء المتفلسفة تقليدا لهم أو موافقة لهم على طريقتهم الفاسدة ; كما فعل أصحاب " رسائل إخوان الصفا " وأمثالهم . وقد يتمثل في نفسه ما تقلده عن غيره فيظنه كشفا كما يتخيل النصراني " التثليث " الذي يعتقده وقد يرى ذلك في منامه فيظنه كشفا وإنما هو تخيل لما اعتقده . وكثير من أرباب الاعتقادات الفاسدة إذا ارتاضوا صقلت الرياضة نفوسهم فتتمثل لهم اعتقاداتهم فيظنونها كشفا . وقد بسطنا الكلام على هذا في غير هذا الموضع .

و ( المقصود هنا : أن ما ذكروه من أن " العرش " هو الفلك التاسع : قد يقال : إنه ليس لهم عليه دليل لا عقلي ولا شرعي . أما " العقلي " فإن أئمة الفلاسفة مصرحون بأنه لم يقم عندهم دليل على أنه ليس وراء الفلك التاسع شيء آخر ; بل ولا قام عندهم دليل على أن الأفلاك هي تسعة فقط ; بل يجوز أن تكون أكثر من ذلك ولكن دلتهم الحركات المختلفة والكسوفات ونحو ذلك على ما ذكروه وما لم يكن لهم دليل على ثبوته فهم لا يعلمون لا ثبوته ولا انتفاءه . [ ص: 548 ] " مثال ذلك " أنهم علموا أن هذا الكوكب تحت هذا ; بأن السفلي يكسف العلوي من غير عكس ; فاستدلوا بذلك على أنه في فلك فوقه . كما استدلوا بالحركات المختلفة على أن الأفلاك مختلفة . حتى جعلوا في الفلك الواحد عدة أفلاك ; كفلك التدوير وغيره . فأما ما كان موجودا فوق هذا ولم يكن لهم ما يستدلون به على ثبوته : فهم لا يعلمون نفيه ولا إثباته بطريقهم . وكذلك قول القائل : إن حركة " التاسع " مبدأ الحوادث خطأ وضلال على أصولهم ; فإنهم يقولون : إن " الثامن " له حركة تخصه بما فيه من الثوابت ولتلك الحركة قطبان غير قطبي " التاسع " وكذلك " السابع " و " السادس " .

وإذا كان لكل فلك حركة تخصه - والحركات المختلفة هي سبب الأشكال الحادثة المختلفة الفلكية وتلك الأشكال سبب الحوادث السفلية - كانت حركة التاسع جزء السبب كحركة غيره . فالأشكال الحادثة في الفلك - لمقارنة الكوكب الكوكب في درجة واحدة ومقابلته له إذا كان بينهما " نصف الفلك " وهو مائة وثمانون درجة . وتثليثه له إذا كان بينهما " ثلث الفلك " وهو مائة وعشرون درجة وتربيعه له إذا كان بينهما " ربعه " تسعون درجة وتسديسه له إذا كان بينهما " سدس الفلك " ستون درجة ; وأمثال ذلك من الأشكال - إنما حدثت بحركات مختلفة وكل حركة ليست عين الأخرى ; إذ حركة " الثامن " التي تخصه ليست عين [ ص: 549 ] حركة التاسع ; وإن كان تابعا له في الحركة الكلية كالإنسان المتحرك في السفينة إلى خلاف حركتها . وكذلك حركة " السابع " التي تخصه ليست عن التاسع ولا عن الثامن وكذلك سائر الأفلاك فإن حركة كل واحد التي تخصه ليست عما فوقه من الأفلاك فكيف يجوز أن يجعل مبدأ الحوادث كلها مجرد حركة التاسع كما زعمه من ظن أن العرش كثيف والفلك التاسع عندهم بسيط متشابه الأجزاء ; لا اختلاف فيه أصلا فكيف يكون سببا لأمور مختلفة . لا باعتبار القوابل وأسباب أخر ؟ ولكنهم قوم ضالون يجعلونه مع هذا ثلاثمائة وستين درجة ويجعلون لكل درجة من الأثر ما يخالف الأخرى ; لا باختلاف القوابل ; كمن يجيء إلى ماء واحد فيجعل لبعض جزأيه من الأثر ما يخالف الآخر ; لا بحسب القوابل ; بل يجعل أحد أجزائه مسخنا والآخر مبردا والآخر مسعدا والآخر مشقيا وهذا مما يعلمون هم وكل عاقل أنه باطل وضلال .

وإذا كان هؤلاء ليس عندهم ما ينفي وجود شيء آخر فوق الأفلاك التسعة كان الجزم بأن ما أخبرت به الرسل هو أن العرش هو الفلك التاسع رجما بالغيب وقولا بلا علم . هذا كله بتقدير ثبوت الأفلاك التسعة على المشهور عند أهل الهيئة ; إذ في ذلك من النزاع والاضطراب وفي أدلة ذلك ما ليس هذا موضعه وإنما نتكلم على [ ص: 550 ] هذا التقدير . وأيضا : فالأفلاك في أشكالها وإحاطة بعضها ببعض من جنس واحد ; فنسبة السابع إلى السادس كنسبة السادس إلى الخامس ; وإذا كان هناك فلك تاسع فنسبته إلى الثامن كنسبة الثامن إلى السابع . وأما " العرش " فالأخبار تدل على مباينته لغيره من المخلوقات وأنه ليس نسبته إلى بعضها كنسبة بعضها إلى بعض . قال الله تعالى : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به } الآية . وقال سبحانه : { ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية } . فأخبر أن للعرش حملة اليوم ويوم القيامة وأن حملته ومن حوله يسبحون ويستغفرون للمؤمنين . ومعلوم أن قيام فلك من الأفلاك - بقدرة الله تعالى - كقيام سائر الأفلاك لا فرق في ذلك بين كرة وكرة وإن قدر أن لبعضها ملائكة في نفس الأمر تحملها فحكمه حكم نظيره . قال تعالى { وترى الملائكة حافين من حول العرش } الآية .

فذكر هنا أن الملائكة تحف من حول العرش وذكر في موضع آخر أن له حملة وجمع في موضع ثالث بين حملته ومن حوله فقال : { الذين يحملون العرش ومن حوله } . و " أيضا " فقد أخبر أن عرشه كان على الماء قبل أن يخلق السموات والأرض كما قال تعالى : { وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء } . [ ص: 551 ] وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض } وفي رواية له { كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كل شيء } وفي رواية لغيره صحيحة : { كان الله ولم يكن شيء معه وكان عرشه على الماء ثم كتب في الذكر كل شيء } وثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء } . وهذا التقدير بعد وجود العرش وقبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة .

وهو سبحانه وتعالى متمدح بأنه ذو العرش كقوله سبحانه : { قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا } وقوله تعالى { رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق } { يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } وقال تعالى : { وهو الغفور الودود } { ذو العرش المجيد } { فعال لما يريد } وقد قرئ " المجيد " بالرفع صفة لله ; وقرئ بالخفض صفة العرش . وقال تعالى : { قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم } { سيقولون لله قل أفلا تتقون } فوصف العرش بأنه مجيد وأنه عظيم وقال [ ص: 552 ] تعالى : { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم } فوصفه بأنه كريم أيضا . وكذلك في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم } فوصفه في الحديث بأنه عظيم وكريم أيضا .

فقول القائل المنازع : " إن نسبة الفلك الأعلى إلى ما دونه كنسبة الآخر إلى ما دونه " . لو كان العرش من جنس الأفلاك لكانت نسبته إلى ما دونه كنسبة الآخر إلى ما دونه وهذا لا يوجب خروجه عن الجنس وتخصيصه بالذكر ; كما لم يوجب ذلك تخصيص سماء دون سماء وإن كانت العليا بالنسبة إلى السفلى كالفلك على قول هؤلاء . وإنما امتاز عما دونه بكونه أكبر كما تمتاز السماء العليا عن الدنيا . بل نسبة السماء إلى الهواء ونسبة الهواء إلى الماء والأرض : كنسبة فلك إلى فلك . ومع هذا فلم يخص واحدا من هذه الأجناس عما يليه بالذكر ; ولا بوصفه بالكرم والمجد والعظمة . وقد علم أنه ليس سببا لذواتها ولا لحركاتها بل لها حركات تخصها فلا يجوز أن يقال : حركته هي سبب الحوادث ; بل إن كانت حركة الأفلاك سببا للحوادث فحركات غيره التي تخصه أكثر ولا يلزم من كونه محيطا بها أن يكون أعظم من مجموعها إلا إذا كان له من الغلظ ما يقاوم ذلك ; وإلا فمن المعلوم أن [ ص: 553 ] الغليظ إذ كان متقاربا فمجموع الداخل أعظم من المحيط ; بل قد يكون بقدره أضعافا ; بل الحركات المختلفة التي ليست عن حركته أكثر لكن حركته تشملها كلها . وقد ثبت في صحيح مسلم { عن جويرية بنت الحارث : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح بالحصى من صلاة الصبح إلى وقت الضحى فقال : لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بما قلتيه لوزنتهن : سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله رضى نفسه سبحان الله مداد كلماته }

. فهذا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان . وهم يقولون : إن الفلك التاسع لا خفيف ولا ثقيل بل يدل على أنه وحده أثقل ما يمثل به كما أن عدد المخلوقات أكثر ما يمثل به . وفي الصحيحين عن أبي سعيد قال : { جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه ; فقال : يا محمد رجل من أصحابك لطم وجهي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادعوه فدعوه فقال : لم لطمت وجهه ؟ فقال : يا رسول الله إني مررت بالسوق وهو يقول : والذي اصطفى موسى على البشر فقلت : يا خبيث وعلى محمد ؟ فأخذتني غضبة فلطمته . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذا بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقته } فهذا فيه بيان أن للعرش قوائم ; وجاء ذكر القائمة بلفظ الساق والأقوال متشابهة في هذا الباب .

[ ص: 554 ] وقد أخرجا في الصحيحين عن جابر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : { اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ } قال : فقال رجل لجابر : إن البراء يقول اهتز السرير قال : إنه كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج ضغائن : سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : { اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ } ورواه مسلم في صحيحه من حديث أنس { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال - وجنازة سعد موضوعة - : اهتز لها عرش الرحمن } . وعندهم أن حركة الفلك التاسع دائمة متشابهة ومن تأول ذلك على أن المراد به استبشار حملة العرش وفرحهم ; فلا بد له من دليل على ما قال كما ذكره أبو الحسن الطبري وغيره مع أن سياق الحديث ولفظه ينفي هذا الاحتمال . وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة ; هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا نبشر الناس بذلك ؟ قال : إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة }

. وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 555 ] قال : يا أبا سعيد من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا : وجبت له الجنة فعجب لها أبو سعيد . فقال : أعدها علي يا رسول الله ففعل . قال : وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض قال وما هي يا رسول الله قال : الجهاد في سبيل الله } . وفي صحيح البخاري : { إن أم الربيع بنت البراء - وهي أم حارثة بن سراقة - أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة - وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب - فإن كان في الجنة صبرت وإن كان في غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء . قال : يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى } . فهذا قد بين في " الحديث الأول " أن العرش فوق الفردوس الذي هو أوسط الجنة وأعلاها وأن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها ; و " الحديث الثاني " يوافقه في وصف الدرج المائة و " الحديث الثالث " يوافقه في أن الفردوس أعلاها . وإذا كان العرش فوق الفردوس فلقائل أن يقول : إذا كان كذلك كان في هذا من العلو والارتفاع ما لا يعلم بالهيئة ; إذ لا يعلم بالحساب أن بين التاسع والأول كما بين السماء والأرض مائة مرة وعندهم أن التاسع ملاصق للثامن فهذا قد بين أن العرش فوق الفردوس الذي هو أوسط الجنة وأعلاها .

وفي حديث { أبي ذر المشهور قال : قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك [ ص: 556 ] أعظم ؟ قال آية الكرسي ثم قال يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة } والحديث له طرق وقد رواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه وأحمد في المسند وغيرهما . وقد استدل من استدل على أن " العرش مقبب " بالحديث الذي في سنن أبي داود وغيره عن جبير بن مطعم قال : { أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال : يا رسول الله جهدت الأنفس وجاع العيال وهلك المال فادع الله لنا فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك ; فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه وقال ويحك أتدري ما تقول ؟ إن الله لا يستشفع به على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك إن الله على عرشه ; وإن عرشه على سمواته وأرضه هكذا - وقال بأصابعه مثل القبة } - وفي لفظ : { وإن عرشه فوق سمواته وسمواته فوق أرضه هكذا - وقال بأصابعه مثل القبة }

. وهذا الحديث - وإن دل على التقبيب وكذلك قوله عن الفردوس إنها أوسط الجنة وأعلاها مع قوله إن سقفها عرش الرحمن وإن فوقها عرش الرحمن والأوسط لا يكون الأعلى إلا في المستدير فهذا - لا يدل على أنه فلك من الأفلاك بل إذا قدر أنه فوق الأفلاك كلها أمكن هذا فيه سواء قال القائل إنه محيط بالأفلاك أو قال إنه فوقها وليس محيطا بها كما أن وجه الأرض فوق النصف الأعلى من الأرض وإن لم يكن محيطا بذلك . [ ص: 557 ] وقد قال إياس بن معاوية : السماء على الأرض مثل القبة . ومعلوم أن الفلك مستدير مثل ذلك لكن لفظ القبة يستلزم استدارة من العلو ولا يستلزم استدارة من جميع الجوانب إلا بدليل منفصل . ولفظ " الفلك " يدل على الاستدارة مطلقا ; كقوله تعالى : { وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون } وقوله تعالى { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون } يقتضي أنها في فلك مستدير مطلقا كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في فلكة مثل فلكة المغزل .

وأما لفظ " القبة " فإنه لا يتعرض لهذا المعنى ; لا بنفي ولا إثبات ; لكن يدل على الاستدارة من العلو ; كالقبة الموضوعة على الأرض . وقد قال بعضهم : إن الأفلاك غير السموات لكن رد عليه غيره هذا القول بأن الله تعالى قال : { ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا } { وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا } فأخبر أنه جعل القمر فيهن وقد أخبر أنه في الفلك وليس هذا موضع بسط الكلام في هذا . وتحقيق الأمر فيه وبيان أن ما علم بالحساب - علما صحيحا - لا ينافي ما جاء به السمع وأن العلوم السمعية الصحيحة لا تنافي معقولا صحيحا ; إذ قد بسطنا الكلام على هذا وأمثاله في غير هذا الموضع . فإن ذلك يحتاج إليه [ ص: 558 ] في هذا ونظائره مما قد أشكل على كثير من الناس ; حيث يرون ما يقال : إنه معلوم بالعقل مخالفا لما يقال إنه معلوم بالسمع ; فأوجب ذلك أن كذبت كل طائفة بما لم تحط بعلمه ; حتى آل الأمر بقوم من أهل الكلام إلى أن تكلموا في معارضة الفلاسفة في " الأفلاك " بكلام ليس معهم به حجة ; لا من شرع ولا من عقل وظنوا أن ذلك الكلام من نصر الشريعة وكان ما جحدوه معلوما بالأدلة الشرعية أيضا . وأما " المتفلسفة وأتباعهم " فغايتهم أن يستدلوا بما شاهدوه من الحسيات ولا يعلمون ما وراء ذلك ; مثل أن يعلموا أن البخار المتصاعد ينعقد سحابا وأن السحاب إذا اصطك حدث عنه صوت ونحو ذلك لكن علمهم بهذا كعلمهم بأن المني يصير في الرحم لكن ما الموجب لأن يكون المني المتشابه الأجزاء تخلق منه هذه الأعضاء المختلفة والمنافع المختلفة على هذا الترتيب المحكم المتقن الذي فيه من الحكمة والرحمة ما بهر الألباب .

وكذلك ما الموجب لأن يكون هذا الهواء أو البخار منعقدا سحابا مقدرا بقدر مخصوص في وقت مخصوص على مكان مختص به ؟ وينزل على قوم عند حاجتهم إليه فيسقيهم بقدر الحاجة لا يزيد فيهلكوا ولا ينقص فيعوزوا وما الموجب لأن يساق إلى الأرض الجرز التي لا تمطر أو تمطر مطرا لا يغنيها - كأرض مصر إذ كان المطر القليل لا يكفيها والكثير يهدم أبنيتها - قال تعالى : { أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون } . [ ص: 559 ] وكذلك السحاب المتحرك وقد علم أن كل حركة فإما أن تكون " قسرية " وهي تابعة للقاسر أو " طبيعية " وإنما تكون إذا خرج المطبوع عن مركزه فيطلب عوده إليه ; أو " إرادية " وهي الأصل فجميع الحركات تابعة للحركة الإرادية التي تصدر عن ملائكة الله تعالى التي هي المدبرات أمرا والمقسمات أمرا وغير ذلك مما أخبر الله به عن الملائكة وفي المعقول ما يصدق ذلك . فالكلام في هذا وأمثاله له موضع غير هذا .

( والمقصود هنا : أن نبين أن ما ذكر في السؤال زائل على كل تقدير فيكون الكلام في الجواب مبنيا على حجج علمية لا تقليدية ولا مسلمة وإذا بينا حصول الجواب على كل تقدير - كما سنوضحه - لم يضرنا بعد ذلك أن يكون بعض التقديرات هو الواقع - وإن كنا نعلم ذلك - لكن تحرير الجواب على تقدير دون تقدير وإثبات ذلك فيه طول لا يحتاج إليه هنا ; فإن الجواب إذا كان حاصلا على كل تقدير كان أحسن وأوجز .
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~