ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يمنحنا السعادة والسلام في هذا العيد وفي كل أيام حياتنا.
العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14/9/2022, 01:05 PM
 
zoro1
كبير مشرفين المنتدي الاسلامى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  zoro1 متصل الآن  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 426233
تاريخ التسجيل : Mar 2020
العمـر :
الـجنـس :  sjv,k[
الدولـة :
المشاركـات : 5,234 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 135
قوة التـرشيـح : zoro1 يستاهل التقييمzoro1 يستاهل التقييم
افتراضي عشرون من مفسدات المحبة بين الناس

عشرون من مفسدات المحبة بين الناس


لا شكَّ أن المحبة الصادقة تُورِثُ الأُخوَّة الخالصة التي تُسعِد صاحبَها في الدنيا، فتجعل إخوانه زينةً له في الرخاء، وعصمةً في البلاء، حتى قالوا: "حلية المرء كثرةُ إخوانه"، وقال عمر رضي الله عنه: "لقاء الإخوان جلاءُ الأحزان".



بل إن المحبة الصادقة تشفع لأصحابها يوم القيامة، فيُبوِّئهم اللهُ مكانةَ الأنبياء والشُّهَداء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مِنْ عِبَادِ الله لأُنَاسًا، مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ، وَلا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ الله تَعَالَى))، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قَالَ: ((هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ الله، عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ، وَلا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا، فَوَالله إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ، وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ، لا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ))، وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62]؛ سنن أبي داود.



غير أن هذه المحبَّة الحقيقية، قد تعترضها بعضُ المفسدات التي تُعكِّر صَفْوَها، وتُذهب نُورَها، فتُورِث الفُرْقة والتدابُر، وتذكي البغضاء والتنافُر؛ ولذلك وجب الاحتياط لها، والحَذَر من مغبَّتِها، وقد تأمَّلت هذه المفسدات، فألفيتها ترجع - في مجملها - إلى عشرين عنصرًا:

1- المعاصي التي تمنع استجابة الدعاء، وتُذهِب البهاء من الوجه، وتمحق البركة، وتَحرم الرزق، وتنسي العلم، وتُضيِّع الطاعات والقُرُبات، وتُفرِّق بين الأحبَّة، فتزرع الوحشة بينهم، فتتنافر القلوب، وتتغاير النفوس؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ))، وَيَقُولُ: ((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا تَوَادَّ اثْنَانِ، فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا))؛ رواه أحمد وهو في صحيح الترغيب.



وجعل ابن القيم رحمه الله من آثار المعصية: "الوحشة التي تحصل له بينه وبين الناس، ولا سيَّما أهلَ الخير منهم، فإنه يجد وحشةً بينه وبينهم، وكلما قويت تلك الوَحْشة، بَعُد منهم، ومن مجالستهم، وحُرِم بركة الانتفاع بهم، وقَرُب من حزب الشيطان بقَدْر ما بَعُد من حزب الرحمن، وتقوى هذه الوَحْشة حتى تستحكم، فتقع بينه وبين امرأته، وولده، وأقاربه، وبينه وبين نفسه، فتراه مستوحشًا من نفسه، وقال بعض السلف: إني لأعصي الله، فأرى ذلك في خلق دابَّتي وامرأتي".



حتى الشريكان المجتمعان على التجارة أو الصناعة أو الخدمات أو غيرها، والبيعان اللذان يعقدان الصفقات التجارية بينهما، يحلُّ التآلِف بينهما، وتنزل البركة بساحتهما ما تركا المعاصي؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا، بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا، فَعَسَى أَنْ يَرْبَحَا رِبْحًا، وَيُمْحَقَا بَرَكَةَ بَيْعِهِمَا))؛ متفق عليه.



2- ترك الدعاء الخالص لأخيك بظَهْر الغيب، فالذي ظفر بأخٍ له في الله صادق، إذا سأله أعطاه، وإذا نَزَلَتْ به نازلةٌ واساه، وإذا رأى منه حسنة نشَرَها وعدَّها، وإذا رأى منه سيئةً كتَمَها وسدَّها، فليحكم هذه العلاقة بالدعاء الطيب له، فإنه خيرٌ للمدعوِّ له، وللداعي أيضًا؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ))؛ مسلم. فدعاؤك لأخيك، هو في الحقيقة دعاء لك.



قال ابن القيم رحمه الله: "فكما يُحِبُّ - أي: المسلم - أن يَستغفرَ له أخوه المسلمُ، كذلك هو - أيضًا - ينبغي أن يستغفرَ لأخيه المسلم".



بل سُنَّ لنا في التشهُّد من الصلاة، أن نقول ما يفيد الدعاء لجميع عباد الله الصالحين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِله، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِله صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ))؛ متفق عليه.



3- مخالفة التأدُّب في مخاطبته، والتحدُّث إليه، والإقبال عليه بالوجه والكلام، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقْبِلُ بوجهِه وحديثِه على أشرِّ القومِ، يتألَّفُهُمْ بذلك، فكان يُقْبِلُ بوجْهِه وحديثِه عليَّ، حتى ظننتُ أني خيرُ القومِ"؛ حسَّنَه في مختصر الشمائل.



وقد يُحدِّثك بكلام أنت تعرفه، فلا تعجل عليه بمعرفتك إيَّاه، فإن ذلك يُضجره، قال أحد السلف: "إن الرجل ليُحدِّثني بالحديث أعرفه قبل أن تَلِدَه أُمُّه، فيحملني حُسْن الأدب على الاستماع إليه حتى يفرغ".

مَن لي بِإِنسانٍ إِذا أَغْضَبْتُهُ
وجَهِلْتُ كانَ الحِلْمُ رَدَّ جَوابِهِ؟
وتَراهُ يُصْغِي لِلحَدِيثِ بِسَمْعِهِ
وبِقَلْبِهِ ولَعَلَّهُ أدْرَى بِهِ


4- ومن هذه العقابيل في طريق المحبَّة الخالصة، ألَّا تقول عند أخيك إلا خيرًا، ولا يسمع منك إلا الكلمة الطيبة المصحوبة بالابتسامة الرقيقة؛ قال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53]، لا تُضْجِره بكلام بذيء، ولا تُحْزِنه بخبرٍ سيِّئ، ولا تُشغله بقصَصٍ لا تعنيه، فالكلمة الطيبة صَدَقة، تنفع المخاطَب، وتُدخِل السُّرُور عليه.

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "نِعمت الهديةُ الكلمةُ من الحكمة، يحفظها الرجل حتى يُلقيها إلى أخيه".



وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: "لولا ثلاث، ما أحببت البقاء: ساعة ظمأ الهواجر، والسجود في الليل، ومجالسة أقوام يَنتقون جيِّدَ الكلام، كما يُنتقى أطايب الثَّمَر".



وجعل ابن القيم رحمه الله: من الأسباب الجالبة للمحبَّة والموجبة لها، ما سمَّاه: "مجالسةَ المحبِّين الصادقين، والتقاطَ أطايب ثمرات كلامهم كما يُنتقى أطايب الثمر".



وسُئل الأوزاعي رحمه الله: ما إكرام الضيف؟ قال: "طلاقة الوجه، وطيب الكلام".

وإني لطلق الوجه للمبتغي القِرى
وإن فنائي للقِرى لرحيب
أضاحك ضيفي عند إنزال رحله
فيخصب عندي والمحل جديب
وما الخصب للأضياف أن يكثر القِرى
ولكنما وجه الكريم خصيب


5- المراء والجدال، والاعتداد بالرأي، وهي صفات تقتل الأخوَّة، وإن طالت، وتمحق المحبَّة وإن استحكمت، وتُبهت العشرة وإن عمرت في الزمن ما عمرت، فكثرة المجادلة والمماحكة، طريق للعناد والمكابرة، وافتعال المعارك الكلامية، والسجالات العقيمة، وذلك سلاح الشيطان ليفرق بين الأحبَّة، ويشعل بينهم فتيل العداوة، وفي الحديث الشريف؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ))، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: ﴿ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴾ [الزخرف: 58]؛ رواه الترمذي.



فالجدل العقيم يُورث البغضاء والامتعاض، ويزرع الشحناء والاعتراض؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى الله، الأَلَدُّ الْخَصِمُ))؛ متفق عليه.



والمسامحة في الكلام تُثير جميل الاهتمام، واللينُ في الحوار يُبقي على التقدير والوقار، وحُسْنُ التأتِّي في الإقناع يجلب حُسْن الاستماع؛ بل ترك الجِدال وأنت على الحق سبيلٌ لحفْظِ محبَّة الإخوان من المحق؛ قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيمٌ ببَيْتٍ في رَبَضِ الجَنَّةِ لِمَن ترَك المِراءَ وإنْ كان مُحِقًّا، وببَيْتٍ في وسَطِ الجَنَّةِ لِمَن ترَك الكَذِبَ وإن كان مازحًا، وببَيْتٍ في أعلى الجَنَّةِ لِمَن حسَّنَ خُلُقَهُ))؛ صحيح الترغيب.



ولما سئل الإمام مالك رحمه الله: يا أبا عبد الله، الرجل يكون عالِمًا بالسنة، أيجادل عنها؟ قال: "لا؛ ولكنه يُخْبِر بالسنة، فإن قبلت، وإلَّا سكت"، وعلَّل الإمام مالك ذلك، فقال: "المراء يُقَسِّي القلوب، ويُورث الضغائن".



وروي عن معاذ بن جبلرضي الله عنه أنه قال: "إذا أحبَبْتَ أخًا، فلا تماره، ولا تشاره، ولا تُمازحه".

وقال الحسن البصري رحمه الله: "المؤمن يُداري، ولا يُماري، ينشر حكمة الله، فإن قبلت حمد الله، وإن رُدَّتْ حمد الله".



بل إن أبواب الجنة التي تفتح يومي الاثنين والخميس، وتُوصَد في وجه المتجادلين المتخاصمين المتشاحنين حتى يصطلحوا، وتتصافى قلوبُهم؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا))؛ مسلم.

إِنِّي لَتُطْرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَيَهُزُّني ذِكْرُ المحامد وَالنَّدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ


6- عدم الصَّفْح عن أخطاء أخيك، والتجاوز عن زلَّاته، فلن تجد أخًا بلا عيوب، ولن تستمرَّ الصداقة والمحبَّةُ بدون معاتبة، وكأن هذه المعاتبة هي الزاد الذي يُقوِّي المحبَّة، ويُعطيها نَفَسًا جديدًا للاستمرار، "والعتاب الحَسَن حدائق المتحابِّين"، كما قيل:

إذا ذهب العتاب فليس ودٌّ *** ويبقى الودُّ ما بقـي العتابُ



وربنا عز وجل اصطفى من خيار عباده الأنبياء والرسل، وسيِّدهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد عاتبه ربُّه في غير ما مرة، كما في قوله تعالى: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [التوبة: 43] غير أنه عتاب بالحسنى، لا مبالغة فيه، ولا تكرار؛ لأن كثرة العتاب تَصرم حَبْلَ المودَّة، وتُغيِّر القلوب؛ ولذلك وصف الله تعالى الصفح بالجميل؛ فقال تعالى: ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85]؛ أي: بلا عتاب؛ قال الإمام الطبري رحمه الله: "فَأَعرِض عنهم إعراضًا جميلًا، واعْفُ عنهم عَفْوًا حسنًا".



قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "الفتوة: الصفح عن عثرات الإخوان؛ لأن كثرة المعاتبة تقطع حبال المودة"، ولا سبيل إلى دوام المحبة، إلا بالتغاضي عن الهفوات، والتجاوُز عن الزلَّات.


إذا كنتُ في كُلِّ الأُمُورِ مُعاتِبًا
صَدِيقَكَ لم تَلْقَ الذي لا تُعاتِبُهْ
فعِشْ واِحدًا أو صِلْ أخاك فإنَّهُ
مُقارِفُ ذَنْبٍ تارَةً ومُجانِبُهْ
إذا أنتَ لم تَشرَبْ مِرارًا على القَذَى
ظَمِئْتَ، وأيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشارِبُهْ؟


7- وهو مترتب على الأمر الأول، وهو مهاجرة الأخ - إذا هو أخطأ - فوق ثلاثة أيام، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: ((لا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ))؛ متفق عليه.



وذكرنا آنفًا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا (ثلاث مرات)))؛ رواه مسلم، ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43].



8- التدخُّل في خصوصيات أخيك، والنبش في أموره الشخصية، وأسراره الداخلية، تطفُّلًا وفضولًا، وقد عَلَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألَّا نتجاوز العلاقة في الأخوَّة إلى درجة التلصُّص والبحث فيما لا يعنينا؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ، تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ))؛ رواه ابن ماجه.



وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تَجَسَّسُوا، وَلا تَحَسَّسُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا إِخْوَانًا))؛ متفق عليه، قال الأوزاعي رحمه الله: "التحسُّس: الاستماع إلى حديث القوم وهم له كارهون"، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "لا خَيْرَ في فضول الكلام"، وقيل للقمان الحكيم: "ما بلغ من حكمتك؟ قال: لا أَسأَلُ عما كُفِيته، ولا أتكلَّم بما لا يعنيني".



بل حتى الكلام الذي يعنيك من أخيك، لا بد وأن تجد له محلًّا مناسًبا، وموضعًا لائقًا، قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: "لا تتكلَّمْ فيما يعنيك حتى تجد له موضعًا، فإنه رُبَّ متكلِّمٍ في أمر يعنيه قد وضعه في غير موضعه، فَيَعنَت".

ومن جميل حِكم عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قوله: "من عد كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه".



9- المبالغة في الممازحة إلى درجة الجراءة والسآمة، وبخاصة إذا كان لك أخٌ من أهل الفضل والوقار؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مِنْ إِجْلالِ الله، إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ))؛ رواه أبو داود، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "من السنة أن يُوقَّر العالِم".



فالمزاح عاقبته - في الغالب - شقُّ عصا الأخوَّة، والفتُّ في عضُد المحبَّة؛ قال ابن عبدالبر رحمه الله: "وقد كره جماعة من العلماء الخوض في المزاح؛ لما فيه منذميم العاقبة، ومن التوصُّل إلى الأعراض، واستجلاب الضغائن، وإفساد الإخاء"، وقال ميمون بن مهران: "إذا كان المزاح أمام الكلام، فآخره الشَّتْم واللطام"؛ ذلك لأن كثرة المزاح تُسقِط الهيبة، وتطرد الاحترام، وتُجرِّئ الناس؛ ولذلك قالوا: "كثرة المزاح، تُجرِّئ السفهاء، وتُسقِط الهيبة"، وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لابنه: "اقتصد في مزاحك، فإن الإفراط فيه يَفُضُّ عنك المؤانسين، ويُوحِش منك المُصاحبين".



وقال الغزالي رحمه الله: "من الغلط العظيم، أن يُتَّخذ المزاح حِرْفةً"، وقال الإمام النووي رحمه الله: "المزاح المنهي عنه، هو الذي فيه إفراط ويُداوَم عليه، فإنه يُورِث الضحك، وقسوة القلب، ويُشغِل عن ذكر الله تعالى، ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويُورِث الأحقاد، ويُسقِط المهابة والوقار".

أَفِد طبعك المكدود بالجد راحة
يُجَمُّ وعلِّله بشيء من المزح
ولكن إذا أعطيته المزح فليكن
بمقدار ما تعطي الطعام من الملح

فلا معنى أن تكون مجالسنا مزاحًا في مزاح، حتى لا يبقى للجد مكانٌ، فَتُظلِم النفوسُ، وتقسو القلوب، وتزاح عن الحقوق، وتَخرج إلى القطيعة والعقوق، فكم من نكتة سخيفة قطعت أوصالًا، وكم من مَزحة ثقيلة رجعت على صاحبها وبالًا، وانثالت عليه صفات الخفَّة وقلة المروءة أَرسالًا.



10- ترك نصحه وتوجيهه، مخافة إحراجه أو إغضابه، فالدين النصيحة، ولا خير في قوم لا يتناصحون، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ، يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ))؛ سنن أبي داود.



وانظر إلى صنيع السلف في ذلك، كيف كان له أثره في تمتين الأخوَّة، وتقوية المحبَّة؛ قال هارون بن عبدالله: جاءني أحمد بن حنبل بالليل، فَدَقَّ بابي، فقلت: من هذا؟ قال:" أحمد"، فبادرتُ، وسلَّمتُ عليه، فقال: "شَغَلْتَ اليوم قلبي"، فقلت: بماذا يا أبا عبدالله؟ قال: "مررتُ اليوم عليك وأنت جالس تُحدِّث الناس في الظِّلِّ، والناس في الشمس، بأيديهم أقلامهم ودفاترهم، لا تفعل مرة أخرى، إذا قعدت، فاقعد مع الناس".

النصحُ أرخص ما باع الرجالُ فلا
ترددْ على ناصحٍ نُصْحًا ولا تَلُمِ
إِنَّ النصائحَ لا تخفَى مَناهِجُها
على الرجالِ ذوي الألبابِ والفَهَمِ


11- نصحه في الملإ، فإن النصيحة حينئذٍ تصبح فضيحةً لا يُستفاد منها؛ بل قد تُغيِّر القلوب، وتقبض النفوس، فالنصيحة من الدين؛ بل هي الدين كله، ولكن لها آداب، ومن آدابها أن تكون سرًّا بينك وبين المنصوح، قيل لمِسعر: أتحبُّ من يخبرك بعيوبك؟ فقال: "إن نصحني فيما بيني وبينه فنعم، وإن قَرَّعني بين الملإ فلا".



وقال الشافعي رحمه الله: "من وعظ أخاه سرًّا، فقد نصحَه وزانه، ومَنْ وعَظَه علانيةً، فقد فضَحَه وشانه"، وقال رحمه الله:

تَعَمَّدْنِي بِنُصْحِكَ فِي انْفِرَادِي
وَجَنِّبْنِي النَّصِيحَةَ فِي الْجَمَاعَهْ
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ
مِنَ التَّوْبِيخِ لاَ أَرْضَى اسْتِمَاعَهْ
فَإِنْ خَالَفْتَنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي
فَلاَ تَغْضَبْ إِذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَهْ


12- إذاعة سرِّه، ونَشْر أخباره؛ فالأخ أدرى الناس بخبايا أخيه، وأعلمهم بأسراره، فوجب سترها، وإحاطتها بالكتمان، فما أسرَّ إليه حتى استأمنه على سرِّه، فإن أذاعه فقد خان المحبة، ونقض عُرَى الأخوَّة.



قال صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ رجلًا بِالْحَدِيثِ، ثُمَّ الْتَفَتَ (أي: يمينًا وشمالًا احتياطًا أن يسمعه أحد)، فَهُوَ أَمَانَةٌ))؛ رواه الترمذي.



قال المناوي رحمه الله: "فيجب عليه كتمها؛ إذ التفاته بمنزلة استكتامه بالنطق".

إِذَا مَا المَرْءُ أَخْطَأَهُ ثَلاثٌ
فَبِعْهُ وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ رَمَادِ
سَلامَةُ صَدْرِهِ وَالصِّدْقُ مِنْهُ
وَكِتْمَانُ السَّرَائِرِ فِي الفُؤَادِ

13- ترك التناجي مع شخص آخر بحضرة أخيك، بأن تُكلِّم ثالثًا معكما سرًّا دونه، أو بلغة غير مفهومة له، فإن كان هذا التناجي في الخير، فهو مكروه، وإن كان في الشر، فهو حرام؛ فإن كل ذلك يحزنه ويقلقه، ويوقعه في الحرج، ويشعره بمهانته وذُلِّه؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا كُنْتُمْ ثَلاثَةً، فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ))؛ متفق عليه.

وفي لفظ آخر: ((إِذَا كُنْتُمْ ثَلاثَةً، فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ، مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحْزِنَهُ)).



فقد تدور بذهنه الوساوس التي يذكيها الشيطان، فيملي له أنهما يقصدانه بالتناجي، وأن كلامهما يدور حوله، وأنهما يستهدفان أمرًا يخصُّه، أو ربما يحيكان شيئًا ضده، ويُدبِّران أمرًا يسوؤه؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [المجادلة: 10]، وقد يشعر بهدر كرامته، والسعي إلى مذلَّته واحتقاره، وكأنهما يقصدان أنك أيها الثالث لست أهلًا لتسمع كلامنا، ولست في مستوى أن نُحدِّثك ببعض أمورنا.



والمؤمن الحق، هو من يسعى إلى إدخال السرور على أخيه، لا أن يُؤذيه ويحزنه، والله تعالى نهى عن إيذاء المؤمنين، سواء كان الإيذاء ماديًّا، أم نفسيًّا؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].



وإن كان ولا بد من التناجي في الخير، فليستأذِنا من الثالث بكلِّ لُطْف، حتى يأذن وهو راضٍ غير مكره، لا كما يفعل بعض الناس، يأخذ بيد صاحبه، ويقول للثالث عن إذنك، ثم ينصرف معه، ويُحدِّثه في زاوية، قبل أن يأذن الثالث، وتطيب نفسُه، فليس هذا من أدب الإسلام الذي يحفظ للناس كرامتهم، ويُعزِّز المودَّةَ بينهم.



ومثله الدخول على اثنين يتحدثان بينهما، فإنه يحتاج أيضًا إلى إذْنٍ منهما، لعلَّهما يتحدَّثان في أمر يخصُّهما؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان اثنانِ يتناجيانِ، فلا تدخلْ بينهما))؛ صحيح الجامع.



قال ابن عبدالبر رحمه الله: "لا يجوز لأحد أن يَدخل على المتناجِيَيْنِ في حال تناجيهما". وقال ابن مفلح رحمه الله: "ويكره أن يَدخل في سِرِّ قوم لم يُدخِلوه فيه، والجلوسُ والإصغاءُ إلى مَنْ يتحدَّث سرًّا"، فإذا تطفَّل عليهما، وانحشر بينهما، يريد سماع أسرارهما، فقد ارتكب إثمًا كبيرًا؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))؛ البخاري، والآنك: هو الرصاص المذاب.



14- إساءة الظن بأخيك، وتأويل قوله أو فعله بما لا يقصده، وتحميل تصرُّفه غير ما يحتمل؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ))؛ متفق عليه. وسوء الظن من أعظم مفسدات المحبة بين الناس، حين تُحاكَم النيَّات، ويُبنى الحكم من غير تثبت ولا تمحيص، فنواجه المتكلم بأنه إنما قصد من قوله كذا وكذا، وهو في حقيقة الأمر لم يَدُرْ بخَلَدِهِ شيء مما ظنَّه أخوه، الذي كان عليه أن يبعد وساوس الشيطان، وأن يحمل الكلام على تأويل حَسَنٍ، كما قال جعفر بن محمد: "إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عُذْرًا واحدًا إلى سبعين عُذْرًا، فإن أصبته، وإلا، قل: لعلَّ له عذرًا لا أعرفه"، وروي عن عمر رضي الله عنهأنه قال: "لا تظنَّ بكلمة صَدَرَتْ من أخيك شرًّا، وأنت تجد لها في الخير مَحْمَلًا".



فإن غالبك الظن، فبادره بالأمر، واسأله عن قصده من كلامه، أو مراده من فعله، والمصارحة خيرٌ من شحن النفس بالظنون، قال جعفر بن محمد لابنه: "يا بني، مَن غضب من إخوانك ثلاث مرات، فلم يقل فيك سوءًا، فاتخذه لنفسك خليلًا".



ولما كان الإمام الشافعي في مرض موته، قال له الربيع بن سليمان: قَوَّى الله ضَعْفَك يا إمام، فقال الشافعي: "لو قوَّى ضَعْفي، لقتلني"، فقال: والله ما قصدت يا إمام، فقال الشافعي رحمه الله: "والله لو شتمتني، لعلمت أنك لم تقصد".



فانظر إلى حُسْن الظن كيف يُبقي على العلاقات الطيبة بين الناس، ويُقوِّي روابط المحبَّة بينهم، ويعين على استمرار عشرتهم، ويبعث على التماس الأعذار لهم، وقبول الاعتذار منهم، وفي الحديث: ((لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ الله))؛ متفق عليه.



15- عدم الشعور بمشاكل أخيك، والإحساس بهمومه، ومشاركته أحزانه وأتْراحه، والوقوف بجانبه لتخفيف آلامه، وإعانته على التخلُّص من ابتلاءاتٍ وخطوب نزلت بساحته، وفي الحديث الشريف يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ"؛ مسلم.



ولقد دخل رجل الجنة في عمل يسير، كان يقرض الناس المال، فمن لم يتيسَّر له دَفْعُ ما عليه في الوقت المحدَّد، تجاوز عنه، وحطَّ عنه الدين؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُ))؛ البخاري.



ومن المؤسف أن نرى اليوم من يُضيِّق على المدين، ويُهدِّده بالتحاكُم إلى القضاء إن هو لم يدفع الدين في الوقت المحدد، وربما استغلَّ الفرصة لابتزازه وإذلاله، ومساومته في التنازُل عن بعض حاجاته، أو تسخيره في قضاء بعض مآربه.



ومن المؤسف أن نرى بعض الورثة يختصمون بعد الائتلاف، ويتفرَّقون بعد الاجتماع، ويُعادي بعضُهم بعضًا بسبب الخصام حول توزيع التركة، وما هي إلا أموال زائلة، وحظوظ فانية، لا تساوي شيئًا أمام ضياع الأخوَّة، وانفراط عقد القرابة.

إذا لَمْ يَكُنْ صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
فَلا خَيرَ في وُدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا
ولا خَيْرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ
ويَلقاهُ مِن بَعْدِ المَودَّةِ بالجَفا
ويُنكِرُ عَيشًا قَد تَقادَمَ عَهدُهُ
ويُظهِرُ سِرًَّا كانَ بالأمْسِ قَد خَفا

16- غَمْط الأخ حقَّه في زيارته، وإعطاؤه ما يستحقُّ من الوقت؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ((أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي الله عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكَ بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ))؛ مسلم.



17- ترك شكره والاعتراف بفضله إذا أسدى معروفًا؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ، لَمْ يَشْكُرِ اللهَ))؛ رواه الترمذي، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ))؛ رواه الترمذي.



18- عدم ذكر أخيك في غيبته بما تحبُّ أن يذكرك به؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحبُّ أن يذكرك به، وأَعْفِه مما تحبُّ أن يُعفيَك منه، وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به.



19- إسلاس القياد للنمَّامين الحاسدين، الذين يودون التفريق بين المتحابِّين، فلا تسمعْ منهم ما يفسد المودَّة بينك وبين أخيك، ولا تلتفتْ إلى وشايتهم، قَالَ رجل لوَهْب بْن منبه: إن فلانًا شتمك، فقال له وهب: أما وجد الشيطان بريدًا غيرك؟

كم صَاحب عاديتُه فِي صَاحب *** فتصالحا وبقيـتُ فِي الْأَعْدَاءِ



20- عدم الفصل بين الحب في الله، والإعجاب الذي غزا فِتياننا وفَتياتنا، وبخاصة بعد انتشار مواقع التواصُل الاجتماعي؛ حيث صار الحب يوزع على مَنْ حسن صوت غنائه، أو أبدع في حركات رَقْصِه، أو تجمَّل بغريب ثيابه، أو أغرب في أشكال وَشْمِه، أو أبْعَدَ في قصَّات شَعْرِه، أو أضْجَر بثقيل نكاته ومزاحه.

لا تركنَنَّ إلى ذي مَنْظَرٍ حَسَنٍ
فرُبَّ رائقةٍ قد ساء مَخْبَرُها
ما كلُّ أصفرَ دينارٌ لصُفْرَته
صُفْر العقارب أرداها وأنكَرُها


والحمد لله رب العالمين.



الالوكة

................

رد مع اقتباس
قديم 15/9/2022, 01:25 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
اسلام محمد2
كبير مشرفين منتدى القنوات والترددات

الصورة الرمزية اسلام محمد2

الملف الشخصي
رقم العضوية : 160933
تاريخ التسجيل : Jul 2009
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 6,539 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 69
قوة الترشيـح : اسلام محمد2 يستاهل التقييم

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

اسلام محمد2 متصل الآن

افتراضي رد: عشرون من مفسدات المحبة بين الناس

كل الشكر والتقدير لك اخى الكريم للجهد الطيب وللموضوعات المميزة
  رد مع اقتباس
قديم 20/9/2022, 09:45 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
ايمن مغازى
مراقب عـام منتديات المهندسين العرب

الصورة الرمزية ايمن مغازى

الملف الشخصي
رقم العضوية : 328492
تاريخ التسجيل : Feb 2013
العمـر : 50
الجنـس :
الدولـة : كفرالشيخ.فوه.الفتوح
المشاركات : 29,585 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 1264
قوة الترشيـح : ايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمة

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ايمن مغازى متصل الآن

افتراضي رد: عشرون من مفسدات المحبة بين الناس

توقيع » ايمن مغازى
لا إلـــه إلا الله
محمــد رســول الله

 

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~