الأزهر يدعو لتنقية المناهج الدينية من أفكار الغلو والتشدد

[حسام مشعل]

أجمع أساتذة الأزهر علي أهمية مناسبة المناهج والمقررات بما يتوافق مع المراحل السنية مشيرين إلي ضرورة إعادة النظر في المعاملات والآداب والأخلاق والسلوك والابتعاد عن الغلو والتشدد ونبذ الرذائل والكراهية والعنف.
قال الدكتور أحمد كريمه أستاذ الفقه بجامعة الأزهر إن في فقه الواقع والمصالح تجد جودة الأداء لتحديد الأهداف وتوضيح الوسائل للوصول إلي الغاية المرجوة من الشئ وبإنزال هذه الأشياء علي مقرر التربية الدينية بالمدارس المدنية يتضح أن التوصيف وصياغة المكونات التعليمية فيها عوار جسيم ويتمثل لك في أن مؤلف الكتاب أكاديمي وليس تربوياً وهذا علي خلاف آلية توصيف المناهج الدراسية.
أشار إلي أن اختيار المؤلف يفتقد إلي الشفافية فلا يعلم أحد كيفية الاختيار ولا مؤهلاته ولا مبرراته هذا من جهة ومن جهة أخري فالموضوعات غالباً لا تماثل المراحل السنية أو العمرية فنصوص من القرآن الكريم في مرحلة الابتدائية صعبة الحفظ علي التلاميذ وموضوعات الإعدادية مثل العبادات والطهارات علي وجه الخصوص يجد المعلم صعوبة في توصيل المعلومة بطريق مباشر وأما في المرحلة الثانوية فهي أمور متناثرة لا ضابط ولا رابط بعيدة تماماً عن فقه الواقع ومسايرة المجتمع ومن هنا يأتي العزوف عن هدم هذه المعلومات ويكون الأمر مجرد تحصيل بعض المعلومات الكافية للنجاح ليس إلا.
أوضح أنه يجب أن يكون التأليف والتوصيف جماعيا مؤسس من أكاديميين وتربويين وورش عمل جادة لانتقاء واختيار الموضوعات وفقاً للمراحل العمرية وقضايا المجتمع وإبعاد الشللية والوساطة والمحسوبية واسناد هذه الأمور إلي أهل الخبرة والدراية.
إعادة نظر
أضاف د.مصطفي السمين عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بأسيوط أنه بالنسبة للمناهج الدينية في المدارس العامة هناك أمور تتعلق بالعبادات لا يجب التداخل فيها لأنها مسألة محسومة عقائدياً ولا خلاف فيها وكل دين يدرس له عبادته الخاصة حسب شريعته أما المسائل التي تتعلق بالمعاملات والآداب والأخلاق والسلوك فهذه تحتاج إلي إعادة نظر وتنقية فيجب الابتعاد عن الغلو والتشدد واختيار ما يصلح للمجتمع والزمان الذي نعيش فيه وكل الأديان تتقارب وتتلاقي في نشر الفضائل ونبذ الرذائل والكراهية والعنف.
خطة محكمة
أكد الشيخ محمد حمودة من علماء الأزهر أن مناهج التربية الدينية التي تدرس في المدارس العامة في حاجة ماسة إلي التقنية والنظر فيما يدرس في كل مرحلة من مراحل هذا التعليم فلكل مرحلة من هذه المراحل لها ما يناسبها ويجب وضع خطة محكمة تناسب كل مرحلة علي حدة والمنهج الذي يتفق معها لذلك نري أن تكون هذه المناهج مؤلفة للواقع الذي نعيش فيه ونلمسه والتطور التكنولوجي الذي نحن بصدده حتي تكون لهذه المناهج الثمرة المرجوة من القيم والأخلاق ونشر الفضيلة ونبذ الرذيلة.