|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صور ومظاهر التيسير والرحمة في الحج
صور ومظاهر التيسير والرحمة في الحج أحبتي في الله: للتيسير والرحمة في الحج صور ومظاهر عديدة وكثيرة تشمل جميع مناسك الحج ومن هذه المظاهر والصور: أولاً: فرضية الحج مرة واحد في العمر: فالحج بخلاف جميع العبادات فرض مرة واحدة في العمر؛ بل يسقط عند عدم الاستطاعة؛ وهذا من يسر الإسلام ورحمته بأمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقد وقف صلى الله عليه وسلم يومًا يخطب في الناس قائلاً: “أَيُّهَا النَّاسُ, قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا”, فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ, ثُمَّ قَالَ: ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ؛ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ”[مسلم]. ولا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قادرًا على الحج كل عام، بل من المؤكد أنه كان يشتاق لمثل هذه العبادة الجليلة, لكنه لا يريد أن يقيس الأمر على نفسه, بل يريد أن يقيس الأمر على عموم المسلمين, وذلك بمن فيهم من الضعفاء والكبار والنساء وغير المستطيعين وذوي الاحتياجات !! والرجل يسأل ويكرر: أفي كل عام يا رسول الله ؟ والرسول صلى الله عليه وسلم لن يجيب بنعم إلا إذا أراد الله عز وجل, ولكنه يعلم صلى الله عليه وسلم أن الأمة إذا شدَّدت على نفسها شدَّد الله عليها, ولذلك ذكَّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حدث مع الأمم السابقة التي كانت تُكْثِر من الأسئلة دون احتياج, والرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يرحم وييسر على هذه الأمة, وينقذها من أي هَلَكَة.. ثانياً: الإذنُ للضَّعفة أن يدفعوا من مزدلفة إلى منى قبل الناس: حتى لا يضايقهم الأقوياء أثناء دفعهم إلى منى، فقد كان عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – يقدِّم ضعفةَ أهله، فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل، فيَذكرون الله ما بدا لهم، ثم يرجعون قبل أن يقف الإمام، وقبل أن يدفع، فمنهم مَن يقدم منى لصلاة الفجر، ومنهم من يقدم بعد ذلك، فإذا قدموا رمَوا الجمرة، وكان ابن عمر – رضي الله عنه – يقول: ” أرخص في أولئك رسول الله – صلى الله عليه وسلم -” . (البخاري ومسلم). ثالثاً: جواز تقديم بعض أعمال يوم العيد على بعض: فالسُّنة يوم العيد رمي جمرة العقبة أولاً، ثم ذبح الهدي، ثم الحلق أو التقصير، ثم طواف الإفاضة، هذا فعل النبي؛ لكن مَن قدم بعض هذه الأشياء على بعض جاز، قال رجل للنبي – صلى الله عليه وسلم -: زرت قبل أن أرمي؟، قال: ” لا حرج” ، قال: حلقت قبل أن أذبح؟، قال: ” لا حرج “، قال: ذبحت قبل أن أرمي؟، قال: ” لا حرج”.(البخاري). وسيأتي تطبيق ذلك بين الواقع والمأمول في عنصرنا الثالث إن شاء الله تعالى . رابعاً: النوم في المزدلفة: ومن مظاهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً بالحجاج أنه نام في المزدلفة من بعد وصوله وصلاته للمغرب والعشاء جمعاً, وذلك إلى صلاة الفجر[مسلم], ولم يَرِدْ عنه أنه صلى هذه الليلة قياماً ولا صلى وتراً, وهذا من رحمته صلى الله عليه وسلم بالمسلمين, فهو يعلم مدى المشقة التي كانت في يوم عرفة والدفع من عرفة إلى المزدلفة, فأراد أن تكون سُنّته التي يقلده فيها مَن في المزدلفة هي النوم الهادئ المريح غير المقطوع باستيقاظ أو صلاة !! خامساً: ترك المزدلفة قبل الفجر رحمة بالضعفاء: وأيضًا من دلائل رحمة النبي صلى الله عليه وسلم في الحج أنه أَذِنَ للضعفاء أن يتركوا المزدلفة ليلاً قبل الفجر لكي يدركوا الجمرات قبل الازدحام, تقول عائشة رضي الله عنها: ” نَزَلْنَا الْمُزْدَلِفَةَ فَاسْتَأْذَنَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَوْدَةُ أَنْ تَدْفَعَ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ, وَكَانَتْ امْرَأَةً بَطِيئَةً فَأَذِنَ لَهَا, فَدَفَعَتْ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ, وَأَقَمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا نَحْنُ ثُمَّ دَفَعْنَا بِدَفْعِهِ فَلأَنْ أَكُونَ اسْتَأْذَنْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَمَا اسْتَأْذَنَتْ سَوْدَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ “. [البخاري]. سادساً: رمي الجمرات بحصى صغير: ومن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم أنه رمى الجمرات بحصى مثل حصى الخذف[مسلم], وهو حصى صغير في حجم حبة الباقلَّا كما يقول الإمام النووي في شرح مسلم:” وهذا الحجم الصغير حتى لا يؤذي إنسانًا بطريق الخطأ..” سابعاً: جوازُ تأخير رمي يوم الحادي عشر إلى يوم الثاني عشر لأهل الأعذار: فعن أبي البداح بن عاصم بن عدي عن أبيه – رضي الله عنه -: ” أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أرخص لرعاء الإبل في البيتوتة خارجين عن منى، يرمون يوم النحر، ثم يرمون الغد، ومن بعد الغد ليومين، ثم يرمون يوم النفر”؛ ( موطأ مالك بإسناد صحيح)؛ فأذِنَ النبي لرعاة الإبل في جمع رمي يومين، فيقاس عليهم مَن عذرُهم مثلهم أو أشد منهم، فإذا كان يشق الرمي؛ لبُعد المكان، أو لضعف الحاج، أو لكبر سِنه، أو مرضه، وكذلك مَن يقدمون خدمةً للحجاج، سواء كانوا يعملون في القطاع الحكومي، أو في مؤسسات خاصة، فيجوز لهم أن يؤخر رمي يوم الحادي عشر إلى اليوم الثاني عشر، فيرمي المؤخر أولاً جمار الحادي عشر، فإذا فرغ من الجمار الثلاث، رمى جمار الثاني عشر، أمَّا إذا كان التأخير لغير عذر، فلا يجوز؛ لفعلِه – صلى الله عليه وسلم – حيث لم يؤخره النبي – صلى الله عليه وسلم – مع قوله – صلى الله عليه وسلم -: ” لتأخذوا مناسككم “، والرمي عبادة مؤقتة بوقت، فلا يجوز تقديمه أو تأخيره عن وقته إلا بدليل، والدليل ورد في حال العذر، فيقتصر عليه، والله أعلم. ثامناً: ًومن التيسير في رمي الجمار أن وقتها موسع: فآخر وقت رمي جمرة العقبة ما لم يطلع فجر اليوم الحادي عشر، فقد حدَّ النبي – صلى الله عليه وسلم -بداية وقت رمي جمرة العقبة، ولم يحد نهايته. أما أول وقت رمي الجمار في اليوم الحادي عشر وما بعده، فبعد زوال الشمس؛ فعن جابر – رضي الله عنه – قال: “رمى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الجمرة يوم النحر ضحىً، وأما بعدُ فإذا زالت”؛ ( مسلم)، ولو كان الرمي مشروعًا قبل الزوال، لفَعَله النبي – صلى الله عليه وسلم – لما فيه من المبادرة في فعل العبادة في أول وقتها، وتطويل الوقت، إضافة إلى التيسير على الحجاج، وعن ابن عمر – رضي الله عنه – قال: “كنا نتحيَّن، فإذا زالت الشمس رمينا”. (البخاري)، فدل على أنَّه لو كان يشرع الرمي قبل الزوال، لما تحيَّنوا، ولرمَوْا قبل الزوال . ومع ذلك فقد أجاز بعض العلماء الرمي قبل الزوال أيام التشريق تخفيفاً وتيسيراً والأول أرجح !! أما آخر وقت الرمي في أيام التشريق، فهو ما لم يطلع فجر اليوم الذي يليه، فقد حدَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – بفعله أولَ وقت الرمي بعد الزوال، ولم يحد نهايته، فيجوز أن يرمي ليلة الثاني عشر عن اليوم الحادي عشر، ويرمي ليلة الثالث عشر عن اليوم الثاني عشر، أمَّا اليوم الثالث عشر فآخر وقت الرمي فيه، غروب شمس يومه؛ لإجماع أهل العلم على أنَّ وقت الرمي يفوت بغروب شمس اليوم الثالث عشر. تاسعاً: سقوط المبيتُ بمنى أيام التشريق عند العجز: فإذا لم يكن للحاج خيمة في منى يبيت بها أيام التشريق، فليبتْ بمكانه الذي هو فيه، ولا يجب عليه أن يأتي لمنى ويبحث عن مكان، فما يفعله بعض الحجاج من المبيت في أماكنَ قذرةٍ، أو في الشوارع والطرقات، فهذا تنهى عنه الشريعة، فعن حذيفة بن أسيد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ” مَن آذى المسلمين في طرقهم، وجبتْ عليه لعنتُهم”. ( الطبراني وحسن إسناده الهيثمي في مجمع الزوائد )، فمن افترش الطرق والممرات، وضايق السيارات والمشاة، فهو معتدٍ، إذا دُعي عليه كانت مظنة إجابة الدعوة عليه، فكيف يكون متقربًا لله بأمر يستحق أن يذم ويدعى عليه بسببه؟! عاشراً: جواز الجمع بين طواف الإفاضة والوداع: فمَن أخَّر طواف الإفاضة، وطافه قبل رجوعه إلى بلده، ولو سعى بعد الطواف، أجزأه عن طواف الوداع، كما تجزئ الفريضة عن تحية المسجد لمَن دخل والإمام يصلي. حادي عشر: سقوطُ طواف الوداع عن الحائض والنفساء: فيجب على الحاج إذا فرغ من حجِّه أن يطوف طواف الوداع، ثم يرجع إلى أهله؛ لكن خُفِّف عن الحائض والنفساء، فلا يجب عليهما البقاء في مكة حتى تطهرا ثم تودعان، فعن ابن عباس – رضي الله عنه – قال: ” أُمِر الناسُ أن يكون آخرُ عهدهم بالبيت؛ إلا أنه خفف عن الحائض ” . (البخاري ومسلم). عباد الله: إن تتبع رحمة النبي صلى الله عليه وسلم في حجته يصعب, لأن ذلك يتطلب منا أن يتناول الحجة بكاملها, فقد كانت كلها رحمة وتيسيراً, وهذا ليس مستغربًا مع كون الحج مشقة, لأن الله تعالى ما كلَّف أمرًا إلا ووضع في الإنسان من الطاقة والقدرة ما يمكِّنه من فعله, فإذا كان المُطَبِّق والمُعَلِّم مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحمته ورأفته صار الأمر ميسورًا وسهلاً ؛ وهذا ما نأمل تطبيقه في واقعنا المعاصر من خلال عنصرنا التالي إن شاء الله تعالى.
|
18/8/2016, 06:22 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
نجم المنتدي الاسلامي
|
رد: صور ومظاهر التيسير والرحمة في الحج
جزاك الله خيرا
|
||||
18/8/2016, 08:59 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
كبار الشخصيات
|
رد: صور ومظاهر التيسير والرحمة في الحج
شكرا جزيلا لك ياغالي
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~