سوريا وطقوس رمضانية ونار الحرب الأهلية

[محمود ابواحمد]

سوريا وطقوس رمضانية ونار الحرب الأهلية




يأتى رمضان هذا العام على سوريا ودمشق حزينة تنزف دمًا، وما ألم بها من تناحر بين أبنائها من فريق النظام السورى وفريق الجيش الحر، لكن ستظل دمشق لها عبق ونسيم ليس موجودًا فى اى مكان فى العالم، وللسوريين طريقتهم الخاصة، فى الاحتفال بشهر رمضان الكريم.

وهناك العديد من المجالات التى تبرز فيها أساليب الاحتفال لدى السوريين، فهناك المستوى الرسمى وكذلك المستوى الشعبى، فعلى المستوى الرسمى يتم تخصيص مساحات واسعة من البث الإعلامى الإذاعى والتليفزيونى للبرامج الدعوية والدينية، فهناك ساعات للقرآن الكريم وأوقات مخصصة للحديث الشريف وللسهرات الدينية والندوات الحوارية، كما تخصص المساجد أوقاتًا فيما بعد صلاتى الفجر والعشاء للدروس الدينية، وكذلك بعد صلاة التراويح، وترسل إدارة الإفتاء العام المدرسين الدينيين فى مختلف المساجد بالأراضى السورية، بالإضافة إلى إرسالهم خارج البلاد من أجلِ الدعوة الإسلامية؛ فى إطارِ اتفاقات التبادل الثقافى مع الدول الإسلامية وغير الإسلامية.
وشعبيًّا يعد شهر رمضان الكريم من الشهور التى تزدهر فيها روح العطاء والتعاون بين المواطنين؛ حيث يحرص المسلمون فى سوريا فى هذه الفترات على تبادل الزيارات من أجل تدعيم أواصر صلة الرحم، كذلك يكثر عمل البر والخير كالإحسان إلى الفقراء والأرامل، كما يلتزم المسلم فى الشهر الكريم بالطاعات وأداءِ الصلوات وصلاة التراويح، على الرغم من أنه قد لا يكون ملتزمًا بتعاليم الدين الإسلامى طوال العام، كما تتزود الأسواق بالبضائع اللازمة لتلبية حاجاتِ الصائمين، ويتمُّ تعليق الفوانيس فى الطرقات وعلى شرفات المنازل وفى واجهات المحال التجارية تحيةً لشهر رمضان وتعبر عن احترامه وقدسيته.
ويحرص السوريون على إطلاق "مدفع الإفطار" كتقليد مستمر عبر التاريخ للإعلان عن حلول موعد الإفطار، كما يمر "المسحراتى" من أجل إيقاظ المواطنين لتناول طعام "السحور"، أيضًا تقوم المؤسسات الخيرية والأفراد بتوزيع الأطعمة على الفقراء، وتنتشر فى هذا الشهر الفضيل "موائد الرحمن" التى تُقام من أجل إطعام الفقراء وعابرى السبيل ممن يأتى عليهم وقت الإفطار وهم فى الطرقات، وكل هذه المظاهر تعبر عن رُوح التعاون التى تسود أوساط المجتمع السورى فى الشهر الكريم.
وتستقبل سوريا رمضان بتعليق لافتات فى الشوارع لتهنئة المسلمين بقدوم شهر رمضان، كتب على بعضها "أهلاً بك يا رمضان"، والبعض الآخر أحاديث نبوية عن فضل الشهر الكريم، مع تزيين الشوارع بالأنوار والمصابيح، وكذلك بعض مداخل البنايات، كما يطلق البعض الألعاب النارية بألوانها وأنواعها الجميلة، ويزداد الإقبال على المأكولات والمشروبات والحلويات.
ومن الأطعمة الشهيرة فى سوريا التبولة والبطاطس المقلية والفطائر بالسبانخ والكبة النيئة، بالإضافة إلى السمبوسك وحساء العدس المجروش. أما الأكلة الرئيسة ففتة المكدوس (وهى من الباذنجان واللحم المسلوق وخبز مقلى ولبن) وفتة المقادم، والفوارغ والقبوات وهى عبارة عن خروف محشو بالأرز واللحم والصنوبر.
أما على السحور فالطبق الناعم يؤكل عادة، وهو عبارة عن رقاقات من العجين ترش عليها دبس العنب والحلويات فالقطايف العصافيرى، وهى عبارة عن عجينة دائرية تُحشى بالقشطة البلدى ويرش عليها السكر.
هذه هى طقوس وتقاليد أهل الشام فى سوريا، ولكن هذه الطقوس قد تتأثر بالأحداث التى تمر بها سوريا الشقيقة.

[ناصر ابو محمد]

بارك الله فيك اخي وجعل عملك في ميزان حسناتك