الألتراس تنطلق في إيطاليا لتقتحم ساحات الرياضة والسياسة المصرية (ملف خاص)

[ميدو الشورة]

اجتمع الأسبوع الماضي أعضاء روابط ألتراس الناديين الأهلي والزمالك للاتفاق على التعاون، وتبني مطالب موحدة تجاه سير التحقيقات في مجزرة استاد بورسعيد.
والمتابع لتاريخ حركات الألتراس منذ نشأتها في خمسينيات القرن الماضي يدرك خطورة التحول الذي يرسيه هذا اللقاء الذي شهدته منطقة بانوراما حرب أكتوبر بمدينة نصر، بين ألتراس مشجعي ناديين كبيرين بينهما منافسة حادة ودائمة وينتميان لذات المدينة.
فخلال اللقاء اتفق ألتراس الناديين على قرار موحد بالعمل على وقف النشاط الكروي لحين القصاص العادل لشهداء استاد بورسعيد، وهو ما يعد تحولاً مهمًا في تاريخ حركات الألتراس التي نشأت في أحضان رياضة كرة القدم وارتبطت بها وصارت إحدى ظواهر اللعبة الرياضية الأوسع انتشارًا في العالم.
وفي هذا الملف تبحث «المصري اليوم» في تاريخ وخلفيات حركة الألتراس المصرية، وارتباطها بالحركة الدولية، وصولاً للاتفاق الأخير بين ألتراس الأهلي والزمالك الذي تبنى عدة مطالب على رأسها الشفافية في إعلان نتائج التحقيقات في مجزرة بورسعيد، والإعلان عن المسؤولين الحقيقيين عن الأحداث، وعدم تحويل القضية إلى «مجرد حادث شغب ملاعب».


الألتراس ينمو في إيطاليا ليغزو ملاعب العالم
من إيطاليا بدأت جماعات الأُلتراس، ومنها انتشرت إلى أوروبا ثم العالم العربي، لكنها لم تجد طريقًا للانتشار في آسيا وأمريكا اللاتينية، التي تسيطر عليها جماعات مشجعين أخرى، ويرجع الباحث الإيطالي «ألبرتو تيستا»، نشأة الألتراس إلى خمسينيات القرن الماضي، مع نشأة تجمع مشجعي «فييديلسمي جراناتا» بتورينو، وإن لم تحمل المجموعة وقتها اسم ألتراس.. المزيد


الألتراس يخترق الملاعب المصرية عبر بوابة القطبين
ظهر مصطلح الألتراس في مصر في بدايات عام 2007، حين قام شباب منشقون عن إحدى روابط التشجيع التابعة للنادي الأهلي، بالدعوة عبر أحد المنتديات لتشكيل تجمع ألتراس يحمل اسم النادي. متأثرين بما رأوه من تجارب مجموعات«الألتراس» بدول المغرب العربي، أثناء سفرهم مع فريق الأهلي لمساندته في البطولات الأفريقية خاصة في تونس، التى ظهر فيها الألتراس مع مطلع الألفية الثانية.. المزيد


الألتراس من منافسات كرة القدم إلى معارك السياسة
بزغ نجم مجموعات الألتراس، بعدما خرجت من مدرجات كرة القدم، لتنطلق في الشوارع والميادين، منذ الشرارة الأولى لثورة 25 يناير، لتصبح عاملا قويا ومؤثرا، في الأحداث التي شهدتها أيام الثورة الـ18، وما تلاها من أحداث دامية في شوارع وسط البلد، وشكلوا بأجسادهم دروعا مواجهة على أطراف الميدان لحماية المتظاهرين بالداخل من عصي الشرطة وقنابلها المسيلة للدموع.. المزيد


الألتراس.. جماعية لا تسعى للشهرة تمويلها ذاتي
تتسم روابط ألتراس بالشكل العنقودي، حيث تتشكل من مجموعات مقسمة حسب المناطق السكنية. وتعتمد على روابط الجيرة والصداقة لتبني شبكة قوية ومنظمة من مشجعي النادي الذين يتحركون خلفه في كل مباراة لتقديم المساندة والتشجيع الذي يعد مجال المنافسة الأول بين جماعات الأُلتراس، تتراوح أعمار أعضاء مجموعات ألتراس ما بين 16 إلى 25 سنة.. المزيد


الألتراس وصراع طويل مع الأمن والإعلام
«أنا حر فيما أقوم به للتشجيع داخل المدرج، طالما لا أقوم بإيذاء أحد»، هذا جزء من عقيدة مجموعات «الألتراس» على مستوى العالم، فعلاقة أفراد الألتراس بالأمن تتلخص في جملة واحدة وضع فيها الألتراس خلاصة تاريخ من الاشتباكات الدامية بينهم وبين أجهزة الأمن في كثير من البلدان التي شهت ظهورهم
أنا حر فيما أقوم به للتشجيع داخل المدرج، طالما لا أقوم بإيذاء أحد»، هذا جزء من عقيدة مجموعات «الأُلتراس» على مستوى العالم.

فعلاقة أفراد الأُلتراس بالأمن تتلخص في جملة واحدة وضع فيها الأُلتراس خلاصة تاريخ من الاشتباكات الدامية بينهم وبين أجهزة الأمن في كثير من البلدان التي شهت ظهورهم «كل رجال الشرطة أوغاد» المعروفة اختصارًا بتعبير: A.c.a.b

ويسجل «ألبرتو تيستا» و«جارى أرمسترونج» في كتابيهما « كرة القدم.. الفاشية والتشجيع»، علاقة الأُلتراس بأجهزة الأمن، فمطلب الأُلتراس الأساسي هو التشجيع بلا قيود، لكن فرد الشرطة تتلخص مهمته في إحكام السيطرة والحفاظ على القواعد التي يراها الأُلتراس قيودًا.
فيسجل الباحثان اشتباكات بين الأُلتراس وقوات الأمن الإيطالية، بدأت من إصرار الأمن على إجبار الأُلتراس على التشجيع جلوسًا ورفض قيامهم بالوقوف أثناء تشجيعهم لناديهم.
وفي مصر عادة ما تشهد جداريات الأُلتراس «جرافيتي» عليه جملة تقول:«مش هتعلمني إزاي أشجع».

ويقول أحمد زهرة، أحد قيادات ألتراس أهلاوي،« فرد الأُلتراس يقوم بالتشجيع طوال المباراة، و ينتمى لكيان واحد فقط وهو النادي، ومن الممكن أن ترى اشخاص من غير الأُلتراس يحبون النادي أكثر منه، لكن فرد الأُلتراس مستعد أن يقوم بالتضحية بأى شئ من أجل ناديه، فكيف لا يحصل على حريته كاملة ؟».
وأضاف «خوف الأمن منا يكمن في خوفه من كياننا المنظم، فكان قيادات الأُلتراس يتعرضون لاعتقلات عشوائية من قبل جهاز مباحث أمن الدولة المنحل، بغرض معرفة خططنا قبل المباريات الهامة، و هل سيكون لنا دور في أى تظاهرات أو وقفات احتجاجية أم لا».

فيما أكد محمد محيي، أحمد قيادات ألتراس الزمالك، أنهم ليسوا دعاة شغب مثلما يقال عنهم، لأن منطقهم في الأصل مبني على الدفاع و ليس الهجوم، مما يجعلهم جاهزين للدخول في أى مشادات أو اشتباكات مع أى شخص يقوم بالتعدي على حريتهم.

و قال «المدرج مكان أمارس فيه حريتي المطلقة، وأرى أنه من حقى أن أهتف أو أرفع لافتات تحمل رسائل للمنافسين أو أى جهة أخرى حتى لو كانت نابية، فهم لهم حق الرد».

ومن أبرز عقائد «الأُلتراس» على مستوى العالم أنهم «ضد الإعلام»، فهم يرون أن الإعلام يدعم فكرة الأندية الرأسمالية التي تقوم بشراء عدد كبير من اللاعبين المميزين، وبالتالي تحرم الفرق الصغيرة من المنافسة».

و لكن في مصر، اتفق قيادات ألتراس الأهلي والزمالك، على أن الإعلام «الخاص والحكومي»، كان شريكًا رئيسًا في التحريض ضدهم قبل و بعد الثورة أيضًا. و أن مشاهير التوك شو الرياضى شاركوا في ذلك الامر بتحريض من الاجهزة الأمنية.

[ابوعبدة1]

شكراااا لك اخى