رغم غياب الفراعنة أسياد المونديال الأسمر..الأمل لايزال كبيراً في الرباعي العربي

[مصطفى صدقى]

منتخب مصر سيد البطولة الافريقية لكأس الأمم بلا منازع ، وأحد أهم عظماء اللعبة في الكرة السمراء ، وهو كان الاجدر بلقب منتخب القرن في القارة الافريقية وليس الثاني بعد المنتخب الكاميروني ، كما طبخ الكاميروني عيسى حياتو هذا اللقب لبلاده ضمن عدد كبير من المخالفات والطبخات التي ستظهر إن عاجلا أو آجلا عندما يشرق فجر ربيع الثورات في اتحادات الكرة القارية والاتحاد الدولي، كما ظهر ربيع الثورات العربية وكشف الفاسدين !

** ولا أقول كلامي مجاملة لبلدي ، بل أن التاريخ الكروي لمصر وإنجازاتها تتحدث عن ذلك ، فقد كان الاتحاد المصري الرائد في النشأة والتأسيس عام 1922 وعضوية الفيفا عام 1923 ، والمشاركة في البطولات الدولية سواء الدورات الاولمبية عندما شاركت مصر في الدورة الاولمبية الثالثة عام 1920 في انتويرب ببلجيكا، أو نهائيات كأس العالم منذ نسختها الثانية عام 1934 بإيطاليا ، ثم أنه صاحب اول إنجاز كروي افريقي على المستوى العالمي بإحراز المركز الرابع في الدورة الاولمبية الخامسة عام 1928 بأمستردام ، وشارك بعد ذلك في دورات أعوام 36 و48 و52 ، ثم كرر تحقيق انجاز المركز الرابع في الدورة الاولمبية الحادية عشرة عام 1962 بطوكيو، وقد حقق المصريون هذه الانجازات قبل أن تستقل أو تتأسس أو تظهر إلى النور كثير من الدول التي نراها الان على خريطة القارة الافريقية، ولولا تفريط منتخب مصري في التأهل لنهائيات كأس العالم في مرات عديدة ، لكان المتوج على عرش القارة السمراء بلا منازع.

** وللأسف تأتي كأس الامم الافريقية التي تنطلق الليلة في غينيا الاستوائية ، ومصر ليست في قائمة الدول ال16 المشاركة في نهائيات هذه البطولة التي تحمل الرقم 28 ، والتي انطلقت عام 1957 في السودان حيث توجت مصر للمرة الاولي ثم احتفظت باللقب في البطولة الثانية عام 1959 بالقاهرة ، والغياب المصري عن النهائيات هذه المرة أحد المرات النادرة في تاريخ الكرة المصرية التي سبق أن تأهلت 22 مرة لهذه النهائيات وهي المنتخب الوحيد الذي حقق ذلك الانجاز ، كما أنها فازت باللقب 7 مرات وهو الرقم القياسي في تاريخ البطولة الذي لا يشاركها فيه أي دولة أخرى.. وليس متوقعا أن تلحق دولة أفريقية بهذا الانجاز عما قريب ، لان أقرب المنافسين وهما الكاميرون وغانا فاز كل منهما باللقب 4 مرات ، ويستلزم لتحقيق ذلك اختفاء الكرة المصرية عن التتويج في ثلاث بطولات قادمة ، وهذا أمر صعب على منتخب اكتسح البطولة في النسخ الثلاث الاخيرة واحتكر اللقب بمفرده .

** وفي المرات السبع التي فازت مصر باللقب عاصرت شخصيا، خمس بطولات ، حيث لم أولد قبل إحرازها البطولتين الاولى و الثانية ، وفي البطولات الخمس الاخري كنت حاضرا في أرض الملعب في ثلاث تتويجات أولها بالقاهرة عام 1986 ، والثاني بالقاهرة عام 2006 ، والثالث بغانا عام 2008 ، وفي المرات الثلاث صرخت وبكيت فرحا وفخراً بأبناء بلدي الذي رفعوا رأس بلدهم ورؤوس كل العرب عالية بين عمالقة الكرة السمراء .

** وسبحان الله فإذا كان صديقي المدرب الكبير حسن شحاتة الذي كان من حظي الطيب متابعته صحفيا كلاعب في سنواته الاخيرة في المستطيل الاخضر مع الزمالك في النصف الاول من عقد الثمانينات ، إذا كان – شحاتة - العلامة الابرز في تاريخ الكرة المصرية الافريقية ، كأفضل مدرب مصري وعربي وافريقي في تاريخ هذه البطولة ، بقيادته منتخب مصر للفوز باللقب ثلاث مرات أعوام 2006 و2008 و2010 ، مما جعل إسمه يظهر رسميا في قوائم واستفتاءات المجلات العالمية كواحد من بين أفضل خمسة مدربين في العالم أكثر من مرة ، وهذا لم يحققه أي مدرب عربي او افريقي آخر، فإنه أيضا لم يوفق مرتين في التأهل بمنتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم ، والاكثر إيلاما له ولكل المصريين أن المعلم حسن شحاتة أيضا ، هو الذي فشل في التأهل بمنتخب مصر هذه المرة إلى نهائيات كأس الامم الافريقية رقم 28 ، التي تنطلق اليوم بغينيا الاستوائية والجابون . ومن الاسف أن يغيب مع مصر أيضا منتخب عربي كبير له تاريخ رائع مثل الجزائر التي صالت وجالت في كأس العالم وليس فقط في ساحة الكرة الافريقية التي أحرزت لقبها مرة واحدة عام 1990، ومع مصر والجزائر يغيب بعض عمالقة تاريخ اللعبة وخاصة الكاميرون ونيجيريا وجنوب افريقيا .. ويبدو كأن هذه الغيابات تخفف من أحزان المصريين بسبب غياب المنتخب المصري وكذلك حسن شحاتة ، الذي صرح اليوم لموقع كووورة بأنه يشعر بالألم لغياب منتخب الفراعنة عن نهائيات البطولة بعد أن سيطرعلى مقاليدها ثلاث بطولات متتالية,

** ورغم ذلك فإن الأمل الكبير ان يستطيع سفراء العرب الأربعة في هذه البطولة أن يعوضوا غياب مصر والجزائر ، وإذا كانت ليبيا تشارك في ظروف خاصة كلنا نعرفها بعد معركة طويلة لاسقاط نظام القذافي والاطاحة به بعد الثورة الليبية ، وإذا كانت السودان لا تزال تبحث رغم تاريخها الطويل عن تكرار إنجازها الوحيد في إحراز اللقب عام 1970 ، فإن الكرة العربية الشمال افريقية الرائدة في كل من المغرب وتونس، بتاريخها وإنجازاتها المشهودة ونجومها ومحترفيها في اوروبا، مرشحة للعب أدوار كبيرة في المنافسات وليس ببعيد ان يصلوا للمربع الذهبي للمسابقة ، بل والتتويج رغم المنافسة الشرسة المتوقعة مع غانا وكوت ديفوار والسنغال.

.. كل الامنيات الطيبة للكرة العربية وسفرائها الاربع في المونديال الاسمر رقم 28 .

تحياتى للجميع