بابلو اسكوبار

[esam9900]

تاجر الكوكايين بابلو اسكوبار محاطا برجاله

أطلق على بابلو إسكوبار تاجر المخدرات الكولومبى الشهير، والذى حلت ذكراه الخامسة عشر يوم الثلاثاء “قاتل الأطفال” السفاح لأنه سفك دماء أكثر من 10 آلاف شخص بينهم قضاة ووزراء ورجال شرطة ومواطنون عاديون ولم يرحم حتى الأحداث. وبلغت به الجرأة والإجرام حد تفجير طائرة مدنية فى الجو وهو الحادث الذى لم ينج منه أى من الركاب 107 الذين كانوا على متن الطائرة. كما هاجم قصر العدالة فى العاصمة بوجوتا بالقنابل. وكان ترتيبه السابع على العالم من حيث الثراء وفقا لتقارير مجلتى فوربس وفورتشن الأمريكيتين.

وأعلن الحرب على الحكومة الكولومبية واستطاع ترهيب جميع سلطاتها، وشيد مملكة الكوكايين انطلاقا من مبادئ العنف والدماء وكانت عصابته الرهيبة تنتج أكثر من 20 طنا من كوكايين شهريا، حتى أن وحشيته غيرت ملامح البلاد، بعد أن دمرت تجارته عائلات بل ومجتمع بأسره.

أما الأوجه الخفية التى لا يعرفها أحد عن هذا الرجل الرهيب فإن بابلو إسكوبار جافيريا “1949 - 1993″ لا يزال حيا فى
الخيال

والوجدان الشعبى لدرجة أن كثيرا من الفقراء فى مدينة ميديين يعتبرونه المسيح المخلص ويصلون له كل ليلة ويضيئون الشموع من أجل عودته لينقذهم من الفقر والضياع الذى تركتهم فيه الحكومة.

وتقول الأساطير الشعبية التى حيكت عن هذا “البطل الشعبي” الذى من وجهة نظرها استغل المخدرات لمحاربة الحكم المستبد ونفوذ “الجرينجو” أمريكا فى البلاد، إن إسكوبار لاقى حتفه خمس مرات، و أنه لم
يمت

بل رفع كالمسيح وأنه سيعود بعد طول غياب.

هناك من يقول أنه لاقى حتفه على يد قناصة الكوماندوز الأمريكيين من وحدة “دلتا فورث” الخاصة، لكن بعضهم يرى أنه هرب فى إحدى جزر الكاريبى ولم يعثر عليه ولا يزال حيا، وهناك من يؤيد نظرية “
بيدى

لا بيد عمرو” حيث فضل الانتحار بشرف على الوقوع فى أيدى أعداءه، وغيرها من الأساطير حول المصير الغامض لإسكوبار الذى عاش حياته طولا وعرضا بسرعة الصاروخ وغادر عالمنا شابا، مؤكدا نظرية “من عاش بالسيف.. مات به”.

وأول مواجهة لإسكوبار مع الشهرة كانت عندما رشح نفسه عام 1982 كعضو فى برلمان كولومبيا عن منطقة ميديين، وضمت حملته الانتخابية حضور مباريات كرة قدم ومصارعة ثيران بلغت 800 نشاط اجتماعى مختلفا، كما قدم دعما لمشروع إسكان شعبى فى المدينة نفسها استفادت منه 400 أسرة فى أيار/مايو 1984.

وكان من ضمن قناعات إسكوبار سن تشريع يجيز تجارة المخدرات - الكوكايين تحديدا -
بصورة

قانونية، أطلق عليه كوكايين إسكوبار.

وولد بابلو إميليو اسكوبار جابيريا فى أول كانون أول/ديسمبر عام 1949 ، فى منطقة أنتيوكيا الريفية التى
تقع

إلى الجنوب الشرقى من مديين، فى فترة العنف الكولومبية. وكان الابن الثالث للمزارع أبيل دى ويسوس وزوجته هيرمينا المدرسة الابتدائية. وبعد عامين من ولادته، انتقلت العائلة إلى مديين حيث عملت هيرمينا فى المدارس.
وعرف عن إسكوبار ولعه الشديد بكرة القدم منذ الطفولة واستمر يمارس هوايته طوال حياته، ما جعله يستثمر الأموال فى تعزيز الكرة الكولومبية، تحديدا فى فرق مديين وقام بشراء كل المواهب التى استطاع العثور عليها فى أمريكا اللاتينية.

وارتبطت بداية مشواره الإجرامى بلص سيارات يعرف بلقب خيسوس دى ناصارينو. ومع نهاية الستينات، أصبح اسكوبار خبيرا بسرقة السيارات، وتهريبها ولديه عصابته الخاصة.

وفى أقل من عشرة أعوام، تحول اسكوبار من لص صغير إلى مجرم دموى وقاتل مأجور. ومع بداية السبعينات، أصبح الكوكايين خيار المخدرات لأصحاب الأناقة والشهر والثراء، إلى جانب أنه يدفع إلى الإدمان. مع انفجار استعماله فى الولايات المتحدة، تولى اسكوبار وعصابات مديين مهمة تلبية الإقبال الكبير عليه. وفى نهاية السبعينات، وبعد قيامه بعدة رحلات جوية فقط، تحول بابلو اسكوبار إلى مليونير.

ومع بداية الثمانينات، أصبح بابلو اسكوبار فى مجال الكوكايين أشهر من بيل جيتس فى مجال الكمبيوتر، إذ بلغ دخله اليومى نصف مليون دولار. وأصبحت منظمة إسكوبار تعتمد على مثلث رعب أضلاعه خوسيه رودريجيث جالشار عبقرى اكتشاف طرق التهريب، وأوتشوا مبدع غسيل المال، وإسكوبار مديرا للمنظمة وعملوا بعد أن نجح إسكوبار فى احتكار السوق
الأمريكى

أكبر سوق لاستهلاك المخدرات فى العالم.

وفى
منتصف

الثمانينات من القرن الماضي، جمع بابلو ثروة ضخمة قدرها أربعة مليارات دولار، فظهر على صفحات المجلات العالمية، كأحد أغنى رجال العالم.

وتصرف اسكوبار بازدواجية واضحة كغيره من زعماء المافيا، إذ كان يمثل مهرب مخدرات دمويا مطلوبا لحكومتى كولومبيا والولايات المتحدة، إلا أنه كان فى الوقت نفسه زوج ووالد صالح وفاعل خير يخلق العديد من فرص العمل ويبنى المساكن والمستشفيات والمدارس، ومراكز ترفيه لأبناء منطقته.


ولا شك أنه اشترى المزارع والمنازل الريفية التى كان يحتفظ فيها بالنساء والجياد والتحف الجميلة ومجموعة من السيارات إلى ما هنالك من أشياء مشابهة. حتى أنه امتلك حديقة للحيوانات
،

وليس على المرء إلا أن يذهب لرؤية الحيوانات هناك دون أن يدفع سنتا واحدا.
واعتمد إسكوبار “الإرهاب” من بين سبل التعامل مع القضاء والصحفيين. ولم يتردد بإرسال تهديد إلى البعض عبر واحد من محاميه العديدين. وكان يعرض على هؤلاء الاختيار بين المال والرصاص، أى الثراء أو الموت.

وبعد استفحال أمره ومحاصرة الولايات المتحدة لنشاطه، اختار إسكوبار تسليم نفسه للسلطات الكولومبية بعد حصوله على ضمانات بعدم تسليمه إلى واشنطن، وضمن الشروط التى حددها بنفسه للحكومة الكولومبية.

وقام شخصيا ببناء سجن خاص به عرف بلقب لاكاتيدرال خارج مديين. وهذا الجزء خلده أديب نوبل الكولومبى جارثيا ماركيز فى روايته “نبأ اختطاف”، حيث لم يخف إعجابه بملك الكوكايين.

وبعد فراره بعام يبدو أن حظه أخذ ينضب، حيث لجأ اسكوبار إلى شقة سكنية فى مديين. أثناء حوار أجراه مع ابنه بالهاتف المحمول، تمكنت الشرطة المختصة من تحديد موقعه، على مسافة مئة متر إلى أن عثروا على الشقة التى كان يسكنها.

وحاول اسكوبار الهرب بالقفز من فوق سطح الشقة. وفى تبادل لإطلاق النار بين الشرطة واسكوبار، سقط قتيلا على يد أحد رجال الشرطة فى الثانى من كانون أول/ديسمبر عام 1993 أى بعد يوم واحد على ذكرى ميلاده الـ44 . واحتفلت الشرطة فى الشوارع، بينما أعلنت عائلته الحداد على موته. وكان مماته شبيهاً جداً بحياته. إذ أن جنازته ازدحمت بفرح أهل الشماتة من أهالى الذى قتلوا على يد رجاله وعصاباته، وحزن عائلته ومحبيه الذين استفادوا من المساعدات والمعونات التى قدمها عبر أعماله الخيرية الواسعة النطاق.

وستبقى أسطورة بابلو اسكوبار فى أذهان عدة أجيال قادمة، ولكن إلى أن يتم التخلص من الطلب على المخدرات سوف يبقى هناك شخص من هذا النوع، مستعد لتلبية هذا الطلب.

وولد بابلو اسكوبار، ومات عرابا للكوكايين، ومع ذلك اتهم نجله خوان بابلو بعض أفراد العائلة باقتلاع ثلاثة ضروس من فم جثة والده لبيعها لهواة اقتناء الأشياء
النادرة

والغريبة.
ورغم وفاة بابلو اسكوبار، ما زال سكان مديين يذرفون الدمع على قبره، حزنا على ما قام به من بناء مساكن للمشردين ومستشفيات للمرضى ومدارس للأميين وكنائس.

[لوركا]

مقال رائع اخى عصام
تحياتى

[مدحت الجزيرة]

حتى الناس دى بقت رموز

لا حول ولا قوه الا بالله

تحيتى

[esam9900]

اشكر مرورك العطر لوركا باشا

[esam9900]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدحت الجزيرة

حتى الناس دى بقت رموز

لا حول ولا قوه الا بالله

تحيتى

شرفني مرورك اخي مدحت